كيف يقضي الناجون من زلزال الحوز هذا الشتاء؟
تاريخ النشر: 18th, February 2024 GMT
انقضت شهور عدة منذ زلزال سبتمبر الذي حول العديد من القرى المتناثرة وسط جبال الأطلس إلى ركام وما زال كثير من الناجين ينتظرون الحصول على مساعدات حكومية، أسوة بآخرين، في ظل شتاء قاس.
في قرية دووزرو يقلب عبد الله أوبلعيد وناجون آخرون كل يوم الأنقاض بحثا عن قطع خشب يستخدمونها للتدفئة والطبخ، أو أية أشياء ذات قيمة مما فقدوه عندما دمر الزلزال بيوتهم ليلة 8 سبتمبر.
تقع القرية ويعني اسمها “تحت الصخرة” بالأمازيغية، على قمة جبل على بعد نحو 80 كيلومترا من مراكش، وسط المغرب، ولم يتبق منها سوى صومعة مسجد يغطيها طلاء وردي وأبيض.
فقدت القرية المنكوبة نحو 80 من أهلها، وفق شهادات ناجين. وهو رقم لا يمكن التحقق منه في غياب حصيلة مفصلة للضحايا الذين يقارب عددهم 3 آلاف شخص وفق السلطات.
تضرر جراء الزلزال أكثر من 60 ألف شخص في نحو ثلاثة آلاف قرية معظمها يصعب الوصول إليه بسبب وعورة المسالك الجبلية.
على بعد بضع كيلومترات مما تبقى من قرية دووزرو يعيش الناجون في خيام أو أكواخ من طوب اسمنتي أقيمت فوق منبسط قريب من الطريق المؤدية للقرية. وتبرز من هذا الموقع قمم الجبال المغطاة بالثلوج.
وفق شهادات ناجين تلقت نحو 120 عائلة من أصل 150 في هذه القرية المساعدات المالية المخصصة للناجين، وهي إما دعم شهري قيمته 2500 درهم أو دفعة أولى بقيمة 20 ألف درهم لإعادة البناء.
فيما ما زالت نحو 30 أسرة تنتظر دورها، من دون أن تعرف السبب.
ويقول أوبلعيد (35 عاما) وهو يشعر “بالمرارة”، “كلما سألت يقال لي إن الدعم سيصل… لدي أطفال ينتظرون الغذاء والملبس”.
لا يقتصر الأمر على الناجين في قرية دووزرو، إذ نقلت وسائل إعلام في يناير تظاهرات لمئات المنكوبين في قرية تلات نيعقوب ومحافظة تارودانت، احتجاجا على بطء إعادة البناء وصرف المساعدات، بينما يزيد الشتاء قسوة ظروف عيشهم.
وطرحت النائبة عن فيدرالية اليسار (معارضة برلمانية) فاطمة التامني الموضوع مؤخرا في سؤال موجه لوزير الداخلية عبد الوافي لفتيت، حول “إقصاء متضررين من الزلزال من الدعم والتعويض عن الأضرار”.
في المقابل أكدت الحكومة في 31 يناير استفادة حوالي 57 ألف أسرة من الدعم الشهري المقرر صرفه على مدى عام، وأكثر من 44 ألف أسرة من الشطر الأول المخصص لدعم إعادة البناء.
وبحسب السلطات رفضت بعض طلبات تلقي الدعم لأن أصحابها لا يقطنون في المناطق المتضررة من الزلزال، أو لأن بيوتهم لم تتضرر للحد الذي يجعلها غير قابلة للسكن.
في البلدات الأكبر الواقعة عند سفوح الجبال مثل أمزميز (60 كيلومترا عن مراكش) تعود مظاهر الحياة العادية تدريجيا، رغم أن عشرات الخيام ما زالت منصوبة في الساحات الفارغة لإيواء متضررين فقدوا بيوتهم.
وهي مغطاة بأقمشة شفافة للحماية من الأمطار والبرد.
في مواجهة البرد القارس في المرتفعات استفاد الناجون في قرية دووزرو من أكواخ صغيرة بنيت بتقنيات مقاومة للحرارة، بفضل جمعيات هولندية ومغربية، وتغطيها ألواح من الألمنيوم.
ويقول حامد أومحند (68 عاما) “لو لم توجد هذه الأكواخ لأوقعت الرياح الكثيرة التي هبت في الأيام الأخيرة ضحايا… لقد أنقذتنا”.
ويجمع أومحند توقيعات على عريضة تطالب السلطات بإعادة بناء قرية دووزرو، بعد أن يتم صرف كل المساعدات، لكن في موقع آخر عند سفح الجبل.
ويصر سكان القرية على البقاء في أرضهم، لكنهم يخشون في نفس الوقت انهيار الصخور التي كانت تحتضن بيوتهم، وتتكرر المأساة.
ولا يزال الناجون تحت هول الصدمة التي خلفتها المأساة في نفوسهم، زيادة على ظروف عيشهم الصعبة، حيث لا يزورهم أطباء وتتضاءل مواردهم، كما ينبه أومحند.
ويضيف موضحا أن جميع سكان هذه القرية فقدوا قريبا، وواجهو الكارثة بمفردهم عندما ضرب الزلزال، “فمنهم من اضطر للتسلل من تحت الأنقاض.. وبعضهم لا يزال مصدوما”، فيما آخرون “فقدوا صوابهم”.
(أ.ف.ب)
كلمات دلالية المغرب زلزال كوارث ناجونالمصدر: اليوم 24
كلمات دلالية: المغرب زلزال كوارث ناجون فی قریة
إقرأ أيضاً:
مصرع 14 شخصًا جراء زلزال بقوة 7.4 درجة ضرب عاصمة فانواتو
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
لقي 14 شخصًا مصرعهم بينهم مواطنان صينيان، جراء زلزال بقوة 7.4 درجة ضرب بورت فيلا عاصمة في فانواتو الدولة الواقعة في المحيط الهادئ، ويجري رجال الإنقاذ في فانواتو، اليوم الأربعاء، عمليات بحث عن أشخاص محاصرين تحت الأنقاض بعد يوم من الزلزال.
وقال مفوض شرطة فانواتو "روبسون يافرو"، إن أكثر من 200 شخص قد أصيبوا، بينما تركزت جهود الإنقاذ على موقع انهيار مبنيين. وأضاف أن ثلاثة أشخاص محاصرين في مبنى منهار يتواصلون مع رجال الإنقاذ.
وأضاف يافرو: "نعتقد أن هناك المزيد من العالقين بالداخل"، وأشار إلى أن امرأة انتشلت من تحت الأنقاض توفيت، في وقت لاحق، حسبما أوردت قناة "تي في 5 لوموند" الفرنسية.
وقال مسئولون حكوميون ومسئولون في مجال الطاقة، إن خدمات الكهرباء والمياه والاتصالات لا تزال معطلة. وتم نصب خيام خارج مستشفى بورت فيلا لإدارة تدفق المرضى.
بدوره.. قال المكتب الوطني لإدارة الكوارث، إن عشرة مبان في المدينة الرئيسية في بورت فيلا تعرضت لأضرار هيكلية كبيرة.
وذكر مكتب إدارة الكوارث الوطنية- في تقرير- أن من بين الوفيات الـ 14 المؤكدة، توفي ستة أشخاص في انهيارات أرضية، أربعة في مبنى بيلابونج المنهار وأربعة في مستشفى فيلا المركزي.
من جهته.. قال السفير الصيني لدى فانواتو لي مينج جانج، لوسائل الإعلام الرسمية، اليوم، إن مواطنين صينيين لقيا حتفهما في الزلزال.
وانهارت أعمدة خرسانية في مبنى يستضيف بعثات أجنبية في العاصمة، بما في ذلك السفارات الأمريكية والبريطانية والفرنسية والنيوزيلندية، في الزلزال القوي.
وضربت عدة هزات ارتدادية، بما في ذلك واحدة بقوة 6.1 درجة، فانواتو خلال الليل.
وقال رئيس الوزراء المؤقت شارلوت سالواي، إن لجنة الكوارث الوطنية أعلنت حالة الطوارئ وفرضت حظر تجول لمدة سبعة أيام في المناطق الأكثر تضررا.
وقد تم طلب المساعدة الدولية. كما قالت الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، إنها سترسل فريقا إلى فانواتو; لبحث تقديم إمدادات الإغاثة.
وقال وزير الدفاع الأسترالي ريتشارد مارليس، إن طائرتين عسكريتين ستتوجهان إلى فانواتو، صباح اليوم الأربعاء، وعلى متنهما فريق مساعدات طبية وفريق بحث وإنقاذ.
وأضاف في تصريحات لهيئة الإذاعة الأسترالية "إيه بي سي"، "إن هذا حادث بالغ الأهمية ونحن نشعر بالقلق بشأن كيفية تطوره".
في السياق.. قال السفير الفرنسي في فانواتو جان بابتيست جانجين فيلمر، إن مروحية عسكرية فرنسية وصلت من كاليدونيا الجديدة وعلى متنها أجهزة اتصالات عبر الأقمار الصناعية ومهندسون عسكريون.
وقال الرئيس التنفيذي لمطارات فانواتو جيسون راكاو لقناة "في بي تي سي" المحلية، إن مطار بورت فيلا الدولي سيغلق أمام شركات الطيران التجارية لمدة 72 ساعة للسماح للطائرات الطبية والطائرات المعدة للتعامل مع حالات الطوارئ بالهبوط.
وقدر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، أن 116 ألف شخص أي ما يقرب من ثلث سكان البلاد تأثروا بالزلزال.
وتصنف الدولة الجزرية الاستوائية الواقعة على "حلقة النار في المحيط الهادئ" النشطة زلزاليا، ضمن أكثر دول العالم عرضة للكوارث الطبيعية والأحداث الجوية المتطرفة.