مساعٍ أخيرة لهوكشتاين لتحييد جبهة لبنان وحزب الله يُمسك بالتفاوض والميدان؟
تاريخ النشر: 19th, February 2024 GMT
كتب ابراهيم حيدر في" النهار": ما لم تتوقف الحرب في غزة ستبقى جبهة جنوب لبنان مشتعلة، هذه معادلة باتت قائمة وتربك كل الوساطات بما فيها الأميركية، وعليه فإن ما رشح عن لقاء هوكشتاين- ميقاتي، وتصريحات الأول لوسائل إعلامية، أن واشنطن ستستمر بضغوطها لإبقاء المواجهة في الجنوب عند مستوياتها الحالية، ومنع توسعها، لكن هذا الوضع قد يتفلت نتيجة حسابات معينة خصوصاً في إسرائيل التي بدت جبهتها الداخلية مهيأة للحرب على لبنان، انما لا تستطيع الذهاب بها إلى النهاية من دون تغطية أميركية.
وعلى هذا لم يعد في الميدان سوى الوساطة الأميركية، مع تسليم الدول كلها بسلتها، وهو ما تعكسه المواقف الإسرائيلية الأخيرة والنقاشات بين أركان الحرب الإسرائيليين، بالتوازي مع التهديدات ضد لبنان، حيث نشرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية مقالاً تشير فيه إلى أهمية التركيز على المفاوضات مع الأميركيين للوصول الى حل لتجنب التصعيد على جبهة لبنان. وقالت إنه إذا استمرت الحرب في غزة لأشهر أخرى، فمن المؤكد أن حرباً شاملة سوف تندلع أيضاً في لبنان، نتيجة للضغوط التي يمارسها النازحون في شمال إسرائيل. لكن لا بد من إقناع الولايات المتحدة بدعمها.
الحصيلة بين الحراك الديبلوماسي والتصعيد الميداني تشير إلى أن الامور على الجبهة قد لا تبقى على حالها، وسط رسائل أخرى تصل إلى لبنان وتقول إن إسرائيل اتخذت قراراً بالحرب تنتظر التوقيت المناسب لشنها. فعلى الرغم من النقاش في الجبهة الداخلية للاحتلال بدأت تظهر سيناريوات يسربها الإسرائيليون من إمكان شن حرب برية مصحوبة بتدمير يطال العمق اللبناني، وتسعى إلى احتلال منطقة حدودية وعزلها في الجنوب. وقد جاء رد "حزب الله" سريعاً على لسان نصرالله بتأكيده أن التصعيد الإسرائيلي ستكون "المقاومة" جاهزة له، وأن العمليات لن تتوقف. لكن نصرالله وإن كان يؤكد أن دور الحزب ردعي، لكنه يدفع الدولة اللبنانية إلى التسليم بما يرمي إليه، حتى لو كانت بعض اهدافه غير لبنانية، ومنها الطلب برفع سقف الشروط لما هو أبعد من القرار 1701، علماً أن ما هو مطروح من هوكشتاين هو سلة متكاملة للتفاوض. وعلى هذا يحسم "حزب الله" ربط الجبهة بغزة ويحاول تكريس توازن معين، لكنه في الوقت نفسه يفتح على احتمالات لبنانية كبيرة، أولها أن "حزب الله" يقرر مصير البلد، ولا يأخذ بالاعتبار الوضع اللبناني العام، فيما يقدم نفسه مفاوضاً رئيساً، وبالتالي أي تسوية لا تمر إلا ببشروطه حتى لو تدحرجت الأمور إلى حرب شاملة تدمر لبنان.
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: حزب الله
إقرأ أيضاً:
رئيس المبادرة الوطنية الفلسطينية لـ«كلمة أخيرة»: المقاومة أثبتت فشل إسرائيل
أكد الدكتور مصطفى البرغوثي، رئيس المبادرة الوطنية الفلسطينية، أن المشهد العسكري للمقاومة في المرحلة الثانية من اتفاق غزة يعكس فشل إسرائيل في تحقيق أهدافها، خاصةً تصفية المقاومة الفلسطينية واقتلاع حركة حماس كما زعم رئيس الوزراء الإسرائيلي.
وأوضح، خلال مداخلة عبر تطبيق «زووم» مع الإعلامية لميس الحديدي في برنامج «كلمة أخيرة» على شاشة ON، أن المقاومة أظهرت مستوى عاليا من السيطرة والإدارة، وهو أمر لا يمكن تحقيقه في فترة قصيرة، ما يبرز إخفاق رئيس الوزراء الإسرائيلي في القضاء على المنظومة المقاومة.
معاملة إنسانية مقابل همجية إسرائيليةوأضاف البرغوثي أن المقاومة الفلسطينية قدمت رسالة إنسانية وحضارية للعالم من خلال طريقة معاملتها للأسرى الإسرائيليين، في تناقض صارخ مع الممارسات الوحشية التي تعرض لها الأسرى الفلسطينيون، حيث استشهد نحو 60 أسيرًا منذ أحداث السابع من أكتوبر.
وأشار إلى أن مشهد الأسيرات الأربع الإسرائيليات وهن بصحة جيدة يعكس صورة إنسانية للمقاومة، مقارنة بمعاناة الأسرى الفلسطينيين مثل خالدة جرار، التي تعرضت لاعتقال إداري وظروف قاسية، بما في ذلك الحجز الانفرادي وسوء المعاملة.
صورة تجمع بين البطولة والإنسانيةواختتم البرغوثي حديثه بالإشادة بالصورة التي قدمتها المقاومة الفلسطينية، التي جمعت بين الثبات والبطولة وبين السلوك الحضاري الإنساني، في مقابل السلوك الوحشي الذي تمارسه إسرائيل بحق الأسرى الفلسطينيين.