عربي21:
2025-04-24@20:44:04 GMT

ما هي دلالات تقرّب الجيش السوداني من إيران؟

تاريخ النشر: 18th, February 2024 GMT

ما هي دلالات تقرّب الجيش السوداني من إيران؟

‌نشر موقع "ميبا نيوز" التركي، تقريرًا، سلّط فيه الضوء على تقرّب الجيش السوداني من إيران.

وقال الموقع، في تقريره الذي ترجمته "عربي21"، إنه في أوائل شباط/ فبراير، قام وكيل وزارة الخارجية السودانية، علي الصادق، بأول زيارة دبلوماسية رفيعة المستوى إلى طهران منذ سبع سنوات، حيث التقى بالرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي، ونظيره، حسين أمير عبد اللهيان.



‌وتأتي هذه الزيارة كأحدث علامة على العلاقات المتنامية بين الخرطوم وطهران، بينما تواجه الدولة الأفريقية حربًا أهلية دامية.

وبحسب وكالة أنباء "إرنا"، أعرب رئيسي بعد الاجتماع عن دعم إيران لتشكيل حكومة قوية في السودان والحفاظ على سلامة أراضيه. كما أشاد عبد اللهيان بخطط إعادة فتح السفارات، وقال إن "طهران مستعدة لمشاركة خبرتها في مجالات مثل الصناعة والهندسة والتكنولوجيا".

علاقات متينة
قطعت السودان علاقاتها الدبلوماسية مع إيران، في عام 2016، وذلك بعد هجوم على سفارة السعودية في طهران، أعقب ذلك إعدام رجل دين شيعي بارز من قبل السلطات السعودية. ممّا أدى إلى ما وصف بـ"تفاقم العلاقات بين إيران والسعودية".

وذكر الموقع أن "السودان وإيران كانت تتمتعان بعلاقات قوية منذ التسعينيات، عندما اقتربتا من بعضهما البعض بعد أن ابتعدت الخرطوم عن دول الخليج بسبب دعمها لغزو العراق للكويت". 

إلى ذلك، أفادت عدد من التقارير أن "طهران، التي وجدت نفسها معزولة دوليًا أيضًا، زوّدت السودان بالأسلحة لسنوات وساعدتها في تطوير صناعتها العسكرية".

‌في المقابل، قال خبير في السياسة الخارجية الإيرانية واستراتيجيات طهران غير المتكافئة والهجينة في كلية القوات الكندية (CFC) في تورنتو، بيير بهلوي: "على مدار التسعينيات، سمح تطوير العلاقات الثنائية لإيران بالخروج من العزلة الدبلوماسية وإيجاد حليف إستراتيجي في العالم العربي وفي منطقة القرن الأفريقي الاستراتيجية".‌

وأضاف بهلوي أنه "خلال هذه الفترة، قدمت الجمهورية الإسلامية الإيرانية مساعدات مالية وعسكرية كبيرة لحكومة السودان".

‌وأورد الموقع أنه بحلول عام 2016، عندما توترت العلاقات بين البلدين، كانت الخرطوم قد بدأت بالفعل في الانزلاق نحو المدار السعودي، بما في ذلك إرسال قوات إلى اليمن للقتال ضد حركة الحوثيين. وقد فسّر الكثيرون هذا التغيير على أنه محاولة لجذب الاستثمارات السعودية.


‌ومع ذلك، في آذار/ مارس الماضي، مهّدت إعادة العلاقات بين السعودية وإيران، بوساطة من الصين، الطريق أمام دول عربية أخرى للقيام بنفس الشيء. وتزامن هذا التطور مع اقتراب الحرب الأهلية في السودان بين الجيش النظامي وقوات الدعم السريع شبه العسكرية من الازدياد.

الأسلحة والأيديولوجية
أشار الموقع نفسه، إلى أن "أحد الأسباب الرئيسية التي دفعت الجيش السوداني إلى إعادة العلاقات مع إيران هو نيّته الحصول على مساعدات عسكرية، وذلك في الوقت الذي واجهت فيه قواته انتكاسات كبيرة على العديد من الجبهات الاستراتيجية ضد قوات الدعم السريع في الأشهر الأخيرة، بما في ذلك نيالا وودمدني، ثالث ورابع أكبر مدن البلاد بعد الخرطوم".

‌وقال الباحث والمحلل السياسي المتخصص في الشؤون السودانية، جهاد مشمون، إن "عبد الفتاح البرهان يبحث عن أسلحة دقيقة لمهاجمة مواقع وقوات الدعم السريع المتحركة من منظور عسكري".

ومن بين المعدات الأكثر رغبة للجيش السوداني طائرات بدون طيار إيرانية مثل "مهاجر 6" الشهيرة. وقد صرح مسؤولون غربيون كبار لوكالة "بلومبيرغ" أنه تم بالفعل إرسال بعض هذه الطائرات بدون طيار إلى السودان وأن الجيش السوداني يستخدمها الآن في معاركه. كما ادّعت قوات الدعم السريع أنها أسقطت ما لا يقل عن ثلاث طائرات بدون طيار من هذا النوع في الخرطوم.

‌في المقابل، ذكر زويننبرغ، وهو الخبير في التكنولوجيا العسكرية المتقدمة، أن "وجود طائرات إيرانية بدون طيار في السودان موثق منذ عام 2008 على الأقل، لكن تم رصد اثنتين على الأقل منذ بداية الحرب الأهلية الحالية، في كانون الثاني/ يناير من هذا العام".

وأضاف زويننبرغ، أنه "على الرغم من أن عدد الطائرات بدون طيار المرسلة منخفض -اثنتان على الأقل- إلا أنه لن يكون له تأثير كبير، إلا أن هذا التصدير يشير إلى كل من الاهتمام السياسي الإيراني بإقامة علاقات مع السودان والحاجة المتصورة للجيش النظامي لتعزيز قدراته على استخدام الطائرات بدون طيار".


وأوضح الموقع أنه "لا يزال من غير الواضح ما هي النتائج التي يمكن أن يترتب عليها هذا التدفق المحدود للأسلحة والطائرات بدون طيار من إيران على الجيش على مستقبل الحرب في السودان".

لكن يعتقد المحللون العسكريون أنه لا يمكن رفع مستوى هذه المساعدة إلى مستويات كبيرة، بما يكفي لقلب ميزان الحرب لصالح الجيش النظامي على المدى القصير، خاصة وأن أوجه قصور الجيش تمتد إلى ما هو أبعد بكثير من الذخيرة الموجودة لديه.

ومع ذلك، يمكن أن تساعدهم هذه المساعدة على ضرب قوات الدعم السريع استراتيجيًا، بما في ذلك خطوط الإمداد، وتعزيز هجماتهم الخاصة. كما يمكن أن يؤدي ذلك على الأقل إلى وقف انهيار الجيش النظامي في الأشهر الأخيرة وتعزيز مواقعه وجعله في وضع أكثر راحة للمفاوضات.

وأفاد زويننبرغ، أن "لدى قوات الدعم السريع أيضًا صواريخ مضادة للطائرات محمولة على الكتف يمكنها إسقاط هذه الطائرات بدون طيار. هذا يجعل الوضع محفوفًا بالمخاطر للجيش النظامي. ومع ذلك، فإنها على الأقل تمنح الجيش النظامي المزيد من خيارات الاستخبارات والمراقبة والاستطلاع وقدرة الضرب".

وخلال زيارته لإيران، زار علي الصادق "بيت الابتكار والتكنولوجيا الإيراني" (IHIT) وهي مؤسسة تهدف إلى دعم الصادرات الإيرانية، والتقى بمديرها أمير حسين مير آبادي، لبحث سبل التعاون في مجالات العلوم والتكنولوجيا. 


وتأتي هذه التطورات في الوقت الذي يشن فيه الجيش النظامي هجومًا كبيرًا في مدينة أم درمان، التوأم للخرطوم، في الأسابيع الأخيرة، في محاولة لكسر الحصار المفروض على قواته في قلب المدينة منذ شهور. وقد حققوا تقدمًا بطيئًا ولكن مهمًا لأول مرة منذ بدء الحرب.

وأورد الموقع، أنه بالإضافة إلى الدعم العسكري، يُنظر إلى التقارب مع إيران أيضًا على أنه علامة على التأثير المتزايد للقطاعات الإسلامية الموالية للنظام السابق لعمر البشير، الذي كان يتمتع تقليديًا بأقوى العلاقات مع طهران ويُعتقد أنه لا يزال يتمتع بنفوذ كبير في كل من الرتب العليا للجيش النظامي ووزارة الخارجية.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية سياسة دولية السوداني إيران القرن الأفريقي إيران السودان القرن الأفريقي المزيد في سياسة سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الطائرات بدون طیار قوات الدعم السریع الجیش السودانی فی السودان على الأقل

إقرأ أيضاً:

طيران الجيش السوداني يقصف «بارا» وسط مخاوف على المدنيين

طيران الجيش السوداني استهدف حيا سكنياً ومنشأة صحية- وفق ما أفادت مصادر محلية، فيما تعذر الحصول على معلومات دقيقة.

بارا: التغيير

شن طيران الجيش السوداني صباح اليوم الاثنين غارات جوية على مدينة بارا بولاية شمال كردفان- غربي وسط البلاد- والخاضعة لسيطرة قوات الدعم السريع.

وتأتي هذه التطورات الميدانية ضمن تحركات عسكرية أوسع حيث يواصل الجيش تقدمه من مدينة الأبيض باتجاه مناطق تقع تحت سيطرة الدعم السريع في ولايتي شمال وجنوب كردفان.

وقال مصدر لـ«التغيير» إن غارات طيران الجيش السوداني، استهدفت منشأة صحية هي مبنى إدارة التأمين الصحي وحي الوادي السكني، وسط مخاوف من سقوط ضحايا في صفوف المدنيين في ظل تعذر الحصول على معلومات دقيقة نتيجة انقطاع خدمات الاتصالات والإنترنت في المنطقة.

وتكرر مؤخراً سقوط الضحايا المدنيين جراء قصف طيران الجيش على مناطق سكنية وأعيان مدنية في مواقع تشهد معارك بينه وبين قوات الدعم السريع في سياق الحرب المندلعة منذ 15 ابريل 2023م.

وفي الأثناء، ذكرت تقارير إعلامية لمواقع محلية معروفة بمساندتها للجيش السوداني، أن القصف الجوي استهدف مواقع تمركز لقوات الدعم السريع وأسفر عن خسائر بشرية ومادية كبيرة في صفوفها.

وذكرت أن الجيش دمّر حوالي 20 عربة قتالية ومدرعة بجانب مخزن كبير للأسلحة والذخائر والدعم اللوجستي، علاوة على مقتل ما لا يقل عن 40 عنصراً كانوا داخل المعسكر المستهدف.

بينما نقلت مواقع عن مصادر بالدعم السريع تأكيدها أن قيادة القطاع في بارا شكلت لجنة تحقيق برئاسة مقدم وعضوية ثمانية ضباط للوقوف على أسباب الخسائر الفادحة وتقصير القيادات الميدانية.

يذكر أن قوات الدعم السريع تسيطر منذ فترة على عدة مواقع استراتيجية في المدينة من بينها الكيلو زيرو ومبنى التأمين الصحي والسوق والطريق الرابط بين بارا ومدينة الأبيض وكذلك الطريق المؤدي إلى أم دم حاج أحمد وأم درمان.

وتقع مدينة بارا في شمال كردفان على بعد نحو «317» كيلومترا من العاصمة الخرطوم و«40» كيلومترا من مدينة الأبيض، وتعد المدينة محطة مهمة في وسط المسافة الصحراوية التي تربط الخرطوم بولايات كردفان وتتميز بمواردها الطبيعية المتنوعة.

الوسومالأبيض الجيش الدعم السريع السودان الطيران الحربي بارا شمال كردفان

مقالات مشابهة

  • الجيش الروسي يسقط 7 طائرات أوكرانية مسيّرة فوق القرم وبيلجورود
  • الجيش السوداني: مقتل 60 عنصرا من "الدعم السريع" بهجوم على الفاشر  
  • دارفور التي سيحررها أبناء الشعب السوداني من الجيش والبراءون والدراعة ستكون (..)
  • رحلة في ذاكرة المسرح السوداني* 1909 ــ 2019
  • الجيش السوداني يعلن مقتل 47 مدنيا في قصف للدعم السريع استهدف الفاشر‎
  • الجيش السوداني يوجه ضربة حاسمة ضد ميليشيا الدعم شمال الفاشر
  • الأمن النيابية:السوداني يوقع إتفاقيات مع تركيا بدون علم البرلمان وهي محتلة للعراق
  • “كمين المندرابة”.. الجيش السوداني يلقي القبض على قائد بقوات الدعم السريع وضباطه وجميع قواته
  • ابراهيم جابر: الجيش السوداني يمتلك أسلحة تمكنه من الوصول لأي منطقة داخل البلاد
  • طيران الجيش السوداني يقصف «بارا» وسط مخاوف على المدنيين