الانتصارات الروسية تهز ثقة زعماء العالم بشأن نتيجة الحرب في أوكرانيا
تاريخ النشر: 18th, February 2024 GMT
أعرب زعماء العالم والدبلوماسيون في مؤتمر ميونيخ الأمني، عن مخاوفهم المتزايدة حيث يبدو أن الصراع في أوكرانيا يتحول لصالح روسيا، مما يثير الشكوك حول فعالية الدعم الغربي لكييف.
جاء ذلك، بعد أن كانت الأجواء مليئة بالتفاؤل بشأن قدرة أوكرانيا على الصمود، إلا أن اعتراف كئيب بالتحديات المقبلة، حل محلها الآن، وفقا لما نشرته “فاينانشال تايمز”.
ووفقا لـ"فاينانشال تايمز" شدد المشاركون في المؤتمر- بدءا من الشخصيات السياسية إلى المسؤولين العسكريين- على الحاجة الملحة إلى اتخاذ إجراءات ملموسة لتعزيز القدرات الدفاعية لأوكرانيا.
وقالت رئيسة الوزراء الدنماركية ميتي فريدريكسن، إن مجرد كلمات التضامن ليست كافية، مشددة على ضرورة اتخاذ تدابير حاسمة، وخاصة في تزويد أوكرانيا بالأسلحة الأساسية.
وردد وزير خارجية أوكرانيا، دميترو كوليبا، هذا الشعور، وحث على ترجمة الإرادة السياسية إلى دعم ملموس على أرض الواقع.
وهيمنت المخاوف على المناقشات في المؤتمر، بشأن التقدم العسكري الروسي والواقع المرير الذي يواجه أوكرانيا.
وألقت الأخبار المأساوية لوفاة زعيم المعارضة الروسية أليكسي نافالني بظلالها على المؤتمر، وكانت بمثابة تذكير صارخ بالمسار الاستبدادي لروسيا في ظل نظام فلاديمير بوتين.
وسلط انسحاب القوات الأوكرانية من مدينة أفدييفكا ذات الأهمية الاستراتيجية الضوء على التحديات التي تواجهها كييف في الصراع المستمر.
ومما زاد من تعقيد هذه القضايا؛ أن التأخير في تسليم المساعدات العسكرية إلى أوكرانيا، بسبب المعارضة الجمهورية في الكونجرس الأمريكي، أدى إلى تفاقم النقص الحاد في الذخائر الأساسية للقوات الأوكرانية.
وبينما بُذلت جهود أوروبية لسد هذه الفجوة، حذر الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرج من أن حجم القدرات العسكرية الأمريكية يجعل من الصعب التعويض الكامل عن النقص.
وأضاف شبح التصريحات المثيرة للجدل للرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، إلى جانب المخاوف بشأن مستقبل العلاقات عبر الأطلسي، طبقة أخرى من عدم اليقين إلى المناقشات، وكان التناقض بين النغمة المتفائلة للعام الماضي والتخوف الحالي واضحا بين الحضور.
واعترف الأدميرال روب باور، رئيس اللجنة العسكرية لحلف شمال الأطلسي، بسوء التقدير في الماضي بشأن الصراع، بينما حث على عدم التشاؤم غير المبرر. وعلى الرغم من التحديات، سلط الضوء على قدرة أوكرانيا على الصمود وشدد على أهمية استمرار الدعم.
وكانت الجهود المبذولة لمعالجة العجز في الأسلحة في أوكرانيا نقطة محورية في المناقشات، مع دعوات إلى الابتكار والمرونة في تحديد مصادر المعدات. ومع ذلك، ظهرت التوترات الأساسية فيما يتعلق بتوزيع المساعدات بين الدول الأوروبية، مما سلط الضوء على الحاجة إلى مزيد من التضامن والإلحاح في مواجهة الأزمة.
وشدد المستشار الألماني أولاف شولتز على المساعدات الكبيرة التي تقدمها ألمانيا لأوكرانيا، لكنه دعا إلى بذل جهود أكثر تنسيقا من الدول الأوروبية الأخرى. تم توجيه الانتقادات إلى شولز لحجبه أنظمة أسلحة معينة، مما أثار تساؤلات حول مدى كفاية الرد الدولي.
وأعرب مايكل ماكفول، سفير الولايات المتحدة السابق لدى موسكو، عن إحباطه إزاء الفجوة بين الخطاب والفعل، وحث على اتخاذ خطوات ملموسة لدعم أوكرانيا. وعكست المشاعر السائدة بين العديد من الحاضرين شعوراً بالإلحاح والاعتراف بخطورة الوضع.
ومع استمرار الصراع في أوكرانيا في التطور، كان مؤتمر ميونيخ الأمني بمثابة تذكير واقعي بالتحديات المقبلة وضرورة العمل الجماعي للتصدي لها.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: فی أوکرانیا
إقرأ أيضاً:
«الجارديان»: مخاوف لدى الولايات المتحدة وأوروبا من تصعيد الحرب الهجينة الروسية بعد استخدام أوكرانيا الصواريخ بعيدة المدى
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
قالت وزارة الخارجية الأمريكية إنها قلقة للغاية بشأن حملة الحرب الهجينة الروسية ضد الغرب، وسط مخاوف من تصعيدها بعد استخدام أوكرانيا للمرة الأولى صواريخ بعيدة المدى أمريكية الصنع ضد أهداف داخل روسيا، بعد أن رفعت إدارة الرئيس الأمريكى جو بايدن القيود على استخدامها، بحسب ما ذكرت صحيفة "الجارديان" البريطانية.
وتشتمل استراتيجية الحرب الهجينة التى تتبناها روسيا على مزيج من العمليات التخريبية ضد البنية التحتية الرئيسية، والهجمات الإلكترونية، والتدخل فى الانتخابات، إلى جانب وسائل سرية لتقويض الدول الغربية، ما يؤدى إلى زعزعة التضامن مع أوكرانيا.
وقد حلت "الحرب الهجينة" محل الحرب الباردة بعدما تبنت موسكو عقيدة جديدة فى السياسة الخارجية تصنف الغرب كـ"تهديد وجودي" لها، ويجب "مواجهته".
ووعدت روسيا برد "مناسب" على السياسة الجديدة، وقامت بتغيير عقيدتها النووية فى الأيام الأخيرة. ومع ذلك، يعتقد المسئولون الغربيون أن زخم الرد الروسى قد لا يأتى فى ساحة المعركة فى أوكرانيا ولكن فى أماكن أخرى من العالم.
ويمكن أن تشمل الهجمات الهجينة المحتملة قائمة واسعة من الخيارات، بما فى ذلك توسيع روسيا حملتها للتخريب والاغتيالات فى أوروبا أو زيادة تسليح خصوم الولايات المتحدة فى الشرق الأوسط ومنطقة المحيطين الهندى والهادئ، وفقا لمسئولين مطلعين على المناقشات حول رد روسى محتمل.
وناقش الوزراء الأوروبيون الحرب الروسية الأوكرانية غير المتكافئة خلال اجتماع فى بروكسيل يوم الثلاثاء الماضي، حيث اتهم وزراء خارجية فرنسا وألمانيا وإيطاليا وبولندا وإسبانيا والمملكة المتحدة، روسيا فى بيان مشترك بـ"مهاجمة هيكل الأمن الأوروبى بشكل منهجي".
فى حديثه فى العاصمة الأمريكية واشنطن، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية ماثيو ميلر: "بشكل عام، نحن قلقون للغاية بشأن الحرب الهجينة التى تشنها روسيا فى كل من أوروبا وحول العالم، ونحن على تنسيق وثيق مع حلفائنا الأوروبيين وغيرهم من الحلفاء والشركاء حول العالم".
وأشارت الصحيفة إلى أن روسيا قد تختار تأجيل مزيد من التصعيد قبل تنصيب دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة، والذى هدد بقطع المساعدات عن أوكرانيا والتوسط فى اتفاق سلام من المتوقع بشدة أن يكون فى صالح روسيا.
وذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، نقلا عن مسئولين أمريكيين وأوكرانيين، أن الهجوم الأوكرانى الأول بالصواريخ بعيدة المدى الأمريكية ضرب مستودعا للذخيرة فى منطقة بريانسك الروسية، وتقع المنطقة شمال غرب منطقة كورسك التى تشهد توغلا أوكرانيا منذ أوائل أغسطس الماضي.
ولم يؤكد الرئيس الأوكرانى فولوديمير زيلينسكى بشكل مباشر هجوم بريانسك، لكنه قال إن بلاده لديها صواريخ بعيدة المدى أمريكية الصنع، مضيفا: "أصبح لدى أوكرانيا قدرات بعيدة المدى، وسنستخدمها".
وقالت وزارة الدفاع الروسية إن خمسة من الصواريخ أسقطت وتضرر آخر. وأضافت الوزارة أن حطام الصواريخ تسبب فى اندلاع حريق فى منشأة عسكرية لم تذكر اسمها. بينما قال مسئول أمريكي، فى تصريحات نشرتها وكالة أنباء "أسوشيتد برس" الأمريكية، إنه تم اعتراض صاروخين فقط.
ووعد وزير الخارجية الروسى سيرجى لافروف، برد "مناسب" على الاستخدام الأول للصواريخ بعيدة المدى الأمريكية الصنع، والتى قال الرئيس الروسى فلاديمير بوتين، عنها فى وقت سابق، إنها ستكون بمثابة دخول واشنطن وحلفائها فى حلف شمال الأطلسى (الناتو) فى صراع مباشر مع روسيا.
وقامت روسيا بتعديلات على العقيدة النووية الخاصة بها. ولكن قلل المتحدث باسم مجلس الأمن القومى الأمريكى من شأن هذا القرار، قائلا إن المراجعة كانت مخططة لأسابيع وأنه "لا يوجد تغييرات كبيرة فى الموقف النووى لروسيا، لذلك لم نر أى سبب لتعديل موقفنا النووى أو عقيدتنا ردا على روسيا".
وقال رئيس الوزراء البريطانى كير ستارمر، إنه لن تردعه العقيدة الجديدة لروسيا عن دعم أوكرانيا. وأضاف، فى تصريحات للصحفيين خلال قمة مجموعة العشرين فى البرازيل، إنه: "هناك خطابا غير مسئول من روسيا وهذا لن يردع دعمنا لأوكرانيا".
ووراء الكواليس، ناقش المسئولون الأمريكيون والأوروبيون أيضا إمكانية تصعيد روسيا لحملة متنامية من الهجمات على البنية التحتية الأمريكية والأوروبية التى تصاعدت بشكل كبير منذ بدء العملية العسكرية الروسية فى أوكرانيا عام ٢٠٢٢، بحسب ما ذكرت "الجارديان".
وفى البيان المشترك، قال وزراء المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبى إن الهجمات الهجينة الروسية "تتصاعد" وأنها "غير مسبوقة فى تنوعها وحجمها، ما يخلق مخاطر أمنية كبيرة".
لذلك فمن المتوقع، أن تزود بريطانيا، أوكرانيا بصواريخ "ستورم شادو" البريطانية، لاستخدامها ضد أهداف داخل روسيا، خاصة بعد موافقة الولايات المتحدة على استخدام صواريخها بعيدة المدى ضد أهداف فى الأراضى الروسية.
وبينما تعهدت موسكو بالانتقام، أشار بعض المحللين إلى أن خيارات روسيا فى ساحة المعركة محدودة، ومن غير المرجح أن تلجأ البلاد إلى الخيار النووي.