خبراء: وثائق حرب أكتوبر رسالة طمأنة للداخل وردع لمن تسول له نفسه المساس بالأمن القومي
تاريخ النشر: 18th, February 2024 GMT
أكد عدد من الخبراء العسكريين والاستراتيجيين، أن إفصاح القوات المسلحة المصرية لأول مرة عن الوثائق السرية لحرب أكتوبر المجيدة، رسالة واضحة للداخل المصري، ولعدد من الأطراف الإقليمية، حيث تؤكد الوثائق مدى احترافية وكفاءة وقدرة أجهزة الدولة المعنية، للتعامل مع أي تحديات وتهديدات قد تستهدف الأمن القومي المصري، فضلاً عن كونها بمثابة «رسالة ردع» لمن قد تسول له نفسه المساس بالدولة المصرية.
أشاد اللواء دكتور محمد الغباري، مستشار الأكاديمية العسكرية العليا للدراسات الاستراتيجية، بالتوقيت الذي اختارته القيادة العامة للقوات المسلحة للإعلان عن تلك الوثائق، في ضوء التهديدات المتزايدة في المنطقة، نظرًا لأنها بما تحتويه من تحديد أدق الخطوات والتفاصيل للتعامل مع استرداد الأراضي المصرية المحتلة آنذاك، وتأمين الدولة المصرية من أية مخاطر ثانوية قد تنشئ، هي بمثابة «رسالة طمأنة» لكل مصري ومصرية، وبمثابة «ردع معنوي» لمن قد تسول له نفسه المساس بأمن مصر القومي.
وأكد «الغباري»، في تصريح خاص لـ«الوطن»، أن الوثائق التي تم الإفصاح عنها، تؤكد للعالم أجمع أن الدولة المصرية لا تبدأ بالعدوان، ولكن إذا فرض عليها القتال؛ فإن أبناؤها مقاتلين أشداء لحماية كل مصري ومصرية، وهو ما يظهر فيما ذكره المشير محمد عبدالغني الجمسي، رئيس هيئة عمليات القوات المسلحة المصرية الباسلة إبان حرب أكتوبر، بأن مصر نفذت حرب الاستنزاف لتحريك جمود الموقف السياسي لاسترداد الأراضي المحتلة، لكن الوضع شهد حالة «لا سلم ولا حرب»، ما استدعى تنفيذ عملية هجومية لتحريك جمود الموقف السياسي، وهو ما تمت دراسته على أعلى مستويات الكفاءة الممكنة، وصولاً لتحقيق النصر.
جيل أكتوبروشدد على أن أبناء القوات المسلحة المصرية الباسلة حاليًا هم امتداد طبيعي لـ«جيل أكتوبر»، وقادرين على تأمين حدود الدولة المصرية، والأمن القومي المصري ضد أي تهديد قد يستهدف الدولة على مختلف الاتجاهات الاستراتيجية للدولة.
من جهته، أشاد اللواء محمد الغباشي، أمين عام مركز آفاق للدراسات الاستراتيجية، بالإفصاح عن تلك الوثائق في هذا التوقيت الذي تواجه مصر فيه تهديدات متنامية على اتجاهاتها الاستراتيجية المختلفة؛ حيث تؤكد الوثائق للقاصي والداني أن مصر تمتلك مؤسسة عسكرية عريقة، وبأعلى درجات الكفاءة القتالية، فضلاً عن وجود عقول وكفاءات تخطيطية وتدريبية على أعلى مستوى، ليكون الجيش المصري قادر على الوفاء بمهامه المقدسة بحماية الأمن القومي المصري، وردع من تسول له نفسه المساس بأمننا القومي.
تأمين الدولةوأضاف أمين عام مركز آفاق للدراسات الاستراتيجية، لـ«الوطن»، أن الإجراءات التي تقوم بها وزارة الدفاع لتأمين الدولة على مختلف الاتجاهات هي إجراءات ممتازة، وتنفذ باحترافية شديدة، وذلك في وقت عصيب؛ فلأول مرة تجد دولة مهددة من كل الاتجاهات الاستراتيجية، مثل ليبيا، والتي نؤمن حدود بطول قرابة 1200 كيلو متر معها.
وأوضح أن هناك انقسامات وحالة عدم استقرار وحرب دائرة في السودان حاليًا، فضلاً عن حالة توتر وتواجد لقوات أجنبية في البحر الأحمر، فضلاً عن التهديدات في الاتجاه الاستراتيجي الشمالي الشرقي.
وشدد اللواء محمد الغباشي، على أن المواطن المصري والخبراء العسكريين والاستراتيجيين كلهم ثقة في القيادة السياسية للدولة، وفي القوات المسلحة المصرية، والذين يقومون بجهد عظيم أمام دولة تواجه تحديات وتهديدات على اتجاهاتها الاستراتيجية المختلفة، وتعمل على تأمين ثرواتها في البحرين الأبيض والمتوسط.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: أجهزة الدولة أعلى مستوى أعلى مستويات أمن مصر أمين عام الأكاديمية العسكرية الأمن القومي البحر الأحمر الجيش المصري آفاق القوات المسلحة المصریة الدولة المصریة حرب أکتوبر
إقرأ أيضاً:
القوات المسلحة المصرية مسيرة من التطوير نحو الريادة العالمية في التسليح والقدرات العسكرية
تعتبر القوات المسلحة المصرية اليوم من بين الأقوى على مستوى العالم، وتحظى بترتيب متقدم في العديد من التصنيفات العالمية التي تقيم قدرات الجيوش بناء على معايير متعددة مثل القوة الجوية والبحرية والبرية، وما جعل القوات المسلحة المصرية تحقق هذا التقدم الكبير هو تبنيها استراتيجية شاملة تهدف إلى تعزيز كل جوانب قوتها الدفاعية من خلال تحديث الأسلحة والمنظومات القتالية، وتطوير البنية التحتية العسكرية، بالإضافة إلى رفع كفاءة العنصر البشري.
وتجسدت هذه الاستراتيجية في امتلاك الأسلحة المتطورة وإقامة قواعد عسكرية ضخمة، مما جعل الجيش المصري قادرًا على مواجهة التحديات الأمنية المعقدة التي تواجهها البلاد، بالإضافة إلى تعزيز مكانتها الإقليمية والدولية.
ومن أبرز الأدوات العسكرية التي امتلكتها القوات المسلحة المصرية في السنوات الأخيرة حاملة الطائرات المروحية "الميسترال"، والتي تعتبر نقطة تحول في قوتها البحرية ومنها حاملة الطائرات "جمال عبد الناصر" و"أنور السادات" اللتان دخلتا الخدمة في الأسطول المصري وتجسدان قدرات جديدة في العمليات البحرية، حيث تُعد الحاملة المروحية إحدى الأسلحة الاستراتيجية التي تسمح للقوات البحرية المصرية بإجراء عمليات برمائية واسعة النطاق.
هذه السفن الضخمة تمتلك قدرة استيعابية كبيرة من المروحيات والمدرعات، بالإضافة إلى القوات الخاصة، مما يعزز من قدرتها على تنفيذ عمليات متعددة في مسارح العمليات البحرية والبرية، ومن خلال أنظمة القيادة والسيطرة الحديثة التي تتمتع بها، تساهم "الميسترال" في تعزيز قدرة مصر على التحرك في أي نقطة من البحر الأحمر والمتوسط، مما يجعلها عنصرًا مهمًا في الاستراتيجية العسكرية المصرية في منطقة حساسة جغرافيًا.
علاوة على ذلك، حققت القوات الجوية المصرية تقدمًا غير مسبوق مع امتلاكها طائرات "رافال" الفرنسية متعددة المهام والتي تعتبر من أحدث المقاتلات في العالم، حيث تتميز بقدرتها على تنفيذ مهام متخصصة مثل التفوق الجوي، والقصف الدقيق، والاستطلاع، بالإضافة إلى قدرتها على حمل الصواريخ طويلة المدى وتم تزويد طائرات "رافال" بصواريخ عالية الدقة، مما يجعلها قادرة على ضرب الأهداف الاستراتيجية بشكل فعال من مسافات بعيدة.
وتعد طائرة "ميج-29M" الروسية واحدة من الطائرات المتطورة التي انضمت إلى القوات الجوية المصرية في السنوات الأخيرة وتم تعديل هذه الطائرة لتلبية احتياجات الجيش المصري في مواجهة التهديدات الجوية وتمتاز بقدرتها على العمل في جميع الظروف الجوية، فضلًا عن تسليحها المتنوع.
فضلا عن طائرات الهجوم الروسية "كاموف" وهي الطائرات المروحية الهجومية القوية، وقد دخلت الخدمة في الجيش المصري في إطار تعزيز القدرة على تنفيذ عمليات هجومية على الأرض والتعامل مع التهديدات المعقدة ومن أبرز الطرازات طائرة "كا-52" وهي طائرة مروحية هجومية متعددة المهام، وتمثل إضافة كبيرة لقوة الجيش المصري في مجال الهجوم الجوي.
إلي جانب امتلاك مصر لطائرات "أباتشي" من الطائرات الهجومية الثقيلة والتي تستخدمها القوات المسلحة المصرية لتنفيذ المهام التكتيكية الدقيقة وتعد النسخ المحدثة من طائرات الأباتشي إحدى أبرز المعدات التي انضمت إلى القوات الجوية المصرية في إطار تحديث أسطول الطائرات الهجومية.
وعزز هذا التقدم من القوة الجوية المصرية مما وضعها في مكانة متقدمة في المنطقة من حيث القدرة على الردع والقيام بالمهام الهجومية والدفاعية على حد سواء.
َعلي جانب آخر قامت القوات المسلحة بتطوير قدراتها الدفاعية المحلية، وأحد أبرز الأمثلة على ذلك هو إنتاج "راجمة الصواريخ رعد 200" والتي صنعت بالكامل داخل مصر، وتمثل إنجازًا كبيرًا في مجال التصنيع العسكري المحلي وتتميز بقدرتها على إطلاق صواريخ دقيقة في وقت قياسي، مما يجعلها أداة فعالة للتعامل مع الأهداف المتحركة والثابتة في ساحة المعركة.
الإضافة التي شهدتها القوات المسلحة في تسليحها تعكس قدرة مصر على الاعتماد على إمكانياتها الذاتية لتطوير أسلحتها بما يتناسب مع الاحتياجات العسكرية الحديثة ومن خلال هذه الأنظمة المحلية، تعمل القوات المسلحة على تقليل الاعتماد على الأسلحة المستوردة وتعزيز قدرة الصناعة الدفاعية المحلية على تلبية احتياجات الجيش المصري.
ولا يقتصر التطوير العسكري في مصر على الأسلحة فقط، بل يمتد إلى تطوير القواعد العسكرية التي تمثل العمود الفقري للقدرة على الانتشار السريع والتأهب لمواجهة أي تهديدات، ومن أبرز القواعد العسكرية التي تم إنشاؤها في الفترة الأخيرة، قاعدة "محمد نجيب" العسكرية التي تُعد واحدة من أكبر القواعد العسكرية في الشرق الأوسط.
وتتسم القاعدة بموقعها الاستراتيجي في الشمال الغربي من مصر، وهي تحتوي على منشآت تدريبية متطورة، بالإضافة إلى مستودعات للأسلحة والمعدات وتوفر القاعدة بيئة تدريبية مثالية للقوات المصرية، مما يعزز من جاهزيتها لمواجهة أي تهديدات محتملة على الحدود الغربية.
من جهة أخرى، تعتبر قاعدة "برنيس" البحرية التي تقع على ساحل البحر الأحمر، أحد أبرز المشاريع العسكرية في العصر الحديث، وتمثل نقطة انطلاق استراتيجية للقوات البحرية المصرية، حيث تمنحها القدرة على حماية الممرات البحرية الحيوية في البحر الأحمر، بالإضافة إلى تأمين الحدود الجنوبية لمصر.
والموقع الجغرافي للقاعدة جعلها مركزًا هامًا للدفاع عن المصالح المصرية في منطقة حيوية تشهد نشاطًا بحريًا وعسكريًا متزايدًا ويمكن للبحرية المصرية تعزيز وجودها في البحر الأحمر وفرض قوتها في وجه أي تهديدات قد تطرأ في هذه المنطقة.
إلى جانب القواعد العسكرية الكبرى، تبذل القوات المسلحة المصرية جهدًا كبيرًا في تعزيز تعاونها العسكري مع دول أخرى من خلال إجراء مناورات عسكرية مشتركة وتتيح تلك المناورات للقوات المصرية تبادل الخبرات والتقنيات الحديثة مع جيوش الدول الكبرى، مما يعزز من قدرتها على مواجهة التهديدات المتزايدة في المنطقة.
ومن بين هذه المناورات، تأتي مناورات "النجم الساطع" التي تُعد واحدة من أكبر المناورات العسكرية المشتركة في الشرق الأوسط، حيث تشارك فيها القوات المصرية مع القوات الأمريكية وعدد من حلفائها إلي جانب المناورات الأخيرة التي تجريهل القولت المسلحة مع المملكة العربية السعودية تحت اسم " السهم الثاقب"
وتهدف هذه المناورات إلى تحسين التنسيق بين القوات المشاركة وتعزيز الجاهزية القتالية للقوات المسلحة المصرية كما تتيح للقادة العسكريين المصريين فرصة تدريب القوات على أساليب حديثة في الحرب البرية والجوية والبحرية.
كل هذه التطورات جعلت من الجيش المصري أحد اللاعبين الرئيسيين في معادلة الأمن الإقليمي والدولي، فقد شهدت التصنيفات العسكرية العالمية تقدمًا ملحوظًا لمصر، حيث صنفها تقرير "غلوبال فاير باور" ضمن أفضل عشرة جيوش في العالم.
ويعكس ذلك التطور بشكل جلي القدرات المتزايدة للقوات المسلحة المصرية من حيث المعدات، التدريب، والقدرة على تنفيذ عمليات عسكرية متكاملة، سواء كانت دفاعية أو هجومية.
ومع التحديات الأمنية المتزايدة في المنطقة، فإن القوات المسلحة المصرية تظل ركيزة أساسية للأمن والاستقرار في الشرق الأوسط، بفضل امتلاكها للأسلحة المتطورة مثل "الميسترال" و"الرافال" و"رعد 200"، إضافة إلى القواعد العسكرية الحديثة مثل قاعدة "محمد نجيب" و"برنيس"، تعزز القوات المسلحة المصرية مكانتها كقوة عسكرية قادرة على مواجهة أي تهديدات داخليًا وخارجيًا.