عكست جولة مشاورات ديبلوماسية جديدة دارت فصولها بين بيروت وبعض العواصم الخارجية انسدادا غير قابل للاختراق في المدى المنظور وأقله حتى جلاء التعقيدات المتصاعدة حيال تسوية او هدنة في غزة. وفي المعطيات المتوافرة لـ "النهار" في هذا السياق ان مجمل اللقاءات والمشاورات التي اجراها عدد من سفراء مجموعة الدول الخماسية المعنية بالازمة الرئاسية في لبنان، أي الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا والمملكة العربية السعودية ومصر وقطر، في بيروت منذ تحركهم معا في زيارتهم لرئيس مجلس النواب نبيه بري، أدت واقعيا الى نتيجة محددة واحدة هي التوافق الدائم بينهم على العناوين الأساسية المتصلة بحث القوى اللبنانية على الإسراع في انتخاب رئيس للجمهورية نظرا الى تراكم الاخطار الناجمة عن الفراغ الرئاسي وخصوصا في ظل الوضع المتفجر على الحدود الجنوبية مع إسرائيل.


ولكن جولات السفراء منفردين بعد ذاك التحرك، لم تفض الى أي تبديل في واقع الازمة لا بل ان العامل المثير لمزيد من القلق الذي برز عبر هذه التحركات تمثل في إضافة تعقيد جديد الى رزمة التعقيدات القائمة أصلا وهو الربط الضمني ولو غير المعترف به من أي طرف للازمة الرئاسية بوضع الجنوب .
وتبعا لهذه المعطيات تفيد معلومات "النهار" بان زعماء في قوى المعارضة نبهوا عددا من السفراء الى ضرورة التنبه لخطورة محاولات يتولاها فريق معروف لربط أزمات الداخل ولا سيما منها الأزمة الرئاسية بالواقع المتفجر الناشئ في الجنوب بعدما كان هذا الفريق ربط الوضع الجنوبي بوقف الحرب على غزة، بما يعني احكام السيطرة على عملية ربط الأهداف كلها بعضها بالبعض الاخر ومنع أي حل او حلحلة او أي مبادرة خارجية او داخلية للدفع نحو انتخاب رئيس الجمهورية ما لم تضمن فرض مصالح هذا الفريق واستئثاره بالتحكم بقرارات الحكومة وإرغامها وقت التفاوض على ربط الأمور بعضها ببعض وفقا لاهدافه.
وكان البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي تناول مجددا ملف الحرب والسلم . وقال في عظة الاحد "في ضوء تعليم الكنيسة نقول أنّ البطولة ليست في صنع الحرب بالأسلحة المتطوّرة الهدّامة، بل البطولة هي في العقل والإرادة والقلب الداعين والساعين إلى صنع السلام وتحقيق العدالة وتغليب المحبّة. البطولة هي في تجنّب الحرب، لا في صنعها".  وفي الموضوع الداخلي قال :"لا يمكن الإستمرار في هذه الحالة من التباعد واللاثقة المتبادلين التي تعطّل حياة الدولة وتسمم المجتمع،. فليضع الجميع فوق كلّ شيء هدف بناء الوحدة الوطنيّة بسبل جديدة ولغة جديدة وبخاصّة الولاء لوطننا النهائيّ لبنان" . 
  المفتي
وأكد مفتي الجمهورية اللبنانية، الشيخ عبد اللطيف دريان، أن الجهد والمساعي التي تقوم بها اللجنة الخماسية لخرق الجمود الحاصل على الصعيد الرئاسي «مشهود لها، رغم كل الصعوبات التي تواجهها من الداخل اللبناني المنقسم حول نفسه».
جاء تصريح دريان خلال استقباله في «دار الفتوى» رئيس الحكومة السابق رئيس «تيار المستقبل» سعد الحريري.
وأفادت «دار الفتوى» بأن اللقاء بين المفتي دريان والرئيس الحريري تركّز حول أوضاع المسلمين السنَّة واستنهاضهم وتعزيز الوحدة الوطنية بين اللبنانيين.
وأكد المفتي دريان أن «(دار الفتوى) حريصة على كل أبنائها من المسلمين واللبنانيين جميعاً لإنقاذ وطنهم من الانهيار والحد من الفوضى، والعمل معاً لتحقيق آمال وطموحات اللبنانيين الذين يعانون من تفاقم الأزمات، الواحدة تلو الأخرى، إلى حين انتخاب رئيس للجمهورية يكون جامعاً، وتشكيل حكومة فاعلة وقادرة تكتسب ثقة النواب ممثلي الشعب».

وشدد دريان على أن لبنان لا ينهض إلا بالتعاون والتضامن بين جميع مكوناته ومساعدة الأشقاء والأصدقاء.
ورأى أن «توسيع العدوان الصهيوني على غزة وجنوب لبنان جريمة موصوفة وإثبات فشل حكومة العدو في تحقيق أهدافها».

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

اذا تم التوافق على شخصية وسطية.. بدر: سيكون لدينا رئيس في 9 ك2

استقبل مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان في دار الفتوى، النائب نبيل بدر.     وبعد اللقاء، قال بدر: "كان لنا شرف لقاء سماحته وأصغينا لمشورته في العديد من الملفات وعلى رأسها ملف الاستحقاق، وإعادة إعمار منطقة البسطة في بيروت، والملف الثالث والأساسي قانون العفو العام".

اضاف:"في الحقيقة أصبحنا بإذن الله في مراحل متقدمة من إنتاج قانون للعفو العام، قانون موحد تقدمه كل أطياف المجتمع الإسلامي، كي يحافظ على صفة العجلة في مجلس النواب، قانون واحد نتوافق عليه ونقدمه في أقرب فرصة ممكنة. أما موضوع إعادة إعمار البسطة فهذا أمر مفروض على كل أجهزة الدولة، وعلى جهاد البناء أن يعجل في إعادة إعمار مناطق بيروت التي تضررت بسبب العدوان الإسرائيليّ، ونحن حاضرون لدعم ملف إعادة إعمار أو بناء أو حتى محاولة رفع الضرر ممن أصابه ضرر العدوان الإسرائيلي، وقد وضعنا سماحته في أجواء ملف الاستحقاق الرئاسيّ، ولقاءاتنا الأخيرة، وإن شاء الله سيكون اليوم لقاء جامعا، ولنا موقف من موضوع الاستحقاق الرئاسيّ، آملين أن يصل الملف إلى خواتيمه السعيدة".

واكد ان "جلسة انتخاب الرئيس قائمة في 9 كانون الثاني ، وموضوع التأجيل يعود إلى نوايا الكتل السياسية، وإذا كان هناك نية للتوافق على مرشح وسطي، فمن المؤكد أنه سيكون رئيس، أما إذا انضمّ كل إلى صفه، فسيكون هناك مشكلة في انتخاب الرئيس، لأن لا أحد سيحصل على 65 صوتا".

مقالات مشابهة

  • جلسة نيابية مفتوحة لحين انتخاب الرئيس.. خوري مرشح الثنائي وباسيل بعد إنسحاب فرنجية
  • قائد الجيش في السعودية: الرئاسة ومرحلة ما بعد وقف النار
  • بدورات متتالية.. بري: سأُبقي جلسة البرلمان مفتوحة لحين انتخاب رئيس
  • اذا تم التوافق على شخصية وسطية.. بدر: سيكون لدينا رئيس في 9 ك2
  • تفاقم المخاوف من خطة إسرائيلية بعد غارة الفجر
  • البابا فرنسيس يندد بـ«الوضع الإنساني الخطير» في غزة
  • بطريرك بيت كيليكيا للأرمن الكاثوليك: انتخاب رئيس لبنان عمل مقدس
  • مصدر ديبلوماسي: لضرورة انتخاب رئيس يحفظ سيادة لبنان وأمنه واستقراره
  • هل ينتخب رئيس بـ 65 صوتاً... أم تؤجل الجلسة؟ ‏
  • نعمة افرام: هناك خوف على الكيان في لبنان بحال فشلنا في انتخاب رئيس للجمهورية