ما تأثيرات إدراج الحوثيين في قائمة الإرهاب على الواقع العسكري للجماعة؟ ( تقرير خاص )
تاريخ النشر: 19th, February 2024 GMT
يمن مونيتور/ افتخار عبده
أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية مساء الجمعة، أن تصنيف الحوثيين “منظمة إرهابية” دخل حيز التنفيذ؛ وذلك ردا على الهجمات التي شنتها الجماعة الحوثية ضد سفن تجارية في البحر الأحمر، أدت إلى تعطيل حركة التجارة البحرية.
يأتي هذا التصنيف للحوثيين لسبب واحد وهو أنها اعتدت على السفن في البحر الأحمر في الوقت الذي تم فيه تجاهل المسيرة الدموية للجماعة وأعمالها العدائية المستمرة في الداخل اليمني.
وعلى الرغم من دخول هذا القرار حيز التنفيذ إلا أن الجماعة ما تزال تواصل هجماتها في البحر الأحمر، واصفة هذا القرار بأنه غير قانوني وغير شرعي، يفقد أمريكا الكثير من المصداقية لدى أغلب دول العالم.
الإدارة الأمريكية من جهتها ما تزال تنظر للحوثيين على أنهم ورقة سياسية وهي تتعامل معهم على هذا الأساس، فهل إدراجهم في قائمة الإرهاب سيؤثر عليهم عسكريا؟
بهذا الشأن يقول عبد الواسع الفاتكي (محلل سياسي) “يمكن النظر لتأثير إدراج الحوثيين في قائمة الإرهاب على الواقع العسكري لجماعة الحوثي المتحالفة مع إيران من زاويتين الأولى: الزاوية الخارجية المتمثلة باستمرار إمداد الحوثيين بالأسلحة من إيران إذ صرح مسؤولون أمريكيون أن القوات البحرية الأمريكية المتواجدة في بحر خليج عمان وبحر العرب وخليج عدن وباب المندب والبحر الأحمر اعترضت خلال الفترة الماضية 18 سفينة محملة بمختلف أنواع الأسلحة كانت في طريقها للحوثيين “.
وأضاف الفاتكي ل “يمن مونيتور” تصنيف الحوثيين من قبل إدارة جو بايدن ك “منظمة إرهابية” أجنبية من نوع خاص يقتضي الحيلولة دون استمرار تدفق الأسلحة الإيرانية للحوثيين عبر سلسلة من الإجراءات التي تضع حدا لتهريب الأسلحة للحوثيين “.
وأردف” الزاوية الثانية الزاوية الداخلية: يأتي تصنيف الحوثيين جماعة إرهابية في ظل مزاعمها نصرة غزة، بتبنيها هجمات عسكرية على السفن الإسرائيلية وما يرتبط بها والأمريكية والبريطانية وهو ما منح الحوثيين مكاسب سياسية وإعلامية استغلتها في زيادة وتيرة التجنيد، سيما في صفوف الشباب ففتحت عشرات معسكرات التجنيد والتدريب واستقبلت الآلاف من المقاتلين بذريعة الاستعداد لقتال أمريكا وإسرائيل وهي بذلك تقصد التهيؤ لمعارك قادمة في تعز ومأرب “.
استثمار الحوثيين لأحداث غزة
وأشار إلى أنه” مؤخرا شهدت خطوط التماس في جبهات محافظتي تعز ومأرب تحركات واستحداثات عسكرية حوثية وقيام الحوثيين بمناورات عسكرية بالذخيرة الحية وهو ما يكشف عن استثمار الحوثيين لأحداث غزة لأغراض دعائية مضللة بغية نيل الحوثيين بالأساس مكاسب عسكرية وسياسية وإعلامية “.
في السياق ذاته يقول، أحمد هزاع (محلل سياسي)” قرار تصنيف الحوثيين “منظمة إرهابية” لن يغير شيئا على الواقع العسكري لهم؛ بل نحن اليوم نجد تقوية وتوسعة في هجمات الحوثي، وهذا دليل على أنه لن تكون هناك بوادر حقيقية جيدة تلمس على أرض الواقع “.
وأضاف هزاع لـ” يمن مونيتور” هناك تصريحات أمريكية وبريطانية تقول: إنه وعلى الرغم من تصنيف الحوثيين في قائمة الإرهاب إلا أن الجماعة لم توقف الهجمات وهذا دليل على أن الحوثيين لن يردعهم هذا القرار الذي جاء على استحياء من قبل أمريكا مبررة به موقفها تجاه الحوثيين وضرباتها التي شنتها تجاه اليمن”.
وأردف “لن يتأثر الحوثيين لا ماليا ولا عسكريا بل بالعكس من ذلك فقد تحلو لهم اللعبة لممارسة المزيد من الاعتداءات سواء في البحر الأحمر أو في جبهات القتال الداخلية لا سيما مأرب وتعز اللتان شهدتا- في الفترة الأخيرة- الكثير من ضربات الحوثيين بالأسلحة الثقيلة والخفيفة على الرغم من سريان الهدنة المزعومة”.
وأكد بأن ” الحوثيين لديهم قدرة كبيرة في المناورات أو بالأصح قدرة على الالتفاف على أي عقوبة تحدث لهم، وهذا واضح من خلال استمرار الجماعة بهتريب الأسلحة الإيرانية إليها ونحو ذلك من الأعمال المحظورة”.
واختتم “إذا كان هناك من عقوبات فالمتضرر سيكون الشعب المغلوب على أمره وأما الحوثيون فما يزالون يمارسون الشغب ذاته دون أي رادع تجاههم”.
من جهته يقول، حمزة الجبيحي (ناشط إعلامي) “بالنسبة لقرار إدراج الحوثيين في قائمة الإرهاب… إذا كانت لدى أمريكا مصداقية حقيقية به فليتم تطبيقه بحذافيره؛ حتى يتم حظر استيراد الأسلحة إليهم تلك التي تهربها إيران عبر البحر أو عبر البر عن طريق عمان”.
وأضاف الجبيحي ل “يمن مونيتور” هذا القرار إذا لم يحد من القدرة الدفاعية والهجومية والحربية بشكل عام للحوثيين فالقرار لا معنى له إطلاقا؛ فالحوثيون بنظر اليمنيين هم إرهابيون منذ 2014م وليس من الآن وهذا القرار لن يغير شيئا بالنسبة لوجهة نظر الشعب تجاه الحوثيين “.
وتابع” المجتمع الدولي في نهاية المطاف آمن أن الحوثيين إرهابيون وذلك عندما شعر بخطر اقتصادي ناتج عن أعمال الحوثيين رغم أني أتوقع أن هذا هو تآمر بين الحوثيين وأمريكا ليكون لها وجود في البحر الأحمر والسيطرة على حركة الملاحة الدولية “.
وواصل” الحقيقة أن الحوثيين وكل ما يقومون به ليس له علاقة بنصرة غزة على الإطلاق، لكن هذا القرار إذا استمر فعلا وطبق بحذافيره فسيحد من قدرتهم العسكرية شريطة أن تتم مراقبتهم مراقبة شديدة ومنع إيصال أي أسلحة لهم لتضعف قوتهم “.
المصدر: يمن مونيتور
كلمات دلالية: الحرب الحوثي السلام اليمن الحوثیین فی قائمة الإرهاب فی البحر الأحمر تصنیف الحوثیین یمن مونیتور هذا القرار
إقرأ أيضاً:
التوترات الجيوسياسية في البحر الأحمر وتأثيراتها على التجارة العالمية
أشارت الباحثة أيمن امتياز في تقريرها على موقع الدبلوماسية الحديثة إلى أن البحر الأحمر يعد من أهم الممرات البحرية على مستوى العالم، حيث يربط بين البحر الأبيض المتوسط والمحيط الهندي عبر قناة السويس. ويمثل هذا الممر الحيوي نقطة اختناق رئيسية، إذ يسهل مرور حوالي 12% من التجارة العالمية.
ومع تزايد التوترات الجيوسياسية والصراعات، أصبح البحر الأحمر منطقة غير مستقرة، حيث حذر مستشار الأمن القومي الأمريكي السابق زبيغنيو بريجنسكي من أن أوراسيا تشهد صراعًا مستمرًا على السيادة العالمية، ويقع البحر الأحمر في مركز هذه الديناميكيات.
وقد بدأت آثار الأزمة الحالية في التأثير على التجارة والأمن الدوليين، مما غير حسابات القوى العالمية.
تاريخيًا، كان البحر الأحمر مركزًا للتجارة والصراعات الإمبراطورية، فطوال العصور تنافست دول مثل مصر والرومان والعثمانيين للسيطرة على موانئه. ومع افتتاح قناة السويس عام 1869، أصبح البحر الأحمر أهم طريق بحري مختصر. وبحلول القرن الحادي والعشرين، كانت نسبة كبيرة من التجارة العالمية وحركة الحاويات تمر عبر مياهه. ومع ذلك، تعاني الدول الساحلية من تحديات كبيرة في تأمين هذا الشريان المائي.
ويعتبر البحر الأحمر ممرًا جيوستراتيجيًا له أهمية اقتصادية وعسكرية، حيث تتنافس الدول المطلة عليه مثل مصر والسعودية مع قوى عالمية مثل الولايات المتحدة والصين. يُعتبر مضيق باب المندب أحد أهم المعابر البحرية، وأي اضطراب في المنطقة قد ينعكس سلبًا على الأسواق العالمية.
وتتعدد نقاط التوتر الجيوسياسية في البحر الأحمر، منها الصراع في اليمن حيث تهاجم الحوثيون المدعومون من إيران السفن، مما يزيد من المخاطر على التجارة العالمية. وقد ردت المملكة العربية السعودية وحلفاؤها بزيادة العمليات الأمنية البحرية، لكن التهديدات المستمرة من الحوثيين تبقى قائمة.
أيضًا، هناك التنافس الاستراتيجي بين الولايات المتحدة والصين، حيث أثار توسع الصين في البحر الأحمر من خلال قاعدتها في جيبوتي مخاوف الغرب. فالصين تُعتبر تحديًا للهيمنة الأمريكية في المنطقة، مما أدى إلى عسكرة البحر الأحمر وزيادة الدورية البحرية الأمريكية.
في سياق آخر، تلعب المملكة العربية السعودية ومصر دورًا محوريًا في تأمين البحر الأحمر، إذ تعتمد السعودية على مشاريعها المستقبلية على الاستقرار البحري، بينما تعتمد مصر على إيرادات قناة السويس.
وتشير التطورات الراهنة إلى أن التجارة العالمية تواجه تحديات بسبب التهديدات الأمنية، حيث ارتفعت أقساط التأمين على السفن بشكل كبير. كما أن العديد من شركات الشحن تُفكر في مسارات بديلة، مما يزيد من تكاليف النقل ويؤدي إلى ارتفاع أسعار السلع.
ويعتبر البحر الأحمر نقطة حيوية لنقل شحنات النفط والغاز الطبيعي، وأي انقطاع قد يسبب تقلبات حادة في أسعار الطاقة. ومع وجود قوات عسكرية متعددة، فإن خطر التصعيد أو المواجهة العرضية مرتفع، مما يزيد من زعزعة استقرار التجارة العالمية.
ويتوقع أن يستمر المشهد الجيوسياسي في البحر الأحمر بالتطور، متأثرًا بصراعات القوى العالمية والإقليمية.
وقد تكون جهود الوساطة الدبلوماسية بين المملكة العربية السعودية والحوثيين مفتاحًا لتحقيق الاستقرار، إلا أن التصعيد العسكري قد يؤدي إلى تفاقم الوضع.
وتتطلب أزمة البحر الأحمر اهتمامًا دوليًا عاجلًا، سواء من خلال الدبلوماسية أو الاستراتيجيات العسكرية أو الحلول التكنولوجية، لضمان أمن هذا الممر المائي الحيوي.