أكاديميون مغاربة يستعرضون مضامين مقترح الحكم الذاتي بالمنتدى العالمي بالنيبال
تاريخ النشر: 18th, February 2024 GMT
زنقة 20. الرباط
أكد عدد من الباحثين بالجامعة المغربية على أن مبادرة مقترح الحكم الذاتي الذي قدمه المغرب للأمم المتحدة لا يتعارض مع مبدأ تقرير المصير، مضيفين خلال اشغال المنتدى الاجتماعي العالمي المنعقد بدولة النبال ما بين 16 و 19 فبراير 2024 أن تبني الحكم الذاتي يستوجب عرضه على الاستفتاء بالاقاليم الجنوبية بالاضافة إلى القيام بتعديل دستوري مما يجعله اختيارا ديمقراطيا يجمع بين السيادة الوطنية وتفويت بعض الاختصاصات لجهة الحكم الذاتي.
وفي هذا الصدد ذكر الاستاذ الجامعي عمر الشرقاوي بأن إن محاولة إقامة تعارض بين الحكم الذاتي وتقرير المصير هو نوع من المغالطات، فتقرير المصير هو أن تمنح الدول الساكنة الحق في تطورها على المستوى الاقتصادي والتنموي والإداري، وللحفاظ أيضا على خصوصية المنطقة الثقافية والاجتماعية، وهو الأمر الموجود ضمن مقترح الحكم الذاتي الذي تقدم به المغرب للأمم المتحدة منذ 2007.
وأضاف الشرقاوي أن أي صيغة لتدبير النزاع المفتعل بالأقاليم الجنوبية لن يتم خارج الوحدة والسيادة الوطنية كما تعمل به التجارب الدستورية المقارنة.
ومن جهته ابرز سعيد خمري مدير مختبر القانون العام وحقوق الانسان، بكلية الحقوق المحمدية، عدد من نقاط التشابه بين مقترح المغرب للحكم الذاتي لجهة الصحراء وتجربة اسبانيا في نظام الحكم الذاتي للمناطق المستقلة، واوضح المتدخل نظام الحكم الذاتي في كلى الحالتين يعترف بالحقوق المدنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية كما هو منصوص عليها في المعايير الدولية لحقوق الانسان وفي دستوري البلدين.
كما قدم الاستاذ محمد طارق قراءة في تجربة 9 سنوات من النموذج التنموي للاقاليم الجنوبية، والذي اطلقه جلالة الملك محمد السادس سنة 2015، حيث استعرض بالبحث والتفصيل سياق وفلسفة النموذج التنموي، وقدم الخطة التنفيذية لانجاز، واشاد بالميزانية المخصص لتنزيله بكلفة مالية تناهز 8 ملايير دولار أمريكي، كما قدم الحصيلة الاجتماعية والاقتصادية للنموذج خلال 9سنوات، واعتبر ان المؤشرات والارقام تتحدث عن فعلية تمتع ساكنة الجهات الثلاثة المعنية بالتنموي بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية، كما خلص المتدخل الى أن النموذج التنموي للاقاليم الجنوبية، تجربة تستحق التعميم حيث تنطلق من فلسفة حقوق الانسان وتسعى الى ضمان فعلية الحق في التنمية، وهي خطوة في طريق إقرار الحكم الذاتي، رغم الاكراهات المرتبطة بجائحة كوفيد 19 وما رافقها من تأثير عالمي على مؤشرات التنمية، كما أن التنمية الاقتصادية والاجتماعية في الصحراء تجاوزت الرهان المغربي الى الانفتاح على الأفق الافريقي الأكبر، بما يعني بالملموس أن الجهوية والتنمية بالصحراء لا ينتظران الحل السياسي.
وقد تطرق محمد الداودي أستاذ القانون العام والعلوم الادارية بكلية الحقوق المحمدية للحقوق الاجتماعية في مبادرة الحكم الذاتي من خلال عرضه أولا لدراسة مقارنة بين الحقوق الاجتماعية كما جاءت في العهد الدولي الخاص بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والتشريع المغربي حيث تبين من خلالها أن التشريع المغربي يتلائم والتشريع الدولي في هذا المجال وانتقل ثانيا لقراءة لمضمون مبادرة الحكم الذاتي ومختلف المحاور الاساسية المكونة له حيث خلص في تحليله بكون مبادرة المغرب للحكم الذاتي من خلال الاختصاصات المخولة لادارة الحكم الذاتي ستشكل قيمة مضافة لتجويد التنزيل الجيد للحقوق الاجتماعية لسكان الاقاليم الجنوبية للمملكة.
ومن جهته اكد المهدي منشيد أستاذ القانون العام و العلوم السياسية بكلية الحقوق بالمحمدية ان مضامين مشروع الحكم الذاتي حمالة للعديد من الرسائل لمن يهمهم الامر، و أولى هذه الرسائل هي ان مضمون الحكم الذاتي و النفس الديمقراطي الذي تحمله مقتضياته سيكون بدون شك في حالة تنزيله حصانة و دعامة قوية لمسلسل الاصلاحات السياسية و الاقتصادية و الاجتماعية التي دشنها المغرب منذ عقدين من الزمن ورافعة مهمة للديمقراطية الترابية ببلادنا. الرسالة الثانية التي يحملها المشروع حسب الاستاذ منشيد فهي موجهة لمحيطنا الاقليمي حيث يعتبر مشروع الحكم الذاتي نموذجا يحتذى به و في نفس الوقت هو جواب ديمقراطي على ازمة اريد لها ان تطول في الزمن.
وقد ذكر الاستاذ منشيد بخلاصات مؤتمر طنجة للحركات التحررية المغاربية لسنة 1958 التي اكدت انذاك على ان وحدة دول و شعوب المغرب العربي تمر عبر النمط الفيدرالي الذي هو اكثر ملاءمة لواقع المغرب الكبير و بالتالي فان هذه الخلاصة لازالت لها راهنيتها واهميتها و تنسجم تماما مع مشروع الحكم الذاتي في بعده الوحدوي و الديمقراطي خصوصا في ظل عالم يتحول بسرعة كبيرة و لايعترف الا بالتكتلات القوية سياسيا و اقتصاديا و عسكريا.
يذكر أن هذه الندوة عرفت مشاركة خبراء من الهند والنيبال وتونس وبعض الدول الأوروبية.
المصدر: زنقة 20
كلمات دلالية: الاقتصادیة والاجتماعیة الحکم الذاتی
إقرأ أيضاً:
وزير الصحة: تصنيع أجهزة السونار في مصر خطوة نحو تعزيز الاكتفاء الذاتي
التقى الدكتور خالد عبدالغفار نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الصحة والسكان، الدكتور إيلي شاليوت الرئيس والمدير التنفيذي لشركة جنرال إلكتريك هيلث كير GE Health care"،والوفد المرافق له، وذلك لتعزيز أطر التعاون المشترك في دعم وتطوير القطاع الصحي.
وزير الصحة يبحث معدلات التنفيذ بمشروع تطوير أنظمة الرعاية الصحية بمصر وزير الخارجية يلتقي بالمُدير العام لمُنظمة الصحة العالميةجاء اللقاء على هامش فعاليات مؤتمر الصحة العربي Arab Health Expo، الذي يُعقد خلال فترة من 27 إلى 29 يناير، بدولة الإمارات العربية المتحدة، والذي يُعد منصة مثالية لتقديم أحدث التقنيات الطبية، ومناقشة التطورات المستقبلية، وبناء شراكات استراتيجية تعزز من جودة الرعاية الصحية عالميًا.
وفي مستهل الاجتماع، رحب الوزير بوفد الشركة، مؤكدًا أهمية ترابط العلاقات بين القطاعين العام والخاص، لأثره البالغ في تحسين جودة الرعاية الصحية، وتعزيز الخدمات الطبية المقدمة، مما يضمن وصول الخدمات إلى أكبر عدد من الأشخاص، حرصًا على تحقيق الرفاه الصحي للمواطنين.
وأوضح الدكتور حسام عبدالغفار، المتحدث الرسمي لوزارة الصحة، أن نائب رئيس مجلس الوزراء، أعرب عن تقديره ودعمه لاعتزام الشركة تصنيع أجهزة «السونار» في مصر، وذلك في إطار جهود الدولة المصرية، لتوطين صناعة الأجهزة الطبية، لتلبية احتياجات السوق المصري، ومن ثم التوسع والتصدير إلى دول العالم، مشيرًا إلى أن هذا التعاون يعد خطوة جوهرية في تحقيق رؤية الوزارة لتوفير رعاية صحية شاملة للمواطنين.
ونوه إلى أن الاجتماع تناول مناقشة توطين صناعة الأصباغ الإشعاعية بأنواعها المختلفة في مصر، باعتبارها خطوة استراتيجية هامة نحو تحقيق الاكتفاء الذاتي، وتعزيز القدرة التصنيعية المحلية في قطاع الصناعات الدوائية والطبية، وتقليل تكاليف الرعاية الصحية، حيث تعد الأصباغ الإشعاعية من المواد الأساسية المستخدمة في التصوير الطبي، والاختبارات الإشعاعية مثل الأشعة بالرنين المغناطيسي (MRI) والأشعة السينية.
وقال «عبدالغفار» إن الاجتماع تضمن مناقشة ابتكارات الشركة، وكيفية الاستفادة منها في دعم المبادرات الصحية الوطنية، مثل الكشف المبكر عن الأورام السرطانية، ورعاية أمراض القلب، وتحسين خدمات الأشعة، بالإضافة لاستعراض سبل تعزيز البنية التحتية للتشخيص والتصوير الطبي، لتحسين جودة الرعاية الصحية وتقديم تشخيصات دقيقة وسريعة.
وتابع «عبدالغفار» أن الاجتماع بحث إجراءات الأمان عند استخدام صبغات التصوير، بما في ذلك بروتوكولات التعامل مع الحساسية والأعراض الجانبية، إلى جانب اقتراح مبادرات وطنية، للفحص باستخدام التصوير المحسّن بصبغات التصوير، للكشف عن السرطان وأمراض القلب والأوعية الدموية، واضطرابات الجهاز العصبي، فضلًا عن قيام الشركة بتوريد مليون قارورة صبغة تصوير للوزارة، بتكلفة إجمالية 10 ملايين دولار.
وأضاف «عبدالغفار» أن الاجتماع تناول سبل التعاون الثنائي، في البحث والتطوير، في مجال الأشعة، باعتبارها خطوة أساسية لتعزيز فعالية الخدمات الطبية، وتحقيق تقدم ملموس في تشخيص الأمراض وعلاجها، بالإضافة لمناقشة كيفية دمج تقنيات الذكاء الاصطناعي (AI) في تحليل نتائج التصوير المحسّن بصبغات التصوير.
وأوضح المتحدث الرسمي لوزارة الصحة والسكان، أن اللقاء تناول استعراض مستجدات مشروع تصنيع أجهزة «السونار» في مصر، فضلاً عن مناقشة آليات توفير أحدث تقنيات التشخيص والتصوير الطبي، بما في ذلك أجهزة التصوير بالرنين المغناطيسي، والأشعة المقطعية، والأشعة السينية، والموجات فوق الصوتية، بما يضمن تحسين القدرات التشخيصية بالقطاع الصحي، ويعزز جودة الخدمات الصحية المقدمة للمواطنين.
وأشار «عبدالغفار» إلى أن الجانبين ناقشا خلال الاجتماع توفير برامج تدريبية للعاملين بالرعاية الصحية، لضمان الاستخدام الأمثل للأجهزة الطبية المقدمة من شركة جنرال إلكتريك، بما يسهم في رفع كفاءة وصقل مهارات الكوادر البشرية الطبية، وتأهيلهم للتعامل مع أحدث التقنيات، كما تضمن اللقاء بحث تعزيز فرص التعاون في مجالات التحول الرقمي بالقطاع الصحي، وتعزيز خدمات التطبيب والتشخيص «عن بُعد» وذلك في إطار الجهود المستمرة للتحول الرقمي وتطوير الخدمات الصحية.
وتابع «عبدالغفار» أن الاجتماع تضمن مناقشة إطلاق وحدات صحية متنقلة مزودة بتقنيات متقدمة من إنتاج شركة جنرال إلكتريك، بهدف تقديم خدمات الفحص الطبي الشامل للكشف عن أمراض السرطان، والسكري، وأمراض القلب والأوعية الدموية، وذلك في إطار تعزيز الخدمات الصحية المجتمعية، كما تطرق اللقاء إلى بحث سبل تعزيز نظم الرعاية الصحية ودعم البنية التحتية الصحية بالقطاع الطبي.
حضر الاجتماع السيد ستاماتيوس كارامبيلس، المدير العام، الأسواق غير المباشرة، أوروبا والشرق الأوسط وإفريقيا، والسيد فارس شاهين، المدير العام، الشرق الأوسط وإفريقيا وتركيا، والسيد هشام مرتضى، مدير المبيعات والعمليات، شمال شرق إفريقيا.
يذكر أن شركة جنرال إلكتريك للرعاية الصحية (GE Health Care)، هي شركة متخصصة في مجال التكنولوجيا الطبية، يتم توزيع منتجاتها في أكثر من 140 دولة، وتقدم مجموعة منتجات شاملة، تتناسب مع تقنيات التصوير المختلفة، بما في ذلك، التصوير المقطعي المحوسب (CT)، التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI)، والأشعة السينية و(Fluoroscopy)