لبنان يتمسك بالوساطة الأميركية لتطبيق الـ1701 وباريس تتوخّى حجز مقعدها في التسوية
تاريخ النشر: 19th, February 2024 GMT
كتب محمد شقير في" الشرق الاوسط": لم تلق الورقة الفرنسية التي تسلّمها لبنان من وزير الخارجية ستيفان سيجورنيه، لإنهاء الأعمال القتالية بين «حزب الله» وإسرائيل، تمهيداً للتوصل إلى تسوية للحدود المتنازع عليها بين البلدين، الاهتمامَ اللبناني المطلوب.
ويقول مصدر نيابي بارز، لـ«الشرق الأوسط»، إن سبب عدم الاهتمام ليس لأنها ليست موقّعة أو مؤرّخة من قِبل باريس، بل لأن مجرد الموافقة عليها يعني أن لبنان الرسمي يُبدي استعداداً لسحب الوساطة الأميركية من التداول، وصولاً لإنهاء المهمة الموكلة إلى الوسيط الأميركي آموس هوكستين الذي يسعى، من خلال تواصله مع بيروت وتل أبيب، لتوفير المناخ السياسي للشروع في تطبيق القرار الدولي 1701؛ كونه الناظم الوحيد لتحديد الحدود اللبنانية الإسرائيلية.
ولفت المصدر النيابي البارز إلى أن سبب عدم مجيء هوكستين إلى بيروت، كما كان متوقعاً في ظل ارتفاع منسوب المواجهة بين إسرائيل و«حزب الله»، والذي يُنذر باحتمال توسعة الحرب على امتداد الجبهة الشمالية بين البلدين، يكمن في أنه لم يتوصل، حتى الساعة، مع تل أبيب إلى تفاهم حول مسوَّدة مشروع لإنهاء الأعمال القتالية لصالح خلق المناخ المؤاتي لتطبيق القرار 1701.
وأكد أن «حزب الله» ليس في وارد المبادرة لتوسعة الحرب. وقال: «نحن لا نريد الحرب، ونقوم بكل ما في وسعنا لمنعها من أن تتمدد من قطاع غزة إلى جنوب لبنان، ولا يمكن خفض منسوب التوتر الذي يسيطر على الجبهة الشمالية، وصولاً للدخول في مفاوضات غير مباشرة مع تل أبيب، برعاية الأمم المتحدة، وبضمانات دولية لتطبيق القرار 1701، ما لم تُوقف عدوانها على غزة الذي سيؤدي حتماً إلى تهدئة الوضع في جنوب لبنان».
ورأى المصدر نفسه أن باريس تُولي أهمية للورقة التي عرضها وزير خارجيتها على لبنان، وأوفدت فريق عمل من وزارتي الخارجية والدفاع إلى بيروت، للوقوف على رأي لبنان حيال ما تضمّنته من أفكار للتعديل، «لكننا ارتأينا أنه لا مجال للغوص فيها ما دامت تشكل نسخة منقّحة من تفاهم نيسان ، فيما لدينا الآن القرار 1701 الصادر عن مجلس الأمن الدولي، والذي لا يزال دون تطبيق منذ صدوره عام 2006».
واعتبر أنه لا مبرر لاستبدال الورقة الفرنسية بالقرار 1701، خصوصاً أن واشنطن، من خلال هوكستين، تواجه صعوبة في إقناع تل أبيب بضرورة تنفيذه، فكيف ستكون الحال مع باريس، وهل لديها أوراق ضغط عليها تفتقد إليها الإدارة الأميركية.
وأكد المصدر النيابي أن هوكستين لم يُوقف وساطته، وهو لا يزال على تواصل يومي مع بيروت وتل أبيب، لبقاء الوضع في الجنوب تحت السيطرة والحيلولة دون تفلّته على نحو يؤدي إلى توسعة الحرب، رغم أن المواجهة مشتعلة على الجبهة الشمالية، إلى مزيد من التصعيد بلجوء إسرائيل إلى استهداف المدنيين، وهذا ما حصل في المجزرة التي ارتكبتها ضد عائلة في مدينة النبطية.
وكشف أن رئيس حكومة تصريف الأعمال، نجيب ميقاتي، على تواصل دائم برئيس المجلس النيابي نبيه بري، وأطلعه على الأجواء التي سادت اجتماعه بالوسيط الأميركي، على هامش مشاركته في مؤتمر الأمن الذي عُقد أخيراً في ميونيخ بألمانيا، ونُقل عنه تأكيده أن واشنطن ما زالت تضغط على تل أبيب لمنعها من توسعة الحرب في جنوب لبنان، وهذا ما يلتزم به «حزب الله»، بصرف النظر عن الخطاب الناري لأمينه العام، حسن نصر الله، الذي يتوخى منه تحذيرها من استهداف المدنيين الذي سيُقابَل بردّ فعل مماثل.
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: القرار 1701 حزب الله تل أبیب
إقرأ أيضاً:
وسط مساعي وقف الحرب.. هوكستين يعود إلى بيروت
قال مصدر سياسي لبناني اليوم الإثنين، إن المبعوث الأمريكي آموس هوكستين سيتوجه إلى بيروت غداً الثلاثاء، لإجراء محادثات حول وقف إطلاق النار بين حزب الله اللبناني وإسرائيل.
كما أورد موقع صوت لبنان الإخباري اللبناني نبأ الزيارة نقلاً عن النائب البرلماني اللبناني قاسم هاشم.
وكانت الولايات المتحدة قد قدمت اقتراحاً جديداً لوقف إطلاق النار إلى الدولة اللبنانية على أمل توقف القتال المستمر منذ أكثر من عام.
هوكستين في بيروت خلال ساعات... من "المُنتصر"؟https://t.co/of8oaGksg8
— MTV Lebanon News (@MTVLebanonNews) November 18, 2024ومن ضمن بنود المقترح الأمريكي الأخير، وقف إطلاق النار، وتطبيق القرار 1701 وتراجع حزب الله إلى ما وراء مجرى نهر الليطاني، وانسحاب القوات الإسرائيلية من القرى، التي احتلتها في جنوب لبنان، وعودة النازحين اللبنانيين، مقابل عودة المستوطنين إلى الشمال.
الرد الليلة.. حزب الله يدرس مقترحاً أمريكياً لإنهاء حرب لبنان - موقع 24أفاد مسؤول لبناني مطلع على المناقشات لشبكة "سي إن إن" الأمريكية، مساء السبت، أن مناقشات موسعة تجري في بيروت بين المسؤولين السياسيين بشأن المبادرة الأمريكية لاتفاق وقف إطلاق النار في لبنان.وعكف لبنان على دراسة المقترح الأمريكي الجديد من أجل صياغة مسودة نهائية للرد والتي ستقدم تالياً إلى إسرائيل عبر الوسيط الأمريكي.
وقالت مصادر لصحيفة الشرق الأوسط إلى أن الرد اللبناني "لن يكون سلبياً، وإن كان سيتضمن مجموعة من الملاحظات".