آخر ما يبالي به نتنياهو قرارات محكمة العدل الدولية.. لماذا؟
تاريخ النشر: 19th, February 2024 GMT
أثار قبول محكمة العدل الدولية قضية الإبادة الجماعية المقدمة من دول جنوب إفريقيا تجاه إسرائيل استحسانا، وقبولا كبيرا من داعمي القضية الفلسطينية حول العالم، ولكن منذ رفع القضية لم تبالِ دولة الاحتلال بها وسارت على نفس النهج الإجرامي لها خلال عدوانها على قطاع غزة، لا سيما مع استمرار تعنتها بشأن إدخال المساعدات للقطاع، خصوصا المناطق الشمالية منه، واستكمالها إراقة الدماء الفلسطينية على الرغم من التدابير التي أمرت بها المحكمة لمنع وقوع المزيد من الضحايا المدنيين.
وعلى الرغم من وقوف إسرائيل أمام المحكمة وظن البعض أن ذلك سيحد من سفك دماء الفلسطينيين الأبرياء بعد الدعوى التي قدمتها دولة جنوب إفريقيا إلا أنها ما زالت مستمرة في نهجها، بل هددت باجتياح مدينة رفح المكتظة بالنازحين والذين وصل عددهم بحسب تقدير «الأمم المتحدة» إلي ما يقرب من مليون ونصف فلسطيني، ما ينذر بوقوع كارثة إنسانية أخرى في القطاع، ويثير التساؤلات لماذا لا تكترث إسرائيل بمحكمة العدل الدولية؟
لا شك في أن إسرائيل هي دولة تخدم مصالح العديد من الدولة الأوروبية حيث تولى رعايتها العديد من الدول بدءا من بريطانيا، انتهاء بالولايات المتحدة الأمريكية، لا سيما مع بذل واشنطن كل مساعيها لحماية الكيان المحتل، على الرغم من الخلافات الحالية بين الإدارة الأمريكية، ووزارة بنيامين نتنياهو، حيث جاء آخر أشكال الدعم غير المحدود لها على هيئة شحنة أسلحة جديدة مقدمة من البيت الأبيض، بحسبما كشفت عنه صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية.
تعليق صحيفة أمريكيةوفي نفس السياق، قالت صحيفة «ذا إنترسبت» الأمريكية إن الولايات المتحدة لن تتوانى عن حماية إسرائيل قانونيا إذا واجهت قرارا يدينها أمام محكمة العدل لا سيما لأن المحكمة لا تملك أي جهة تنفيذية لقراراتها على الرغم من أن أحكامها ملزمة.
محكمة العدل الدولية.. أحكامها ملزمة ولكن لا تستطيع تنفيذهاتأسست محكمة العدل الدولية في 1945 مع إنشاء الأمم المتحدة، وتحت مظلتها وبحسب ما كشفت عنه صحيفة «ذا إنترسبت» الأمريكية فإنه بموجب نص المادة 94 فإنه على أي دولة تكون جزءا من الأمم المتحدة، فيجب عليها الانصياع لقراراتها، بما في ذلك الأجهزة التابعة لها.
وبحسب الصحيفة فإن نص المادة 94 إذا لم تمتثل أي دولة لقرارات المحكمة فإنه يجوز للطرف الواقع عليه الضرر أن يلجأ إلى مجلس الأمن الذي سيتكفل باتخاذ التدابير، والتوصيات التي تضمن لتطبيق حكم محكمة العدل الدولية، وهنا يكمن ضعف المحكمة، ولذلك لا تبالي دولة الاحتلال بأي قرار ستتخذه.
لماذا لا تبالي إسرائيل بمحكمة العدل الدولية؟داخل مجلس الأمن يوجد خمس دول أصحاب عضوية دائمة ويملكون حق النقض «الفيتو» من ضمنهم الولايات المتحدة، وهو من شأنه أن يفشل أي قرار يتخذه المجلس إذا مارس عليه إحدى الدول حق النقض.
وهذا ما يعني أن قرارات محكمة العدل قد لا تطبق إذا لم تمثل لها إسرائيل في المقام الأول، وثانيا إذا لجأت جنوب إفريقيا إلى مجلس الأمن لإجبار دولة الاحتلال على الانصياع في حال تدخلت حليفتها الولايات المتحدة الأمريكية، وفعلت حق النقض «الفيتو» وفي هذه الحالة لن يصبح لتلك القرارات أي قيمة، ولذلك لا تبالي إسرائيلي بمحكمة العدل الدولية.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: الضحايا المدنيين نتنياهو إسرائيل فلسطين محکمة العدل الدولیة على الرغم من
إقرأ أيضاً:
بسبب الانتقادات الدولية..نتانياهو يطالب الجيش بالترويج لإدخال المساعدات إلى غزة
أكد المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاغاري، الثلاثاء، أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، طلب منه التركيز عند الحديث مع الإعلام الأجنبي بالانجليزية، التركيز على إدخال المساعدات إلى قطاع غزة، بعد الانتقادات الدولية للأوضاع الإنسانية فيه.
وقالت صحيفة "يديعوت أحرنوت" اليوم: "في اجتماع مغلق للجنة الشؤون الخارجية والدفاع في الكنيست، أبلغ هاغاري المشرعين أن نتانياهو طلب منه تأكيد المساعدات الإنسانية التي تقدمها إسرائيل في غزة في البيانات والإحاطات بالإنجليزية".وأشار إلى أن نتانياهو طلب منه ذلك "عدة مرات". نهب 23 شاحنة مساعدات وسط غزة - موقع 24قالت وكالة الأغذية التابعة للأمم المتحدة إن 23 شاحنة من بين قافلة تتكون من 66 شاحنة تحمل أغذية ومساعدات إنسانية أخرى تعرضت للنهب وفقدت. وقال ثلاثة مسؤولين مطلعين من الأمم المتحدة والولايات المتحدة، لرويترز إن إسرائيل تقاعست عن اتخاذ إجراءات صارمة ضد العصابات المسلحة التي تهاجم قوافل المواد الغذائية في قطاع غزة، رغم تعهدها بذلك في منتصف أكتوبر (تشرين الأول) للمساعدة في درء المجاعة عن القطاع الفلسطيني.
لكن القوات الإسرائيلية ظلت تركز على حربها ضد حركة حماس ولم تتخذ سوى إجراءات محدودة ضد العصابات القليلة التي تنشط في أجزاء من غزة تحت السيطرة الإسرائيلية.
وأحال مكتب نتانياهو الأسئلة المتعلقة بالتعهد وبعمليات الإغاثة في غزة إلى الجيش.
وأحجم متحدث باسم الجيش الإسرائيلي عن التعليق، لكنه قال: "إسرائيل اتخذت خطوات كبيرة للسماح بدخول أقصى قدر ممكن من المساعدات إلى غزة".
وأظهر إحصاء عن الوقائع جمعته وكالات إغاثة للأمم المتحدة بالتعاون مع منظمات خيرية أنه في أكتوبر (تشرين الأول) فُقدت 9.5 ملايين دولار من الأغذية والسلع الأخرى، أي ما يقرب من ربع المساعدات الإنسانية التي أُرسلت إلى غزة في ذلك الشهر، بسبب الهجمات والنهب.