عربي21:
2024-12-26@17:03:05 GMT

ما هي دلالات تقرّب الجيش السوداني من إيران؟

تاريخ النشر: 18th, February 2024 GMT

ما هي دلالات تقرّب الجيش السوداني من إيران؟

‌نشر موقع "ميبا نيوز" التركي، تقريرًا، سلّط فيه الضوء على تقرّب الجيش السوداني من إيران.

وقال الموقع، في تقريره الذي ترجمته "عربي21"، إنه في أوائل شباط/ فبراير، قام وكيل وزارة الخارجية السودانية، علي الصادق، بأول زيارة دبلوماسية رفيعة المستوى إلى طهران منذ سبع سنوات، حيث التقى بالرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي، ونظيره، حسين أمير عبد اللهيان.



‌وتأتي هذه الزيارة كأحدث علامة على العلاقات المتنامية بين الخرطوم وطهران، بينما تواجه الدولة الأفريقية حربًا أهلية دامية.

وبحسب وكالة أنباء "إرنا"، أعرب رئيسي بعد الاجتماع عن دعم إيران لتشكيل حكومة قوية في السودان والحفاظ على سلامة أراضيه. كما أشاد عبد اللهيان بخطط إعادة فتح السفارات، وقال إن "طهران مستعدة لمشاركة خبرتها في مجالات مثل الصناعة والهندسة والتكنولوجيا".

علاقات متينة
قطعت السودان علاقاتها الدبلوماسية مع إيران، في عام 2016، وذلك بعد هجوم على سفارة السعودية في طهران، أعقب ذلك إعدام رجل دين شيعي بارز من قبل السلطات السعودية. ممّا أدى إلى ما وصف بـ"تفاقم العلاقات بين إيران والسعودية".

وذكر الموقع أن "السودان وإيران كانت تتمتعان بعلاقات قوية منذ التسعينيات، عندما اقتربتا من بعضهما البعض بعد أن ابتعدت الخرطوم عن دول الخليج بسبب دعمها لغزو العراق للكويت". 

إلى ذلك، أفادت عدد من التقارير أن "طهران، التي وجدت نفسها معزولة دوليًا أيضًا، زوّدت السودان بالأسلحة لسنوات وساعدتها في تطوير صناعتها العسكرية".

‌في المقابل، قال خبير في السياسة الخارجية الإيرانية واستراتيجيات طهران غير المتكافئة والهجينة في كلية القوات الكندية (CFC) في تورنتو، بيير بهلوي: "على مدار التسعينيات، سمح تطوير العلاقات الثنائية لإيران بالخروج من العزلة الدبلوماسية وإيجاد حليف إستراتيجي في العالم العربي وفي منطقة القرن الأفريقي الاستراتيجية".‌

وأضاف بهلوي أنه "خلال هذه الفترة، قدمت الجمهورية الإسلامية الإيرانية مساعدات مالية وعسكرية كبيرة لحكومة السودان".

‌وأورد الموقع أنه بحلول عام 2016، عندما توترت العلاقات بين البلدين، كانت الخرطوم قد بدأت بالفعل في الانزلاق نحو المدار السعودي، بما في ذلك إرسال قوات إلى اليمن للقتال ضد حركة الحوثيين. وقد فسّر الكثيرون هذا التغيير على أنه محاولة لجذب الاستثمارات السعودية.


‌ومع ذلك، في آذار/ مارس الماضي، مهّدت إعادة العلاقات بين السعودية وإيران، بوساطة من الصين، الطريق أمام دول عربية أخرى للقيام بنفس الشيء. وتزامن هذا التطور مع اقتراب الحرب الأهلية في السودان بين الجيش النظامي وقوات الدعم السريع شبه العسكرية من الازدياد.

الأسلحة والأيديولوجية
أشار الموقع نفسه، إلى أن "أحد الأسباب الرئيسية التي دفعت الجيش السوداني إلى إعادة العلاقات مع إيران هو نيّته الحصول على مساعدات عسكرية، وذلك في الوقت الذي واجهت فيه قواته انتكاسات كبيرة على العديد من الجبهات الاستراتيجية ضد قوات الدعم السريع في الأشهر الأخيرة، بما في ذلك نيالا وودمدني، ثالث ورابع أكبر مدن البلاد بعد الخرطوم".

‌وقال الباحث والمحلل السياسي المتخصص في الشؤون السودانية، جهاد مشمون، إن "عبد الفتاح البرهان يبحث عن أسلحة دقيقة لمهاجمة مواقع وقوات الدعم السريع المتحركة من منظور عسكري".

ومن بين المعدات الأكثر رغبة للجيش السوداني طائرات بدون طيار إيرانية مثل "مهاجر 6" الشهيرة. وقد صرح مسؤولون غربيون كبار لوكالة "بلومبيرغ" أنه تم بالفعل إرسال بعض هذه الطائرات بدون طيار إلى السودان وأن الجيش السوداني يستخدمها الآن في معاركه. كما ادّعت قوات الدعم السريع أنها أسقطت ما لا يقل عن ثلاث طائرات بدون طيار من هذا النوع في الخرطوم.

‌في المقابل، ذكر زويننبرغ، وهو الخبير في التكنولوجيا العسكرية المتقدمة، أن "وجود طائرات إيرانية بدون طيار في السودان موثق منذ عام 2008 على الأقل، لكن تم رصد اثنتين على الأقل منذ بداية الحرب الأهلية الحالية، في كانون الثاني/ يناير من هذا العام".

وأضاف زويننبرغ، أنه "على الرغم من أن عدد الطائرات بدون طيار المرسلة منخفض -اثنتان على الأقل- إلا أنه لن يكون له تأثير كبير، إلا أن هذا التصدير يشير إلى كل من الاهتمام السياسي الإيراني بإقامة علاقات مع السودان والحاجة المتصورة للجيش النظامي لتعزيز قدراته على استخدام الطائرات بدون طيار".


وأوضح الموقع أنه "لا يزال من غير الواضح ما هي النتائج التي يمكن أن يترتب عليها هذا التدفق المحدود للأسلحة والطائرات بدون طيار من إيران على الجيش على مستقبل الحرب في السودان".

لكن يعتقد المحللون العسكريون أنه لا يمكن رفع مستوى هذه المساعدة إلى مستويات كبيرة، بما يكفي لقلب ميزان الحرب لصالح الجيش النظامي على المدى القصير، خاصة وأن أوجه قصور الجيش تمتد إلى ما هو أبعد بكثير من الذخيرة الموجودة لديه.

ومع ذلك، يمكن أن تساعدهم هذه المساعدة على ضرب قوات الدعم السريع استراتيجيًا، بما في ذلك خطوط الإمداد، وتعزيز هجماتهم الخاصة. كما يمكن أن يؤدي ذلك على الأقل إلى وقف انهيار الجيش النظامي في الأشهر الأخيرة وتعزيز مواقعه وجعله في وضع أكثر راحة للمفاوضات.

وأفاد زويننبرغ، أن "لدى قوات الدعم السريع أيضًا صواريخ مضادة للطائرات محمولة على الكتف يمكنها إسقاط هذه الطائرات بدون طيار. هذا يجعل الوضع محفوفًا بالمخاطر للجيش النظامي. ومع ذلك، فإنها على الأقل تمنح الجيش النظامي المزيد من خيارات الاستخبارات والمراقبة والاستطلاع وقدرة الضرب".

وخلال زيارته لإيران، زار علي الصادق "بيت الابتكار والتكنولوجيا الإيراني" (IHIT) وهي مؤسسة تهدف إلى دعم الصادرات الإيرانية، والتقى بمديرها أمير حسين مير آبادي، لبحث سبل التعاون في مجالات العلوم والتكنولوجيا. 


وتأتي هذه التطورات في الوقت الذي يشن فيه الجيش النظامي هجومًا كبيرًا في مدينة أم درمان، التوأم للخرطوم، في الأسابيع الأخيرة، في محاولة لكسر الحصار المفروض على قواته في قلب المدينة منذ شهور. وقد حققوا تقدمًا بطيئًا ولكن مهمًا لأول مرة منذ بدء الحرب.

وأورد الموقع، أنه بالإضافة إلى الدعم العسكري، يُنظر إلى التقارب مع إيران أيضًا على أنه علامة على التأثير المتزايد للقطاعات الإسلامية الموالية للنظام السابق لعمر البشير، الذي كان يتمتع تقليديًا بأقوى العلاقات مع طهران ويُعتقد أنه لا يزال يتمتع بنفوذ كبير في كل من الرتب العليا للجيش النظامي ووزارة الخارجية.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية سياسة دولية السوداني إيران القرن الأفريقي إيران السودان القرن الأفريقي المزيد في سياسة سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الطائرات بدون طیار قوات الدعم السریع الجیش السودانی فی السودان على الأقل

إقرأ أيضاً:

الجيش السوداني يتوغل وسط الخرطوم بحري ويقترب من سلاح الإشارة

أفادت وسائل إعلام سودانية يوم الاثنين أن الجيش السوداني تمكن السيطرة على مواقع عديدة وسط الخرطوم بحري ووصلت قواته والوحدات المساندة إلى عمق ضاحية شمبات من الناحية الشرقية المحاذية للسوق المركزي للخضر والفاكهة.

وذكرت صحيفة "سودان تريبيون" السودانية، نقلا عن مصادر عسكرية أن الجيش السوداني وصل إلى "لفة مربع 15" ومطاحن ويتا للغلال الواقعة شرق السوق المركزي وأبراج الشرطة.

وحسب تسريبات، فإن قوة من ميليشيات الدعم السريع ما زالت تتمسك بأبراج الشرطة المؤلفة من خمسة أبراج مرفقة ببدرومات، مع حصار الجيش للموقع المطل على شوارع المعونة والبراحة وشمبات شمال.

مقالات مشابهة

  • الجيش السوداني يتوغل في وسط الخرطوم بحري، والمبعوث الأممي إلى السودان ينهي زيارته لبورتسودان دون تحقيق اختراق
  • وزير الخارجية السوداني: وساطة أردوغان بين الخرطوم وأبو ظبي واعدة وإيجابية
  • وزير الخارجية السوداني: وساطة أردوغان بين السودان والإمارات واعدة وإيجابية
  • تقدم الجيش السوداني في دارفور هل يغير معادلات الحرب في السودان؟ ؟
  • الجيش السوداني يعلن مقتل العشرات من «قوات الدعم السريع»
  • الجيش الأردني يعلن إسقاط طائرة بدون طيار حاولت تهريب كميات كبيرة من المخدرات
  • الدفاع الروسيه: إسقاط طائرتين أوكرانيتين بدون طيار فوق بحر آزوف
  • الجيش السوداني يتوغل وسط الخرطوم بحري ويقترب من سلاح الإشارة
  • وزير الصحة السوداني: خسائر القطاع بلغت 11 مليار دولار منذ بدء الحرب
  • وزير الصحة السوداني: الاشتباكات أدت إلى انهيار النظام الصحي