أثار محققو الأمم المتحدة مخاوف بشأن تقارير عن اعتداءات جنسية ومضايقات ضد طالبي اللجوء في دييغو جارسيا، وهي جزيرة قاعدة عسكرية بريطانية نائية في المحيط الهندي. 

تتناول مسودة التقرير، الذى كشفت عنه المحكمة العليا في إقليم المحيط الهندي البريطاني وبحسب ما نشرته بي بي سي، تفاصيل الادعاءات المثيرة للقلق بشأن الانتهاكات وتدعو إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لنقل الأفراد المتضررين.

ووصف طالبو اللجوء، وأغلبهم من التاميل السريلانكيين الفارين من الاضطهاد في وطنهم، شعورهم بعدم الأمان والإهمال في الجزيرة، التي تستضيف أيضًا وجودًا عسكريًا أمريكيًا كبيرًا.

وقد وثق محققو الأمم المتحدة حالات الاعتداءات والتحرش الجنسي، بما في ذلك تلك التي شملت الأطفال، مما أثار دعوات للتدخل الفوري.

ووفقاً لمسودة التقرير الصادرة عن المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، اعتبرت الظروف في الجزيرة بمثابة احتجاز تعسفي، حيث تم احتجاز طالبي اللجوء في منطقة مسيجة ومنعهم من المغادرة دون مرافقة أمنية.

 سلط التقرير الضوء على الأثر النفسي للوضع، مشيراً إلى ظهور علامات الاكتئاب واضطراب ما بعد الصدمة بين السكان.

وعلى الرغم من المحاولات المتكررة التي بذلتها المفوضية للوصول إلى الجزيرة لأغراض المراقبة، كانت هذه الزيارة بمثابة أول حالة للتدقيق الخارجي منذ وصول التاميل.

 تسلط النتائج الضوء على القضايا النظامية وتؤكد الحاجة الملحة لاتخاذ إجراءات لحماية رفاهية المتضررين.

وفي ردها على التقرير، شددت وزارة الخارجية على الجهود المستمرة لمعالجة طلبات اللجوء وتأمين خيارات النقل المناسبة للمهاجرين ومع ذلك، لا تزال المخاوف قائمة بشأن رفاهية وسلامة الأفراد المقيمين في الجزيرة، مما دفع إلى المطالبة باتخاذ إجراءات فورية لمعالجة الوضع.

دييغو جارسيا، التي كانت تاريخياً موطناً للسكان المدنيين حتى ترحيلهم القسري في السبعينيات، تستضيف الآن وجوداً عسكرياً كبيراً ولكنها تفتقر إلى البنية التحتية المدنية. 

يثير الوضع المتكشف تساؤلات حول مدى كفاية آليات الحماية ومسؤوليات الدول المضيفة في ضمان رفاهية السكان الضعفاء.

ومع تصاعد الدعوات للعمل، يظل التركيز على تلبية الاحتياجات الفورية لطالبي اللجوء وتنفيذ التدابير اللازمة لمنع المزيد من حالات سوء المعاملة والإهمال في الجزيرة.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: فی الجزیرة

إقرأ أيضاً:

فعالية لـ «جسور» بجنيف حول دور الإعلام في دعم قضايا اللاجئين

نظم مركز جسور للإعلام والتنمية فعالية في مقر جامعة جنيف السويسرية، حول دور وسائل الإعلام في إبراز قضية اللاجئين في العالم والتوعية بها ومناصرتها.

وناقشت الفعالية، التي شارك فيها عدد من الباحثين والمختصين والخبراء، سبل معالجة التحديات التي يواجهها اللاجئون والنازحون وضحايا الصراع والنزاعات للوصول إلى دول اللجوء التماساً للأمان، والصعوبات التي يواجهونها هناك بعد وصولهم. واستضافت الفعالية أشخاصاً عاشوا تجربة اللجوء بعد فرارهم من بلدانهم، تحدثوا عن تجاربهم الشخصية في اللجوء.

وشارك في الفعالية محمد الحمادي رئيس مركز جسور، والدكتور شوكرو جوزيل مؤسس ورئيس مركز دراسات السلام والمصالحة، وباتريك تاران رئيس منظمة شركاء سياسة الهجرة العالمية، وجيني بيتانكورت شقيقة إحدى ضحايا الاختفاء القسري في تشيلي، وأدارتها الين أكرويد مسؤولة الاستعداد والاستجابة لحالات الطوارئ والأزمات باللجنة الدولية للصليب الأحمر.

وأكد محمد الحمادي في مداخلته أن دور الإعلام بات مهماً ومؤثراً للغاية فيما يتعلق بقضية اللاجئين، لافتاً إلى الانتقادات الموجهة والآراء المختلفة بشأن الدور الذي تقوم به وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي في هذا الإطار، والقصور في أداء ما يجب القيام به من نشر للوعي في بلدان اللجوء حول ضرورة توفير الحماية للاجئين ومساعدتهم.

وأشار إلى أن الدور المهم لوسائل الإعلام يبرز من خلال الصورة التي انتشرت قبل سنوات لطفل سوري غرق في البحر وهو في طريق اللجوء، وهزت الرأي العام في العالم، وأيضاً قصة البطل الرياضي اللاجئ الذي سارع لإنقاذ شخص في أعلى بناية في فرنسا، ما دعا الرئيس الفرنسي لاستقباله ومنحه الجنسية الفرنسية.

وتطرق الحمادي إلى تقارير المفوضية العليا لشؤون اللاجئين، التي تؤكد تزايد عدد اللاجئين حول العالم، سواء الفارين من النزاعات أو الذين يعانون صعوبة الأوضاع الاقتصادية في بلدانهم، وقال إنه لا بد من إيجاد وسيلة لدفع وسائل الإعلام التي لا تعطي مساحة كافية لهذه القضايا، لتقوم بدور إيجابي، خصوصاً مع الزيادة اللافتة التي تشهدها مواقع التواصل الاجتماعي في الخطابات المناهضة للاجئين والتي تحرض المجتمعات ضدهم وتصمهم أحياناً بالإرهاب أو بأنهم يشكلون أعباء اقتصادية على المجتمعات التي لجؤوا إليها.

ولفت إلى تراجع بعض الدول مؤخراً وخاصة الغربية عن مسؤولياتها في استقبال اللاجئين، وتوجهها نحو سن القوانين ضدهم بادعاءات مختلفة.

من ناحيته انتقد الدكتور محمد شوكرو جوزيل، الذي تم ترشيحه من قبل لجائزة نوبل، تقاعس الأمم المتحدة ومفوضية اللاجئين عن الدور الذي يجب القيام به لدعم اللاجئين والفارين من بلدانهم، محذراً من التحديات الكبيرة التي باتت تواجه هؤلاء سواء على طرق الهجرة أو في بلدان الوصول.

من جانبه ركز باتريك تاران، رئيس منظمة شركاء سياسة الهجرة العالمية، في مداخلته، على الدور الاقتصادي المهم الذي يلعبه اللاجئون في دعم مجتمعاتهم وأسرهم في بلدانهم الأم، وقال إن تحويلاتهم المالية تبلغ أرقاماً مذهلة تصل إلى قرابة تريليون دولار، خاصة أنهم يمثلون في بعض البلدان نحو 8% أو أكثر من العمالة.

وفي جانب التجارب، تحدثت جيني بيتانكور اللاجئة التشيلية، عن تجربتها في الفرار من بلدها في سبعينات القرن الماضي وتشتت العائلة، ونشاطها في الدفاع عن حقوق الإنسان.(وام)

مقالات مشابهة

  • فعالية لـ «جسور» بجنيف حول دور الإعلام في دعم قضايا اللاجئين
  • الولايات المتحدة تضع اللمسات الأخيرة على قواعد العملات المشفرة لمنع التهرب الضريبي
  • بوتين: يجب البدء بإنتاج صواريخ متوسطة وقصيرة المدى ونشرها بما يتناسب مع إجراءات واشنطن
  • الولايات المتحدة تصدر تقريرها السنوي بشأن الحريات الدينية حول العالم
  • إجلاء 200 جندي إسرائيلي إثر حريق في الضفة الغربية
  • فيديو.. إجلاء 200 جندي إسرائيلي إثر حريق في الضفة الغربية
  • يونيسيف: مراكز بيتي في ليبيا ساعية لتحسين رفاهية عائلات الفارين من السودان
  • بوتين يعيد رسم تحالفاته من بيونغ يانغ.. قراءة في الأهداف
  • مجلس رقابة ميتا يتخذ 53 قرارًا فقط في عام 2023
  • اللجنة الأمنية العليا تضع عيدروس الزبيدي امام تأثيرات الوضع الاقتصاد على الأوضاع العسكرية والأمنية وتطلعه على أنشطة القاعدة وداعش والمليشيات الحوثية