لجريدة عمان:
2024-12-24@16:40:20 GMT

«بيت العجائب» إنْ حكى أسراره

تاريخ النشر: 19th, February 2024 GMT

«بيت العجائب» إنْ حكى أسراره

التاريخ العماني كائن ديناميكي لا ينتهي، ثري وغني بالأحداث، يولّدها في اللحظة التي يريد، يستطيع أن يفاجئ الجميع بالكثير من الحقائق عندما يفتح سجلاته أو الطرق والمسالك التي سار عبرها خلال قرون غابرة ولكنها عامرة بالأحداث والتأثير. قوة حضور هذا التاريخ تجعلك تشعر وكأن القصة قد بدأت للتو، أو أن الراوي ما زال لم ينته بعد من روايته لحدث كان قد وقع البارحة؛ ولذلك هو ممسك بكل تفاصيله، ممسك باللحظة نفسها التي وقع فيها الحدث فيحضرها بكل تفاصيلها وشخوصها.

. فيما التاريخ نفسه مستمر نحو المستقبل في مسيرة سرمدية لا تتوقف أبدا.

كان هذا الشعور بقوة حضور التاريخ العماني وسطوة تأثيره وبنائه الحضاري حاضرا في أحداث الفيلم العالمي الوثائقي الذي أنتجته وزارة الإعلام الذي حمل عنوان «بيت العجائب». ورغم أن الجزء الأول من الفيلم يدور حول شخصية السيد سعيد بن سلطان فإن المخرج الألماني قد اختار «بيت العجائب» ليكون هو الراوي لتفاصيل الفيلم وقصة الإسهام الحضاري للعمانيين في زنجبار وشرق إفريقيا.

إن أهمية الفيلم تكمن في عدة نقاط، وإذا كان المتابع لا يستطيع تجاوز الإمكانيات العالية والعالمية التي أُنتج بها الفيلم من جميع النواحي وتلك جوانب فنية، فإن الأهمية الكبرى تكمن في المضمون الذي سعى جاهدا لإبراز قصة المساهمة الحضارية للعمانيين في زنجبار وفي عموم شرق إفريقيا عبر قرون طويلة في التاريخ كان ذروته خلال حكم السيد سعيد بن سلطان.

لقد قاد الازدهار الاقتصادي الذي أنتجته عبقرية العمانيين في زنجبار وشرق إفريقيا إلى نفوذ سياسي عماني واسع حول شرق إفريقيا إلى جنة من جنان الأرض، وبنى فيها ثقافة قوية ودولا شامخة بكل المعطيات قبل ظهور التدخل الاستعماري الأوروبي، الذي لا يدخل منطقة إلا فتتها ونهب خيراتها.

يعيد الكثيرُ من المؤرخين العلاقات بين عُمان وشرق إفريقيا إلى القرون الأولى للإسلام، وبالتحديد إلى القرن السابع حيث كانت البدايات الأولى للتواصل بين عُمان وشرق إفريقيا، ولكن خلال القرن التاسع عشر أصبح الوجود العماني هناك واضحا بشكل يطغى على كل شيء عداه، خاصة عندما اتخذ السيد سعيد بن سلطان زنجبار عاصمة ثانية لسلطنته المترامية الأطراف وبالتحديد في عام 1832. لم تكن تلك الخطوة الاستثنائية للسيد سعيد سياسية فقط، ولكنها كانت استراتيجية أيضا؛ حيث كانت زنجبار مركزًا لطرق التجارة التي تربط المحيط الهندي، ما جعلها منطقة لا تقدَّر بثمن لعُمان في مرحلة مجد الإمبراطورية العمانية.

وفي ذلك الزمن العماني الجميل شهدت زنجبار وساحل شرق إفريقيا أكبر ازدهار اقتصادي في تاريخها على الإطلاق، حيث كانت زراعة وتجارة القرنفل والعاج مربحة بصورة كبيرة، وأدخل العمانيون طرق ريّ جديدة ومزروعات جديدة تحولت لاحقا إلى سبب في ثراء زنجبار كلها.

ولم تكن زنجبار هي المنطقة الوحيدة التي شهدت ازدهارا اقتصاديا في ظل الحكم العماني بل سرى الأمر على البر كله وساعد النفوذ العماني في تطوير شبكات التجارة الممتدة إلى الداخل الإفريقي.

ويمكن أن يُفهم ذلك الازدهار ليس فقط من الإدارة العمانية الفعّالة وتعزيز التجارة وطرقها.. ولكن أيضا من استقرار الدولة والعدل الذي كان يسود تحت ظلها.

إن حكاية الوجود العماني في زنجبار وشرق إفريقيا تاريخ قادر على أن يكون ملهما للجميع ويملك سبل أن يبقى حيا وخالدا أبدا.. وما زال الكثير من فصوله قادرا على أن يلهم كتّاب التاريخ وصنّاع السينما وصنّاع السياحة، إنه ببساطة حضارة متكاملة صنعها العمانيون بوهج وتألق.. وإذا كان بيت العجائب قد بدأ السرد في الفصل الأول من الفيلم فإن هناك فصولا كثيرة قابلة لأنْ تكون أكثر إثارة في المرحلة القادمة، وما زال هناك الكثير من الشواهد التي يمكن أن تحكي تفاصيل أكبر من موقعها كشاهد على التاريخ.

وإذا كان الفيلم قد أبهر الحضور خلال عرضه الأول فمن الحق أن توجَّه التحية لوزارة الإعلام التي بذلت كل طاقاتها على مدى المرحلة الماضية من أجل أن توثّق جزءا مهما من التاريخ العماني وتسهم في تعظيمه وإبرازه عبر فيلم خرج من محليته ليتحوَّل إلى فيلم عالمي قادر على المنافسة في كل مكان يُعرض فيه.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: وشرق إفریقیا بیت العجائب فی زنجبار

إقرأ أيضاً:

بي أف كاسب يتوج بكأس الديربي العماني في السباق التاسع للخيل

تُوج الحصان "بي أف كاسب" بقيادة الفارس آدم البلوشي ومدربه محمد السيابي، بلقب كأس الديربي العماني، الذي خُصص للخيول العربية الأصيلة لعمر أربع سنوات، وذلك ضمن منافسات السباق التاسع الذي نظمه الاتحاد العماني للفروسية على مضمار الرحبة بولاية بركاء.

ورعى حفل الختام صاحب السمو السيد خليفة بن الجلندى آل سعيد، وشهد الختام تنافسًا قويًا في ثمانية أشواط، بحضور جماهيري كبير من محبي رياضة الخيل، وتضمنت الأشواط منافسات للخيول العربية الأصيلة، والخيول المهجنة الأصيلة، وخيول الإنتاج المحلي.

وفي الشوط الأول، في سباق "قلعة مطرح" - الإنتاج المحلي، فاز المهر "مناوش" بالمركز الأول بقيادة الفارس مؤنس السيابي ومدربه هزاع المالكي، فيما جاء المهر "راجح مسقط" في المركز الثاني بقيادة أنس السيابي ومدربه حمد السعيدي، وحلت المهرة "أي أس مسرة" في المركز الثالث بقيادة آدم البلوشي ومدربها باسم الشكيلي.

أما في الشوط الثاني، في سباق "قلعة نزوى" - الخيول العربية الأصيلة، توج الحصان "بوسدرة" بالمركز الأول بقيادة الفارس محمد الفارسي ومدربه عبدالله الفارسي، بينما احتل الحصان "بي أف مجيد" المركز الثاني بقيادة وثاب البلوشي ومدربه منذر البلوشي، وجاء الحصان "هياد" في المركز الثالث بقيادة عامر الراسبي ومدربه أحمد البلوشي.

وفي الشوط الثالث، ضمن سباق "قلعة بهلا" - للخيول العربية الأصيلة، حقق المهر "عز الأشخرة" المركز الأول بقيادة الفارس عامر الراسبي ومدربه عبدالعزيز البلوشي، وحل الحصان "عزام الوافي" في المركز الثاني بقيادة وثاب البلوشي ومدربه سلطان العلوي، بينما جاء الحصان "أسد الميدان" في المركز الثالث بقيادة مازن اليحيائي ومدربه صلاح الحسني.

في الشوط الرابع، في سباق "قلعة الفيقين" - للخيول المهجنة الأصيلة، فاز الحصان "فيشناري رولر" بالمركز الأول بقيادة الفارس منتصر البلوشي ومدربه حمد الحجري، بينما جاء الحصان "موطني" في المركز الثاني بقيادة عبدالله الصواعي ومدربه محمود البلوشي، واحتل الحصان "ون فيشين" المركز الثالث بقيادة مؤنس السيابي ومدربه أحمد الحمداني.

أما في الشوط الخامس، في سباق "قلعة نخل" - للخيول العربية الأصيلة، توج المهر "العريق" بالمركز الأول بعد أداء مميز بقيادة الفارس مؤنس السيابي ومدربه فهد الحجري، بينما حل المهر "صحار" في المركز الثاني بقيادة آدم البلوشي ومدربه محمد السيابي، وجاء المهر "فيض العز" في المركز الثالث بقيادة خالد البلوشي ومدربه سلطان البلوشي.

في الشوط السادس، ضمن سباق "قلعة صحار" - كأس الديربي العماني، حقق الحصان "بي أف كاسب" لقب الشوط والمركز الأول بقيادة آدم البلوشي ومدربه محمد السيابي، بينما جاء الحصان "كالك دي كريرا" في المركز الثاني بقيادة مازن اليحيائي ومدربه محمد السيابي، واحتل الحصان "أر بي ناش هاوس" المركز الثالث بقيادة وثاب البلوشي ومدربه محمد السيابي.

في الشوط السابع، في سباق "قلعة الميراني" - للخيول المهجنة الأصيلة (ثربرد)، فاز الحصان "أودي تو ديوتي" بالمركز الأول بقيادة آدم البلوشي ومدربه موسى البلوشي، بينما جاء الحصان "لأست ترديشن" في المركز الثاني بقيادة وثاب البلوشي ومدربه أحمد المرزوقي، واحتل الحصان "لو أوف نيتشر" المركز الثالث بقيادة حمد الغنيمي ومدربه عامر الغنيمي.

أما الشوط الثامن، ضمن سباق "قلعة الجلالي" - للخيول العربية الأصيلة، اختتم السباق بفوز الحصان "أر بي فري بيدر" بالمركز الأول بقيادة الفارس أنس السيابي ومدربه منذر البلوشي، بينما جاء الحصان "إزمير دي كارير" في المركز الثاني بقيادة آدم البلوشي ومدربه محمد البلوشي، واحتل الحصان "دجلنور" المركز الثالث بقيادة عبدالرحمن الفارسي ومدربه حسين السنيدي.

واختُتم السباق بتتويج الفائزين الأوائل في الأشواط الثمانية، حيث قام صاحب السمو السيد خليفة بن الجلندى آل سعيد بتكريم الأبطال، وقدم السيد منذر بن سيف البوسعيدي، رئيس الاتحاد العماني للفروسية، هدية تذكارية لراعي السباق.

مقالات مشابهة

  • منتخبنا العماني يفوز على نظيره القطري ويقترب من التأهل لنصف نهائي "خليجي 26"
  • جلسات المنتدى الاقتصادي العماني الكويتي تبحث تعزيز فرص الاستثمار
  • المنتخب القطري يواجه نظيره العماني ضمن كأس الخليج
  • بيت الحكمة يستوحي فعالية من "أليس في بلاد العجائب"
  • المنتدى الاقتصادي العماني الكويتي يناقش علاقات التعاون التجاري والاستثماري بين البلدين
  • غدا.. "الأحمر العماني" في مواجهة قوية أمام "العنابي" ضمن منافسات خليجي 26
  • انطلاق أعمال"المنتدى الاقتصادي العماني الكويتي"
  • عطوان: لماذا سيدخل الصاروخ الفرط صوتي اليمني الذي قصف قلب يافا اليوم التاريخ من أوسع أبوابه؟
  • كيف يعيد المحتوى المحلي رسم ملامح الاقتصاد العماني؟
  • بي أف كاسب يتوج بكأس الديربي العماني في السباق التاسع للخيل