«ذا فويس كيدز» في الصعيد.. «ربيع» يرسم البهجة على وجوه أهالي بني سويف
تاريخ النشر: 19th, February 2024 GMT
في زمن تكثر فيه المواجع والأزمات يصبح رسم البسمة فناً وصنع الفكاهة مهنة تقدم للعالم خلاصاً من الهموم وعلاجاً بسيطاً للإحباط والاكتئاب، وهو ما حرص عليه صانع المحتوى، «ربيع صابر»، الذي عمل وشقيقه «سعيد» على رسم البسمة على وجوه أهالي قرية «الحكامنة» ببني سويف، من خلال محاكاةً كوميدية لبرنامج اكتشاف المواهب الغنائية الشهير «ذا فويس كيدز»، مضفياً عليه الطابع الريفي البسيط، الذي مكَّنه من حصد ملايين المشاهدات.
يحرص صانعو محتوى «يوميات ربيع وسعيد»، على إظهار البساطة والترابط بين سكان الريف، بالتحديد في صعيد مصر، حيث تظهر في فيديوهاتهم مجموعة من الأطفال يمثلون وكأنهم يغنون أمام لجنة التحكيم المكونة من الأخوين سالفي الذكر وطفلة تبدو أكبرَ سناً من بقية الأطفال، وعلى طريقة لجنة التحكيم في برنامج «ذا فويس كيدز»، يجلس ربيع وشقيقه سعيد مع الطفلة ابنة الأخير، بحيث يكون الأطفال من خلفهم ولا يستديروا إلا عند قبولهم والاقتناع بأصواتهم، ويعرف ربيع صابر الأطفال المشاركين في فيديوهاته لـ«الوطن» فيقول: «الأطفال ولادي وولاد أخويا وأحياناً بنحتاج لأولاد الجيران وبيشاركونا في جو من المرح وبنكون حريصين على ارتداء الأزياء التراثية اللي هي عبارة عن جلباب وعمة ملونة للرجال وإيشارب مزركش للفتيات، بغرض نقل صورة واقعية عن بيئتنا وتعريف المشاهدين بتراثنا وثقافتنا الشعبية».
لا بد وأنت تشاهد مقاطع الفيديو المشار إليها في هذا التقرير أن يلفت انتباهك براعة الإخراج والتصوير، إلى جانب روح الفكاهة التي تبثها وجوه المؤدين، وهو ما فسره صانع المحتوى ربيع صابر، بسبب عمله ككومبارس صامت في مسارح القاهرة لفترة من عمره، أكسبته بعض المعلومات عن التصوير وأحجام اللقطات، الأمر الذي أحسن توظيفه في المحتوى الذي بدأ تقديمه بعدما وصل أول مقطع يقوم بتصويره، إلى شاشة التلفاز، وكان يقدم فيه محاكاةً كوميدية لإعلان عن كومباوند شهير تم عرضه خلال موسم رمضان 2021، وهيأت الظروف لصابر أن يتفرغ لتقديم المزيد من المقاطع المصورة بعدما انقطع عن عمله بأحد المصانع المنتجة لـ«ألواح الإكريليك» ساعياً وراء هدف معين وهو مساعدة أهل قريته عن طريق تقديمهم بصورة مشرفة وتعريف الناس بهم وبظروف معيشتهم.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: ذا فويس كيدز مواهب الصعيد
إقرأ أيضاً:
الزراعة العمودية.. هكذا تلوّن الأبراج الخضراء مدن المستقبل
يدفع التراجع الملحوظ للمساحات الخضراء في المناطق الحضرية الكثيرين إلى محاولة الاحتفاظ ببعض من اللون الأخضر ولو بشكل صناعي في صورة نباتات وديكورات بلاستيكية، في ظل غياب أماكن كافية لزراعة مساحات خضراء حقيقية إضافية.
وبحسب الأمم المتحدة، فإن من المتوقع أن تتجاوز نسبة سكان المناطق الحضرية حول العالم 66%، وفي أوروبا 82%، مما يعني زيادة واضحة للضغط البشري والتلوث وعوامل التعرية، في مقابل تقلّص المساحات الخضراء مع تأثير سلبي ملحوظ على التنوع البيولوجي.
لهذا تتمتع الزراعة العمودية بوصفها شكلا من أشكال الزراعة غير التقليدية بشعبية متزايدة، وتتحدث الأبحاث عن مستقبل واعد لها، إذ ينجذب إليها مزيد من رواد الأعمال الشباب، مع تحول أبراج هوائية عامرة بالنباتات الخضراء إلى عنصر جمالي ضمن ديكور المنازل والمدن يرمز للاستدامة.
أبراج نباتية في مواجهة النباتات البلاستيكيةويعد برج "أواسيا داون تاون" في سنغافورة أحد أبرز الأدلة على النجاح الذي تتمتع به فكرة الزراعة العمودية، ولا يعد الوحيد في هذا الإطار، فالعديد من التجارب الناجحة حول العالم أغرت طلبة وباحثين لاستكشاف عالم الزراعة العمودية، من بينهم ندى صابر، الشابة التي لا تزال في عامها الثاني في كلية الزراعة والتي التقطت الفكرة مبكرا.
صحيح أنها لم تتخط العشرين من عمرها، إلا أنها أسست بصحبة زملاء لها في قسم الهندسة الزراعية في جامعة الإسكندرية مشروعا ناشئا باسم "ازرع لي" يركز بالأساس على الإمكانات الجمالية التي توفرها الزراعة العمودية.
إعلانتقول صابر للجزيرة نت "تتميز الزراعة العمودية بالإنتاج الغزير من دون الحاجة إلى مساحات كبيرة، كان هدفنا حين بدأنا مشروعنا أن ننشر فكرة الزراعة العمودية في البيوت، واكتشفنا أن الكثيرين يلجؤون إلى شراء النباتات البلاستيكية كديكور بأسعار كبيرة لصعوبة العناية بالنباتات الحقيقية، وغياب الخبرة، وتجربة موت النباتات".
وتضيف "الكثيرون يفضلون النباتات البلاستيكية رغم عيوبها لأنها سهلة، وتلك هي كلمة السر التي انطلقنا منها، أردنا فك كل تلك التعقيدات بعد دراستها جيدا، وتقديم حل جمالي وعملي بسعر معقول عبر إنتاج أبراج نباتية لا تحتاج إلى خبرة أو تربة أو مساحة أو حتى عناية، فنحن نوفر البرج ومعه كافة المستلزمات المطلوبة من محاليل ومغذيات وشتلات".
وتستكمل "كما أعددنا دليلا استرشاديا ونظاما لتشغيل البرج وتغيير المياه تلقائيا كل 8 أيام، أبراج الزراعة الهوائية توفر إمكانات جمالية جبارة، أعددنا برجا يحمل أكثر من 39 نبتة في مساحة أقل من متر مربع واحد، تعمل وحدها وتقدم نباتات بألوان مبهجة وروائح طيبة أيضا، كالريحان والروزماري".
جدران وأبراج خضراء على الطريقرؤية استثنائية رسمها قسم التخطيط الحضري والسياسات بكلية التخطيط الحضري والشؤون العامة في جامعة إلينوي بشيكاغو عام 2018، تضمنتها ورقة بحثية حول الاهتمام المتزايد من قبل السياسيين والمخططين والمهندسين المعمارين بنموذج المدينة العمودية الخضراء، بما في ذلك الأشكال الديناميكية الهوائية والمساحات الخضراء وأنظمة توفير الطاقة وتقنيات الطاقة المتجددة المبتكرة، وأيضا توفير المياه وأنظمة تجميع مياه الأمطار وغيرها من المشاريع التي تخدم فكرة التصميم المستدام وتلبي الاحتياجات الوظيفية للشكل الجذاب والعملي.
الباحثون في شيكاغو حددوا في ورقتهم البحثية المنشورة في مجلة "إم دي بي إي" مناهج التصميم التي يمكنها الجمع بين الاستدامة والطابع المعماري الأيقوني. أفكار فتحت الباب لمزيد من الخيال حول جدران خضراء عملاقة، وحدائق عمودية من دون تربة، ولون أخضر يلف المدن الصفراء، وهي أفكار دعمها مزيد من الباحثين.
إعلانففي دراسة بعنوان "الزراعة العمودية الحضرية مثال للحلول القائمة على الطبيعة"، توصل باحثون بولنديون عام 2021 إلى أن المزارع الحضرية العمودية صارت تلعب دورا هاما في ظل تغير المناخ والتدهور البيئي المتزايد وما يرتبط به من فقدان للأراضي الزراعية، وأنها بديل عن الزراعة التقليدية، وبدمجها مع البنية التحتية الخضراء والزرقاء للمدن لا تشكل قاعدة لإنتاج الغذاء فحسب، بل تؤسس أيضا مركزا بيئيا واجتماعيا واقتصاديا جديدا وقيّما في المدن المعاصرة.
وقد أظهر البحث أن المزارع العمودية يمكنها أداء وظائف متعددة، وتحقيق فوائد متنوعة لسكان المدن حيث تسمح هذه المزارع العمودية بإنشاء روابط متداخلة في نظام حيوي يضمن فضاءً أخضر رأسيا داخل المدن المكتظة.
على النهج ذاته سار باحثان عراقيان في دراسة لهما بعنوان "ميزة الزراعة العمودية على الزراعة الأفقية في تحقيق الاستدامة الحضرية"، حيث خلصا إلى الدور الذي تلعبه الزراعة العمودية بوصفها مكونا أساسيا في السياق الحضري وتحقيق المدن المستدامة خلال السنوات القادمة في العراق.
في كل مرة تذهب فيها ندى صابر وزملاؤها إلى مدرسة أو جامعة لشرح فكرة الزراعة الهوائية، تصطحب معها برجا من تلك التي عملوا عليها كي تصير وسيلة دعاية دائمة للفكرة، حتى صارت أبراجهم تزين مداخل العديد من المؤسسات في مصر.
تقول صابر "اكشتفنا أن العائق الرئيسي أمام انتشار الفكرة في الوقت الحالي هو ارتفاع التكلفة، لذا صممنا صندوقا من 15 نبتة بسعر بسيط يحتوي على نبتات طماطم وكوسة وفلفل، يمكن وضعه بسهولة على أي نافذة، وقد حقق نجاحا ملحوظا، فقررنا العمل على إعداد مزيد من الأبراج بتكلفة أقل من أجل انتشار أوسع خلال السنوات القادمة".
إعلانوتختم "نرغب حقا في أن تصير النباتات بمشهدها العمودي جزءا من أسلوب حياة المصريين".