الخليج الجديد:
2024-07-05@23:20:47 GMT

ترامب الذاهب... ترامب الآتي

تاريخ النشر: 19th, February 2024 GMT

ترامب الذاهب... ترامب الآتي

ترامب الذاهب... ترامب الآتي

برع ترامب في اختيار الشعار الجاذب لكتلة واسعة من الناخبين في بلاده، والمتمثل في ما يصفه بإعادة العظمة إلى أميركا، التي يرى أنها فقدتها.

كابَر ترامب في الإقرار بهزيمته، ورفض الاعتراف بنتائج الانتخابات، وما زالت يواجه اتهامات بالتحريض على الهجوم على مبنى "كابيتول".

هزيمة ترامب لا تعني أن الترامبية إلى زوال، فترامب عنوان لمرحلة مأزومة في أميركا، وليس هو من صنع الأزمة، وإنما الأزمة جاءت برجل مثله رئيساً.

الانطباع السائد يرجّح عودته إلى البيت الأبيض وربما مؤكدة، خصوصاً إزاء الصورة الضعيفة والمتردّدة لمنافسه الديمقراطي الرئيس الحالي بايدن.

إعلان ترامب أثار الجدل وفزع حلفاء واشنطن، أخيراً، حين قال إنه سيشجّع روسيا على مهاجمة بلدان منضوية في "الناتو"، إذا لم تدفع ما عليها لميزانية الحلف.

"أميركا أولًا".. هكذا يردّد داعياً لاهتمام أكبر بالوضع الداخلي، وتحرير أميركا، ما أمكن، من التزامات خارجية يراها مرهقة ماليّاً، تجاه حلفاء واشنطن في حلف الناتو.

فوز ترامب مرجّح ومخاوف خصومه كبيرة، لكن حتى إنْ حُرم حقّ الترشّح بأمر القضاء، فالترامبية لن تنتهي لأن الأمر يتعلق بميل شعبوي كاسح يجتاح الغرب كله، لا أميركا وحدها.

الغرب أمام منعطف كبير بدأت علاماته وتجلياته، الملموسة، في الظهور، سواء على مستوى كل بلد، أو على مستوى الغرب الشامل، ونشهد ظهور نسخٍ أخرى من ترامب، بمفردات الخطاب نفسه بدول مختلفة.

* * *

لم تكن فرص الرئيس الأميركي السابق، الجمهوري دونالد ترامب، بالفوز في الانتخابات التي فاز فيها الرئيس الحالي، الديمقراطي جو بايدن، قليلة.

يومها حصد ترامب ما يفوق سبعين مليون صوت من الناخبين، وهو عددٌ لم يحقّقه حتى بعض من فازوا في انتخاباتٍ رئاسية سابقة، وظلّ الوضع في الدوائر الموصوفة بالمتأرجحة مبعث قلقٍ لبايدن والديمقراطيين حتى آخر اللحظات، قبل الإعلان النهائي للنتائج، حتى إن محلّلين بارزين يومها تنبّأوا بأنّ هزيمة ترامب لن تكون كاسحة، لأن الشعب الأميركي أصبح منقسماً أيديولوجياً أكثر من أي وقت مضى.

يومها، كابَر ترامب في الإقرار بهزيمته، ورفض الاعتراف بنتائج الانتخابات، وما زالت تُواجهه اتهاماتٌ بالتحريض على الهجوم على مبنى "كابيتول". ويومها أيضاً قيل إن هزيمة ترامب لا تعني أن الترامبية إلى زوال، فترامب عنوان لمرحلة مأزومة في أميركا، وليس هو من صنع الأزمة، وإنما الأزمة جاءت برجل مثله رئيساً.

بل إن محللين تنبّأوا، في حينه، وقبيل الانتخابات الأخيرة بقليل بما حدث بالفعل، وظلّ السبعون مليوناً الذين منحوه أصواتهم، خصوصاً من البيض، ضعيفي التعليم، متمسّكين بالأفكار التي يروّجها، وربما أكثر من ذي قبل، بل ازدادت أعدادهم، لذا فإن رأب الصدع عسير.

برع ترامب في اختيار الشعار الجاذب لكتلة واسعة من الناخبين في بلاده، والمتمثل في ما يصفه بإعادة العظمة إلى أميركا، التي يرى أنها فقدتها.

"أميركا أولًا"... هكذا يردّد داعياً إلى إيلاء الاهتمام الأكبر بالوضع الداخلي، وتحرير أميركا، ما أمكن، من التزامات خارجية يراها مرهقة ماليّاً، سواء تجاه حلفاء واشنطن في حلف الناتو، من خلال فرض شروط صعبة لإبقاء الدول الأوروبية تحت حماية المظلة الأميركية، أو تجاه المنظمات الدولية التي أظهر ويظهر تجاهها كثير من الازدراء.

والأمر نفسه يقوله عن الاتفاقات المبرمة مع الدول الأخرى، مشكّكًا في فكرة العولمة ذاتها وداعياً إلى التفات أميركا إلى وضعها الداخلي والاهتمام بمعيشة مواطنيها، فضلاً عن تعزيز الشعبوية والتطرّف والعنصرية ومناوأة المهاجرين.

هذا ما يكرّره ترامب اليوم في حملته الانتخابية الرئاسية الحالية للوصول إلى البيت الأبيض ثانيةً مرشّحاً أوفر حظاً عن الحزب الجمهوري، وإذا لم تحدُث مفاجآت غير محسوبة، كصدور حكم قضائي أو أكثر يحول دونه ومواصلة الترشّح للرئاسة، فإن هناك انطباعاً سائداً إلى أن عودته إلى البيت الأبيض مرجّحة، وربما مؤكدة، خصوصاً إزاء الصورة الضعيفة والمتردّدة لمنافسه الديمقراطي الرئيس الحالي بايدن.

يُركّز معارضو ترامب في حملتهم المضادّة عليه، على أن ما مارسه من نهج في فترة رئاسته الأولى، وما سيواصل السير عليه في حال إعادة انتخابه، سيخرّب العلاقات الدولية أكثر مما هي عليه حاليّاً، وسيؤدي إلى خسارة القيادة والنفوذ، وهذا ما تجسّد في إعلانه المثير لا للجدل وحده، وإنما أيضاً لفزع حلفاء واشنطن، حين قال، أخيراً، إنه سيشجّع روسيا على مهاجمة بلدان منضوية في "الناتو"، إذا لم تدفع ما عليها لميزانية الحلف.

وصف الرئيس بايدن تصريح ترامب بأنه "مروّع وفاقد للصواب"، فيما حذّر الأمين العام لحلف الأطلسي، ينس ستولتنبيرغ، من أن هذه التصريحات تقوّض الأمن الجماعي للدول الغربية كافة، بما فيها الولايات المتحدة نفسها، والأمر نفسه قاله مسؤولون أوروبيون كبار، وإنْ بعباراتٍ أو صياغات مختلفة.

وبدأ بعضهم في الدعوة، مجدّداً، إلى أن تولي أوروبا عناية خاصة بأمنها المستقل بعيداً عن الاعتماد الكلي على واشنطن، وهي دعوة قديمة، لكننا لم نشهد خطواتٍ نحو الأخذ بها، ولن يكون هذا متيسّراً بسهولة.

علماً أن الولايات المتحدة تمتلك عشرات القواعد وآلافاً من عديد قواتها العسكرية الفاعلة في دول أوروبية، مثل إيطاليا وبريطانيا وإسبانيا وتركيا، وقد ارتفع هذا العدد بعد الحرب الأوكرانية، خصوصاً في دول البلطيق وبولندا.

فوز ترامب ثانيةً مرجّح، ومخاوف خصومه من هذا كبيرة، لكن حتى إنْ حُرم حقّ الترشّح بأمر من القضاء، فإن الترامبية لن تنتهي. ولا يتعلق الأمر باسم صاحبها، بل بميل شعبوي كاسح يجتاح الغرب كله، لا الولايات المتحدة وحدها.

هذا الغرب أمام منعطف كبير بدأت علاماته، لا بل وتجلياته، الملموسة، في الظهور، سواء على مستوى كل بلد، أو على المستوى الغربي الشامل، وها نحن نشهد ظهور نسخٍ أخرى من ترامب، بمفردات الخطاب نفسه، في أمكنة مختلفة.

*د. حسن مدن كاتب صحفي من البحرين

المصدر | العربي الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: الغرب أميركا بايدن ترامب الشعبوية حلف الناتو العنصرية الحزب الجمهوري حلفاء واشنطن ترامب فی

إقرأ أيضاً:

زيلينسكي يطالب ترامب بالكشف عن خطتك لإنهاء الحرب في أوكرانيا

طالب الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، المرشح لانتخابات الرئاسة الأميركية عن الحزب الجمهوري، دونالد ترامب، للكشف عن "خطته" بشأن إنهاء الحرب بسرعة مع روسيا، محذرا من أن "أي اقتراح يجب أن يتجنب انتهاك سيادة بلاده".

 

أمريكا تخصص حزمة مساعدات عسكرية جديدة لدعم أوكرانيا الكرملين: الرئيس التركي لا يمكنه القيام بدور الوسيط في الصراع مع أوكرانيا

 

وقال زيلينسكي في مقابلة مع تلفزيون وكالة "بلومبيرغ" الأميركية، أمس الأربعاء: "إذا كان ترامب يعرف كيف ينهي هذه الحرب، فعليه أن يخبرنا اليوم. وإذا كانت هناك أخطار تهدد استقلال أوكرانيا وخسارة الدولة، يجب أن نكون مستعدين لهذا، ونريد أن نعرف".

 

كما أعرب خلال المقابلة التي استمرت قرابة الساعة، عن أسفه لتأخر تسلم أوكرانيا الأسلحة من الحلفاء الغربيين، وذكّر بأنه "مستعد على الأرجح" للقاء ترامب لسماع مقترحات فريقه.

 

وأضاف: "لا يمكنهم (فريق ترامب) التخطيط لحياتي وحياة شعبنا وأطفالنا. نريد أن نفهم ما إذا كنا سنحظى في نوفمبر المقبل بدعم قوي من الولايات المتحدة، أم سنكون بمفردنا".

 

خلال 24 ساعة

وكان الرئيس الأميركي الأسبق، قد قال الأسبوع الماضي، خلال المناظرة الرئاسية ضد منافسه الرئيس الأميركي جو بايدن، ضمن حملة انتخابات الرئاسة الأميركية 2024، إن "بمقدوره إنهاء الحرب في أوكرانيا خلال 24 ساعة إذا فاز في الانتخابات".

 

وخلال المناظرة، انتقد ترامب "المساعدات بالمليارات من الدولارات التي تم إنفاقها على دفاع أوكرانيا"، قائلا إن كييف "لا تفوز بالحرب".

 

من جانبه، قال مدير الاتصالات في حملة ترامب، ستيفن تشيونغ، لـ"بلومبيرغ"، إن المرشح الرئاسي الجمهوري المحتمل "سيفعل ما هو ضروري لاستعادة السلام، وإعادة بناء القوة والردع الأميركي على الساحة العالمية".

 

يذكر أن ترامب كان أثار حفيظة العديد من الدول الغربية الداعمة لكييف، جراء بعض التصريحات عن روسيا، التي دبت المخاوف في قلوبها.

 

كما أزعجت تصريحاته مؤخراً عن حق موسكو في رفض انضمام كييف إلى حلف شمال الأطلسي عدة دول أوروبية أيضا.

 

 

مقالات مشابهة

  • بايدن: واثق من قدرتي على هزيمة ترامب
  • ارتكبت خطأ.. بايدن يعلق على المناظرة مع ترامب
  • رتكبت خطأ.. بايدن يعلق على المناظرة مع ترامب
  • زيلينسكي يطالب ترامب بالكشف عن خطتك لإنهاء الحرب في أوكرانيا
  • التهدئة جنوبا تنتظر لقاءات نتنياهو في واشنطن
  • السور الديموقراطي حول بايدن يتشقق
  • أميركا وفنزويلا تتوافقان على تحسين العلاقات
  • “كدت أغفو”.. بايدن يكشف السبب الحقيقي وراء مناظرته الكارثية مع ترامب!
  • "كدت أغفو".. بايدن يكشف السبب الحقيقي وراء مناظرته الكارثية مع ترامب!
  • بايدن يفسر سبب سوء أدائه في المناظرة أمام ترامب