عربي21:
2025-05-02@22:53:54 GMT

إلى أين تقود المعارضة المصرية الأمة؟

تاريخ النشر: 19th, February 2024 GMT

تظل مصر "رمانة ميزان الأمة" الذي يشير لموقعها الحضاري رفعة أو انتظارا حتى حين، كانت كذلك خلال التحديات الكبرى عبر التاريخ وستظل حتى تعود لها مكانتها.. من هنا جاء دور ثورة 25 يناير، ومن قبل محاولة النهضة التي حاولت البعثات التي أرسلها محمد علي إرساء أبرز ملامحها؛ خاصة مع ازدهار تلاميذها في الفكر والفن والعلوم في القرن الماضي، وهو ما تلاقى مع الطرف اليانع من ثمار المجدد الإمام حسن البنا، فأحدث صورة تحاكي نموذجا مصغرا لما نتمنى أن تكون الكنانة عليه في مستقبل مشرق للأمة ولقلبها مصر.

.

ولكن -وآه من قسوة لكن في مثل هذا السياق المُنتظر لكثير من الإشراق- أصيبت مصر والأمة بخيبة أمل مرهقة أضنت أرواح الملايين؛ لعدم قدرة المخلصين على حسن إدارة دفة الحكم أو الدفع باستمراره ثوريا، وكان أن اختلطت الأرواق والتصورات والمفاهيم، فظن كل طرف وطني أن أوان تمكينه أوشك أن يتحقق، وانتظروا جني الثمار في وقت كان يمثل مخاضا مرهقا يتطلب المزيد من الثبات ودفع المندسين والأغبياء.

وبعد عشر سنوات وأشهر ثلاثة من تراجع محاولة المد الثوري في مصر، وبالتحديد في تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، استعر صراع الأمة الوجودي الحضاري اليوم مع الكيان الصهيوني، فقد جاء السبق الحمساوي مباغتا من حيث أراد العدو الاحتفاظ بالمفاجأة، وبالتالي معلنا عن بدايات زوال الصهاينة عن فلسطين، وإن استغرق الأمر سنوات وعقودا، لكن استواء الصراع مع العدو ورغبة الأخير في التخلص من المقاومة وبيئتها الحاضنة التي خَيّل إليه مرضه وتعجرفه أنها في غزة أولا.. هذا الاستواء الصراعي الوجودي لم يواكبه للأسف المرير نضج أو حتى شبهه من جانب المعارضة المصرية أو مقاومي النظام السلميين.

قادت مصر منارة الإفاقة للأمة بالبعثات في القرن التاسع عشر، استوى زرعها في القرن التالي، جاء البنا بمنارة تصور لنهضة يقودها الدين؛ أصاب في بعضها وأخطأ في الآخر، ولم يجد منهجه مجددا من بعده للأسف، وعاشت الكنانة تبعات الموقفين الرائدين طويلا وأضاءت شموع الحياة والدين، وإن لم يخل الأمر من أخطاء وخطايا باهظة التداعيات.

تلفتت الأمة منذ سنوات باحثة عن دور رائد مركزي جديد لمصر، لكن عِظم الموقف وعدم القدرة على مواجهة التحدي في 2012م بما يناسبه من تجرد وتفانٍ في تقديم مصلحة الوطن والأمة على النفس؛ قاد لانتكاسة شاملة أدت لمحاولة محو كل ما كان من دور محوري. ويكفي ما نراه من هجمة على كل ثابت ومركزي مصري يتجاوز الحد من حرية الأفراد البارزين في الوطن؛ بمحاولة تكبيله لما شاء الله بقيود يصعب التحرر منها لسنوات طويلة مقبلة.

أما المستبدون الطغاة فلا فائدة من مخاطبتهم ولا نفع من تمني إفاقة لهم، وأما الجانب الآخر من المشهد فمن اللائق تذكيره بدور تاريخي إن غاب عنهم قام به آخرون، وتلقفتهم من بعد ألسنة التاريخ بمعاول هدم وانتقاد، ويبقى -أمام المتخاذلين- أنهم لم يحسنوا لا أمام ربهم ولا ضمائرهم ولا رفاقهم المضارين ولا أمتهم، يُضاف لهذا أن عشرات السنوات تنتظر ليأتي قادرون على الإمساك بزمام مبادرة من بعد!

إن أولئك الذين ارتكنوا للمنافي إن لم يكن لهم أن يراجعوا أنفسهم؛ فإن ليلا طويلا لا يُنتظر منه أن يلف مصر بلدهم فقط؛ بل الأمة كلها، وإن عناوين للآمال وتحققها ستوأد لآلاف الليالي والنهارات المقبلة، وهم يتحملون وزر ذلك للأسف.

إننا حين نتخلى عن الدور المناط بنا في وقت حاجة بل تراجع للأمة لا نخيب الآمال فينا فحسب، حينما نفضل عليها أنفسنا وحاجاتنا التي غالبا ما لا تكون ملحة، وإنما نسقط أنفسنا في هاوية ما لها من قرار، ونسيء لذواتنا ونحكم عليها بأن تجمع بين عداوة الحق وإنكار فضل كل الذين تمنوا ألا نفعل بها هذا، وما أكثر مضاري الأمة في غزة قبل مصر وعموم الوطن العربي الإسلامي، ثم إننا ملاقو الله يوم القيامة فمُسائلنا ويا له من سؤال، ويا لها من حياة طويلة يهدرها البعض -على الأقل- بالقليل الدنيوي!

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه مصر المعارضة مصر المعارضة الثورة الاستبداد مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

الأحزاب والفصائل المسلحة في السويداء من اليسار الحالم إلى فوضى السلاح

 

السويداء- خلال فترة حكم الأسد الأب (حافظ الأسد)، كان المزاج السياسي العام في السويداء قريباً من اليسار بانفراجاته الثورية الحالمة والمشاكسة للسلطة "الديكتاتورية" المتلونة في سوريا الأسد. ومع أوائل السبعينيات ظهرت في السويداء مجموعة أحزاب عارضت السلطة الناشئة حينها، تمثلت في مفاصل بارزة منها:

الحزب الشيوعي/المكتب السياسي الاتحاد الاشتراكي العربي الديمقراطي حزب البعث الديمقراطي حزب العمال الثوري حركة الاشتراكيين العرب الاتحاد الاشتراكي العربي الديمقراطي

وكانت حركة الاشتراكيين العرب أضعفَ أحزاب المعارضة في السويداء من ناحية وجودها واستقطاباتها.

في المقابل واجهت تلك المعارضة السياسية أحزابَ السلطة، فألبسها حافظ الأسد رداءً واحداً سماه الجبهة الوطنية التقدمية.

أكبر تظاهرة ضد الأسد في تاريخ السويداء (مواقع التواصل) اشتداد قبضة النظام

وفي السويداء استحوذ حزب البعث والحزب الشيوعي بقيادة خالد بكداش على النصيب الأكبر من القواعد الشعبية، وبعدهما تقاسمت أحزاب الاتحاد الاشتراكي والوحدوي الاشتراكي باقي التركة الموالية لحكم الأسد في حينها.

وبقي المشهد السياسي في السويداء كما في باقي سوريا عرضةً للتراخي بحسب اشتداد القبضة البوليسية لنظام الأسد، وهذا حدث في متصاعد منذ الثمانينيات، حيث بقيت الأحزاب  المعارضة في السويداء، وأيضاً في سوريا، تتابع العمل السياسي السري المحدود، وظل التجمع الوطني الديمقراطي يصدر وثيقته "الموقف الديمقراطي " إلى غاية عام 2000.

إعلان

وفي عام 2005 أحيت القوى السياسية المعارضة في السويداء ذكرى الثورة ضد الفرنسيين في مدينة الكفر، واجتمعت لأجل ذلك الأحزاب المعارضة بغية الاحتفال، وحينها جابههم نظام بشار الأسد بتحشيد مقابل ضد المناسبة نفسها.

ولم تحتفظ السويداء خلال العقد الأول من حكم بشار الأسد بأي اصطدام واضح مع السلطة، باستثناء الصدام المسلح مع بدو المحافظة عام 2000.

 

من مظاهرات شعبية سابقة (2023) كانت قد انطلقت بدايتها في مدينة السويداء وتوسعت رقعتها إلى مناطق في العاصمة دمشق والساحل السوري وحلب. (وكالة الأناضول) سنوات الثورة

وأثناء سنوات الثورة السورية ضد الأسد عاد اليسار السياسي ليكون عنوان الحالة المعارضة في السويداء، وخاصةً من جمهور الشباب الذين أسسوا اللجنة الوطنية لدعم الثورة، التي تحولت بعد ذلك إلى تجمع القوى الوطنية في محافظة السويداء لدعم الثورة السورية، من أجل الانخراط فيها.

وصاغت مجموعة من الناشطين السياسيين تحالفات بينية، ولم تعمل الأحزاب المعارضة في السويداء وفق نسق منفصل، وتشكلت نقابات موازية لنقابات النظام، مثل: المهندسون الأحرار، والمحامون الأحرار، والفنانون الأحرار، وكانوا نواة تنظيم المظاهرات في السويداء بعد العام 2011، وهذا بتظافر جهود 16 مكونا سياسيا، ثم تشكلت في السويداء لجنة لدعم النازحين.

وخلال سنوات الثورة السورية تأسس في السويداء مجموعة من الأجسام السياسية، ولعل أهمها الهيئة الاجتماعية للعمل الوطني عام 2012، إضافة إلى:

تيار مواطنة 2011 تجمع بنا الوطن 2015 الحركة الشبابية السياسية 2022 المبادرة الوطنية لجبل العرب بقيادة كمال القنطار ونبيل شعيب ونبيل عامر.

وفي عام 2018 تشكلت اللجنة الوطنية في محافظة السويداء وكانت أقل صداماً مع السلطة مقارنةً بالتجمع الوطني الديمقراطي المعارض منذ 1979.

وكانت هذه اللجنة تدعم اعتصامات محلية في السويداء مثل اعتصامات "بدنا نعيش" المطلبية، وتدعو إلى اعتصامات أخرى، وجاء أبرزها في الاعتصام الصامت كل يوم اثنين ولمدة ثلاثة أشهر، وكان آخره متصلاً بانتفاضة السويداء عام 2023.

انتفاضة السويداء

لاحقاً دفعت انتفاضة السويداء بكثير من الأجسام السياسية الحديثة، وكان أولها الهيئة السياسية للعمل الوطني، ولاحقاً ظهرت مكونات سياسية جديدة:

الكتلة الوطنية تيار الحرية والتغيير المجلس السياسي السوري في السويداء تيار سوريا الفيدرالي

ولم تكن هذه التجمعات بأعداد كبيرة إذ تتراوح مكوناتها بين10 إلى 50 شخصاً، بعضها يحمل أهدافاً ورؤىً سياسية متقاربة، وبعضها الآخر لا.

إعلان

وعموماً تراوحت الحالة السياسية في السويداء، خلال انتفاضتها، بين حاملٍ سياسي يريد سوريا واحدة، بنظام مركزي، وحامل سياسي مناوئ له يريد نظاماً سياسياً لا مركزيا، ولا يمانع من إقامة إدارة ذاتية للسويداء.

وظل المشروعان يتصارعان سياسياً من دون أن يقدر أحدهما على إنتاج تحشيد شعبي يغلّب سياسياً أحد الطرحين على الآخر، ويدفع باتجاه تبنيه واقعياً.

بعد السقوط

وبعد سقوط نظام بشار الأسد أخذت تيارات سياسية جديدة تصعد إلى السطح، وتعلن نفسها بمباركة الشيخ الهجري وهي تباعاً:

تيار سوريا العلماني تحالف القوى الوطنية في السويداء الذي ضم التجمع المهني والعديد من الأحزاب المجلس المدني من أجل سوريا المجلس العسكري في السويداء التجمع الوطني في السويداء إضافة إلى الحركة الشبابية الدرزية

وجميعها تُعتبر محدودة الانتشار والتأثير الواقعي على الأرض، و تتبنى عناوين سياسية تعيد تسويقها إعلامياً من منصاتها الناطقة باسمها.

عنصر من قوة مكافحة الإرهاب تابع لحزب اللواء السوري (مواقع إلكترونية) الفصائل المسلحة

أما الفصائل المسلحة في السويداء فظلت، منذ نشأتها محلية الطابع، انغمس بعضها في أعمال "مشبوهة"، متحالفا بذلك مع الأجهزة الأمنية للنظام السابق، وبعضها أخذ على عاتقه توجهات دفاعية عامة تخصّ السويداء، وتبنى خيار أبنائها بعدم الالتحاق بجيش نظام الأسد.

لوغو حركة رجال الكرامة أكبر الفصائل المسلحة في السويداء (مواقع إلكترونية)

 

 "حركة رجال الكرامة"، أسسها في عام 2013 الشيخ وحيد البلعوس، وتعدّ الفصيل المسلح الأكبرعدداً وعتاداً، يتراوح عدد مكوناتها من 5 إلى 8 آلاف مقاتل، ويعتبر الفصيل الأكثر قرباً وتنسيقاً مع حكومة دمشق منذ سقوط النظام وحتى الآن. ويقف إلى جوارها سياسياً "تجمع أحرار الجبل" بقيادة سليمان عبد الباقي القريب من دمشق وتوجهاتها، لكنه فصيل متواضع العدد والتسليح. إعلان  فصيل "مضافة الكرامة" يقوده النجل الأكبر للشيخ الشهيد وحيد البلعوس، ليث البلعوس، نظّم فصيله المسلح (يتكون من قرابة 50 مقاتلا) مرَكزاً على التطوع بجهازي الأمن العام والجيش في بلدته المزرعة. "لواء الجبل" يعد الفصيل الثاني من حيث الحجم والعتاد، تشكل عام 2015، ولديه حالياً 5 آلاف مقاتل، وموقفه السياسي يبدو قريباً من موقف الشيخ الهجري. "المجلس العسكري في السويداء" الذي أُشهر رسمياً بعد سقوط النظام، ويعد أحد أكبر الفصائل المسلحة الثلاثة في السويداء، بعدد مقاتلين يقارب 5 آلاف ومعظمهم من الضباط والعناصر المسرحين من جيش الأسد السابق، وهو بميول سياسية تبدو معادية لنظام الشرع بدمشق، وُيبدي تقارباً شديداً من الشيخ الهجري. "درع التوحيد" فصيل مسلح تابع للشيخ الهجري، مسؤول عن حمايته وأمنه، يتمركز في بلدته قنوات، ويقوده طارق المغوش ولديهم نحو 300 مقاتل. إضافة إلى فصائل مسلحة أخرى من نحو 300 مقاتل، مثل "قوات شيخ الكرامة" لأمجد بالي في محيط صلخد، و"قوات العَليا" لحسام سيف ورأفت بالي، و"تجمع سرايا الجبل" لوائل أبو قنصول، و"فصيل جيش الموحدين" لأسامة الصفدي بتعداد مقاتلين لا يتجاوز 15 مقاتلاً. "قوى مكافحة الإرهاب"، أو "حزب اللواء السوري" وقد توحدت مع قوات العليا وقوات شيخ الكرامة ووائل أبو قنصول ودرع التوحيد، وأعلنوا رفضهم حكومة دمشق رفضاً قطعياً بعد خطاب الشيخ الهجري ما قبل الأخير.

مقالات مشابهة

  • استطلاع: معظم الإسرائيليين يتوقعون بقاء حماس بالحكم في غزة
  • د. محمود السعيد لـ«الفجر»: جامعة القاهرة تقود التحول البحثي في مصر وترتبط استراتيجيًا برؤية 2030"
  • مراد كوروم يرد على انتقادات المعارضة التركية
  • حرائق إسرائيل تشعل الجبهة الداخلية بين المعارضة والحكومة
  • احتجاجات بتونس تنديدا بتواصل الاعتقالات للمعارضين.. وتحركات داعمة لسعيد
  • الأحزاب والفصائل المسلحة في السويداء من اليسار الحالم إلى فوضى السلاح
  • اليوم.. المعارضة الاستئنافية للمتهمين بفبركة سحر مؤمن زكريا
  • محيسن الجمعان: أعان الله النصراويين.. فيديو
  • لكي تقود العالم..على أوروبا التخلي عن تفكيرها الاستعماري
  • مساعد رئيس حزب العدل: مصر تقود مشروعات التنمية المستدامة في القارة الأفريقية