شيخة الجابري تكتب: سيل بوحصا
تاريخ النشر: 19th, February 2024 GMT
كان الوقت فجراً قبيل قيام الصلاة بقليل عندما بدأت السماء تهدر، والمطر ينهمر، والأرض ترتعد، حين أبرقت السماء وأرعدت، وتناثرت الأشجار، وتطاير زجاج السيارات الأمامية والخلفية والعلوية، وامتلأت الأرض بالبَرد الذي يسمونه أهلنا الأوليين «حصا»، فهو «سيل بوحصا»، فما كانوا ينعتونه بالبَرد بل بالحصى لقوته وآثاره التي يخلفها بعد انتهاء موجة المطر.
خرجتُ لأطمئن على المنزل بعد نحو ساعة من الحالة التي شهدتها العين، حالة مطرية غير مسبوقة، فما وجدتُ منزلنا إلاّ سجادة بيضاء، والأشجار تقف عارية من أغصانها وأوراقها، وكذا النخل انشطر خوصه إلى نصفين، وإذا الثمار تملأ الأرض، وبعض حباتِ الليمون التي كنّا ننعم بقطفها كل يوم عند الغداء قد تساقطت هي الأخرى، وبقيت الأغصان بعضها مكسور والآخر مسجى على نتف الثلج التي ملأت حوش المنزل.
هكذا كان حال مدينة العين التي أفاق سكانها على الثلوج تملأ المنازل والطرقات، وإذا بهم يجدون أنفسهم محاصرين في المنازل بين سيارات بعضها مهشّمٌ وبعضها معطوب، وأثاث قد غمرته المياه في أماكن غير متوقعة في منازل تم تشييدها وفقَ أعلى المواصفات، وصار الصغير مندهشاً، والكبير مهللاً ومكبّراً، ومصلياً على رسول الله عليه السلام.
كان الوضع صعباً ومرعباً ومخيفاً لمن عايش تلك الساعات التي امتلأت فيها السدود بالمياه، وجرت وديانٌ لم يعرف سكان العين أن المياه قد تحرّكت فيها منذ سنوات عديدة، هو المطر إذن، لكنه ليس بالمطر العادي، كان منخفض المزر «ممزور» خيرات وتأثيرات وخسارات كبيرة، ما إن تأخذ جولة في شوارع المدينة المكتظةِ بالماء حتى تفاجئك السيارات التي تأثرت بشكل لافت بالحالة المطرية الهائلة التي شهدتها المدينة.
لقد كانت حالة من الفرح والسعادة ممزوجة بمشاعر من الرهبة والدهشة والدعاء العميق بأن لا يتضرر البشر، مما اجتاح المدينة من ماء أغرق الشوارع والمنازل وعطّل الحياة في بعض المواقع لعدة أيام، كما أغلق أسواقاً، وهشّم واجهات محلات كثيرة، وصار الوصول إليها صعباً جداً، إنه فعلا «سيل بوحصا» كما كان يطلقون عليه قديماً.
إن الظواهر الطبيعية والتحولات المناخية واردة بخاصة عند تحول الفصول، لكن المدهش في الأمر أن بعض تلك التغيرات في مناطقنا لم تكن تحدث سابقاً، فما شهدته مدينة العين من آثار كثيرة خلفتها الرياح والثلوج التي تساقطت على المدينة لم تكن متوقعة، لذا لم يستوعبها سكان المدينة، فقد كانوا يشاهدون هذه الكميات الكبيرة والضخمة من الثلوج في المدن الأوروبية وبعض المناطق العربية، لكنها المرة الأولى التي يحدث فيها ذلك في مدينة مثل مدينة العين. أخبار ذات صلة
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: شيخة الجابري أحوال
إقرأ أيضاً:
الرئيس عباس يوجه كلمة للشعب ويخص غزة فيها
وجه الرئيس الفلسطيني محمود عباس ، مساء السبت 29 مارس 2025 ، كلمة للشعب الفلسطيني بمناسبة حلول عيد الفطر المبارك ، وخص قطاع غزة فيها.
وخص الرئيس عباس في كلمته قطاع غزة قال فيها :" : صبرا أيها الأبطال.. صبرا أيها الصامدون المكلومون.. صبرا آل ياسر.. صوتكم يملأ الدنيا بأسرها.. صوتكم يملأ عقولنا وقلوبنا، ويشحذ هممنا نحو آفاق المستقبل الزاهي بإذن الله، وقريبا سنكون معا تحت راية دولتنا الواحدة الحرة الكريمة وعاصمتها القدس المباركة".
نص كلمة الرئيس عباس
بسم الله الرحمن الرحيم
"يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون".
يا أبناء شعبنا العظيم
أبها المرابطون في بيت المقدس وأكناف بيت المقدس، أيها الفلسطينيون الأعزاء في كل مكان.
أتوجه إليكم في هذا اليوم، ونحن نستقبل عيد الفطر المبارك، الذي تختلط فيه مشاعر الفرح بأداء ركن الصيام بمشاعر الحزن والألم والغضب بسبب ما يتعرض له شعبنا وبلادنا من عدوان إسرائيلي همجي يستهدف اجتثاثنا من وطننا المقدس، وتصفية قضيتنا الوطنية التي تتخضب بدماء شهداء شعبنا من الأطفال والنساء والرجال الذين تغتالهم آلة العدوان الإسرائيلي، في قطاع غزة الحبيب، والضفة الغربية الصامدة، والقدس العاصمة الأبدية ومقدساتها الإسلامية والمسيحية.
إن قضيتنا الوطنية المقدسة التي مر عليها ما يزيد عن قرن من الزمان ستظل حية بصمود أبناء شعبنا العظيم في وجه مخططات الاحتلال وعدوانه المستمر، رغم كل ما نتكبده من خسائر وآلام ومعاناة، ونحن واثقون بأن الفصل الأخير في هذه المعاناة سوف تكتبه سواعد الصامدين الصابرين المرابطين في أرض الإسراء والمعراج المباركة، هذه الأرض التي كانت تسمى فلسطين، فصارت تسمى فلسطين، وستبقى تسمى فلسطين، شاء من شاء وأبى من أبى، "ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز".
أيها الشعب الفلسطيني العظيم
نحن لسنا طلاب حرب، ولا نعشق المعاناة والألم، نحن شعب يحب الحياة ويتوق إلى الحرية، ويدافع عن الكرامة والوطن.. كنا كذلك دائما.. وسنبقى كذلك أبدا، ولقد طرقنا كل الأبواب، وسلكنا كل السبل من أجل تحقيق سلام عادل وشامل، لكننا لا نجد شريكا نحقق معه هذه الغاية النبيلة المستندة إلى القانون الدولي والشرعية الدولية.
نعم، نحن نسعى للسلام ولكننا نرفض الاستسلام، وسنظل ثابتين في أرضنا، صامدين في وطننا، رغم كل الصعاب التي نعيشها.. رغم الحصار والعدوان والتجويع ومؤامرات التهجير، وسوف ننتصر بإذن الله، "ويقولون متى هو قل عسى أن يكون قريبا".
وأود في ختام حديثي هذا أن أوجه كلمة خاصة إلى غزة.. إلى أهلها الصامدين رغم الجراح والعدوان والإرهاب.. إلى أطفالها الذين أرى في عيونهم البريئة مستقبل فلسطين الحرة العزيزة، أقول لهم جميعا: صبرا أيها الأبطال.. صبرا أيها الصامدون المكلومون.. صبرا آل ياسر.. صوتكم يملأ الدنيا بأسرها.. صوتكم يملأ عقولنا وقلوبنا، ويشحذ هممنا نحو آفاق المستقبل الزاهي بإذن الله، وقريبا سنكون معا تحت راية دولتنا الواحدة الحرة الكريمة وعاصمتها القدس المباركة.
الغمة ستزول.. الدولة ستقوم.. الاحتلال سيرحل، "ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله".
تحية لغزة العزيزة، تحية للقدس المباركة، تحية للضفة الصامدة، تحية لشعبنا في كل مكان.
وكل عام وأنتم بخير.
المصدر : وكالة سوا اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من آخر أخبار فلسطين الحية : حماس وافقت على مقترح جديد للتهدئة تسلمته من الوسطاء استشهاد شاب من طمون متأثرا بإصابته برصاص الاحتلال الرئيس عباس يهنئ الشعب الفلسطيني بحلول عيد الفطر الأكثر قراءة سعر صرف الدولار والدينار مقابل الشيكل اليوم الأحد بالفيديو: الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض صاروخ أطلق من اليمن إسرائيل تشنّ "موجة ثانية" من الضربات على لبنان رداً على إطلاق صواريخ الاحتلال يحاصر عددا من مركبات إسعاف الهلال الأحمر وفقدان الاتصال معهم برفح عاجلجميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025