الأونروا والعدوان على غزة..بقلم : جمال ظريفي
تاريخ النشر: 19th, February 2024 GMT
بعد نكبة عام 1948 والإعلان عن قيام الكيان الصهيوني على أرض فلسطين التاريخية قام ما يسمى الآن المجتمع الدولي بإحداث هيئة أممية تسمى وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، وهي إلى اليوم مسؤولة عن رعاية كل الفلسطينيين تقريباً الذين أُخرجوا من ديارهم واستمروا لاجئين، أي أنَّ هناك نحوَ 3 أجيال عاشوا، ولا يزال الأحياء منهم تحت رعاية الأونروا.
عمر المنظمة الدولية ناهز74 عاماً، حيث وزعت المساعدات على الفلسطينيين الذين انتشروا في البداية في قطاع غزة والضفة الغربية واتجهوا نحو سورية ولبنان والأردن في ما سمي بالتغريبة الفلسطينية وسكنوا في مخيمات اللجوء على أمل العودة القريبة.
ولابد من الإشارة هنا إلى أن الدول التي ساعدت العصابات الصهيونية في احتلال أراضي 48 هي ذاتها التي أنشأت ومولت الأونروا إضافة لبعض الدول الأخرى التي كانت أهدافها إنسانية بحتة.
بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة حاولت تثبيت الحالة الراهنة بإنشاء تلك المنظمة وتوزيع المساعدات على الفلسطينيين، وذلك لإنهاء حق العودة وكي يكتفي الفلسطينيون بما لديهم، والسبب الثاني هو أن تظهر تلك الدول الاستعمارية بأنها مع حقوق الإنسان رغم أن الأسلحة التي قُتل فيها الفلسطينيون ودمرت منازلهم هي من بريطانيا الولايات المتحدة وفرنسا.
ومن الطبيعي، مع علاقة الـ74 عاماً، أن تكونَ المنظمة الدولية جزءاً من حياة الفلسطينيين، وهم جزء منها، ولا يمكن أن نتخيَّلَ كيف كانت الحياة، أو ستكون من دونها بعدما تحولت تلك إلى شبه حكومة مدنية للشعب الفلسطيني، بحكم حجم ارتباطها والتزاماتها وخدماتها.
وهنا يبرز العداء الإسرائيلي للمنظمة الدولية، حيث تعدها “إسرائيل” سبباً في صمود الفلسطينيين وبقائهم كمجتمع، وتمسكهم بهويتهم الفلسطينية، وهي صاحبة مقولة “الفلسطيني الصالح هو الفلسطيني الميت” هذا الشعار يعكس مدى الحقد الصهيوني على الشعب الفلسطيني، وبعده لا نستغرب جرائم قوات الاحتلال ومجازرها في قطاع غزة ولا حتى في الضفة الغربية التي تحولت إلى سجن كبير أيضاً على غرار غزة الكليمة.
وقف تمويل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين /أونروا/ ليس فقط جريمة حرب ترتكبها /إسرائيل/ بل هو تحد لقرارات محكمة العدل الدولية التي أقرت تدابير عاجلة تتضمن وقف أي خطوات يمكن اعتبارها أعمال إبادة جماعية والسماح الفوري للمساعدات الإنسانية بالوصول إلى أهالي غزة المحاصرين.
قطع المساعدات الأساسية عن أكثر من مليوني مدني أكثر من نصفهم أطفال داخل غزة وأكثر من ٩ر٥ ملايين مهجر فلسطيني في أنحاء المنطقة كان هدفاً رئيساً بالنسبة لكيان الاحتلال الإسرائيلي، لأن الأونروا لطالما أثارت حنق رئيس وزراء الكيان الصهيوني بنيامين نتنياهو فهي تعتبر الشريان الأساسي لهذه المساعدات والموثق الأكبر لجرائم الإبادة بحق الفلسطينيين، لذلك لابد من التخلص منها للاستمرار في حرب التجويع.
وضع تاريخي واجتماعي وسياسي غير صحيح أتى بالأونروا، لأن تهجير أي شعب من أرضه لايمكن أن تعوضه الأموال والمساعدات رغم أنها ساندت الشعب الفلسطيني في العيش والدراسة والطبابة وكل مناحي الحياة، وهذا الوضع ينطبق على كل الفلسطينيين في لبنان والأردن وقطاع غزة والضفة.
الغريب في الأمر أن معظم الدول المانحة للأونروا تساند “إسرائيل” في عدوانها وحربها المستمرة منذ عام 1948 وهي الآن تحولت إلى أداة بيد الاحتلال في اتهام المنظمة الأممية بأنَّها تحولت في غزة إلى خدمة المقاومة ولهذا أوقفت نحو 6 دول داعمة أموالها.
الحقيقة أنَّه لا يمكن وقف الأونروا، ولا إيقاف الدعم عنها، لأنَّ ذلك عملياً سيتسبب في مأساة كبيرة إلا بعد وضع نظام إغاثي بديل أو تعديل النموذج الإغاثي الحالي، وهو الأمر الذي تسعى إليه الدوائر الصهيونية.
وهنا تبرز مسألة التوطين التي تسعى إليها “إسرائيل” لإسقاط حق العودة، فيتم طرح اقتراحات، منها إيجاد الوظائف والأعمال بدلاً من تقديم الأرز والدقيق، وفتح المخيمات في بعض البلدان، وإعطاء الجنسية للفلسطيني كي تذوب جنسيته الفلسطينية مع الأيام، ويأتي جيل لا يمت للقضية بصلة.
وفي التاريخ هناك ثوابت لا يمكن إنكارها وحجبها مهما بلغت قوة الباطل والتي لا يمكن لشجرة نبتت في أرض أن تتركها، وفكرة المقاومة ليست فعلاً على الأرض فحسب بل هي فكرة تتناقلها الأجيال وتخطت البعد الجغرافي عن فلسطين رغم أن كل من يقارع المحتل الآن هم أحفاد من تم تهجيرهم ولايزالون متعلقين بأرضهم ووطنهم. الأونروا 2024-02-18kamelسابق إخماد حريق في منزل بحي الزاهرة في دمشق انظر ايضاً كاتب أمريكي: المؤامرة الإسرائيلية الأمريكية لإبادة الفلسطينيين دخلت مرحلتها الأخيرة
أوتاوا-سانا فيما يمهد كيان الاحتلال الإسرائيلي لارتكاب مجازر جديدة أكثر بشاعة وعلى نطاق أوسع في …
آخر الأخبار 2024-02-18إخماد حريق في منزل بحي الزاهرة في دمشق 2024-02-18شهداء وجرحى جراء عدوان الاحتلال الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة 2024-02-18استشهاد شاب فلسطيني برصاص الاحتلال شرق نابلس 2024-02-18غريفيث يحذر من الآثار المدمرة لأي عدوان إسرائيلي على مدينة رفح 2024-02-18وزير الإعلام يبحث مع سفير موريتانيا تعزيز التعاون الإعلامي بين البلدين 2024-02-18مسؤول أممي: أطفال غزة يعانون الكثير وينقصهم الدعم النفسي 2024-02-18أربع محطات وقود حكومية إضافية تتيح دفع ثمن المحروقات إلكترونياً 2024-02-18الاتحاد الأفريقي يدين العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة 2024-02-18اليابان تطلق أول قمر صناعي خشبي بالعالم لمكافحة التلوث الفضائي 2024-02-18طقس الغد.. الحرارة حول معدلاتها والجو غائم جزئياً إلى غائم ماطر
مراسيم وقوانين الرئيس الأسد يصدر قانوناً يقضي بالإعفاء من غرامات رسوم الري وبدلات إشغال أملاك الدولة واستصلاح الأراضي الزراعية 2024-02-17 الرئيس الأسد يصدر قانوناً خاصاً بإحداث وحوكمة وإدارة الشركات المساهمة العمومية والشركات المشتركة 2024-02-14 الرئيس الأسد يصدر مرسومين بزيادة الرواتب والأجور المقطوعة للعاملين المدنيين والعسكريين وزيادة المعاشات التقاعدية بنسبة 50 بالمئة 2024-02-05الأحداث على حقيقتها للشهر الرابع… استمرار معاناة أهالي الحسكة بتوقف محطة مياه علوك جراء اعتداءات الاحتلال التركي 2024-02-11 إحباط عملية تهريب كميات من الحشيش المخدر ومصادرتها في البادية السورية 2024-02-09صور من سورية منوعات اليابان تطلق أول قمر صناعي خشبي بالعالم لمكافحة التلوث الفضائي 2024-02-18 الثلوج في موسكو تحطم رقماً قياسياً 2024-02-18فرص عمل التربية تعلن عن مسابقة ملء شواغر الإشراف الاختصاصيّ والتربويّ في مديرياتها 2024-02-04 التربية: مسابقة لملء شواغر الإشراف الأول الاختصاصي والتربوي في الإدارة المركزية 2024-01-30الصحافة الأونروا والعدوان على غزة..بقلم : جمال ظريفي 2024-02-18 جراح أمريكي: شاهدت في غزة إبادة جماعية 2024-02-18حدث في مثل هذا اليوم 2024-02-1818 شباط – يوم الشهيد في الجزائر 2024-02-1717 شباط 1938- بدء أول عرض للتلفزيون الملون على الجمهور في لندن والذي اخترعه الإسكتلندي “ج. بيرد” عام 1928 2024-02-1616 شباط 1985 – الجيش اللبناني ينتشر في صيدا بعد انسحاب قوات الاحتلال الإسرائيلي منها 2024-02-1515 شباط – اليوم العالمي لسرطان الأطفال 2024-02-1414شباط 1982- انتفاضة أهلنا في الجولان السوري المحتل ضد قرار كيان الاحتلال الإسرائيلي بضم الجولان 2024-02-1313 شباط – اليوم العالمي للإذاعة
مواقع صديقة | أسعار العملات | رسائل سانا | هيئة التحرير | اتصل بنا | للإعلان على موقعنا |
المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء
كلمات دلالية: الاحتلال الإسرائیلی قطاع غزة لا یمکن
إقرأ أيضاً:
جيش الاحتلال يبتكر أداة شبيهة بـ"شات جي بي تي" عبر تحليل بيانات الفلسطينيين
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
لم تعد الحرب على الفلسطينيين تُخاض برصاصة واحدة، بل دخلت بُعداً أكثر قتامة من الخوارزميات الذكية، حيث تحولت حياتهم إلى قاعدة بيانات يمكن اختزالها بضغطة زر في تصنيف لا يرحم وقمعي.
وعرضت قناة "القاهرة الإخبارية"، تقريرا بعنوان «جيش الاحتلال يبتكر أداة شبيهة بـ"شات جي بي تي" عبر تحليل بيانات الفلسطينيين»، وكشف تحقيق استقصائي مشترك لمجلة 97 وموقع لوكال كول الإسرائيلي وصحيفة ذا جارديان البريطانية، أن جيش الاحتلال طور أداة ذكاء اصطناعي تشبه برنامج ChatGPT، مدربة على مليارات الكلمات العربية المسروقة من محادثات الفلسطينيين من خلال مراقبتهم الجماعية، لتحويل حياتهم إلى قاعدة بيانات تستخدم لفبركة التهم وتوسيع دائرة الاعتقالات العشوائية.
ويقوم النظام الجديد، الذي لا يزال قيد التطوير، بتحليل بيانات ضخمة من الحياة اليومية للفلسطينيين، بدءاً من نشاطهم على منصات التواصل الاجتماعي ووصولاً إلى تفاصيل تحركاتهم في الضفة الغربية.
ودفعت الأداة القاتلة منظمات حقوق الإنسان إلى التحذير من تحول الفلسطينيين إلى فئران تجارب في مختبرات التكنولوجيا العسكرية، حيث تستدعي إسرائيل خبراء من شركات كبرى مثل جوجل وميتا لدعم المشروع.
وكشفت التجارب السابقة عن طبيعة النموذج الكارثية، فبرنامج لافندر الذي ينتج قوائم اغتيالات ارتكب أخطاء، وفي 10% من الحالات، بينما تستخدم أدوات أخرى لفرض حصص اعتقال شهرية بناء على تحليلات لغوية لمجرد تعبيرات الغضب ضد الاحتلال، لم يعد الفلسطيني اليوم مجرد هدف للرصاص، بل تحول إلى سطر في خوارزمية بضغطة زر، تصنفه الآلة كمشتبه به أو مطلوب في سيناريو مرعب يعيد اختراع أبشع أدوات الفصل العنصري في شكل رقمي.