سرايا - تبدأ محكمة العدل الدولية الاثنين، عقد جلسات علنية بشأن التبعات القانونية الناشئة عن سياسات وممارسات إسرائيل في الأرض الفلسطينية المحتلة، بما فيها القدس الشرقية.

تأتي الجلسات في سياق طلب الجمعية العامة للأمم المتحدة الحصول على فتوى من المحكمة بشأن آثار الاحتلال الإسرائيلي المتواصل منذ أكثر من 57 عاماً، وستستمر لمدة 6 أيام بين 19و26 شباط /فبراير الحالي.



ومن المقرر أن تستمع المحكمة خلال الجلسات إلى إحاطات من 52 دولة – وهو رقم غير مسبوق في تاريخ المحكمة – بالإضافة إلى الاتحاد الإفريقي، ومنظمة التعاون الإسلامي، وجامعة الدول العربية.

وكانت الجمعية العامة قد تقدمت بطلب الفتوى من المحكمة في قرار اعتمدته أواخر كانون الأول/ ديسمبر 2022، بشأن التبعات القانونية "الناشئة عن انتهاك إسرائيل المستمر لحق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير، وعن احتلالها طويل الأمد للأرض الفلسطينية المحتلة منذ عام 1967 واستيطانها وضمها لها، بما في ذلك التدابير الرامية إلى تغيير التكوين الديمغرافي لمدينة القدس الشريف وطابعها ووضعها، وعن اعتمادها تشريعات وتدابير تمييزية في هذا الشأن".

وتختلف الإجراءات المطروحة أمام المحكمة، عن القضية التي رفعتها جنوب إفريقيا ضد إسرائيل بشأن ما وصفته بعدم امتثال إسرائيل لاتفاقية منع الإبادة الجماعية في الأرض الفلسطينية المحتلة خلال حملتها العسكرية عقب عملية السابع من أكتوبر 2023، والتي أدت إلى تهجير غالبية سكان غزة واستشهاد أكثر من 28 ألف فلسطيني خلال ما يزيد قليلاً على أربعة أشهر.

على الرغم من أن الآراء الاستشارية الصادرة عن محكمة العدل الدولية غير ملزمة، إلا أنها يمكن أن تحمل سلطة أخلاقية وقانونية كبيرة ويمكن أن تصبح في نهاية المطاف جزءاً من أعراف القانون الدولي، وهي ملزمة قانوناً للدول.

وكانت الجمعية العامة قد طلبت فتوى قانونية بشأن الإجراءات الإسرائيلية في الأرض المحتلة في كانون الأول/ديسمبر 2003 فيما يتعلق ببناء الجدار العازل في الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية. وبعد بضعة أشهر، في تموز/ يوليو 2004، وجدت المحكمة أن بناء الجدار مخالف للقانون الدولي ويجب أن يتوقف، وأنه يجب تفكيك الأجزاء التي بنيت.

تتيح هذه الإجراءات للمحكمة الفرصة لتقديم - بعد عقدين من آخر فتوى لها - تقييما أكثر شمولاً لممارسات الاحتلال الإسرائيلي، وتقديم المشورة بشأن تطبيق القانون الدولي الإنساني، وقانون حقوق الإنسان، والقانون الجنائي الدولي.

وسيشهد الاثنين، افتتاح جلسات الاستماع في لاهاي وبيان دولة فلسطين. وكانت إسرائيل من بين 57 دولة ومنظمة دولية قدمت بيانات مكتوبة إلى المحكمة بحلول الموعد النهائي الذي حددته في 25 تموز/ يوليو 2023، وقررت عدم المشاركة في جلسات الاستماع الشفهية.

يذكر أن محكمة العدل الدولية هي الجهاز القضائي الرئيسي للأمم المتحدة، وتتألف من 15 قاضياً يتم انتخابهم لمدة 9 سنوات من قبل الجمعية العامة ومجلس الأمن الدولي.

وقال عمر عوض الله، وهو مسؤول كبير في وزارة الخارجية الفلسطينية، للصحفيين في مؤتمر صحفي قبل جلسات الاستماع "من الناحية السياسية، سيساعد هذا في تحقيق حل الدولتين. نحن نستخدم منصة أكبر هيئة قضائية لدفع قضيتنا قدما".

وهذه هي المرة الثانية التي تطلب فيها الجمعية العامة للأمم المتحدة من محكمة العدل الدولية إصدار رأي استشاري يتعلق بالأراضي الفلسطينية المحتلة. وفي تموز 2004، خلصت المحكمة إلى أن الجدار العازل الإسرائيلي في الضفة الغربية ينتهك القانون الدولي ويجب إزالته، لكنه لا يزال قائما حتى يومنا هذا.

وقال كلايف بالدوين، كبير المستشارين القانونيين في هيومن رايتس ووتش "تستعد محكمة العدل الدولية للمرة الأولى للنظر على نطاق واسع في التبعات القانونية للاحتلال الإسرائيلي المستمر منذ ما يقرب من ستة عقود وإساءة معاملة الشعب الفلسطيني".

وأضاف "يجب على الحكومات التي تقدم أسانيدها إلى المحكمة اغتنام هذه الجلسات التاريخية لتسليط الضوء على الانتهاكات الجسيمة التي ترتكبها السلطات الإسرائيلية بحق الفلسطينيين، ومنها الجرائم ضد الإنسانية المتمثلة في الفصل العنصري والاضطهاد".

وذكرت محكمة العدل الدولية أن رأيها الاستشاري الذي ستصدره ليس ملزما من الناحية القانونية، لكنه سيحمل "قدرا كبيرا من الثقل القانوني والسلطة الأخلاقية".

مرافعة الأردن الخميس

يقدم الأردن الخميس، مرافعة المملكة الشفوية أمام محكمة العدل الدولية في لاهاي، وفقا لوزارة الخارجية وشؤون المغتربين.

وقالت الوزارة في بيان صحفي الأحد، إنّ نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي، سيترأس الوفد الأردني الذي سيقدم المرافعة الشفوية أمام محكمة العدل الدولية في لاهاي، بخصوص الرأي الاستشاري الذي طلبته الجمعية العامة للأمم المتحدة من المحكمة بموجب القرار رقم 77/247 والذي صدر في 30 كانون الأول 2022 بشأن "الممارسات الإسرائيلية التي تمس حقوق الإنسان للشعب الفلسطيني في الأراضي الفلسطينية المحتلة، بما فيها القدس الشرقية".

وقال الناطق الرسمي باسم الوزارة السفير سفيان القضاة، إنّ الوفد الأردني المشارك يضم إلى جانب نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي، وزير العدل أحمد الزيادات والفريق القانوني الذي تعاقد معه الأردن لهذه الغاية.

وأشار القضاة إلى أن الأردن كان قد قدم مرافعة مكتوبة أمام محكمة العدل الدولية في لاهاي، في 24 تموز 2023، أكّد خلالها دعم المملكة المطلق لحق الفلسطينيين في تقرير مصيرهم، وإقامة دولتهم المستقلة وذات السيادة على خطوط الرابع من حزيران لعام 1967، وعاصمتها القدس المحتلة، وفقا للمبادرة العربية، والقرارات الأممية ذات الصلة، وعلى أساس حل الدولتين الذي يمثل السبيل الوحيد لتحقيق السلام العادل والدائم والشامل، وضرورة احترام إسرائيل للوضع التاريخي والقانوني القائم في القدس ومقدساتها الإسلامية والمسيحية، والتي للأردن مسؤولية كبيرة إزاءها بموجب الوصاية الهاشمية التاريخية عليها.

وأوضح السفير القضاة بأن هذه ليست المرة الأولى التي تترافع فيها المملكة أمام محكمة العدل الدولية بما يخص القضية الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي، حيث سبق وأن ترافعت المملكة أمام المحكمة عام 2004 بشأن الرأي الاستشاري الذي طلبته الجمعية العامة للأمم المتحدة منها بخصوص التبعات القانونية لبناء الجدار العازل في الأراضي الفلسطينية المحتلة بما في ذلك القدس الشرقية، وصدر رأي المحكمة حينها بعدم قانونية الجدار أخذا بالأدلة القانونية التي قدمتها المملكة، والتي بيّنت عدم شرعية إنشاء الجدار.
 
إقرأ أيضاً : صفارات الإنذار تدوي في مستوطنات غلاف غزةإقرأ أيضاً : الاحتلال يواصل عدوانه على غزة لليوم 136إقرأ أيضاً : جيش الاحتلال يعلن مقتل جندي بمعارك جنوب غزة


المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية

كلمات دلالية: الجمعیة العامة للأمم المتحدة أمام محکمة العدل الدولیة الفلسطینیة المحتلة القدس الشرقیة فی لاهای بما فی

إقرأ أيضاً:

تنفيذي صنعاء يبارك ضربات القوات المسلحة ضد أهداف في الأراضي الفلسطينية المحتلة

الثورة نت|

ناقش المكتب التنفيذي بمحافظة صنعاء في اجتماعه، اليوم، برئاسة المحافظ عبد الباسط الهادي ، المواضيع ذات الصلة بتطوير العمل المالي والإداري بالمحافظة.

واستعرض الإجتماع المحضر التقريري السابق ومستوى تنفيذ مخرجات الاجتماع ، وأوجه القصور والإخفاقات التي رافقت تنفيذ القرارات، وكذا عوامل النجاحات خصوصا في مستوى تحصيل الموارد، وتنفيذ خطة مشاريع العام 1446ھ.

وناقش الاجتماع ، بحضور أمين عام المجلس المحلي، عبد القادر الجيلاني، ووكيل أول المحافظة ، حميد عاصم، ورئيس لجنة الخدمات بالمجلس المحلي مهيوب مهدي، وعدد من الوكلاء ومستشاري المحافظة ، تقريراً حول أسباب ظهور العجز في تحصيل الموارد المالية للفترة سبتمبر – نوفمبر 2024م في عدد من المكاتب الإيرادية والمديريات.

واستعرض المجتمعون مذكرة مكتب الخدمة المدنية والتطوير الإداري المتظمنة تعميم وزير الخدمة، بشأن معالجة اختلالات الموظفين وتحديث المتغيرات الوظيفية لجميع موظفي وحدات الخدمة العامة بالمحافظة، عبر النافذة الإلكترونية مع الوزارة.

وناقشوا نتائج زيارات محافظ المحافظة الميدانية لمديريات: جحانة، صنعاء الجديدة ، سنحان وبني بهلول، وبلاد الروس .

ووقف المكتب التنفيذي أمام التطورات التي تشهدها الساحة الوطنية والإقليمية، جراء الغطرسة الصهيونية بدعم أمريكي غربي لا محدود، في ظل صمت المجتمع الدولي الرهيب.

وبارك المكتب في بيان له، الضربات النوعية التي نفذتها قواتنا المسلحة، ضد أهداف داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة ، وآخرها قصف هدف عسكري في مغتصبة يافا ” تل أبيب ” صباح اليوم ، بصاروخ فرط صوتي نوع فلسطين 2 ، تضامناً وإسناداً للشعب الفلسطيني في قطاع غزة .

وأشاد البيان بمستوى تطور التصنيع الحربي اليمني، وقدرات أبطال القوات المسلحة اليمنية ، التي أكدت إمتلاكهم زمام المبادرة في المواجهة الميدانية، والتي أثبتت فشل العدو الصهيوني في إعتراض وإسقاط الصواريخ، ما يُعد نجاحاً في التعامل مع الدفاعات الجوية الصهيونية وحتى الأمريكية التي تدعمها على الرغم من كل الاستنفار والتطوير الذي يقوم به الكيان المحتل في هذا المجال .

وأدان البيان الهجمات الإرهابية التي نفذها كيان العدو الصهيوني على الأعيان المدنية في كل من أمانة العاصمة ومحافظتي صنعاء والحديدة، والتي تثبت بأنه عدوٌ للأمة أجمع، ما يحتم التصدي له بكل ماهو متاح .

واستنكر البيان الصمت العربي تجاه الصلف الصهيوني الأمريكي البريطاني والاستهداف الممنهج لمقدرات اليمن وفلسطين، وشعوب المنطقة جميعها.

وأكد إصرار الشعب اليمني في دعم ونصرة الشعب الفلسطيني، والرد على كل الجرائم التي يرتكبها العدوان الأمريكي البريطاني الصهيوني، داعياً إلى تعزيز وحدة الصف الوطني واليقظة لمواجهة الأخطار ومصادر التهديد في كل مكان.

 

مقالات مشابهة

  • تنفيذي صنعاء يبارك ضربات القوات المسلحة ضد أهداف في الأراضي الفلسطينية المحتلة
  • الكويت ترحب باعتماد الأمم المتحدة قرارا بإحالة حظر أنشطة الأونروا إلى محكمة العدل الدولية
  • قطر ترحب بقرار إحالة حظر “الأونروا” إلى العدل الدولية
  • الجامعة العربية ترحب بالقرار الأممي بشأن إحالة حظر الأونروا إلى محكمة العدل الدولية    
  • الأردن يرحب بتبني قرار أممي يطلب رأي استشاري من محكمة العدل بشأن التزامات إسرائيل
  • أبو الغيط يرحب بالتصويت الكبير في الأمم المتحدة لصالح قرار إحالة حظر الأونروا إلى محكمة العدل الدولية
  • ابو الغيط يرحب بالتصويت الكبير في الامم المتحدة لصالح قرار احالة حظر الأونروا الى محكمة العدل الدولية
  • مصر تعلق على القرار الأممي حول ممارسات إسرائيل في الأراضي الفلسطينية المحتلة
  • الأمم المتحدة تطلب رأي محكمة العدل الدولية حول الممارسات الإسرائيلية في فلسطين
  • الأمم المتحدة تعتمد قرارا من محكمة العدل الدولية حول الممارسات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة