أعرب زعماء العالم والدبلوماسيون في مؤتمر ميونيخ الأمني، عن مخاوفهم المتزايدة حيث يبدو أن الصراع في أوكرانيا يتحول لصالح روسيا، مما يثير الشكوك حول فعالية الدعم الغربي لكييف.

جاء ذلك، بعد أن كانت الأجواء مليئة بالتفاؤل بشأن قدرة أوكرانيا على الصمود، إلا أن اعتراف كئيب بالتحديات المقبلة، حل محلها الآن، وفقا لما نشرته “فاينانشال تايمز”.

ووفقا لـ"فاينانشال تايمز" شدد المشاركون في المؤتمر- بدءا من الشخصيات السياسية إلى المسؤولين العسكريين- على الحاجة الملحة إلى اتخاذ إجراءات ملموسة لتعزيز القدرات الدفاعية لأوكرانيا.

وقالت رئيسة الوزراء الدنماركية ميتي فريدريكسن، إن مجرد كلمات التضامن ليست كافية، مشددة على ضرورة اتخاذ تدابير حاسمة، وخاصة في تزويد أوكرانيا بالأسلحة الأساسية.

وردد وزير خارجية أوكرانيا، دميترو كوليبا، هذا الشعور، وحث على ترجمة الإرادة السياسية إلى دعم ملموس على أرض الواقع. 

وهيمنت المخاوف على المناقشات في المؤتمر، بشأن التقدم العسكري الروسي والواقع المرير الذي يواجه أوكرانيا.

وألقت الأخبار المأساوية لوفاة زعيم المعارضة الروسية أليكسي نافالني بظلالها على المؤتمر، وكانت بمثابة تذكير صارخ بالمسار الاستبدادي لروسيا في ظل نظام فلاديمير بوتين. 

وسلط انسحاب القوات الأوكرانية من مدينة أفدييفكا ذات الأهمية الاستراتيجية الضوء على التحديات التي تواجهها كييف في الصراع المستمر.

ومما زاد من تعقيد هذه القضايا؛ أن التأخير في تسليم المساعدات العسكرية إلى أوكرانيا، بسبب المعارضة الجمهورية في الكونجرس الأمريكي، أدى إلى تفاقم النقص الحاد في الذخائر الأساسية للقوات الأوكرانية. 

وبينما بُذلت جهود أوروبية لسد هذه الفجوة، حذر الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرج من أن حجم القدرات العسكرية الأمريكية يجعل من الصعب التعويض الكامل عن النقص.

وأضاف شبح التصريحات المثيرة للجدل للرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، إلى جانب المخاوف بشأن مستقبل العلاقات عبر الأطلسي، طبقة أخرى من عدم اليقين إلى المناقشات، وكان التناقض بين النغمة المتفائلة للعام الماضي والتخوف الحالي واضحا بين الحضور.

واعترف الأدميرال روب باور، رئيس اللجنة العسكرية لحلف شمال الأطلسي، بسوء التقدير في الماضي بشأن الصراع، بينما حث على عدم التشاؤم غير المبرر. وعلى الرغم من التحديات، سلط الضوء على قدرة أوكرانيا على الصمود وشدد على أهمية استمرار الدعم.

وكانت الجهود المبذولة لمعالجة العجز في الأسلحة في أوكرانيا نقطة محورية في المناقشات، مع دعوات إلى الابتكار والمرونة في تحديد مصادر المعدات. ومع ذلك، ظهرت التوترات الأساسية فيما يتعلق بتوزيع المساعدات بين الدول الأوروبية، مما سلط الضوء على الحاجة إلى مزيد من التضامن والإلحاح في مواجهة الأزمة.

وشدد المستشار الألماني أولاف شولتز على المساعدات الكبيرة التي تقدمها ألمانيا لأوكرانيا، لكنه دعا إلى بذل جهود أكثر تنسيقا من الدول الأوروبية الأخرى. تم توجيه الانتقادات إلى شولز لحجبه أنظمة أسلحة معينة، مما أثار تساؤلات حول مدى كفاية الرد الدولي.

وأعرب مايكل ماكفول، سفير الولايات المتحدة السابق لدى موسكو، عن إحباطه إزاء الفجوة بين الخطاب والفعل، وحث على اتخاذ خطوات ملموسة لدعم أوكرانيا. وعكست المشاعر السائدة بين العديد من الحاضرين شعوراً بالإلحاح والاعتراف بخطورة الوضع.

ومع استمرار الصراع في أوكرانيا في التطور، كان مؤتمر ميونيخ الأمني بمثابة تذكير واقعي بالتحديات المقبلة وضرورة العمل الجماعي للتصدي لها.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: فی أوکرانیا

إقرأ أيضاً:

فرنسا تخصص مساعدات عسكرية جديدة لأوكرانيا من فوائد الأصول الروسية

أعلنت فرنسا ، عن حزمة دعم عسكري إضافية لأوكرانيا بقيمة تقارب 200 مليون يورو، سيتم تمويلها من العوائد المتراكمة على الأصول الروسية المجمدة، بحسب ما كشفه وزير الدفاع الفرنسي سيباستيان لوكورنو.

وفي حديثه لصحيفة "لا تريبيون ديمانش" يوم الأحد، وصف لوكورنو قرار الولايات المتحدة تعليق تسليم الأسلحة إلى أوكرانيا بأنه "انتكاسة كبيرة" لكييف. وأوضح أن المساعدات الفرنسية ستشمل قذائف مدفعية من عيار 155 ملم وذخائر مخصصة لمقاتلات "ميراج 2000" التي حصلت عليها أوكرانيا من فرنسا.

وأكد لوكورنو أن روسيا لا تكتفي بالمواجهة العسكرية على الأرض، بل تسعى أيضًا إلى استهداف البنية الديمقراطية والاقتصادية للدول الغربية. كما أشار إلى أن الانتخابات الرئاسية الفرنسية المقبلة عام 2027 قد تكون عرضة لمحاولات تلاعب، مستشهدًا بما حدث مؤخرًا في رومانيا.

ورغم المخاوف من تداعيات فوز دونالد ترامب برئاسة الولايات المتحدة، شدد لوكورنو على أن باريس لا تزال ترى واشنطن حليفًا، رغم ما وصفه بـ"عدم القدرة على التنبؤ" بسياساتها.

إيلون ماسك يحذر: أوكرانيا ستنهار بدون ستارلينكترامب: توقيع أوكرانيا على صفقة المعادن لا يكفي لاستئناف المساعدات الأمريكيةوزير الخارجية البريطاني يدين الضربات الروسية على أوكرانيا ويصفها بـ«البغيضة»زيلينسكي: أوكرانيا ملتزمة بالسلام .. وتسعى لإنهاء الحرب بسرعةصفقة أوكرانيا.. إدارة ترامب تسعى لإبرام صفقة معادن مع دولة أفريقيةالاتحاد الأوروبي: بوتين لا يبدي أي اهتمام بتحقيق السلام في أوكرانياسعر الغاز يهبط بسرعة في أوروبا مع ضغط أميركا لإنهاء حرب أوكرانيا

أما فيما يخص التهديدات الروسية، فقد استبعد الوزير الفرنسي احتمال قيام موسكو بمهاجمة دولة عضو في "الناتو" خلال السنوات الخمس القادمة، لكنه أشار إلى مخاوف تتعلق بمحاولات زعزعة الاستقرار في مولدوفا عبر منطقة ترانسنيستريا الانفصالية.

موسكو تتوعد

لم يمر الإعلان الفرنسي عن تقديم مساعدات عسكرية جديدة لأوكرانيا مرور الكرام في موسكو، حيث سارع رئيس مجلس الدوما الروسي، فياتشيسلاف فولودين، إلى التنديد بالخطوة، واصفًا إياها بـ"السرقة الصريحة"، محذرًا من عواقبها.

وقال فولودين في تصريح رسمي: "سيكون عليكم في النهاية تحمُّل المسؤولية عن أفعالكم، وإعادة ما سُرق"، في إشارة إلى الأصول الروسية المجمدة، التي تعتزم فرنسا استخدام عوائدها لتمويل المساعدات العسكرية لكييف.

ويأتي هذا التصعيد في إطار المواجهة الاقتصادية المتصاعدة بين موسكو والغرب، حيث تستمر الدول الأوروبية في تشديد العقوبات على روسيا، فيما تلوّح الأخيرة بإجراءات انتقامية قد تؤدي إلى مزيد من التوتر على المستويين العسكري والاقتصادي.

وفي سياق تعزيز القدرات الدفاعية الأوروبية، شدد لوكورنو على أهمية الاستثمار في الحرب الإلكترونية، والطائرات المسيّرة، والروبوتات، بالإضافة إلى الذكاء الاصطناعي وتقنيات الفضاء، باعتبارها أولويات رئيسية للجيش الفرنسي في المستقبل القريب.

مقالات مشابهة

  • ماذا لو فقدت أوكرانيا سيطرتها على كورسك الروسية؟
  • ‏اندفاع العراق نحو العالم يجعله يستعيد نفوذه
  • ترامب بعد وقف المساعدات لكييف: أوكرانيا قد لا تنجو من الحرب مع روسيا
  • فرنسا تخصص مساعدات عسكرية جديدة لأوكرانيا من فوائد الأصول الروسية
  • "قد لا تنجو من الحرب".. ترامب يثير الجدل بشأن أوكرانيا
  • باريس تضخ 195 مليون يورو إضافية لدعم أوكرانيا من الأصول الروسية المجمدة
  • وزير الخارجية البريطاني يدين الضربات الروسية على أوكرانيا ويصفها بـ«البغيضة»
  • القوات الروسية تسترد 3 قرى من أوكرانيا في منطقة كورسك
  • أحمد ياسر يكتب: دراما الحرب بالوكالة في أوكرانيا
  • أوكرانيا تدرس الانسحاب من كورسك الروسية