RT Arabic:
2025-03-04@20:56:24 GMT

محاولة فاشلة لاحتلال تركيا!

تاريخ النشر: 19th, February 2024 GMT

محاولة فاشلة لاحتلال تركيا!

بدأت في 19 فبراير عام 1915 عملية غزو مضيق الدردنيل التي أمر بها ونستون تشرشل وكان حينها في منصب وزير البحرية الحربية، وهي تعد الأكثر كارثية في الحرب العالمية الأولى.

جرت عملية الدردنيل الفاشلة تلك فيما كانت الحرب العالمية الأولى مشتعلة في أوروبا، بمبادرة من تشرشل وكان هدفها أبعد من المضيق، ويتمثل في الاستيلاء على القسطنطينية وتوجيه ضربة قاتلة للدولة العثمانية.

اختار البريطانيون لحملتهم على تركيا نقطة ارتكاز في "غاليبولي"، وهي شبه جزيرة تقع على سواحل بحر إيجة في أقصى غرب القسم الأوروبي لتركيا، وشارك في العمليات القتالية 489000 جندي وضابط، معظمهم من بريطانيا وفرنسا وأستراليا ونيوزيلندا.

استخف قادة الحملة البريطانيون بقدرات الجنود الأتراك، واعتقدوا أنهم في نزهة بحرية، وتجاهلوا بنزولهم على سواحل شبه جزيرة غاليبولي قدرات جيش الدولة العثمانية البشرية وكذلك الروح القتالية للجنود والضباط الأتراك، والدعم العسكري الألماني الكبير لحلفائهم الأتراك في تلك الحرب.

واصل قادة الحملة بإصرار إرسال  الجنود لاحتلال مرتفعات شبه الجزيرة، وتضاعف عدد قواتهم حتى وصل إلى ما يقرب النصف مليون، فيما قاتل الجنود الأتراك ببسالة واستماتوا في الدفاع عن المنطقة.

ضابط تركي شاب يدعى مصطفى كمال باشا قاد فرقة أثناء القتال للدفاع عن "غاليبولي"، وكان هذا الضابط هو مصطفى كمال أتاتورك الذي أسس فيما بعد الدولة التركية الحديثة في عام 1923، يحرض جنوده على قتال الجنود الأستراليين الذين يواجهونهم قائلا: "أنا لا أمركم بالهجوم، أنا أمركم بالموت".

استمرت تلك الحملة الدموية والشرسة على مرتفعات "غاليبولي" 259 يوما، وفقد الحلفاء بين قتيل وجريح حوالي 252000 عسكري، نصفهم تقريبا من البريطانيين، فيما قتل حوالي 30000 من الأستراليين والنيوزيلنديين، ومني الفرنسيون أيضا بخسائر بشرية كبيرة.

في معارك الكر والفر على سفوح وهضاب "غاليبولي"، ونتيجة للقتال وللأوبئة التي انتشرت في أرض المعركة الموحلة، سقط للقوات التركية حوالي 186000 بين قتيل وجريح.

غادر المهاجمون في جنح الظلام خنادقهم في شبه الجزيرة، ونزلوا إلى الشاطئ وركبوا السفن عائدين من حيث أتوا، وانتهت تلك الحملة بهزيمة كارثية كبرى.

لجنة التحقيق في تلك الحملة الفاشلة للسيطرة على الدردانيل وغاليبولي، ألقت بمسؤولية  الهزيمة القاسية على لورد الأميرالية الأول في ذلك الوقت، ونستون تشرشل، وتم استبعاده من الحكومة الائتلافية العسكرية، وكاد أن ينتهي مستقبله السياسي، إلا أن تشرشل الذي كان وصفه أنتوني إيدن، الذي خلفه في منصب رئاسة الحكومة البريطانية في عام 1955 بأنه "رجل استعراض لامع"، لم يستسلم ووجد طريقه من جديد للصعود إلى القمة، مضى إلى الجبهة الغربية برتبة عقيد، وتولى قيادة الكتيبة الأسكتلندية الملكية ليلمع صورته ببقائه بضعة أشهر في الخنادق.

تشرشل كان محظوظا فقد عاني من أحوال صحية سيئة منذ طفولته، ومع ذلك عاش إلى أن ناهز التسعين، كما أنه كان يوصف بأنه أسوأ تلميذ في المدرسة سلوكا، وكان سلوكه محط الانتقاد على الدوام طيلة حياته السياسية، ومع ذلك دخل التاريخ على الرغم من سقطاته وأخطائه الكثيرة التي كادت في أكثر من مناسبة أن تضع حدا لمستقبله.

من أمثلة ذلك، أن تشرشل كان تعرض لانتقادات شديدة حين كان وزيرا للداخلية قبيل الحرب العالمية الأولى، للأساليب القاسية التي اتبعها لقمع الاحتجاجات في ذلك الوقت.

الحادثة الأبرز عرفت بـ "البيت المحترق"، حين سرقت مجموعة من قطاع الطرق متجر مجوهرات في عام 1910، وقتل أفرادها خلال تلك العملية اثنين من رجال الشرطة.

بعد بضعة أيام اكتشفت الشرطة مخبأ المجرمين في منزل بشارع سيدني، وأثناء تبادل لإطلاق النار مع قوات الأمن اندلع حريق في المنزل، إلا أن تشرشل نهى عن إخماد الحريق، ونتيجة لذلك مات اللصوص احتراقا. وزير الداخلية لم يتعرض في تلك المناسبة لأكثر من التوبيخ من زملائه ومن مواطنيه.

المصدر: RT

 

المصدر: RT Arabic

كلمات دلالية: أرشيف

إقرأ أيضاً:

كاتب إسرائيلي يحذر من العودة إلى جنوب لبنان خشية استنزافه وقتل جنوده

قال الصحفي الإسرائيلي آفي أشكنازي إن فكرة  إعادة إنشاء البؤر الاستيطانية، التي تركها الجيش قبل 25 عاما، خطأ سيظل العديد من الأمهات والآباء يذرفون الدموع من أجله، 

وأضاف في مقال له في صحيفة "معاريف"، قال إن "حرب غزة ولبنان أكدت أن الاحتلال ليس لديه استراتيجية، بل يعمل مثل محطة إطفاء، وقيادتها العسكرية والسياسية منشغلة بإطفاء الحرائق، وليس ببناء تحركات طويلة الأمد مبنية على رؤية واسعة، والردع جنباً إلى جنب مع الحقائق الإقليمية المتغيرة، ومواجهة النجاحات العسكرية، هكذا في الشمال مع لبنان، وفي الجنوب مع غزة، وفي الدائرة الثالثة الأبعد أيضاً".

وأضاف في مقال ترجمته "عربي21" أنه "قبل أكثر من خمسين عامًا، وبعد صدمة حرب 1973، بنى الاحتلال لنفسه قوة عسكرية هائلة تتألف من فرق وفيالق، وقوات جوية ضخمة، وأنظمة قتالية تتمتع بقدرة عظمى، ولكن بعد مرور سنوات فقط أصبح من الواضح للجميع أنه لم يكن بحاجة حقاً لجيش ضخم بهذا الحجم، الذي يتطلب ميزانيات ضخمة، ويثقل كاهل موارد الدولة، مما أدى للأزمة الاقتصادية الكبرى في الثمانينيات، ووصفها الخبراء بـ"العقد الضائع للاقتصاد".



وأوضح أن "جيش الاحتلال اجتاح لبنان في 1982 لطرد مسلّحي فتح الفلسطينيين الذين حوّلوا لبنان معقلاً لهم، ونجح بإبقائها بعيدة عنه، بإبعاد الآلاف منهم عبر سفن الترحيل من ميناء بيروت، لكنه ظلّ عالقاً هناك 18 عاماً، وبنى شريطين أمنيين، وسرعان ما اتضح أن "الشريط الأمني" الذي كان سيحمي المستوطنات الشمالية، تحول إلى "فخّ" للجنود الذين يخدمون في المواقع الاستيطانية، من خلال وقوع العديد من الكوارث العسكرية للمروحيات وناقلات الجنود المدرعة".

وأشار إلى أنه "لمدة 18 عامًا، سفك الاحتلال كثيرا من دماء جنوده في أرض الأرز، دون أي هدف حقيقي، وتطايرت صواريخ الكاتيوشا والقذائف نحو الشمال فوق رؤوس الجنود في المواقع، وشهدنا تسلل المسلحين داخل المستوطنات، مثل "ليلة الطائرات الشراعية"، والهجوم البحري في "نيتسانيم"، وغيرها، والآن نكرر نفس الخطأ، خاصة بعد الفشل أمام هجوم حماس في السابع من أكتوبر، حيث يحاول الجيش استعادة ثقة الجمهور به، وخلق الأمن والشعور بالأمن لديه".

وأضاف أن "الجيش قام بالشيء الصحيح بمضاعفة قواته في الشمال، بثلاث فرق تضم آلاف الجنود وقوة نيرانية هائلة، ولذلك فإن الجيش مُحق بتحديد معادلة قتالية، يحدد فيها أنه سيعمل في مختلف أنحاء لبنان وسوريا ضد محاولات حزب الله لاستعادة قدراته العسكرية".

وختم بالقول إن "الهجمات على أفراد الحزب، ومخازن أسلحته، هي الطريقة التي يمكن من خلالها تحديد مدى الردع في لبنان والمنطقة، لكن إعادة إنشاء البؤر الاستيطانية، التي تركها الجيش قبل 25 عاما، خطأ سيظل العديد من الأمهات والآباء يذرفون الدموع من أجله، فقط لأنه استسلم لتحريض قادة المستوطنات الشمالية".

مقالات مشابهة

  • كاتب إسرائيلي يحذر من العودة إلى جنوب لبنان خشية استنزافه وقتل جنوده
  • معاريف : هذا هو الكنز الذي استولت عليه حماس من “إسرائيل”
  • نائب: رئاسة البرلمان الحالية فاشلة بامتياز
  • خبير أمني يُفصل مصطلحا دينيا إسرائيليا يسعى لاحتلال الدول
  • خبير أمني يُفصل مصطلحا دينيا إسرائيليا يسعى لاحتلال الدول.. هل العراق منهم؟ - عاجل
  • تركيا: اعتقال رئيس بلدية معارض بتهمة "الفساد"
  • الجيش الإسرائيلي يقرر عدم معاقبة جنود طردوا عائلات فلسطينية شمال الضفة
  • تحقيق : هكذا سيطرت كتائب القسام على موقع ناحل عوز
  • خضوع أم إدارة فاشلة للأزمات؟
  • يديعوت: زامير يصعد إلى قيادة الجيش في فترة بالغة الصعوبة.. بين حربين