يمانيون – متابعات
بالتوازي مع تهديدات قادة كيان العدو الصهيوني باجتياح رفح، تسارع الإدارة الأمريكية في توفير الدعم المالي لكيان العدو عن طريق ضخ المليارات ومئات آلاف القنابل والصواريخ والذخائر الفتاكة والمتطورة؛ ليتمكن كيان العدو من إكمال مسلسل عمليات الإبادة الجماعية والدمار الشامل في رفح.
ويعد هذا السلوك تحدياً عملياً لكل المجتمع الدولي والإنساني الذي يجمع اليوم على رفض أي عملية عسكرية للعدو الإسرائيلي على رفح، لأنه يستشعر خطورة ذلك، وما سيترتب على ذلك من مجازر وعمليات ابادة جماعية ستكون أكثر دموية وكارثية حتى مما سبقها على مدى نحو أكثر من أربعة أشهر من العدوان على غزة؛ نظراً لتواجد نحو مليون ونصف من السكان والنازحين إليها من باقي مناطق غزة.

والسؤال الأكثر حضوراً هنا: أين قادة الأنظمة والحكومات العربية؟ وأين ثرواتهم وامكانياتهم وجيوشهم وأسلحتهم مما يحدث ومما يسعى العدو الأمريكي الصهيوني لتنفيذه من مشروع تدميري كارثي لن يقتصر على غزة وبقية فلسطين بل سيمتد ليشمل المنطقة كلها وفي مقدمتها مصر نظاماً وجيشاً وشعباً وأمن قومي؟

هل يدرك النظام العربي الرسمي خاصة وأنظمة العالم الإسلامي ماذا سيترتب على تمكن كيان العدو الصهيوني من احتلال لغزة والضفة الغربية بعد تهجير سكانها إلى خارج فلسطين من كوارث ومخاطر حقيقية؟ والتي حتماً ستحل قوارعها في قلب أنظمتهم وأمنهم ووجودهم كله، وليس فقط بالقرب منهم ومن عروشهم في هذا المسار الصهيو الأمريكي، فالجميع سيكونون مستهدفون لا محالة أنظمة وشعوباً، كما لن يكون هناك استثناء، لا للمطبعين ولا لمن يسمون بالحلفاء والأصدقاء لأمريكا والغرب.

إن تمكن كيان العدو الإسرائيلي من تحقيق هدفه في احكام قبضته الاحتلالية التهجيرية في قطاع غزة والضفة الغربية، فإنه حتماً ووفقاً لمشروعه، وحلمه القومي العقائدي في المنطقة، سيجعل من فلسطين وموقعها منطلقاً، لتنفيذ مشروع حلمه الأشمل، وهو إقامة ما يسميه الوطن القومي لليهود الممتد من النيل إلى الفرات، ومن البحر إلى النهر، وبالتالي من اليوم أصبحت المنطقة كل المنطقة والعالم الإسلامي أنظمة وشعوباً وأمناً ووجوداً في مرمى الاستهداف الأمريكي الصهيوني الجدي، بدءاً من بلدان الطوق، وفي مقدمتها مصر، مروراً بالأردن وسوريا، وصولاً إلى كافة أنظمة وشعوب بلدان المنطقة والعالم الاسلامي.

والإسرائيلي يتحرك اليوم، ويعمل على قدم وساق بما يحمل من عداوة تاريخية تقليدية شديدة للعرب خاصة وللإسلام والمسلمين عامة، وهو متحرك وبمعيته الأمريكي، وكل أنظمة الغرب الكافر، ودائماً ستكون الذرائع والمبررات التوسعية العسكرية والأمنية أمامه على مسار تنفيذ هدف مشروعه المسمى بالوطن القومي العقائدي لليهود الممتد من النيل إلى الفرات ومن البحر الى النهر.

وفي طريقه أيضاً لن يكون هناك استثناء لا للكيانات والأنظمة والقوى المطبعة، ولا لحليف أو صديق لأمريكا والغرب.. وهنا يعود التساؤل ليفرض نفسه قائلاً: هل تدرك الأنظمة والكيانات كل القوى العربية خاصة أي مخاطر وكوارث حقيقية جدية تهدد بقاءهم وستحل قوارعها في عمق أنظمتهم وأمنهم واستقرارهم، وليس فقط قريباً من عروشهم، جراء التآمر ليس فقط على غزة، بل وعلى فلسطين كل فلسطين أرضاً وانساناً ومقاومة ومقدسات.

إن الكيان الإسرائيلي الغاصب كان منذ انشائه في المنطقة، ولا يزال، وسيبقى يشكل خطراً كبيراً على الإسلام ودول المسلمين بسبب الأهداف التي يسعى إليها، ويخشى أن تضيع الفرصة للوقوف بوجهه إذا أمهله المسلمون.. هكذا حذر ونصح إمام قرآني مجاهد صادق أمين قبل عقود مضت.

ان الخطر اليهودي الصهيوني موجهاً إلى الإسلام، وبالتالي فان على الدول الإسلامية خاصة والمسلمين عامة أن يقضوا على جرثومة الفساد هذه بأي نحو كان، وأن لا يتورعوا عن تقديم العون في هذا السبيل.

ويجوز إنفاق وجوه الزكاة، أو سائر الصدقات في هذا الأمر الحيوي الهام”.. هكذا كان ناصحاً صادقاً يحذر ويوجه نصائحه نحو أمة الإسلام أنظمة وشعوباً، وفي مقدمتهم أنظمة وشعوب المنطقة، ولكن للأسف لم يستجب الجميع، وخاصة الأنظمة للنصيحة فكانت النتيجة ما نراه اليوم ونعايشه من توسع لتلك الغدة السرطانية المسمى “بإسرائيل”.

إن على بلدان الأمة أنظمة وشعوباً، وفي مقدمتها شعوب وأنظمة بلدان المنطقة العربية اليوم أكثر من أي وقت مضى، انطلاقاً من واجبها الإنساني، وبموجب القيم العقلية والإسلامية أن لا تتورع عن تقديم أية تضحية من أجل اجتثاث ربيبة الاستعمار هذه، وأن تساعد المقاتلين في جبهات الحرب مع إسرائيل مادياً ومعنوياً، وكذلك عن طريق التبرع بالدم والأدوية والمؤن والسلاح”.

ان الواجب على كل مسلم اليوم أكثر من أي وقت مضى بأن يعد نفسه لمواجهة “إسرائيل” حيث أن قوارع خطر الصهيونية العالمي يحل في كل ديارنا العربية والإسلامية، وليس فقط قريباً منها وأن الأيدي المجرمة لمستكبري العالم وأعوانهم وخاصة إسرائيل لن يتم قطعها عن الدول الإسلامية ما لم تنهض الشعوب الإسلامية والمستضعفون في العالم ضدهم، وتطرد هذه الغدة السرطانية من القدس وكل فلسطين وكل المنطقة.

إن العواقب ستكون كارثية على الجميع، ولن يسلم أحد لا أنظمة ولا شعوب لا مطبعين ولا ما يسمون بالحلفاء والأصدقاء لأمريكا ولإسرائيل، وقبل ذلك فإن الخطر الأعظم هو خذلان الله وغضبه في الدنيا والآخرة.

فقط الذين ينهون عن السوء، فقط الذين اختاروا مسار المواجهة للشيطان الأكبر، ومن يعملون على مسار وعد الآخرة لاستئصال الغدة السرطانية من جسد الأمة، فقط هم الموعودون من الله ووفقاً لسننه الثابتة وللسنن التاريخية بالنصر والغلبة، وبالتالي بالنجاة والسلامة من خذلان الله وغضبه في الدنيا والآخرة.

اليوم إذا كانت الحكومات خائفة، فعلى الأقل عليها أن تترك الشعوب، وفي مقدمتها القوى الجهادية التحررية لتفعل فعلها في مواجهة العدو والخطر الذي أصبح يداهم الجميع بما فيها الأنظمة والحكومات نفسها، وصدقوني كما قال: “من نصح وحذر وشبه كيان العدو الإسرائيلي بالغدة السرطانية وأمريكا بالشيطان الأكبر” بأن من الأفضل لنا أن نموت جميعاً على أن نبقى أذلاء تحت سيطرة الصهاينة وأمريكا”.

محمد فايع

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: وفی مقدمتها کیان العدو

إقرأ أيضاً:

العضايلة: لا يجوز أن تفتر همة وعزيمة الأردنيين في نصرتهم لغزة

#سواليف

في مخيم البقعة انطلقت مسيرة من أمام مسجد البيطار بدعوة من الحركة الإسلامية تحت عنوان “خذلان غزة عار” أكد فيها المراقب العام لجماعة الإخوان المسلمين المهندس مراد العضايلة أن العدو الصهيوني لن يجني من استمرار حرب الإبادة في غزة سوى الفشل والخيبة وأن غزة ستكون سبباً في زوال هذا الكيان، كما أكد على أن الدور الأردني مرقوب ومطلوب تجاه كسر الحصار الظالم على غزة وإرسال القوافل الطبية والإغاثية وتصليب الموقف العربي والدولي لوقف هذه الحرب الإجرامية التي تصيب آثارها الأردن إضافة لفلسطين، وأن كل يوم تستمر فيه الحرب على غزة لن يجر على العدو سوى توسيع المعركة بأدوات الشعوب والأنظمة العاجزة.

وأضاف العضايلة ” لا خيار للأردن والأردنيين الا أن يكونوا في الخندق الأول للدفاع عن فلسطين ولا يجوز أن تفتر همة وعزيمة الأردنيين في نصرتهم لغزة في ظل استمرار العدوان بمختلف أنواع النصرة بالموقف والكلمة والعمل الإغاثي ومختلف أنواع الدعم”، كما طالب الحكومة بالرد على قرار ترامب عبر وقف النهج المتبع منذ وادي عربة لربط اقتصاد الاردن بالاقتصاد الأمريكي، وأن يكون ما جرى من رفع الرسوم الجمركية ووقف المساعدات الأمريكية فرصة لبناء اقتصاد يعتمد على الذات، مؤكداً أن الأردنيين سيقفون مع كل خيار لبناء اقتصاد المواجهة والاعتماد على الذات واستقلال القرار الاقتصادي، مجدداً الدعوة لمقاطعة كل البضائع الأمريكية التي تدعم الكيان الصهيوني.

كما أكد العضايلة أن الوجود الفلسطيني على أرض فلسطين هو عنوان المعركة وأن المرحلة الثانية من العدوان هدفها تنفيذ مخطط التهجير عبر ما يجري من إخلاء رفح واستهداف المدارس والمسعفين والمركز الصحية وآبار المياه والذي يضرب بعرض الحائط بالخطة العربية لإعمار غزة، مما يهدد الأمن الوطني الأردني والأمن القومي العربي مما يجعل المنطقة ودولها في حاجة لمراجعة سياساتها تجاه ما يجري واتخاذ قرار بدعم واسناد الشعب الفلسطيني ومقاومته في مواجهة الخطر الصهيوني الذي يهدد الاردن والمنطقة.

مقالات ذات صلة حادث سير مروع على نزول صافوط / صور 2025/04/04

وأضاف العضايلة ” سلام عليكم يا أهل غزة بما صبرتم وضحيتم يا شرف الأمة وفخرها وكنتم نموذجا لهذه الأمة، فالله اختاركم واصطفاكم، فصمودكم وثباتكم هو الذي سيحدد نتيجة هذه المعركة التي ستكتب مستقبل هذه الأمة، وصمودكم سيحدد نتيجة المعركة وشكل المنطقة”، مؤكداً أن هدف الجولة الأخيرة من الحرب على غزة هو تهجير الفلسطينيين من القطاع مما يعني أن نتائج المعركة موجهه باتجاه مصر والأردن وسوريا والسعودية.

كما وجه المراقب العام تحذيراً لنتنياهو مؤكداً أن اندفاعه لنقل هذه المعركة لدول المنطقة لن يجر عليه سوى الخيبة ، مضيفاً ” أنت تحفر قبرك بيدك وجاءتك الرسالة أمس من نوى في درعا السورية التي خرج أهلها بعشرات الألوف للرد على عدوانك على سوريا، وبأن يوم اليرموك قادم في مواجهة العدو الصهيوني، فالمعركة واحدة ونتيجتها زوال هذا الكيان”، كما استنكر ممارسات التنسيق الأمني للسلطة الفلسطينية مع الاحتلال على حساب الشعب الفلسطيني، مؤكداً أن “مصير كل من خان شعبه وارتبط مع الاحتلال هو أن يزول مع الاحتلال”.

إربد … النواصرة : الشعب الأردني سيبقى مع المقاومة التي لن تتخلى عن سلاحها الذي يمثل قوة لها في مواجهة الاحتلال

وفي إربد انطلقت مسيرة حاشدة بعد صلاة الجمعة من أمام مسجد الهاشمي بدعوة من الحركة الإسلامية والملتقى الوطني لدعم المقاومة تحت عنوان ” كفى قتلا.. كفى صمتا وتخاذلا”، فيما تم منع المشاركين في الفعالية من استكمال مسارها، في حين ندد النائب الدكتور ناصر النواصرة في كلمته بالصمت والتخاذل الرسمي العربي تجاه حرب الإبادة الصهيونية في غزة والعربدة التي يمارسها في عدوانه على دول المنطقة، مستنكراً حملات التحريض والتضييق على المقاومة من قبل أطراف عربية رغم ما تشكله المقاومة من سد منيع في مواجهة المشروع الصهيوني الذي يتهدد فلسطين والأردن والعالم العربي الذي لن تنفعه الاتفاقيات الموقعة مع الاحتلال الذي يخرق كافة الاتفاقيات والمواثيق والقوانين الدولية .

وأكد النواصرة أن المقاومة لن تتخلى عن سلاحها الذي يمثل قوة لها وأجبر الاحتلال على الرضوخ للمفاوضات سابقاً وسيجبرها على الرضوخ مرة أخرى، مما يؤكد على واجب دعم المقاومة، مضيفاً ” لن يسمح الأردنيون بمؤامرة الوطن البديل وبقوة الشعب وجيشه العربي سنرد أي عدوان على الأردن وفلسطين، ونحن والفلسطينيون شعب واحد ونحن مع المقاومة “، مطالبا بالتحرك لكسر الحصار عن غزة ووقف ممارسات التضييق ضد الفعاليات المنددة بالعدوان وفعاليات دعم المقاومة، مع استمرار واجب دعم صمود العب الفلسطيني ومقاومته بمختلف الوسائل المتاحة.

العقبة … الجهني : الاستقرار لن يتحقق في المنطقة إلا بزوال الكيان الصهيوني الذي يشكل وجوده تهديداً للأردن والمنطقة

وفي العقبة انطلقت مسيرة شعبية من أمام المسجد الكبير وسط المدينة تحت عنوان ” كفى قتلا.. كفى صمتا وتخاذلا” أكد فيها القيادي في الحركة الإسلامية في العقبة حمزة الجهني أن المعركة مع العدو الصهيوني هي معركة عقيدة وأن الاستقرار لن يتحقق في المنطقة إلا بزوال الكيان الصهيوني الذي يشكل وجوده تهديداً للأردن والمنطقة، مضيفاً ” الأردن الشعبي والرسمي مجمعون على العداء مع هذا الكيان وسوف تستمر ظلال معركة الكرامة في مواجهة العدو الصهيوني الذي يعرف أبناء الأردن الذين هم على نهج معركة الكرامة وشهداء الأردن”.

وندد الجهني بالصمت العربي الرسمي تجاه حرب الإبادة ضد الشعب الفلسطيني وحرب التجويع بدعم مباشر من الإدارة الأمريكية، مؤكداً على واجب دعم صمود الشعب الفلسطيني ودعم المقاومة بمختلف الوسائل المتاحة لما يشكله الصمت والخذلان تجاه ما يجري من جريمة وعار لن ينساه التاريخ.

مقالات مشابهة

  • مدينة اسطنبول التركية تشهد تظاهرة دعماً لغزة
  • الخارجية تحذر من مخاطر تعميق نظام الفصل العنصري في فلسطين المحتلة
  • الأونروا “: شهر على منع الاحتلال المساعدات لغزة
  • عشرات المستوطنين الصهاينة يقتحمون المسجد الأقصى
  • عائلات الأسرى الصهاينة: نتنياهو هو العقبة أمام إعادة كل الأسرى
  • عائلات الأسرى الصهاينة: نتنياهو يسعى لإنقاذ نفسه وهو العقبة أمام إعادة كل الرهائن
  • اليماحي: البرلمان العربي ملتزم بدعم القضايا العربية وعلى رأسها فلسطين
  • مظاهرات حاشدة تشهدها المخيمات الفلسطينية في لبنان نصرة لغزة ورفضا لمجازر العدو
  • رئيس علماء فلسطين يدعو الأردنيين للتوجه نحو الحدود نصرة لغزة
  • العضايلة: لا يجوز أن تفتر همة وعزيمة الأردنيين في نصرتهم لغزة