قصص قصيرة.. قصة المرأة وماكينة الخياطة (القصة كاملة)

أنا كنتُ زوجة، أو على الأقل كانت لي مرة زوج، ولكن طردني زوجي لشرطه القاسي؛ إذا أنجبتُ له ولدًا، سأظل معه، أما إذا كنتُ قد ولدت فتاة، فسيُطردني ويطلقني. ورغم مرور الأيام، تباعدت بينا حياتي وحياة زوجي بعد أن نفّذ تهديده وطردني.

ليس لي عائلة أو عشيرة، وفي إحدى الأيام، طرقت امرأة عجوز الباب، تبدو عليها ملامح التعب، طالبة قطعة خبز وماء.

لم يكن معي سوى قطعة خبز كانت مخصصة لابنتي، لكن قررت أن أقدمها لها، قائلة في نفسي إنها قد تحتاج إليها أكثر مني.

أكلت العجوز الخبز ورحلت في الصباح التالي، ولكنها تركت لي آلة خياطة ذات شكل غريب جدًا. تساءلت عن كيفية حملها ولماذا تبدو ثقيلة بالنسبة لجسدي النحيل. كانت على الآلة نقوش وعلامات، تشبه رؤوس الكبريت.

شكرت الله على هذه الآلة التي ستساعدني في كسب لقمة العيش. وفي إحدى الليالي، قمت بتجهيز الآلة لاستخدامها في خياطة فستان لابنتي. وفي الصباح، اكتشفت أن فستانًا قد تم خياطته بشكل رائع، مع لمسات سحرية تشع منه، ولم أكن أدرك من قدم لي هذا القماش الفاخر.

وبعد يوم، دقت عجوز الباب مجددًا، وكانت تحمل مفاجأة. خلال ليلة، تم تحول المنزل إلى مكان يعج بالجنيات الخياطة السحرية، وأخبرتني العجوز أنها هبة لي وأن تلك النقوش كانت لجنيات الخياطة. كل ما يلزمني هو إحضار القماش واختيار النوع، وترك الباقي للجنيات. وأخبرتني بأن أحفظ هذا السر، لأن الجميع يمتلك نعمته ونقمته.

سألتها عن نقمتها، فأجابت بكلمات قاسية، "الطمع، يا بنتي، والقتل". وعن نعمتها، قالت بابتسامة غامضة، "الغنى الفاحش والثراء الكثير".

الفصل الثاني والأخير من قصة المرأة وماكنة الخياطة

أنا تزوجت، بس طلعني زوجي من الدار لما علم إني حامل وحسبه إذا جبتله ولد رح يستمتع بتواجدي، بس لو جبت بنت رح يطلقني ويطيح بي. الله يسامحه، صار ولادي بنت وطلقني.

وهيك صرت عايشة لوحدي بعد ما طردني. ما عندي عيلة ولا عشيرة، وفي يوم جت عجوز شمطاء طالبة قطعة خبز وشربة ماء. كان معايا بس قطعة خبز لابنتي الصغيرة، قلت يمكن العجوز في حاجة للخبز أكتر مني.

بالفعل، أعطيتها الخبز اللي كان لابنتي، وأكلته وراحت العجوز في الصباح. بس خلتلي مكنة حياكة غريبة وعليها نقوش وعلامات. سألت حالي إزاي جابتها معاها وهالآلة كبيرة على جسمها النحيف.

المهم، حمست أشكر الله على الآلة اللي رح تساعدني في العيش. وبليلة من الليالي، أستعدت الآلة عشان أخيط فستان لابنتي، لقيت الصبح الفستان جاهز وزين ومعاه لمسات سحرية، مش عارفة من وين جابت هالقماش الغالي والماس والأحجار الكريمة.

أخذت الفستان ولبسته لابنتي وهي فرحانة موت. وبعد كده في ليلة من الليالي، دقوا على باب البيت ولقيت العجوز الشمطاء جاية ومعاها الماكينة وقالت إنها هدية لي.

قالت إن الماكينة دي جنيات حياكة سحرية، كل اللي عليكي تجيبي القماش وتختاري اللي تبي تعمليه، ورح تشتغل الجنيات. بس خلي بالك من السر، لأن الكل يا نعمته ناقمته، وهي حطتلي في علم إن الطمع والقتل شغلهم.

سألتها عن نقمتها، قالت لي الطمع والقتل، وسألتها عن نعمتها، قالت لي الغنى والثراء.

بعد كده صرت استفيد من الماكينة وأخيط لأبنتي، وفتحت قصر للفقراء والمحتاجين. بديت أعيش حياة مختلفة وصرت من أغنياء المدينة.

وخلال السنين دي، كملت حياتي وكنت بنيت قصر للفقراء عشان كل واحد يلاقي حاجته، وبكل تفصيلة حياتي، عرفت قصة زوجي السابق اللي وجدته بيتسول.

وهنا جه الدور للعجوز الشمطاء ومعاها الماكينة، بس لقيتها اختفت. طلعت جماعة الماكينة جاية تقول إنها استعادت الماكينة وشكرًا لي على حسن استخدامها. ورحلوا وأنا سعيدة بسعادتي.

وهكذا، مع كل نفسية جديدة، تبقى الحياة حكاية تحكى. وأنا بعد كل اللي صار، بقول للناس إذا انتهيتم من القراءة، صلوا على النبي وسلم.

 

المصدر: بوابة الفجر