مزارعو التبغ في رميش يتحدّون الصواريخ
تاريخ النشر: 19th, February 2024 GMT
كتب رمال جوني في"نداء الوطن": يتحدّى أبناء بلدة رميش الجنوبية الحرب بزراعة التبغ، لم تثنِهم القذائف والصواريخ عن بدء زراعة شتلة الصمود، فقد قرّر المزارع جورج عبدوش أن يطلق العنان لموسم التبغ، غير آبه بالحرب الدائرة، جُلّ ما فكّر فيه أن لا يخسر الموسم الذي يعتاش منه، أو يضيّع عليه تعبه وما يدر عليه الموسم سنوياً.
تكاد تكون رميش البلدة الأولى في جنوب لبنان في زراعة التبغ، تنتج سنوياً ما يقرب من 400 ألف طن تدرّ حوالى 350 مليون دولار على 800 مزارع يتّكلون على هذه الشتلة في معيشتهم.
تغاضى جورج نسبياً عن الغبن الذي لحق به وبكل مزارعي التبغ، جرّاء الأسعار المجحفة التي وضعتها شركة الريجي والتي لم تتخطَ الـ6 دولارات للكيلو الواحد، ومضى إلى حقول التبغ الذي يزرعها سنوياً، وبدأ يحضرها تمهيداً لبدء غرس شتول التبغ في آذار المقبل. كان يزرع قبل الحرب 80 دونماً، غالبيتها تقع عند الحدود مباشرة مع فلسطين المحتلة، هذا الرقم، قد يتراجع كثيراً هذا العام في ما لو طال أمد الحرب.
مما لا شكّ فيه أن زراعة التبغ تعد الركيزة الاقتصادية لنسبة واسعة من أهالي رميش، ويتمسك أهلها بأرضهم، رغم ما يعانون منه من أهمال واسع من قبل الدولة للقطاع الزراعي، وفق ما يشير اليه رئيس بلدية رميش السابق رشيد الحاج، لا يتوقف هنا بل يقول: «بدلاً من تشجيع الزراعة والنهوض بها كونها قطاعاً انتاجياً للدولة أهملته وغضّت الطرف عن دعم المزارعين، هؤلاء لا ضمان ولا حقوق لهم، يتحملون كل الأعباء، واليوم يواجهون خطر خسارتهم الزراعة بسبب الحرب، ولم يسأل أحد عنهم». تبعاً للحاج «الوظائف لا تعطي إنتاجاً، عكس المزارع الذي ينتج ويبني دولة».
ما يخشاه الحاج هو «تخلي المزارعين عن الأرض، وبيعها بحثاً عن الأفضل، حينها تفرغ رميش من سكانها، فالأرض هي مصدر الصمود والبقاء»، ويضرب مثلاً ما حصل في عين ابل اذ يقول: «كانت عين ابل توازي مرتين رميش، غير أن أهلها باعوا أرضهم وهاجروا، واليوم هي شبه فارغة»، لذا المطلوب وفق الحاج «تشجيع الزراعة ودعمها وإعطاء المزارع حقوقه كي يعيش بكرامة، لأن الاجحاف بحق هذا القطاع يقضي عليه». ويرى الحاج أنّ المفروض رفع سعر كيلو التبغ ليصل الى حدود 8 دولارات، كي يعطى المزارع حقه وتعبه، وتبقى شتلة التبغ صامدة.
يواجه قطاع التبغ اليوم أزمة حقيقية، فمزارعو التبغ معظمهم نازحون، وحدهم مزارعو رميش أطلقوا صافرة انطلاق الموسم، واذا توقف القطاع، سينعكس الأمر سلباً على هؤلاء، لأنّ الجزء الأكبر من سكان تلك القرى هم مزارعو تبغ، ورغم كل الاجحاف بسبب الأسعار، يحافظ المزارعون على شتلة التبغ لأنّ لا بديل لهم عنها، فهل تعمل الريجي على رفع الغبن عنهم وتحسّن الأسعار؟ أم ستكون هي والحرب عليهم؟!
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
روضة الحاج: يُفيقُ الصباحُ على صوتِهنَّ يجئُ المساءُ لدى همسهنَّ
كتبت شاعرة السودان الأولى “روضة الحاج” بمناسبة اليوم العالمي للمرأة:إلى كل النساءفي كل العالمفي يومهن العالمي8/مارسلهنَّتحياتي وسلامي ومحبتي وتقديري واحتراميهي امرأةٌ مثلَ كُلِّ النساءْتَقاسَمَها القمحُوالنخلُوالأبنوسْوقامتْ على النيلِ ميَّاسةً من لبَخْيستريحُ بها المتعبونَويأوي إلى ظلِّها الفقراءْهي امرأةٌ مثلَ كُلِّ النساءْيشلن المعاناةَ تسعاًيضعنَ الصباحاتِ كُرهَاًويضحكنَللألمِ المُرِّإذ تصرخُ الأمنياتْ!هي امرأةٌ مثلَ كُلِّ النساءْيُحِلنَ القبيحَإلى نقطةِ اللا قبحَواللا جمالْيُفتِّتن صخرَ الضَجَرْويزرعنَ في مُوِحشِ الروحِورداً وماءْهي امرأةٌ مثلَ كُلِّ النساءْيُغيِّرنَ ما ليس يُمكنُ تغييرُهُيُيسِّرنَ ما ليس يُمكنُ تيسيرُهُيُفسِّرنَ ما ليس يُمكنُ تفسيرُهُيُجمِّلنَ بالحُبِّ قبحَ الحياةْهي امرأةٌ مثلَ كُلِّ النساءْيُفيقُ الصباحُ على صوتِهنَّيجئُ المساءُ لدى همسهنَّوتجري النهَاراتُتُمسِكُ أطرافَ أثوابِهنَّيُطرِّزنَ للصيفِ أقمصةً من ندىويفتحنَ للغيثِ مزرابَ حُبْويأوي الشتاءُ إليهنَّمستدفئاً من صقيعِ الشتاءْ!هي امرأةٌ مثلَ كُلِّ النساءْعلى بابِها يقفُ الخوفُمنتظرًا دورَه في الأمانْويعتمرُ الصبرُ حكمَتهاويسيرْويستأذنُ الصدقُ ضحكتَهاإذ يَمُرْومن تحتِ أقدامِهاتخرجُ الشمسُوالبدرُوالنهرُوالأُغنياتْهي امرأةٌ مثلَ كُلِّ النساءْلهنَّ على الأرضِ حقُّ التشابهِحقُّ التطابقِفي المنحِ والحُبِّقد لا يُجِدنَسوى أن يُجِدنَ العطاءْ!لهنَّ على الرحمةِ المستقرَّةِ في الروحِألَّا تُغادِرَحتى على القبرِ تبقىلتُنبتَ للطيرِ فرعاًوأكمامَ وردٍ لأجلِ الفراشْهي امرأةٌ مثلَ كُلِّ النساءْوفي القصرِ والكُوخِذاتُ الحضورِوذاتُ البهاءْلهنَّ انحنى النيلُوالأرضُ أغفتْ على حِجرهِنَّومنهنَّ يبتدئُ الوقتُصوبَ الحقيقةِصوبَ السلامِوصوبَ الحياةهي امرأةٌ مثلَ كُلِّ النساءْالسمراء روضة الحاجرصد وتحرير – “النيلين” إنضم لقناة النيلين على واتساب