إعلاميون قطريون: زيارة أمير الكويت تعزز الشراكة الاستراتيجية والدينامية لعلاقات البلدين
تاريخ النشر: 19th, February 2024 GMT
أكد إعلاميون قطريون أن زيارة صاحب السمو الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت الشقيقة، لدولة قطر، من شأنها تعزيز التنسيق والتعاون والشراكة الاستراتيجية القطرية الكويتية، المبنية على أسس متينة من الأخوة والمحبة والتطلعات المشتركة، وتقوية الدينامية التي تتميز بها العلاقات بين البلدين.
ولفتوا، في تصريحات خاصة لوكالة الأنباء القطرية /قنا/، إلى عمق العلاقات القطرية الكويتية، وما يربط البلدين من علاقات أخوية تاريخية وقواسم مشتركة، وتعاون وشراكة في مختلف المجالات، وما يجمعهما من رؤى متقاربة إزاء مختلف القضايا الإقليمية والدولية.
وقال السيد جابر الحرمي رئيس تحرير صحيفة الشرق القطرية لـ /قنا/: إن العلاقات القطرية الكويتية تاريخية ومتجذرة ومتماسكة على مختلف الأصعدة، وتشهد تطورا لافتا، ومستمرا في المجالات كافة.
وأضاف أن ما يعزز هذه العلاقات هو التقارب الكبير في رؤية قيادتي البلدين حيال قضايا المنطقة، والمساعي الحميدة والأدوار الإيجابية لدى القيادتين لتعزيز الأمن والاستقرار والتنمية إقليميا ودوليا، إلى جانب دعم قضايا الأمة وخدمة مصالحها على مختلف الأصعدة.
وعبر الحرمي عن ثقته في أن زيارة سمو أمير الكويت للدولة، ستشكل محطة مهمة في تاريخ العلاقات القطرية الكويتية، وتفتح آفاقا جديدة لهذه العلاقات وتعزيزها، والبناء على ما ترسخ عبر عقود في المجالات المختلفة.
وتابع: "سنرى مزيدا من التنسيق والتعاون الثنائي المثمر، وسنشهد كذلك التنسيق والتكامل في الأدوار على الصعيدين الإقليمي والدولي، كما نعول على مثل هذه الزيارات المتبادلة بين قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية للارتقاء بالعمل الخليجي المشترك، ودعم منظومة المجلس التي دخلت عقدها الخامس".
وأكد رئيس تحرير صحيفة /الشرق / أن تعزيز المنظومة الخليجية وتدعيم أدوارها والمساهمة في تفعيلها بصورة أكبر محل اهتمام وحرص قادة دول مجلس التعاون الخليجي، وضمن تطلعات الشعوب الخليجية التي تتمسك بهذه المنظومة.
كما لفت إلى أن هذه الزيارة تأتي في وقت والمنطقة تمر بمنعطفات خطيرة، خاصة ما يتصل منها بعدوان الكيان الإسرائيلي المحتل على الشعب الفلسطيني.. وقال: "يتضح لكل متابع أن الرؤية القطرية الكويتية متطابقة حيال دعم الحقوق الفلسطينية ورفض العدوان".
وشدد، في سياق متصل، على أهمية تنسيق المواقف بين قيادتي البلدين في المحافل الإقليمية والدولية حيال مختلف القضايا التي تتعلق بأمن واستقرار المنطقة، والنأي بها عن أي صراعات جديدة، مضيفا أن رؤية البلدين تركز على الاستقرار والأمن والحوار لحل القضايا والأزمات المختلفة بالمنطقة.
ولفت السيد جابر الحرمي في سياق تصريحه إلى الأدوار الإيجابية والكبيرة لدولة الكويت الشقيقة تاريخيا، ومساهمتها في تنوير وتقدم المنطقة ومنظومة مجلس التعاون الخليجي على وجه التحديد في مختلف المجالات السياسية والفكرية والثقافية والفنية والرياضية وغيرها.
من جانبه، قال السيد صادق محمد العماري مدير المركز القطري للصحافة: إن المكانة التاريخية التي تحتلها دولة الكويت في وجدان القطريين عظيمة، وهي ممتدة عبر تاريخ طويل تسندها علاقات اجتماعية واقتصادية وسياسية وثقافية، وغيرها من أوجه العلاقات الراسخة بين البلدين.
ولفت بدوره إلى توافق وتقارب رؤى البلدين تجاه الكثير من القضايا الإقليمية والدولية، وخاصة ما يتعلق بالقضية الفلسطينية التي هي موضوع الساعة، منوها بالجهود الكبيرة التي تقوم بها قيادتا البلدين، سواء لإيصال المساعدات إلى غزة أو في إجراء المشاورات السياسية لإنهاء هذه الحرب، وتمكين الفلسطينيين من إقامة دولتهم والحياة بأمن وأمان.
كما لفت إلى ما يجمع البلدين من حرص كبير على تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة من خلال الحوار ودعم مسارات التنمية، التي هي أساس الأمن ومنطلق لمواجهة التحديات بمختلف أشكالها.
بدوره، أكد السيد عبدالله طالب المري، رئيس تحرير جريدة /الراية/ القطرية، أن زيارة صاحب السمو الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت الشقيقة إلى بلده الثاني قطر تعكس عمق العلاقات التاريخية بين البلدين والشعبين الشقيقين.
وقال: إن العلاقات بين دولة قطر والكويت تقوم على روابط الأخوة والتعاون، وقد شهدت العديد من المحطات المضيئة على مدار تاريخها القديم والحديث، حيث وشائج القربى بين الشعبين اللذين تلاحما في السراء والضراء، وتناغما على مسار مشرف في مسار العلاقات الخليجية والعربية والدولية.
وأضاف أن زيارة سموه تأتي استمرارا وترجمة لحرص دولة الكويت على تدعيم وتوطيد علاقاتها الثنائية تعزيزا لمسيرة الإنجازات والازدهار، والتقدم الذي تشهده على مختلف الأصعدة.
وأكد أن الأحداث والتحولات أثبتت مدى حرص قيادتي البلدين على تنسيق المواقف تجاه القضايا الإقليمية والدولية، والرغبة المشتركة في تنمية التعاون ودعم الشراكة في مختلف المجالات بما يحقق تطلعات شعبي البلدين.
وأضاف: "من المتوقع أن تتناول الزيارة الكثير من المسائل منها تنمية العلاقات وتطويرها في مختلف المجالات، ودعم مسيرة مجلس التعاون الخليجي، إضافة إلى تبادل الآراء حول مستجدات الأحداث الإقليمية والدولية والجهود المبذولة بشأنها، لا سيما تطورات الأوضاع في قطاع غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة".
إلى ذلك، قال السيد فالح حسين الهاجري رئيس تحرير صحيفة /العرب/ : إن من يتتبع تاريخ العلاقات بين البلدين الشقيقين يدرك أبعادها الأخوية والوجدانية، وصلات القرابة التي تربط بين أهلها، وتقارب الرؤى السياسية والتنموية والأمنية وعلاقاتهما الدولية، وتنسيقهما المشترك على مستوى مجلس التعاون الخليجي، أو في الإطار العربي والإسلامي والعالمي.
وأشار السيد الهاجري، في تصريح مماثل لوكالة الأنباء القطرية /قنا/، أن هذه العلاقات لها جذور تاريخية ممتدة بين البلدين والشعبين الشقيقين، وما يربط بينهما من انتماء وهوية وتاريخ مشترك.
وعن أهمية زيارة سمو أمير دولة الكويت، أوضح أن هذه الأهمية تتجلى في حرص قيادتي البلدين على تعزيز الشراكة الاستراتيجية السياسية والأمنية والاقتصادية، وفتح ملفات تبادلية وتشاركية تخدم المصالح المشتركة، فضلا عما تكتسبه من أهمية في دعم مسيرة مجلس التعاون الخليجي، وتعزيز اللحمة الخليجية.
كما لفت إلى أن زيارة سمو أمير دولة الكويت مهمة لخدمة القضايا الملحة، بالنظر إلى تقارب وجهات نظر البلدين إزاءها، وقال: "زيارة سموه فرصة لتعزيز التنسيق والتشاور بين البلدين حيال مختلف القضايا بما يعزز الأمن والسلم على المستويين الإقليمي والدولي".
المصدر: العرب القطرية
كلمات دلالية: دولة الكويت
إقرأ أيضاً:
«الشراكة».. الهُوية التي نذهب بها نحو العالم
أبرز أمرين في تدشين الهوية الترويجية الموحدة لسلطنة عمان اليوم تمثلا في أن يدشن الهُوية حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله ورعاه- بنفسه؛ وفي ذلك تقدير كبير واهتمام من جلالته بالمشروع والدور المنوط به في رسم صورة ذهنية إيجابية عن سلطنة عمان. وهذا المشروع هو جزء من استراتيجية تم تطويرها لتقود المنظومة الترويجية المتكاملة لسلطنة عمان.
أما الأمر الثاني، وهو لا يقل أهمية عن الأمر الأول، فيتعلق بالمواطنين والمقيمين على أرض سلطنة عُمان أو من صوتوا من خارجها حيث إنهم اختاروا الهُوية التي تشير إلى دلالة «الشراكة» وفي هذا تأكيد جديد على أن العمانيين يحتفون «بالشراكة» مع الآخر ويقدرون العلاقات الاستراتيجية القائمة على فكرة الشراكة المنبثقة من أصولهم الحضارية، ولكن الساعية نحو مستقبل أكثر حداثة ووضوحا. والمثير في الأمر أن يصوت غير العمانيين لهذا الشعار في إشارة إلى الصورة المتشكلة في أذهانهم عن عُمان أنها بلد «الشراكة» وبلد «التسامح» و«تقبل الآخر».. وهذا أمر مبشر بالخير للهُوية نفسها وقبول الآخر لها حيث إن نجاحها بدأ من لحظة التصويت عليها وعلى القائمين على الأمر والمعنيين بموضوع رسم الصورة الذهنية في وعي الآخر عن عُمان أن ينطلقوا من هذا النجاح.
والموضوع برمته متأصل في الثقافة العمانية، فالعمانيون شعب يملك قيم الترابط والاندماج مع شعوب العالم، بل هو شعب قادر على التأثير المقبول في الآخر لأسباب تتعلق بالشخصية والثقافة العمانيتين وأصولهما الحضارية.
وإذا كانت الهوية الجديدة معنية في المقام الأول بالترويج التجاري والاستثماري إلا أن هذا لا يتحقق عبر الخطاب الاقتصادي أو الاستثماري وحده ولكن يتحقق عبر كل الخطابات بما في ذلك الخطاب السياسي والدبلوماسي والثقافي، وهذه الخطابات الأخيرة يمكن أن تنضوي تحت مصطلح «القوة الناعمة» التي شكلها العمانيون عبر قرون طويلة وحان الوقت لتحويلها إلى قيمة مضافة للمسارات السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
ومن الصعب النظر إلى مشروع الهوية الترويجية الموحدة لسلطنة عُمان في معزل عن جهود كبيرة وعميقة تبذل في سلطنة عمان ليس من أجل بناء صورة ذهنية عن عُمان فقط، ولكن -وهذا مهم جدا- من أجل بناء صورة عُمان الجديدة الدولة الحديثة ولكنها المتمسكة بأصولها الحضارية، الدولة المنفتحة على الآخر ولكن دون أن تنْبتَّ عن قيمها ومبادئها السياسية والثقافية، الدولة الذاهبة لبناء علاقات استراتيجية مع العالم ولكن القائمة في الوقت نفسه على مبدأ الشراكة التي تعود بالنفع على الوطن والمواطنين.
ومع تنامي هذا الجهد وبدء بروزه شامخا فوق السطح بفضل الفكر والجهود التي يقودها حضرة صاحب الجلالة السلطان المعظم بنفسه سيستطيع العالم أن يعيد رسم الصورة الذهنية عن عُمان عبر تجميع الكثير من المقولات والصور والمبادئ والسرديات التاريخية والثقافية والسياسية التي ستشكل مجتمعة الصورة التي هي نحن، والقصة التي هي قصتنا، والسردية التي تمثل أمجاد قرون من العمل الإنساني الحضاري. وحين ذاك، وهو قريب لا شك، سيعرف العالم عُمان الجديدة القادمة من أصولنا الحضارية والذاهبة باطمئنان نحو المستقبل الذي نريده.