الجزيرة:
2024-07-05@23:38:04 GMT

انتهاكات الدعم السريع تصيب طريق دارفور بالشلل

تاريخ النشر: 18th, February 2024 GMT

انتهاكات الدعم السريع تصيب طريق دارفور بالشلل

الخرطوم- يشهد طريق الإنقاذ الغربي الذي يربط مدينة كوستي بولايات دارفور الخمس غرب السودان، ظاهرة خطيرة تهدد أمن واستقرار المجتمع المحلي وتضع حياة السكان وحركة النقل والتجارة في خطر، حيث تحول هذا الطريق إلى مسرح لأحداث السرقة والنهب، والانتهاكات المتكررة على أيدي مسلحين تابعين لقوات الدعم السريع وموالين لها.

ويعتبر طريق الإنقاذ الغربي (الخرطوم ـ الفاشر)، الممر الرئيسي والبري الوحيد الذي يربط شرق السودان بولايات دارفور الخمس، ويمتد لمسافة حوالي 1280 كيلومترا. وبدأت أعمال إنشائه مطلع عام 1995، وانتهت في 2014، باحتفال نظم بمدينة الفاشر لاستقبال أولى الحافلات السياحية التي وصلت المدينة من الخرطوم مرورا بمدينتي كوستي والأبيض عبر هذا الطريق.

ومنذ أشهر، تتعطل الحركة بشكل غير مسبوق على هذا الطريق، بسبب تصاعد الانفلات الأمني وزيادة الرسوم المفروضة على الحافلات وشاحنات السفر من قبل عناصر الدعم السريع، بالإضافة إلى زيادة حالات السرقة والنهب المسلح، ونتيجة لذلك تدهور الوضع التجاري والاقتصادي في إقليم دارفور.

وحاول مراسل الجزيرة نت دون جدوى التواصل مع أي مسؤول من قوات الدعم السريع للرد على هذه الاتهامات.

حوادث متكررة

ووفقا لتقارير وشهود عيان تحدثوا للجزيرة نت، يشهد الطريق يوميا حوادث سرقة ونهب واعتداء على أمتعة المسافرين من قبل نقاط الارتكازات والتفتيش التي أقامتها عناصر الدعم السريع على الطريق، إضافة إلى الاعتداءات الجسدية على السائقين وبعض الركاب، وإجبار أي شخص يثير الشبهات على النزول والذهاب إلى جهة مجهولة.

وقالت الشاهدة سارة أحمد، من سكان مدينة الفاشر، إنها تعرضت لحادثة سرقة أثناء سفرها بالطريق الغربي. وأوضحت للجزيرة نت أن مجموعة من العناصر المسلحة التابعة للدعم السريع هاجمت الحافلة التي كانت تستقلها وسرقت من المسافرين أمتعتهم وأموالهم، إلى جانب الهواتف المحمولة.

وذكرت أن الأمن على الطريق غير موجود، وأن المسافرين يعيشون في حالة من الخوف الدائم عند استخدامهم للطريق. وتابعت "نخشى على حياتنا عندما نسافر على هذا الطريق، حيث يتعرض السائقون والركاب للتهديدات والاعتداءات، ويتم نهب أمتعتنا وممتلكاتنا، لا يوجد أمان أو حماية".

وبحسب الشاهدة سلمى إبراهيم، وهي واحدة ممن سافرت على الطريق، فإن مسلحين أطلقوا الأسبوع الماضي أعيرة نارية كثيفة على الحافلة التي كانت تقلها في محاولة لإيقافها بهدف الحصول على مبالغ مالية بالقوة، مما أدى إلى إصابة أحد الركاب بجروح خطيرة في الرأس.

وأوضحت أنهم ضربوا العديد من مساعدي السائقين بأعقاب البنادق بحجة عدم الانصياع لتعليماتهم، مشيرة إلى أن مسلحي الدعم السريع عادة ما يستهدفون المسافرين والسائقين الشباب، مما يتسبب في سقوط ضحايا وإصابات خطيرة، حتى إن العديد من السكان باتو يتجنبون السفر على هذا الطريق، ويختارون طرقا بديلة أطول وأكثر وعورة للوصول إلى وجهاتهم.

زيادة الأسعار

وفيما أعرب العديد من أصحاب شركات السفر والنقل عن قلقهم البالغ إزاء هذه التطورات وتأثيرها السلبي على قطاع النقل بدارفور، قال محمد يحيى صاحب وكالة سفريات بمدينة الفاشر للجزيرة نت إن سعر تذكرة السفر من (كوستي إلى الفاشر) ارتفع إلى 180 ألف جنيه سوداني (300 دولار تقريبا) بدلا من 70 ألف جنيه في الشهرين السابقين (116 دولارا).

وأوضح أن الاعتداءات المروعة على الطريق كان لها تأثير كبير على قطاع السفر، مما أدى إلى ارتفاع أسعار تذاكر الحافلات، مما أثقل كاهل المسافرين وكان له تأثير سلبي على الحياة العامة للمواطنين.

وأضاف "بات من الصعب على كثير من الناس تحمل تكاليف السفر، حيث يقوم أصحاب حافلات السفر بدفع رسوم عبور باهظة للدعم السريع تتراوح من مليوني جنيه إلى 1800 مليون جنيه للرحلة الواحدة، أي ما يعادل أكثر من 33 ألف دولار للرحلة الواحدة.

وبدأت مشكلة خروقات الدعم السريع على هذا الطريق بعد سقوط 80% من مدن الإقليم مثل الجنينة وزالنجي ونيالا والضعين، حيث شهد الطريق وُجودا لعناصر من الدعم السريع وآخرين موالين لهم.

تدابير مطلوبة

وقال رئيس منتدى قبائل دارفور الدكتور نور الدين رحمة للجزيرة نت إن الأولوية القصوى في الوقت الحالي هي حماية حياة المواطنين وسلامتهم، معربا عن استيائه من تزايد حوادث الاعتداء على المواطنين ونهب ممتلكاتهم على الطريق.

وناشد حكومة المركز اتخاذ الإجراءات اللازمة للتدخل العاجل لفض الموجودين على الطريق، قائلا "يجب على الحكومة والمجتمع المحلي العمل معا للقضاء على هذه الأعمال الإجرامية من الدعم السريع وضمان عيش المواطنين في بيئة آمنة ومستقرة".

وفي خضم هذا الوضع، وبعد مرور أكثر من 10 أشهر على حرب السودان، لا يزال سكان إقليم دارفور غربي البلاد يعانون لإيجاد ممرات آمنة تمكنهم من السفر إلى وجهاتهم والحصول على الغذاء والعلاج وتأمين رحلاتهم التجارية، في أعقاب توقف حركة النقل من وإلى شرق البلاد، بسبب غياب التأمين الذي كانت توفره القوة المشتركة لحركات الكفاح المسلح بدارفور.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: على هذا الطریق الدعم السریع للجزیرة نت على الطریق

إقرأ أيضاً:

السودان.. محاولة للفرار من المعارك تنتهي بمصرع عائلات كاملة غرقا

لقي 25 شخصا على الأقل مصرعهم غرقا في نهر النيل الأزرق جنوب شرق السودان أثناء محاولتهم الفرار في زورق خشبي من ولاية سنّار نتيجة التقدم العسكري لقوات الدعم السريع كما أفادت "لجان مقاومة سنّار".

وقالت "لجان مقاومة سنّار" في بيان الخميس أنه "بسبب دخول الدعم السريع للمنطقة وفاة حوالي 25 مواطنا أغلبهم من النساء والأطفال في حادث غرق مركب شرق مدينة أبوحجار بين قرية الدبيبة ولوني".

وتابع البيان بأن من بين الضحايا كان هناك "عائلات كاملة من الدبيبة".

في أواخر يونيو سيطرت قوات الدعم السريع على منطقة جبل موية بولاية سنّار، ما دفع مئات الأسر السودانية إلى النزوح باتجاه مدينة سنجة عاصمة الولاية قبل أن تصبح واحدة من جبهات القتال خلال الأيام الماضية.

ودفع ذلك آلاف الأسر السودانية إلى النزوح إما شرقا أو جنوبا.

وأعلنت حكومة ولاية القضارف، والتي استقبلت العدد الأكبر من نازحي سنّار، في بيان الخميس عن "ارتفاع أعداد الناجين من الحرب وهجوم قوات الدعم السريع المتمردة لعدد من المناطق بولاية سنار إلى 120 ألف نازح تم تسجيل وحصر تسعين ألف منهم عبر التدخل الفوري والسريع من قبل وزارة الصحة والرعاية الاجتماعية وأكثر من عشرين منظمة وطنية دولية".

وكان مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) أفاد الثلاثاء في نشرته عن السودان بأن أكثر من 55400 شخص فرّوا من مدينة سنجة عاصمة ولاية سنّار مع امتداد النزاع بين الجيش وقوات الدعم السريع إلى المدنة.

وفي هذا الصدد أعلنت مبادرة "مفقود" السودانية والتي تتابع حالات المفقودين من المدنيين خلال المعارك والاشتباكات، عن أن "عدد الأطفال المفقودين ومن ضمنهم أطفال رضع وحديثي ولادة، بلغ 91 طفلا من أطفال مدينة سنجة".

قصف في الفاشر

وفي غرب السودان، وتحديدا في ولاية شمال دارفور، شهدت مدينة الفاشر مقتل 15 شخصا نتيحة قصف من قبل قوات الدعم السريع، بحسب ما أكد مسؤول لوكالة فرانس برس الخميس.

وقال مدير عام وزارة الصحة بولاية شمال دارفور ابراهيم خاطر عبر الهاتف "القصف العنيف لسوق مدينة الفاشر أمس من قبل الدعم السريع أدى إلى مقتل 15 من المواطنين وجرح 29".

وتدور اشتباكات في الفاشر منذ العاشر من مايو بين الجيش وقوات الدعم السريع، ما وضع قرابة 800 ألف شخص من السكان تحت حصار شديد.

يشهد السودان منذ 15 أبريل 2023 حربا دامية بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو، أدت إلى أزمة إنسانية كبرى.

وأسفرت الحرب عن عشرات آلاف القتلى، لكن لم تتّضح بعد الحصيلة الفعلية للنزاع في حين تفيد تقديرات بأنها تصل إلى "150 ألفا" وفقا للمبعوث الأميركي الخاص للسودان توم بيرييلو.

ونزح نحو عشرة ملايين شخص داخل البلاد وخارجه منذ اندلاع المعارك، بحسب إحصاءات الأمم المتحدة. ودمرت المعارك إلى حد كبير البنية التحتية للبلاد التي بات سكانها مهددين بالمجاعة.

مقالات مشابهة

  • «أطباء بلا حدود»: انعدام الوصول للمستلزمات الطبية بدارفور يعرقل علاج مئات الجرحى
  • قوات الدعم السريع تعلن السيطرة على لواء تابع للجيش بغرب كردفان
  • مناوي: الدعم السريع نصب مدافعه بمنازل المواطنين في الفاشر وتركهم في العراء تحت الأمطار والبرد
  • السودان.. محاولة للفرار من المعارك تنتهي بمصرع عائلات كاملة غرقا
  • مصرع 25 شخصا غرقا في السودان خلال محاولة الفرار من المعارك  
  • شهود عيان من قرية عبد الجليل يتحدثون عن انتهاكات مليشيا الدعم السريع: تم إنتهاك حرمة المسجد حيث دخلوه بأحذيتهم وألقوا بالمصاحف على الأرض وكانوا يرددون (نحن كفار، نحن كفار)
  • ناشطون سودانيون: مقتل 12 مدنيا وإصابة 20 بقصف على سوق بالفاشر
  • الجيش السوداني يعلن صد هجوم للدعم السريع على منطقة الميرم بولاية غرب كردفان
  • الجيش السوداني يعلن صد هجوم للدعم السريع بغرب كردفان
  • مناوي: الدعم السريع دمّرت جميع المستشفيات بمدافع عالية الدقّة جاءت من الإمارات