«بيت العجائب» رحلة إبداعية توثق البصمة العمانية في زنجبار وشرق إفريقيا
تاريخ النشر: 19th, February 2024 GMT
انطلاقًا من الإرث الحضاري العريق الذي حملته سفن التجارة العمانية عبر رحلاتها العديدة إلى سواحل شرق أفريقيا، والذي تمثل في نشر الإسلام واللغة العربية والثقافة بين سكان تلك المناطق، أطلقت وزارة الإعلام ممثلة بمجلة نزوى مساء أمس في دار الفنون الموسيقية بدار الأوبرا السلطانية مسقط نتاج مشروعها الذي يسلّط الضوء على تلك الحقبة التاريخية المشرقة عبر فيلم وثائقي حمل عنوان «بيت العجائب ـ الوجود العماني في زنجبار وشرق إفريقيا» عرض مساء أمس الجزء الأول ضمن سلسلة أفلام وثائقية من ثلاثة أجزاء، إضافة إلى إطلاق كتاب مطبوع بثلاث لغات هي «العربية، والإنجليزية، والسواحيلية» يروي القصص الإنسانية لبعض الشخصيات العمانية التي كان لها الفضل الكبير في نشر الدين الإسلامي واللغة العربية والثقافة في تلك المناطق النائية من القارة الإفريقية، وقد تسلم معالي الدكتور عبدالله بن ناصر الحراصي وزير الإعلام نسخة من الكتاب قبيل تدشين العرض الأول للفيلم في جزئه الأول.
وأكد سعادة محمد بن سعيد البلوشي وكيل وزارة الإعلام أن ما تقوم به الوزارة ممثلة في مجلة نزوى من إنتاج لسلسلة أفلام وثائقية بالتعاون مع شركة ألمانية عن الوجود العماني التاريخي في زنجبار وشرق أفريقيا، يأتي في إطار تسليط الضوء على تلك الحقبة المشرقة من تاريخ عُمان وحضارتها، والتي امتدت من آسيا إلى إفريقيا.
وأوضح سعادته أن الوجود العماني هناك نقل العديد من مقومات الحضارة والثقافة العمانية إلى تلك المناطق، من نظام سياسي ومطابع ولغة عربية ودين إسلامي وزراعة متطورة وأساليب إدارية وملابس وغير ذلك. مشيرًا إلى أن هذه السلسلة الوثائقية ستتناول في ثلاثة أجزاء شخصيات عمانية بارزة كان لها دور في ذلك الوجود الحضاري العماني بالمنطقة.
وقال سعادته: إن هذا الإنتاج الضخم يهدف لاستحضار ذكرى تلك الفترة التاريخية العظيمة أمام الأجيال الحالية، ليروا عمق تاريخ عُمان وامتداد حضارتها إلى مناطق بعيدة كشرق إفريقيا، مُعربًا عن فخره واعتزازه كعماني بذلك الحضور التاريخي الذي يمتد لحقب سحيقة.
وأعرب عن أمله أن يتابع المهتمون هذه السلسلة الوثائقية التي من المؤمل أن تعرض في دور السينما بسلطنة عمان والمحافل الدولية، بالإضافة لعرضها من قبل السفارات العمانية في الخارج، تعريفًا بالتاريخ العماني العريق ليصل إلى كل العالم.
50 دقيقة بـ 3 لغات
يقدم المشروع الذي أشرفت عليه وزارة الإعلام ممثلة في مجلة نزوى، ومشاركة عددٍ من المؤسسات الرسمية في سلطنة عُمان هي «وزارة الخارجية ووزارة التراث والسياحة ووزارة الأوقاف والشؤون الدينية وهيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية وجامعة السلطان قابوس» يقدم في كل جزء من الفيلم عبر 50 دقيقة وبثلاث لغات مستقلة لكل جزء «اللغة العربية واللغة الإنجليزية، واللغة السواحيلية» شخصية رئيسية، بالإضافة إلى شخصيات أخرى ضمن أحداث سياسية، وأنشطة تجارية، واجتماعية وثقافية، حيث تم التصوير في مواقع عديدة من دول العالم منها زنجبار ودول إفريقية عدة، وبعض الدول الآسيوية وأوروبا، وأمريكا، بالإضافة إلى مواقع في سلطنة عُمان.
تناول الجزء الأول الذي عرض أمس شخصية السيد سعيد بن سلطان البوسعيدي كشخصية رئيسية، بالإضافة إلى شخصيات أخرى وقصص وعناصر متعدّدة وأدى فيه دور البطولة أمينة عبدالرسول وأحمد الكلباني، فيما يتناول الجزء الثاني حمد بن محمد بن جمعة المرجبي (تيبو تيب) كشخصية رئيسية، أما الجزء الثالث فيتناول مبارك الهنائي كشخصية رئيسية، ويعد بيت العجائب الثيمة الأساسية للأفلام الثلاثة.
وسوف تعرض الأجزاء تباعا في مختلف دور السينما بالمحافظات، كما سيعرضه تلفزيون سلطنة عمان لاحقا.
واعتمد مشروع سلسلة الأفلام «بيت العجائب ـ الوجود العماني في زنجبار وشرق إفريقيا» في تنفيذه على تقنيات حديثة في مجالي الإنتاج السينمائي والتوثيقي، حيث تم تصويره بتقنية تجسد تصاميمه الخارجية والداخلية، وتحيي أروقته وتفاصيله، ومنه تنطلق القصص والأحداث في الأفلام، وتم إنتاج الأجزاء الثلاثة بتقنيات فنية فائقة الجودة، وبصيغة قابلة للبث تلفزيونيًا وسينمائيًا، تحوي الحقائق العلمية والدراما التاريخية، وشهادات الخبراء والمختصين، والوثائق والأرشيف، بالإضافة إلى تصاميم الجرافيك والرسومات ثلاثية الأبعاد، وغيرها من تقنيات الإنتاج الحديثة. ويستهدف ذلك تسليط الضوء بشكل مهني ومتقن على تلك الجهود الحضارية الكبيرة التي بذلها العمانيون على مدى قرون في نشر الدين الإسلامي واللغة العربية والثقافة في إفريقيا، وشارك في تنفيذ وإخراج المشروع نخبة من المبدعين والفنيين العمانيين جنبًا إلى جنب مع الشركة الألمانية «ديماكس» المنفذة.
وقبيل العرض الأول قال فريدريش كلوتش وهو كاتب سيناريو وسينمائي ومخرج أفلام متخصص في الأفلام الوثائقية والدرامية «رئيس المشروع عن المسار الفني للسلسلة إلى جانب قيامه بالبحث وكتابة الحلقة الأولى التي بثت أمس»: إن الفيلم يروي قصة تاريخية عظيمة، حيث تم التركيز على شخصية واحدة في كل جزء، على أن تكون هذه الشخصية محورية وملائمة كبطل رئيسي.
وأضاف ستبث الأجزاء الأخرى قريبًا، كما ستقوم السلسلة بجولة في المدن الرئيسية العمانية، وأشار إلى أن الفيلم يروي تفاصيل مهمة عن قصص تجمع بين التاريخ العماني، موضحًا أنه تم توفير الفيلم والكتاب المصاحب باللغات العربية والإنجليزية والسواحيلية ليتسنى للمشاهدين العمانيين وغير الناطقين بالعربية الاطلاع أكثر على هذا التاريخ المشترك.
وأكد المخرج أنه جرى اتخاذ عدة خيارات في تصميم قصص وشخصيات الفيلم، معربًا عن أمله في أن ينال اختيارات الفيلم رضا الجمهور، متوجهًا بالشكر لكل من ساهم في إخراج العمل الفني والتاريخي هذا.
محطات الاجتياز الحضاري
وفي كلمة قال عبد الرحمن المسكري: إن الاحتفاء بإنجاز هذا المشروع هو احتفاء بالفعل الحضاري للإنسان العماني حيث يشكّل البعد الحضاري قيمة جوهرية في هوية عُمان التاريخية؛ هوية تشكّلت عبر بناء فكري وثقافي عميق وعريق، أخصبه تاريخ طويل من التواصل والانتقال والسفر؛ فلقد ارتاد أسلافنا البحار، وجازوا المفازات والصحاري والقفار، تدفعهم غواية المجهول لاكتشاف الآفاق البعيدة، فابتدعوا مجالات تواصلية وثيقة مع مختلف الشعوب والأمم. فكما أن تاريخ الإنسان العماني متجذر في أرضه، ارتبط كذلك بانتقاله وتحركه في بيئات ومناطق شتى في أنحاء العالم.. كل ذلك أسهم في بناء شخصية الإنسان العماني، الذي اكتسب روحا وثابة، وعزيمة صلبة، وإرادة حرّة، واتسمت ذهنيته بالاتساع والاستيعاب والانفتاح على الآخر.
وأضاف: في زنجبار وشرق إفريقيا، أقام العمانيون دولة واسعة الأرجاء، ممتدة التأثير، أدوا فيها أدوارًا طليعية متقدمة، بما اكتسبوه من مقومات ثقافية وإرث إنساني بالغ الثراء عبر تاريخهم الطويل، فنقلوا إليها كثيرا من قيمهم الإنسانية الرفيعة، وأثروا تأثيرا واضحا في نسيجها الاجتماعي والثقافي، فنشروا الثقافة العربية والإسلامية، وأسهموا في خلق بيئة تمازجت فيها الثقافات والأعراق المختلفة، في سياق مواطنة قائمة على التآلف والتعايش؛ فأسسوا بذلك مجتمعا متماسكا متسامحا، في إطار من الألفة والتفاهم، والعيش في ظل القواسم الإنسانية المشتركة.
وأكد على أهمية الاعتناء بالتاريخ الحضاري لعُمان، لما يمثله من تعظيم للقيم الإنسانية الرفيعة التي أسسها الأسلاف، وترسيخا لدورها في بناء الهوية الوطنية العمانية الحديثة، مع أهمية نقله للأجيال القادمة، في وسائط فنيّة وبصرية تتلاءم مع روح العصر، وتستثمر تحولاته التكنولوجية والثقافية في طرائق الإنتاج وأنماط التلقي.
ويضيف: من هذا المنطلق، تأتي أهمية هذا المشروع الثقافي الوثائقي الكبير، الذي نحتفي بإنجازه، والذي يسلط الضوء على وجود عُماني في زنجبار وشرق أفريقيا، نقدم من خلاله قصصًا إنسانية الطابع، تنقل ملامح من الإنجاز الحضاري، برؤية بصرية احترافية في الإنتاج والتسويق.
الكتاب في تفاصيله الثرية
أما كتاب «الحضور العماني في شرق إفريقيا» والذي أُطلق أمس فجاء في 320 صفحة من القطع الكبير بثلاث لغات وهو من تأليف الباحث الألماني جورج بوب حيث يعد الكتاب توثيقًا مدوّنًا لعمليات البحث والتقصي التي قام بها فريق شركة ديماكس لإنجاز مشروع الوجود العماني في زنجبار وشرق إفريقيا، بمشاركة الكوادر العمانية في مختلف مراحل تنفيذ الأفلام والكتاب من الباحثين، والمؤلفين، والمعدين، والفنانين والكتاب، والمترجمين والمصممين، وغيرهم من المختصين في المجالات الفنية
فصول الكتاب
ينطلق الكتاب بمقدمة للمؤرخ الأستاذ الدكتور إبراهيم الزين صغيرون (أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر الرئيس السابق لقسم التاريخ بجامعة السلطان قابوس وهو من أبرز المختصين في تاريخ شرق إفريقيا) ويحتوي الكتاب على عدة فصول بدأت بمدخل حمل عنوان «عُمان موطن التجار وربابنة البحر»، تناول الفصل الأول «بناء العلاقات مع شرق إفريقيا» متحدثا عن الآثار المبكرة للملاحة وصناعة السفن في عمان، و«باتجاه الساحل الشرقي لإفريقيا» وعن «كيلوة كيسواني ـ المركز التجاري المنسي» و«السواحيليون» و«الأوروبيون وعصر الاكتشافات» إضافة إلى «بناء قوة بحرية».
فيما تناول الفصل الثاني «ميلاد إمبراطورية تجارية» وتخلله الحديث عن «تمهيد الطريق»، و«مرئيات نقل مقر الحكم إلى زنجبار»، و«الزيارة الأولى لزنجبار» والحديث عن «مذكرات أميرة عربية»، وعن «اقتصاد القرنفل»، وعن «حكم السيد سعيد بن سلطان»، و«حماية الإمبراطورية التجارية»، و«تعزيز العلاقات الاقتصادية والدبلوماسية»، و«رحلة السفينة سلطانة»، و«سلطانة والطاؤوس»، و«سلطانة وسيمثسونيان»، و«تعزيز العلاقات التجارية»، إضافة إلى «التبادل المعرفي العُماني السواحيلي»، والحديث عن أحمد بن إبراهيم العامري.
أما في الفصل الثالث الذي حمل عنوان «اكتشاف قلب إفريقيا» فيطوف الكتاب في «رحلة البحث عن العاج» ، والحديث عن «التوسع في قلب إفريقيا»، وعن «دور القوافل في نقل التكنولوجيا وتبادلها»، والحديث عن «الرقيق والحمالون في شرق إفريقيا»، والحديث عن «أوروبا تكتشف مسارات الأنهار»، وعن «ملتقى الطرق في حياة ليفنجستون وستانلي وتيبو تيب» والحديث عن «أعظم تجار العاج على مر العصور»، والتطرق إلى «حملة إغاثة ديفيد ليفينجستون» و«تيبو تيب في الكونجو» و«سلطان أوتيتيرا الجديد»، إضافة إلى الحديث حول «مجازفة مشتركة وعواقب بعيدة المدى» و«الصراع على إفريقيا»، واستعراض «رسالة متحف إفريقيا»، و«التحديث تحت ظروف قاسية» والحديث عن «بيت العجائب» وعن «القصر الرائع والمتواضع في آن واحد» إضافة إلى الحديث عن «الصراع البريطاني - الألماني على شرق إفريقيا».
أما الفصل الرابع والذي حمل عنوان «الإرث العماني في حاضر شرق إفريقيا» فتطرق إلى «استمرار النفوذ تحت الإدارة البريطانية»، و«رعاية التعليم الحديث»، والحديث عن «بين إمبراطوريتين، والقومية الإفريقية»، وعن «تطوير التعليم وإدخال التعليم التقني»، وعن «تمرير القناعات الشخصية»، وعن «الوساطة عند نشوب النزاعات وتعارض المصالح» وعن «السلطان خليفة بن حارب البوسعيدي»، إضافة إلى الحديث عن «الرعاية الصحية في زنجبار أرشفة وثائق التاريخ المشترك وحفظها» وعن «التراث الثقافي المشترك الذي ما زال حيًا» وعن «ترويج الحرف التقليدية» وعن «لامو والحفاظ على التراث الثقافي والتقاليد» ويتم من خلاله التطرق إلى مهرجان لامو الثقافي والمولد النبوي، إضافة إلى الحديث عن «الشعر في الثقافة السواحيلية» ، وعن «الشيخ عبد الله الفارسي وكتابه ـ قرآني تكاتيفو»، إضافة إلى الحديث عن «العمانيون والمجتمع الشرق إفريقي اليوم» واختتم الكتاب مواضيعه بالإجابة على السؤال «هجرة أم استعمار؟» لفريدرش كلوتش وهو كاتب سيناريو وسينمائي ومخرج أفلام متخصص في الأفلام الوثائقية والدرامية وهو رئيس المشروع عن المسار الفني للسلسلة إلى جانب قيامه بالبحث وكتابة الحلقة الأولى التي بثت أمس.
تجدر الإشارة إلى أن هذا المشروع الحضاري المهم من المؤمل أن يساهم من خلال ما سيتيحه من نشر واسع على المستويين الإقليمي والعالمي، في إلقاء الضوء على الإسهام الحضاري الطليعي (الرائد) للعمانيين في مجالات النشاط السياسي التجاري والاجتماعي والثقافي، إضافة إلى تصحيح الكثير من المفاهيم الخاطئة عن الدور الحضاري للعمانيين في أفريقيا وزنجبار خصوصًا، وإبراز الجهود الإنسانية الجليلة التي بذلوها على مدار قرون طويلة في سبيل نشر الخير والمعرفة.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: بالإضافة إلى شرق إفریقیا العمانی فی والحدیث عن الضوء على
إقرأ أيضاً:
الأمم المتحدة توثق تقارير مروعة عن الانتهاكات بولاية الجزيرة السودانية
وثّق صندوق الأمم المتحدة للسكان "تقارير مروعة" عن الانتهاكات التي تعرضت لها النساء بولاية الجزيرة وسط السودان منذ 20 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، بالتزامن مع "مجازر" وهجمات "غير مسبوقة" تشنها قوات الدعم السريع على مناطق بالولاية.
وتشهد الولاية هجمات غير مسبوقة من قوات الدعم السريع منذ 20 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، عقب انشقاق قائدها بالولاية أبو عاقلة كيكل وانضمامه إلى الجيش السوداني.
وتشمل الانتهاكات التي وثقها صندوق الأمم المتحدة للسكان في تقرير -نشر أمس الأول الثلاثاء- روايات "صادمة" عن العنف الجنسي، ورحلات نزوح طويلة بلغت أياما مشيا على الأقدام.
خريطة ولاية الجزيرة (الجزيرة)وأفاد بعض النازحين إلى ولاية القضارف شرق السودان بأنهم رأوا "نساء يلقين بأنفسهن في النهر لتجنب تعرضهن للإساءة من رجال مسلحين"، بينما أوضحت مستشارة تابعة للصندوق بالقضارف أن الناجيات من العنف الجنسي يهربن ويختبئن، لأن أسرهن يدعوهن للانتحار "لغسل العار"، على حد تعبيرها.
وقالت المستشارة إن "عددا من الفتيات زودهن إخوتهن وآباؤهن وأعمامهن بالسكاكين، وأمروهن بقتل أنفسهن إذا تعرضن للتهديد بالاغتصاب"، مضيفة أنهن "ينكرن ما حدث لهن أو يخشين أن يتم اتهامهن أو استهدافهن، خشية أن يفقدن حياتهن إذا كشفن عن تجاربهن".
وفي مخيم النازحين بولاية كسلا شرقي البلاد، شاركت ناجيات تحذيرات مؤلمة من عائلاتهن قبل مغادرتهن، إذ قال لهن ذويهن: "إذا رأينا مقاتلين مسلحين يأتون إلى القرية ويحاولون اغتصابك، فسوف نقتلك لحمايتك قبل أن يحدث هذا".
وقال صندوق الأمم المتحدة للسكان إنه سمع "تقارير مثيرة للقلق عن أعمال نهب وتهديدات وهجمات واسعة النطاق على المنازل، أدت إلى نزوح جماعي، وتعرضت للهجوم عائلة نازحة أطلق عليها الصندوق اسم (علياء)، مما أجبرها على الفرار سيرًا على الأقدام".
وأشار التقرير إلى أن تصاعد الصراع في ولاية الجزيرة أدى إلى مقتل أكثر من 100 شخص، ومن بينهم العاملون في مجال الصحة، وتعرضت 6 مرافق صحية على الأقل للهجوم، وتم نقل المرضى إلى مراكز صحية بديلة، رغم أن "واحدًا فقط من كل 4 مراكز صحية يعمل حاليًا في الجزيرة".
وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية بالسودان إنه أحصى خلال أقل من شهر نزوح أكثر من 343 ألف شخص في أنحاء ولاية الجزيرة، بسبب تصاعد الاشتباكات العنيفة.