لجريدة عمان:
2024-11-08@13:24:39 GMT

منصّات حوارية وتفاعل تكاملي

تاريخ النشر: 19th, February 2024 GMT

تتشكّل أفضل الخطط التنموية والمشاريع الاستراتيجية العظيمة نتاج منصات حوار تفاعلية بين متخذي القرار وفئات المجتمع المختلفة المستهدفة من الخطط الوطنية والمشاريع الواعدة، ولا يتأتى ذلك جزافا دون تنظيم أو إعداد مسبق، وإنما يبنى تصاعديا بداية من تلمّس حاجة المجتمع لمثل هذه المنصات التي تشعر أفراده بأهمية التواصل وجدوى المشاركة معا، هذا ما وجدنا واستشعرنا جميعا خلال متابعة تنظيم الأمانة العامة لمجلس الوزراء ملتقى «معا نتقدم» في نسخته الثانية، تحت الرعاية الكريمة لصاحب السمو السيد ذي يزن بن هيثم آل سعيد وزير الثقافة والرياضة والشباب استجابة لتوجيهات جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله ورعاه- في مدّ جسور التواصل مع أبناء المجتمع عبر الحوارات المفتوحة وتفعيل دور المجتمع في صياغة الرؤى والاستراتيجيات المستقبلية.

تزايد أعداد الراغبين في التسجيل في هذا الملتقى الحواري المفتوح من مختلف الفئات المجتمعية، وتطوير جلساته والتوسع في مساحته الزمانية ما هي إلا مؤشرات إيجابية تعكس أثر الملتقى في نسخته الأولى، إضافة إلى إيمان الجميع من منظمين ومتحدثين وحضور بأهمية التواصل الحواري وتكاملية الأدوار الوطنية.

جمهور الملتقى من الشباب تابع فعاليات الملتقى بجلساته وتفاصيل نقاشاته خلال يومين من التفاعل عبر وسائل التواصل الاجتماعي، تماما كما كانوا يتابعون تفاصيل المنخفض الجوي المتزامن معه بين احتفاء مترقب ورجاء معقود، ومع تنوع ردود الفعل حول المنقول من الجلسات والمأمول من التصريحات إلا أنها على اختلافها لم تكن سوى انعكاس لأهمية هذه المنصة الحوارية المتضمنة أصواتا متنوعة عمريا ومعرفيا، المختلفة وظيفيا واجتماعيا، المجتمعة من مختلف محافظات سلطنة عمان رغم أنباء الأنواء الجوية.

تنوعت مجالات الطرح في جلسات الملتقى وفقا لقطاعات التنمية المختلفة وبناء على استقراء أهم محاور المناقشة قبل أمد من تاريخ الملتقى أثناء مراحل الإعداد والتنظيم، ولعل الإعداد المبكر لتنظيم الجلسات وتسجيل المشاركين من بين حسنات كثيرة تحسب لمنظمي هذا الملتقى السنوي الفاعل الداعم مشاركة الشباب بأفكارهم ورؤاهم، مقترحاتهم وتصوراتهم حول أبرز تحديات الواقع اليومي ورهانات المستقبل، فما كان أجمل أن لا يغفل الملتقى فئة طلاب المدارس من المشاركة، أو فئة الأشخاص ذوي الإعاقة من النقاش والحوار متمثلين (جميعا) واقعهم طامحين لغد أفضل قائم على التكافل والتعاضد مهما اختلفت رؤانا.

تفاعلت وسائل التواصل الاجتماعي مع جلسات ملتقى «معا نتقدم» بين مؤيدين لتصريح مسؤول في إحدى الجلسات أو متعجبين من نسب إحصائية ظهرت عبر جلسة أخرى، مُحتفين بمداخلةٍ طلابية واعية في محور التعليم، أو غاضبين لمقترحِ مسؤولٍ في قطاعٍ آخر، بعض إحباط وحسرة إزاء ملف «تشغيل الباحثين عن عمل» بعد توصيف مسؤول ما، وانفراجة أمل وتفاؤل بعد تصورات مسؤول آخر، كل ذلك خيرٌ حين نفكر في الأثر الحقيقي والنتاج الفعلي لمثل هذه المنصات الحوارية المفتوحة التي تحتم على بعض المسؤولين اكتساب مهارات قيادية لازمة متمثلة في الذكاء الاجتماعي الذي يصل المسؤول بمجتمعه وتحدياته الواقعية بعيدا عن فوقية المنصب ووهم الأفضلية، ترفُّع المسؤول الذي قد يوقعه في شرك تصريحات تعكس بعده عن أهداف مؤسسته وانفصاله عن أبناء مجتمعه، كما تحتم على المحاورين والمناقشين ضرورة استقراء الواقع بتحدياته وبناء الأسئلة والمقترحات وفقا لمعطيات الواقع المعيش وتحديات المستقبل المأمول، وضرورة النظر للمسؤولين لشركاء تنمية لا خصوم نناصبهم العداء ساعين لتصيّد عثراتهم وإحصاء كبواتهم لفظيا أو خدماتيا.

ختاما؛ تحتفي هذه المقالة يقينا بكل جسر حواري مفتوح بين المؤسسة بممثليها مسؤولين وموظفين، والمجتمع بمختلف فئاته المستهدفة من خدمات مؤسسات الدولة وتشكلات الحكومة، وما هذا الملتقى وغيره من ملتقيات قادمة وجلسات حوارية تفاعلية آتية إلا مرآة لتمثل وتفعيل الجميع رؤية مستقبلية واعدة بشّر بها صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق -حفظه الله ورعاه- نتمناها جميعا واقعا ملموسا قائما على شفافية المؤسسة التي تتكئ على مشاركة المعلومة والمعرفة سعيا لمشاركة المسؤولية والنتيجة دون تنصل أحد الأطراف من مسؤوليته، أو تخلي طرف ما عن واجباته والتزاماته، ومع تكرار هذه المنصات الحوارية دوريا لا بد أننا سنبلغ -شيئا فشيئا- ما نرجو من تقييم مستمر للأفراد والمؤسسات والخطط في تكاملية دائمة وتشاورية فاعلة.

حصة البادية أكاديمية وشاعرة عمانية

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

أستراليا تقترح حظر على وسائل التواصل الاجتماعي لمن هم دون 16 عام

نوفمبر 7, 2024آخر تحديث: نوفمبر 7, 2024

المستقلة/- قال رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيز يوم الخميس إن الحكومة ستشرع في حظر وسائل التواصل الاجتماعي للأطفال دون سن 16 عامًا، في ما وصفه بحزمة من التدابير الرائدة عالميًا والتي قد تصبح قانونًا في أواخر العام المقبل.

تجرب أستراليا نظامًا للتحقق من العمر للمساعدة في منع الأطفال من الوصول إلى منصات التواصل الاجتماعي، كجزء من مجموعة من التدابير التي تتضمن بعضًا من أكثر الضوابط صرامة التي فرضتها أي دولة حتى الآن.

وقال ألبانيز في مؤتمر صحفي: “وسائل التواصل الاجتماعي تلحق الضرر بأطفالنا، وأنا أدعو إلى نهاية هذا الأمر”.

استشهد ألبانيز بالمخاطر التي تهدد الصحة البدنية والعقلية للأطفال من الاستخدام المفرط لوسائل التواصل الاجتماعي، وخاصة المخاطر التي تتعرض لها الفتيات من التصوير الضار لصورة الجسم والمحتوى المعادي للنساء الموجه للأولاد.

وقال: “إذا كنت طفلاً يبلغ من العمر 14 عامًا وتحصل على هذه الأشياء، في وقت تمر فيه بتغيرات الحياة وتنضج، فقد يكون وقتًا صعبًا حقًا، وما نفعله هو الاستماع ثم التصرف”.

وقد تعهدت العديد من الدول بالفعل بالحد من استخدام وسائل التواصل الاجتماعي من قبل الأطفال من خلال التشريعات، على الرغم من أن سياسة أستراليا هي واحدة من أكثر السياسات صرامة.

ولم تحاول أي ولاية قضائية حتى الآن استخدام أساليب التحقق من العمر مثل القياسات الحيوية أو تحديد الهوية الحكومية لفرض حد عمري لوسائل التواصل الاجتماعي، ويتم تجربة اثنتين من الطرق.

ومن بين المقترحات الأخرى الأولى من نوعها في العالم التي طرحتها أستراليا أعلى حد عمري تحدده أي دولة، وعدم وجود إعفاء لموافقة الوالدين وعدم وجود إعفاء للحسابات الموجودة مسبقًا.

وقال ألبانيز إن التشريع سيتم تقديمه إلى البرلمان الأسترالي هذا العام، حيث تدخل القوانين حيز التنفيذ بعد 12 شهرًا من التصديق عليها من قبل المشرعين.

وأعرب حزب الليبراليين المعارض عن دعمه للحظر.

وقال ألبانيز: “سيكون العبء على منصات التواصل الاجتماعي لإثبات أنها تتخذ خطوات معقولة لمنع الوصول. لن يكون العبء على الآباء أو الشباب”.

وقالت وزيرة الاتصالات ميشيل رولاند: “ما نعلنه هنا وما سنشرعه سيكون رائدًا عالميًا حقًا”.

وقالت رولاند إن المنصات المتأثرة ستشمل أنستغران وفيسبوك التابعين لشركة ميتا، بالإضافة إلى تيكتوك التابع لشركة بايتدانس وX المملوك من قبل لإيلون ماسك. وأضافت أن يوتيوب التابع لشركة غوغل من المرجح أيضًا أن يقع ضمن نطاق التشريع.

وقالت مجموعة الصناعة الرقمية، وهي هيئة تمثيلية تضم شركات تواصل الأجتماعي الكبيرة كأعضاء، إن الإجراء قد يشجع الشباب على استكشاف أجزاء أكثر قتامة وغير منظمة من الإنترنت مع قطع وصولهم إلى شبكات الدعم.

وقالت سونيتا بوس، المديرة الإدارية لشركة DIGI: “إن الحفاظ على سلامة الشباب عبر الإنترنت يمثل أولوية قصوى … لكن الحظر المقترح على المراهقين للوصول إلى المنصات الرقمية هو استجابة من القرن العشرين لتحديات القرن الحادي والعشرين”.

وأضافت: “بدلاً من منع الوصول من خلال الحظر، نحتاج إلى اتباع نهج متوازن لإنشاء مساحات مناسبة للعمر وبناء محو الأمية الرقمية وحماية الشباب من الأذى عبر الإنترنت”.

في العام الماضي، اقترحت فرنسا حظر وسائل التواصل الاجتماعي لمن هم دون سن 15 عامًا، على الرغم من أن المستخدمين تمكنوا من تجنب الحظر بموافقة الوالدين.

لعقود من الزمان، كانت الولايات المتحدة تلزم شركات التكنولوجيا بالسعي للحصول على موافقة الوالدين للوصول إلى بيانات الأطفال دون سن 13 عامًا، مما أدى إلى قيام معظم منصات التواصل الاجتماعي بحظر من هم دون هذا السن من الوصول إلى خدماتها.

مقالات مشابهة

  • أستراليا تعلن حظر وسائل التواصل الاجتماعي للأطفال دون سن 16 عاما
  • «مستشفيات الظفرة» يستعرض أحدث الابتكارات الطبية
  • أستراليا تقترح حظر على وسائل التواصل الاجتماعي لمن هم دون 16 عام
  • خبراء: «كتائب الشر» تستغل الصفحات الرقمية لتغيير القناعات وتهديد النسيج الاجتماعي
  • أستراليا تعتزم حظر مواقع التواصل الاجتماعي على المراهقين
  • عالم أزهري: صلة الرحم عبر وسائل التواصل الاجتماعي لها أجر
  • جامعة القناة تنظم ورشة عمل حوارية لتعزيز القيم الإيجابية بين طلاب المدارس
  • جامعة قناة السويس تنظم ورشة عمل حوارية لتعزيز القيم الإيجابية بين طلاب المدارس
  • انطلاق فعاليات ملتقى مستشفيات الظفرة الصحي
  • كتب كتاب بالكلبشات في الإسكندرية يثير الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي – شاهد