الجزيرة:
2024-07-07@06:05:47 GMT

عام التنين.. الاحتفال الذي تنتظره الصين كل 12 عاما

تاريخ النشر: 19th, February 2024 GMT

عام التنين.. الاحتفال الذي تنتظره الصين كل 12 عاما

يعد التنين الحيوان الخامس في الأبراج الصينية، ويرمز في ثقافتها إلى الرخاء والمجد والثروة والحظ السعيد والبشائر الطيبة، ويعد عام التنين فريدا عن بقية الأعوام الصينية، إذ إنه الوحيد الذي يتخذ رمزا له حيوانا أسطوريا.

تحتوي دورة الأبراج الصينية على 12 حيوانا يمثل كل منها عاما، وكل عام يرتبط بأحد هذه الحيوانات "الجرذ والثور والنمر والأرنب والتنين والأفعى والحصان والماعز والقرد والديك والكلب والخنزير".

وكل 12 عاما ينتظر الصينيون قدوم هذا العام، فيستقبلونه باحتفالات ضخمة وألوان زاهية، معتقدين أنه يجلب لهم الحظ السعيد، إذ يشكل في الثقافة الصينية رمزا للعدالة والنبل والشرف، وينظر إليه دائما على أنه رمز للحظ السعيد.

وفي الأساطير الصينية ينظر إلى التنين على أنه قادر على التحكم في الرياح والأمطار والسيطرة على الخصوبة ومصادر المياه، لذلك يعتبر رمزا للوفرة والحصاد أيضا، علاوة على دلالته على قوة الإمبراطورية، وهو ما يمثل سلطة الحاكم وقوته.

رسم يجسد الإمبراطور الصيني ياندي (يمين) والإمبراطور هوانغ دي (غيتي) أسطورة التنين الصيني

من عبادة الطوطم في المجتمع البدائي نشأ رمز التنين ليصبح ظاهرة ثقافية مميزة للصين، وتجسد الحكايات الشعبية الصينية التنين بصورة مخلوق خارق بقرن وحراشف وشارب يطير في السماء ويغطس في الماء ويخترق الغيوم وينزل المطر.

ارتبط التنين ارتباطا وثيقا بالسلطة الإمبراطورية، حيث اعتبر الأباطرة أنفسهم "أبناء السماء من التنين الحقيقي" وزينت القصور الإمبراطورية برسوم التنين.

ويثير التنين عند الصينين مشاعر عميقة تجاه الوطن الأم ويشعل حماسة حب الوطن لديهم، خاصة عند ذكر "أولاد التنين وخلفائه"، ولا تزال أساطير وحكايات التنين حاضرة في اللغة الصينية الحديثة، مما يؤكد على تأصله رمزا لديهم رغم قدمه.

تعود أسطورة التنين إلى قصة إمبراطور أسطوري يدعى ياندي، وتقول إن نسله من نسل تنين قوي للغاية، وتحالف ياندي مع الإمبراطور هوانغ دي الذي كان إمبراطورا لأسرة تشين من 221 إلى 210 قبل الميلاد، واستطاعا معا قهر أعداء الصين وتوحيد البلاد بأكملها.

ومع مرور الوقت أصبح الكثير من الصينيين يعتقدون أن ياندي هو أحد أسلافهم، مما جعلهم يؤمنون بأنهم من نسل التنانين، فعزز ذلك مشاعر الفخر والاعتزاز لديهم وجعلهم يتمسكون بتراثهم وثقافتهم.

فانوس التنين الملون في الحي الصيني بسنغافورة بمناسبة عام التنين الذي وافق سنة 2024 (غيتي) دلالات التنين

من أهم الدلالات عن التنين استعمالات ألوانه التي يرمز كل منها إلى صفة أو معنى محدد، وأبرزها:

التنين الأحمر: يرمز إلى الفرح والاحتفالات والمهرجانات. التنين الأسود: يرمز إلى الرغبة في الانتقام والشر والكوارث. التنين الأبيض: يرمز إلى الموت والحداد والفضيلة والنقاء. التنين الأزرق والأخضر: يرمزان إلى الصحة والسلام والنمو وبدء حياة جديدة. التنين الأصفر: يرمز إلى الحكمة والقوة والحظ الجيد والإمبراطور. التنين الذهبي: يرمز إلى الثروة والقوة والازدهار والسلطة. الاحتفال بعام التنين

ويوافق عام التنين رأس السنة القمرية أيضا (عيد الربيع)، ويبدأ مع بداية أول شهر قمري في السنة الصينية، ويختلف موعد الاحتفال من عام إلى آخر، لكنه يصادف دائما الفترة الواقعة بين أواخر يناير/كانون الثاني ومنتصف فبراير/شباط.

وتستغرق النشاطات الاحتفالية -بما فيها الاستعدادات للعيد- أكثر من شهر، وكان الصينيون في العصور القديمة يرون أن رأس السنة القمرية بمثابة "شهر عسل" يمضونه في كل سنة.

في هذه السنة تنتقل الصين من عام الأرنب إلى عام التنين، وتستهل الاحتفالات بتوديع العام القديم، وتهدف إلى جلب الحظ والازدهار في العام الجديد.

وتضم الاحتفالات بعام التنين بعض الطقوس المميزة في جميع أنحاء الصين وتستمر 15 يوما، ويعود فيه ملايين الأشخاص إلى الصين قاطعين آلاف الأميال للاحتفال مع أسرهم، في أكبر هجرة جماعية في العالم كل عام.

ولا ترتبط هذه الاحتفالات بعام التنين، حيث إنه تقليد ثابت في كل رأس سنة قمرية، إذ يعد اجتماع شمل العائلة تقليدا ملزما، وتجبر التقاليد أفراد العائلة على الاجتماع فتغلق على إثرها معظم المحلات والمجمعات التجارية، ويلجأ الناس إلى شراء حاجياتهم قبل شهر من موعد العيد تحسبا لهذه الأزمة، كما يشترون الهدايا والتسالي والملابس الجديدة.

ومنذ التسعينيات من القرن الـ20 يمنح سكان الصين أسبوع إجازة من العمل بمناسبة العام الجديد.

ووفقا لوزارة التجارة الصينية، ينفق السكان في هذه الفترة أكثر من 820 مليار يوان (نحو 1115 مليار دولار) على التسوق والطعام.

الأبراج الصينية الـ12 وتبدأ بالجرذ وتنتهي بالخنزير ويعد التنين الحيوان الأسطوري الوحيد من بينها (غيتي)

ومن بين طقوس الاحتفال بعيد الربيع ورأس السنة الصينية رقصة التنين والعنقاء والألعاب النارية والاحتفالات الشعبية المهرجانات التقليدية المرتبطة بعام التنين، مثل مهرجان قوارب التنين (دوان وجيه)، وتقديم الهدايا الحمراء لكونها ترمز للحظ الجيد في الثقافة الصينية، وتحرص الأسر على لم شملها وتشارك أصنافا عديدة الأطعمة المخصصة لهذه المناسبة.

يحرص الصينيون على نظافة منازلهم قبل منتصف ليلة رأس السنة القمرية بهدف تخليصها من أي حظ سيئ قد يتراكم خلال العام الماضي، ويهتمون أيضا بتسوية الديون قبل حلول العام الجديد، بما في ذلك فواتير بطاقة الائتمان.

أما بالنسبة للمحظورات التي يجب تجنبها خلال الاحتفال بالعيد فأهمها قص الشعر أو غسله في اليوم الأول من العام الجديد، ومبعث هذا الاعتقاد أن الحرف الصيني لكلمة "الشَعر" هو الحرف ذاته في كلمة "الازدهار" الصينية، مما جعلهم يعتقدون أن غسل أو قص الشعر يعني التقليل من الثروة أو من فرص تحقيق الرخاء في العام المقبل.

كما يتوقف الصينيون المهتمون بالقراءة عن شراء الكتب، ويعود السبب في ذلك إلى كون لفظ كلمة "كتاب" باللغة الصينية يشابه لفظ كلمة "خسارة"، لذلك فإن شراء الكتب في هذه الفترة يعد بمثابة دعوة للحظ السيئ، وتشير التقاليد إلى أن حفاوة الاحتفالات تسهم في صفاء الطريق للعام الجديد.

فيمَ يتميز عام التنين عن غيره؟

في الثقافة الصينية يعني ربط السنة الصينية بحيوان معين تأثيره على الناس من حيث الزواج وفرص العمل وكذلك الثروة، ويعتقدون أن عام التنين أكثر الأعوام حظا لمواليده، إذ يؤمن الصينيون بأن الشخص المولود في ذلك العام يكون استقلاليا وقويا وشجاعا وذا نفوذ، علاوة على أنه يكون شخصا محظوظا.

وبسبب الحظوظ المرتبطة بعام التنين كثيرا ما يحاول الصينيون إنجاب أبنائهم فيه ليحظوا بتلك الصفات، مما يؤدي إلى زيادة ملحوظة في عدد المواليد كل عام من أعوام التنين.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: العام الجدید عام التنین رأس السنة یرمز إلى

إقرأ أيضاً:

الاتحاد الأوروبي يفرض رسوما جمركية قد تصل إلى 38% على السيارات الكهربائية الصينية

"أ.ف.ب": فرض الاتحاد الأوروبي بشكل تحفظي اليوم رسوما جمركية قد تصل إلى 38% على السيارات الكهربائية الصينية المستوردة، قبل قرار نهائي في نوفمبر، على ما أعلنت المفوضية الأوروبية متهمة بكين بأنها دعمت بشكل غير قانوني مصنعي هذه الآليات. وسيبدأ اليوم تطبيق هذه الرسوم الجديدة التي تضاف إلى أخرى بنسبة 10% مطبقة أصلا على السيارات الصينية. وبعد تحقيق واسع النطاق بشأن الدعم الحكومي الصيني لصناعة السيارات الكهربائية بدأ في أكتوبر 2023، أعلنت بروكسل عن هذه الرسوم الجديدة في 12 يونيو، بينما أطلقت مناقشات مع بكين لمحاولة حلّ المشكلات التي تمّ تحديدها ونزع فتيل مخاطر حرب تجارية. وأمام المفوضية مهلة أربعة أشهر لتقرّر ما اذا كانت ستفرض هذه الرسوم الجديدة بشكل نهائي، ما يترك الباب مفتوحاً أمام حوار محتمل مع بكين. وستكون هذه الرسوم النهائية صالحة لمدّة خمس سنوات. وتسير بروكسل على خطى واشنطن التي أعلنت في منتصف مايو زيادة الرسوم الجمركية على السيارات الكهربائية الصينية بنسبة مائة في المائة، مقارنة بـ25 في المائة سابقاً. وتخشى صناعة السيارات الأوروبية التي تعدّ رائدة في صناعة محرّكات البنزين والديزل، من تدهور صناعاتها إذا فشلت في وقف الزيادة المعلنة على صعيد السيارات المصنعة في الصين التي تتمتّع بتقدّم واضح في مجال السيارات الكهربائية. وتمثّل السيارات الآتية من الصين حوالى 22 في المائة من السوق الأوروبية، مقارنة ب 3 في المائة قبل ثلاثة أعوام، وفقاً لتقديرات القطاع. وتشكّل العلامات التجارية الصينية 8 في المائة من السيارات الكهربائية المباعة في الاتحاد الأوروبي. وبناء على تحقيقاتها، توصّلت بروكسل إلى أنّ قطاع السيارات الكهربائية في الصين "يستفيد من دعم غير عادل يشكّل تهديداً بإلحاق أضرار اقتصادية بالمنتجين الأوروبيين".

مقالات مشابهة

  • أول تعليق للصين على الرسوم الأوروبية
  • شاهد بالصورة والفيديو.. حسناء سودانية فائقة الجمال تعلن دعمها للقوات المسلحة بلقطات بــ(الكاكي) الذي يرمز للجيش مع إبنها
  • إندونيسيا ترفع قيم الرسوم الجمركية على السلع الصينية إلى 200%
  • المفوضية الأوروبية: فرض رسوم على السيارات الكهربائية الصينية هدفه تغيير الوضع غير العادل
  • «دي بي ورلد» تتعاون مع مجموعة موانئ شيجيانغ الصينية
  • "دي بي ورلد" تتعاون مع مجموعة موانئ شيجيانغ الصينية
  • الاتحاد الأوروبي يفرض رسوما جمركية قد تصل إلى 38% على السيارات الكهربائية الصينية
  • الاتحاد الأوروبي: زيادة الضرائب المفروضة على السيارات الكهربائية الصينية
  • “دي بي ورلد” تتعاون مع مجموعة موانئ شيجيانغ الصينية
  • استقبال العام الهجري الجديد 1446 بالدعاء والأمل