الإفتاء: شهر شعبان فرصة عظيمة لتدريب الأطفال على العبادات في رمضان
تاريخ النشر: 19th, February 2024 GMT
قالت دار الإفتاء المصرية، إن شهر شعبان فرصة عظيمة لتدريب الأطفال على العبادات في رمضان، وهو أمر بالغ الأهمية لكي يعتادوا على أدائها عند الكبر.
حكم صيام النصف الثاني من شعبان هل صيام شهر شعبان فرض؟ وهل يُقضى إذا أفطر؟ محاسبة النفسأوضحت الإفتاء أنه يجدر بالمسلم في شعبان أن يحاسب نفسه على ما قدَّم طوال العام، فإن كان خيرًا شكر الله تعالى، وإن وجد تقصيرًا ومعصية نظر إلى أعماله واستغفر ربه وتاب، حتى يدخل رمضان وقلبه مضيء وفيه كل المعاني الروحية الطيبة.
قالت دار الإفتاء، إنه لا مانع شرعًا من الدعاء بعبارة "اللهم بلغنا رمضان غير فاقدين ولا مفقودين"، موضحة أن المقصود منه رجاء طول العمر للشخص ولذويه، ليدركوا الشهر الفضيل دون حدوث فقدٍ لأي منهم، وهذا من جميل الطلب من الله تعالى؛ فالدعاء بالبقاء إلى الأزمان الفاضلة مندوبٌ لإدراك الأعمال الصالحة فيها؛ إذ إن "المؤمن لا يزيده عمره إلا خيرًا، وخير الناس من طال عمره وحسن عمله، وكان السلف يستحبون أن يموتوا عقب عمل صالح من صوم رمضان أو رجوع من حج"، كما قال العلامة ابن رجب الحنبلي في "لطائف المعارف" (ص 121، ط. دار ابن حزم).
وليس في هذه العبارة تَعدٍ على حكم الله عزَّ وجلَّ، ولا تتضمن إثمًا ولا رفضًا للموت ولا اعتراضًا على قضاء الله سبحانه، حيث صح من أدعية النبي صلى الله عليه وآله وسلم جملة من الأدعية التي تضمنت سؤال العافية وداومها وعدم التحول إلى البلاء ومنه مصيبة الموت، ومنها قوله: (اللهم إني أعوذ بك من زوال نعمتك، وتَحَوُّلِ عافيتك، وفُجَاءَةِ نقمتك، وجميع سخطك)، أخرجه مسلم في صحيحه عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: شعبان شهر شعبان الإفتاء دار الإفتاء رمضان العبادات
إقرأ أيضاً:
إحياء طقس (الرحمتات).. شكراً منظمة الحارسات
حيدر المكاشفي
أحيت منظمة الحارسات طقس (الرحمتات) أواخر شهر رمضان وتحديدا في اخر يوم جمعة من الشهر الفضيل (تعرف بالجمعة اليتيمة) بكمبالا عاصمة يوغندا، وذلك باقامة احتفال خصصته لأطفال اللاجئين السودانيين المقيمين هناك، ولكن قبل الدخول في تفاصيل هذا الطقس السوداني الرمضاني الذي كان شائعا وسائدا وأوشك أن يندثر ان لم يكن قد اندثر فعلا، يجدر بنا الوقوف قليلا عند منظمة حارسات صاحبة هذه اللفتة البارعة، فمبلغ علمي أنها منظمة نسوية سودانية تأسست عام 2018من مجموعة من الناشطات السودانيات بهدف توسيع مشاركة النساء في الحراك الثوري الذي بدأ يتبلور وقتها وبدأت طلائعه في البروز، وكانت لها بصمتها على طريق إرساء تيار نسوي سوداني ديمقراطي جديد، كما كان لها سهم وافر وحضور مميز في حراك ثورة ديسمبر منذ أول تظاهرة دعا لها تجمع المهنيين، وكانت عضوات الحارسات ملتزمات وحريصات بالمشاركة الدائمة والمستمرة في كل المواكب والتظاهرات والوقفات الاحتجاجية التي تتالت الى لحظة اسقاط النظام، وسجلت بذلك المنظمة اسمها باستحقاق وجدارة ضمن قائمة أيقونات الثورة، وقبل ذلك كان لها وجود مميز في ساحة اعتصام القيادة العامة، ومشاركتها في جميع فعاليات وأنشطة الاعتصام ونظمن العديد من الانشطة الخاصة بالنساء، حتى وقعت مجزرة القيادة البشعة والقذرة، ومن بعد ذلك عملت المنظمة على تخفيف الآثار النفسية والجسدية للناجيات والناجين من المجزرة، وكان للمنظمة ومايزال موقف واضح ومطالبة قوية ومستمرة حول ضرورة إصلاح مؤسسات الأجهزة الأمنية والعسكرية، وتمسكها الصارم بقيم الحرية والسلام والعدالة وحقوق الانسان، وكان للمنظمة الكثير من المشاريع و البرامج التى ظلت تنظمها باستمرار مما يصعب الاحاطة بها في هذه العجالة حتى وقوع هذه الحرب اللعينة الفاجرة، ومنها هذه الفعالية التي نحن بصددها..فالتحية والتجلة والتقدير ل(الحارسات) على ما قدمن وظللن يقدمن حتى اليوم، وصمودهن وجسارتهن في تحمل ما واجهنه من أذى وعسف..
وعودة الى طقس الرحمتات الشعبي التراحمي التكافلي الذي عملت الحارسات على احيائه، نقول هو طقس سوداني كانت العديد من الاسر السودانية تحرص على اقامته في اخر جمعة من كل رمضان، وربما تكون له نظائر بمسميات أخرى وطرائق مختلفة وتواقيت مختلفة في بعض الدول العربية، ووفقا لسرديات شعبية سودانية، يتكون مصطلح (الرحمتات) من مقطعين هما (الرحمة) و (تأتي) أو (أتت) وبدمج المقطعين يصبح المصطلح (الرحمة أتت) أو (الرحمة تأتي) والذي تحور شعبيا الى (الرحمتات)، كما أن هناك تسميات أخرى لطقس الرحمتات مثل (عشاء الميتين) حيث يعتبرونه موسما للتصدق على أرواح الموتى من الاهل والأقارب ويطلقون عليه ايضا (الجمعة اليتيمة)، ففي هذه الجمعة تنكب الاسر التي تحرص على اقامة الرحمتات في عمل مأدبة كبيرة يدعى إليها الأرحام والأصدقاء والجيران مع التركيز بشكل خاص على الأطفال لتناول طعام إفطار رمضان، وهذه باختصار هي (الرحمتات) التي يحتسبون أجرها لموتاهم، وغير المأدبة هناك من يتصدق بالمال على الفقراء والمحتاجين. أما بالنسبة لنوعية الطعام المعد للرحمتات والذي يحظى به الأطفال بوجه خاص باعتبارهم نجوم الطقس، فهو في الغالب الاعم يتكون من اللحم والخبز والأرز، فيما يعرف محليا ب(الفتة)، بالاضافة الى تجهيز منقوع التمر أو الحلومر مشروب السودانيين المفضل في رمضان، وفي الماضي كانت الذبائح تنحر لأجل هذا اليوم، لكن مع تعقد الحياة وصعوبة الحال وتدهور الأوضاع الاقتصادية التي أثّرت كثيراً على قدرات الناس على الإنفاق، اقتصر طقس الرحمتات على شراء بعض اللحوم من السوق لطبخها أو تقديمها لحوم صدقة لروح المتوفين من الأسرة. ولما كان الأطفال هم نجوم تلك الليلة فهم المعنيين أكثر بمائدة الرحمتات حيث يتنقلون من بيت إلى آخر قارعين الطبول ومرددين أهازيج تراثية منغمة وداعين بالرحمة للموتى وطول الحياة لصانعات الموائد من الأمهات والجدات، ومن أغاني الأطفال في ليلة الرحمتات: تات..تات الرحمتات أدونا تلات بلحات، تين تين…أدونا لحم ميتين، ومنها أيضا: الحارة ما مرقت ست الدوكة ما وقعت..قشاية قشاية ست الدوكة نساية..كبريتة كبريتة ست الدوكة عفريتة..ليمونة ليمونة ست الدوكة مجنونة..ويقصد بست الدوكة المرأة التي تقوم بتحضير الطعام. وعادة يقصد الأطفال المنازل التي سينعمون فيها بالطعام الوفير. وعند تأخر تقديم الوجبة للأطفال يصدحون بكل براءة: الحارة ما بردت..ست الدوكة ما فركت..صابونة صابونة ست الدوكة مجنونة..أدونا الحارة ولا نفوت ولا نكسر البيوت.. وبعد تلك هي الرحمتات التي أحيت طقسها منظمة الحارسات بعد ان كادت تندثر أو ربما تلاشت، فالكثير من الاجيال الصاعدة قد لا يعرفونها ولا يذكرونها بفعل الكثير من المتغيرات التي تسببت في تلاشي الكثير من الموروثات الثقافية والشعبية السودانية ومنها على سبيل المثال مؤسسة الحبوبة (الجدة) التي كانت تلعب دورا كبيرا ومؤثرا في تربية الاحفاد..وعموما ليس لنا الا ان نشكر منظمة الحارسات التي تشكل قضايا وهموم النساء محور اهتمامها على اللفتة والمبادرة الذكية واللماحة..
الوسومحيدر المكاشفي