بعد الاتفاق مع تونس بشأن الهجرة غير النظامية.. هل تنجح أوروبا في استنساخ التجربة مع دول أخرى؟
تاريخ النشر: 21st, July 2023 GMT
قال أستاذ العلاقات الدولية في جامعة جنيف، حسني عبيدي، إن هناك خلافات كبيرة ومتعددة بين الدول الأوروبية فيما يخص الإدارة المشتركة والأوروبية لملف الهجرة غير النظامية، منها آلية مراقبة اتفاقية الهجرة مع تونس، وكيفية ربط قضاياها بالوعود الاقتصادية المقدمة لتونس.
وأشار إلى أن دولا أوروبية كبرى، مثل ألمانيا، تحفظت على تفاصيل تضمنتها الاتفاقية التي عقدها الاتحاد الأوروبي مؤخرا مع تونس، انطلاقا من اهتمامها باقتران أي اتفاقية بقضايا خاصة بحقوق الإنسان، وهو ما لم يكن موجودا في المسودة الأولى لهذه الاتفاقية.
وجاء حديث عبيدي خلال الحلقة التي خصصها برنامج "ما وراء الخبر" بحلقة (2023/7/20) لاجتماع غير رسمي عقده وزراء داخلية الاتحاد الأوروبي في إسبانيا لمناقشة معاهدة اتحادية حول الهجرة واللجوء، ومحاولة توحيد الرؤية تجاهها، وتعميمها في التعامل مع موجات الهجرة غير النظامية.
ويأتي ذلك في ظل ردود فعل متباينة على ضفتي المتوسط بشأن اتفاقية عقدها الاتحاد الأوروبي مؤخرا مع تونس، وجهت لها انتقادات تتهمها بعقد صفقة يدعم بمقتضاها الاتحاد الرئيس التونسي قيس سعيّد عبر مساعدات اقتصادية محدودة، مقابل تصدي تونس لموجات الهجرة تجاه أوروبا.
وتساءلت "ما وراء الخبر" عن أهم النقاط التي أثارت الجدل بين دول الاتحاد الأوروبي ودول الضفة الجنوبية للمتوسط في اتفاق الهجرة الذي عقده الاتحاد مع تونس، وعن الانعكاسات السابقة والحالية لهذا النهج في التعاطي مع ملف الهجرة غير النظامية.
شيك على بياضوفي حديثه، يعدد عبيدي ضمن الخلافات الأوروبية حول الاتفاقية مع تونس، ما يتفق فيه نواب في الاتحاد الأوروبي مع مؤسسات حقوقية، من أن هذا الاتفاق يمثل "شيكا على بياض" لسعيّد وقبولا لنظامه وتجاوزاته الحقوقية المختلفة.
لكنه أشار إلى وجود حالة ارتياح لدى عدد من وزراء الداخلية في دول أوروبية، وهم يأملون في حال استطاع الاتحاد الأوروبي تمرير هذه الاتفاقية مع تونس، في استنساخها مع دول أخرى، ويعتبرون أن الاتفاقية التي تم توقيعها مع تركيا في سنوات سابقة، نجحت في الحد من عدد المهاجرين عبرها إلى أوروبا.
بدوره، يرى المختص في قضايا الهجرة واللجوء والاتجار بالبشر، مالك الخالدي أن اتفاقية الاتحاد الأوروبي مع تونس تقوم على نقاط غير واضحة لمختلف مكونات المجتمع المدني العاملة على قضايا الهجرة، حيث جاءت عامة في أكثرها، والظاهر منها هو عملية الترحيل القسري والجماعي للمهاجرين التونسيين والأفارقة.
وشدد على أن ترحيل أي مهاجر دون رضاه، يعد "ترحيلا قسريا" مجرما حسب القوانين والمعاهدات الدولية، وفي الوقت الذي لا بد فيه من دراسة كل حالة على حدة حسب تلك القوانين، يقوم هذا الاتفاق على الطرد الجماعي للمهاجرين.
ويرى الخالدي أن أي موضوع إنساني يؤخذ على بعد سياسي، لا بد من أن يؤدي ذلك إلى مشاكل وتجاوزات، لافتا إلى أن تقديم مساعدات أمنية للقوات البحرية التونسية يطرح تساؤلات حول ما ستقوم به تلك القوات من إجراءات باستخدام تلك المساعدات.
عنصرية وتمييزومعلقا على الانتهاكات التي يتعرض لها المهاجرون غير النظاميين في تونس، يؤكد الخالدي أنه برغم وجود قوانين تحمي حقوق الإنسان واللاجئين في تونس، يصبح الشارع المتبني لخطاب سياسي ذي نعرة عنصرية وتمييزية عنيفا تجاه تلك الفئة.
فيما يرى مجدي الكرباعي، الناشط السياسي والحقوقي المختص في قضايا الهجرة واللجوء، والمقيم في ميلانو، أن جانبا من رد فعل الرأي العام السياسي والإعلامي بأوروبا، وجد في هذه الاتفاقية ألغاما كثيرة، كونها قامت على حديث مطلق، دون وجود تفسير واضح لنقاط مختلفة وفي مقدمتها نقاط قضية الهجرة.
وأضاف أن العديد من السياسيين والحقوقيين بأوروبا يرون أنه من المخجل أن يقوم الاتحاد الأوروبي بتوقيع اتفاقية من هذا القبيل مع نظام قال إنه يستعمل في خطابه عبارات عنصرية وغير مقبولة في أوروبا، وهو الأمر الذي يشكل مصدر قلق كبير لديهم.
وأشار إلى أن هناك تساؤلات كذلك متعلقة بطبيعة التعامل الأمني التي تتضمنها هذه الاتفاقية، حيث يحق بموجبها لوكالات استخبارات حدودية، القيام بعمليات داخل التراب التونسي، وفي ذلك رسالة يبعثها الاتحاد الأوروبي لدول شمال أفريقيا بأنه يجعل منها مناطق حدودية متقدمة له.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: الهجرة غیر النظامیة الاتحاد الأوروبی مع تونس
إقرأ أيضاً:
تونس تلاحق نسورها مزدوجي الجنسية في أوروبا
جدد الاتحاد التونسي لكرة القدم مساعيه لاستقطاب اللاعبين مزدوجي الجنسية والناشطين في عدد من الأندية الأوروبية وذلك بهدف ضمهم للمنتخب الأول.
وعاشت الكرة التونسية خلال العامين الماضيين على وقع النتائج المحبطة، إذ خرج منتخب نسور قرطاج خالي الوفاض من كأس أمم أفريقيا 2024 في ساحل العاج، وبعد أشهر قليلة عانى المنتخب ذاته كثيرا لضمان التأهل للنسخة المقبلة من النهائيات وذلك بعد أن حل في المركز الثاني للمجموعة الأولى خلف جزر القمر.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2المبلغ الضخم الذي يكسبه رونالدو مقابل كل ظهور إعلانيlist 2 of 2الدورات الرمضانية مصنع نجوم الكرة المصريةend of listودفعت تلك الأوضاع المجلس الجديد لاتحاد الكرة، والإدارة الفنية لإعادة إطلاق خطة شاملة تقوم على استقطاب عشرات اللاعبين مزدوجي الجنسية وضمهم لمنتخبات تونس في كل الفئات بعد أن حققت التجارب السابقة نتائج لافتة.
وينشط في أوروبا العشرات من اللاعبين الذين ولدوا في بلدان أوروبية وخطوا خطواتهم الأولى في عالم كرة القدم في ملاعب القارة العجوز، كما انتموا لمنتخبات أوروبية في الفئات السنية، لكنهم ينحدرون من أصول تونسية ويحملون الجنسية المزدوجة.
ويعدّ إسماعيل الغربي، لاعب خط وسط سبورتنغ براغا البرتغالي واحدا من النجوم الذين يعمل اتحاد الكرة إلى دفعهم نحو تغيير جنسيتهم الرياضية والانتماء لمنتخب تونس للمرة الأولى.
وسبق للغربي، المولود في باريس، والذي لعب حتى 2024 في باريس سان جيرمان، أن كان هدفا لمنتخب تونس الأول، لكن اللاعب الحامل لجنسيات تونس وفرنسا وإسبانيا اختار اللعب لمنتخب فرنسا لأقل من 18 عاما، قبل أن يدافع عن ألوان منتخب إسبانيا لأقل من 20 عاما.
إعلانوبدوره، كان أيمن السليتي، لاعب فينورد روتردام الهولندي، واحدا من العناصر الذين تراقبهم أعين اتحاد الكرة في تونس، بعد أن أظهر إمكانات لافتة في بداية تجربته مع فينورد.
وفي 2022، اختير السليتي، المولود عام 2006، لأسرة تونسية مهاجرة بهولندا، ضمن قائمة أبرز 30 موهبة في العالم بحسب موقع "ذا تالنتس" الإنجليزي، الذي توقع مستقبلا كبيرا للاعب الذي يحمل الجنسيتين التونسية والهولندية.
وبدأ السليتي، الذي يلعب في مركز الجناح، مشواره مع الفريق الأول في أكتوبر/تشرين الأول 2024، عندما شارك في أول مباراة بالدوري الهولندي الممتاز بين فينورد روتردام وأوترخت.
كما وضع اتحاد الكرة أسماء أخرى ضمن قائمة اللاعبين الذين تسعى تونس لاستقطابهم على غرار أنيس السعيدي المحترف في نادي سان دييغو الأميركي.
وأقرّ سامي الطرابلسي المدير الفني لمنتخب تونس مساء الاثنين بأن "اتحاد الكرة والجهاز الفني يسعيان بالفعل إلى استقطاب عدة لاعبين تونسيين مهاجرين وحاملين للجنسية المزدوجة لكن الأمر لا يزال يحتاج إلى جهود كبيرة".
وقال الطرابلسي في مؤتمر صحفي عقب فوز تونس على ملاوي الثلاثاء "لدينا قائمة من اللاعبين ذوي الجنسية المزدوجة ونسعى مع المدير الرياضي زياد الجزيري والإدارة الفنية في الاتحاد إلى استقطابهم".
وأضاف أن "عددا من اللاعبين التونسيين الحاملين للجنسية المزدوجة رفضوا للأسف الدفاع عن ألوان تونس، ولكن مساعينا متواصلة وفي شهر يونيو/حزيران المقبل ستتضح قائمة اللاعبين الذين وافقوا على تعزيز منتخب نسور قرطاج".
على خُطا النموذج المغربيوتطمح تونس إلى أن تحذو حذو المغرب في استقطاب المواهب الكروية المهاجرة وذلك بعد أن أثبتت التجربة نجاح منتخب أسود الأطلس في الاستفادة من مزدوجي الجنسية ليبلغ مراتب مرموقة ويحقق نتائج مذهلة خاصة في كأس العالم قطر 2022 عندما حلّ رابعا.
إعلانواعتبر زياد الجزيري، المدير الرياضي للمنتخب التونسي أن "اتحاد الكرة والإدارة الرياضية والفنية تعمل على استقطاب المواهب التونسية".
وقال الجزيري للجزيرة نت "تاريخيا لم ينجح المنتخب التونسي إلا عندما مزج بين اللاعبين المهاجرين بأوروبا الذين تلقوا تكوينهم هناك وبين اللاعبين المحليين، عندما توجنا بكأس أمم أفريقيا 2004 استفدنا كثيرا من مكانة سليم بن عاشور ومهدي النفطي وعادل الشاذلي وحامد النموشي وغيرهم كثيرون".
ووفقا للجزيري، سيبدأ اتحاد الكرة في التواصل مع عدة مواهب كروية شابة مثل أيمن السليتي ويوسف الشرميطي وإسماعيل الغربي وآخرين وذلك في يونيو/حزيران المقبل، مضيفا أنه "لا فرق بالنسبة إليه بين لاعب متكون في تونس وآخر حامل للجنسية المزدوجة".
ونجح المنتخب التونسي خلال الأعوام الماضية في استقطاب عدة لاعبين مولودين في أوروبا لأسر تونسية، على غرار حنبعل المجبري لاعب بيرنلي الإنجليزي، وإلياس العاشوري مهاجم كوبنهاغن الدانماركي وسيف الله اللطيف مهاجم تفينتي الهولندي وإلياس السخيري لاعب آينتراخت فرانكفورت الألماني وأنس الحاج محمد من بارما الإيطالي وإلياس سعد من سانت باولي الألماني وحمزة رفيعة من ليتشي الإيطالي وغيرهم.