أملي أن يترأس اجتماع التنظيمات الفلسطينية في موسكو الرئيس محمود عباس
تاريخ النشر: 18th, February 2024 GMT
فبراير 18, 2024آخر تحديث: فبراير 18, 2024
رامي الشاعر
كاتب ومحلل السياسي
في غضون السنوات الأخيرة بادرت القيادة الروسية مرتين بدعوة قادة التنظيمات الفلسطينية أو من يمثلهم، بكل ما يشمله ذلك من تأمين وتسهيل الوصول وغيرها من التفاصيل اللوجستية والإدارية بهدف إنهاء الانقسام الفلسطيني واستعادة الوحدة الوطنية الفلسطينية، حيث تؤكد موسكو دائما على الأهمية القصوى لذلك، لأن ذلك الانقسام تحديدا هو ما يعيق الجهود الدولية التي يبذلها أصدقاء الشعب الفلسطيني حول العالم في التوصل إلى إنهاء معاناته وقيام دولته المستقلة.
وكثيرا ما استمع ممثلو روسيا في المحافل الدولية أو خلال لقاءات ثنائية واللجان المختلفة أثناء مناقشة سبل التوصل لتسوية سياسية عادلة للقضية الفلسطينية إلى تلك الذريعة المحفوظة من “عدم وجود قيادة فلسطينية موحدة تمثل جميع الفلسطينيين”، وهي ذريعة يستخدمها كل من لا يرغب في التوصل إلى حل عادل لقضيتنا، وحجة جاهزة لعرقلة كل جهود أصدقاء الشعب الفلسطيني. فعلى سبيل المثال، جمّدت الولايات المتحدة الأمريكية عمل اللجنة الرباعية الخاصة بالتسوية الفلسطينية التي تشارك فيها إلى جانب روسيا والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة، بحجة أنه “لا يوجد طرف فلسطيني جدّي يمثل جميع الفلسطينيين”.
وعودة إلى اللقاءين اللذان جرت وقائعهما في موسكو سابقا، وفشلا في استعادة الوحدة الوطنية الفلسطينية مع الأسف الشديد، وعلى الرغم مما يتردد مؤخرا من أن حماس كانت السبب في إفشال اللقاء الأخير قبل سنتين تقريبا (وهو أمر غير صحيح جملة وتفصيلا)، فإنني لا أريد الخوض في التفاصيل نهائيا، وأكتفي بالقول: “عفا الله عمّا سلف”، ودعونا نتطلع للمستقبل، بدلا من تبادل الاتهامات.
اليوم نحن بصدد المحاولة الثالثة التي تبادر بها القيادة الروسية في دعوة جميع التنظيمات الفلسطينية إلى اللقاء، أواخر فبراير الجاري في موسكو، وأنا على ثقة أن المجتمعين سيضعون نصب أعينهم تعقيد وتشابك المشهد الراهن، وخطورة اللحظة التاريخية الفارقة، وسيعلنون، تخليداً وتمجيداً لجميع شهداء شعبنا الفلسطيني، لا سيما من الأطفال والنساء، ودعماً لكل أسرانا في المعتقلات الإسرائيلية، استعادة الوحدة الوطنية الفلسطينية، وعن تشكيل قيادة فلسطينية موحدة، لا أريد الخوض في تسميتها أو هيكلها أو شكلها، لكني على ثقة أن قيادات التنظيمات مجتمعة ستتمكن من إيجاد الصيغة وجميع الترتيبات التي تتطلبها الظروف الراهنة، وفي ضوء الدعم الدولي غير المسبوق لشعبنا وقضيتنا والتعاطف مع ما يتعرض إليه شعبنا اليوم من إبادة جماعية، واستمرار للتصفية الجسدية والتهجير القسري والتدمير اليومي للبنى التحتية.
وأرجو من جميع القادة والشخصيات الفلسطينية تركيز اهتمامهم على أهمية هذا الحدث والتوقف عن تبادل الاتهامات وتحميل المسؤوليات عودة إلى أسباب وظروف الانقسام الذي عاناه شعبنا ومسيرته الوطنية التحريرية، وأنا على يقين من أن مرحلة السنوات الأخيرة كانت مليئة باجتهادات مختلفة سواء في قطاع غزة أو في الضفة الغربية، إلا أن الهدف واحد مقدس ألا وهو تحرير فلسطين وحماية القدس الشريف. أتمنى كذلك أن يصادف اجتماع التنظيمات الفلسطينية في موسكو آخر الشهر زيارة الرئيس الفلسطيني محمود عباس لموسكو، وهي زيارة يتم الترتيب لها، وبقيت فقط إجراءات تحديد الموعد.
وقد وجهت إليّ أسئلة كثيرة بصدد “إعلان روسيا الاعتراف بالدولة الفلسطينية”، وما يمكن أن تعنيه خطوة كهذه في “تشجيع الاعتراف الدولي بالدولة الفلسطينية”. أؤكد هنا أن روسيا عملياً اعترفت بدولة فلسطين منذ أن رفعت التمثيل الفلسطيني في موسكو من مستوى “الممثلية” إلى مستوى “السفارة”، ولم يبقى سوى إجراءات انسحاب إسرائيل من جميع أراضي الدولة الفلسطينية التي تحتلها، وقيام الفلسطينيين ببناء مؤسساتهم وفرض السيادة الفلسطينية عليها، لكن رفع مستوى التمثيل في الأمم المتحدة من عضو مراقب إلى عضو كامل العضوية مهم للغاية بالنسبة لفلسطين، ولا يعتبر فرضا لاعتراف الدول ببعضها البعض، ومبدأ الاعتراف هو اعتراف ثنائي متبادل بين الدول. ولهذا السبب فالمطلوب، وفوراً، إنهاء الانقسام الفلسطيني، والاستفادة من المبادرة التي تقدمها روسيا من جديد لفلسطين للمساعدة في ذلك من خلال اجتماعات التنظيمات بالعاصمة الروسية موسكو.
ختاماً، نحن على أبواب قيام دولتنا الفلسطينية الفعلي، وأي مماطلة في استعادة الوحدة الوطنية الفلسطينية سوف يعرقل ويؤجل قيامها، فيما يدرك الجميع حول العالم الآن أنه لا خيار آخر لحل أزمة الشرق الأوسط ووقف التصعيد سوى من خلال تمتع الفلسطينيين بدولتهم المستقلة، كما يعي الجميع أيضاً أن قضية القدس لا تمسّ الفلسطينيين فحسب، بل تؤثر في حياة ثلاث مليارات نسمة حول العام من المسلمين والمسيحيين وغيرهم، وأن الشعب الفلسطيني يضحي بأرواحه فداءً لها.
ونأمل قريباً جداً أن يتم التصويت في الجمعية العامة للأمم المتحدة على منح فلسطين العضوية الكاملة في الأمم المتحدة.
المصدر: وكالة الصحافة المستقلة
كلمات دلالية: الوحدة الوطنیة الفلسطینیة التنظیمات الفلسطینیة فی موسکو
إقرأ أيضاً:
كامل الوزير يترأس اجتماع الجمعية العامة للقابضة لمشروعات الطرق
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
ترأس الفريق مهندس كامل الوزير، نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية الصناعية وزير الصناعة والنقل، اجتماع الجمعية العامة للشركة القابضة لمشروعات الطرق والكباري والنقل البري، بحضور اللواء عادل ترك رئيس مجلس إدارة الشركة القابضة لمشروعات الطرق والكباري والنقل البري والمهندس على عياد العضو المنتدب التنفيذي للشركة القابضة حيث تمت المصادقة علي قوائم المركز المالي وقوائم الدخل عن العام المالي 2023 / 2024 ، حيث بلغ اجمالي إيرادات الشركة القابضة عن العام المالي 2023 / 2024 نحو 589,76 مليون جنيه مقابل 331,18 مليون جنيه خلال العام المالي 2022 /2023.
وخلال الاجتماع استعرض رئيس الشركة أنشطة وانجازات الشركة واهم المشروعات التي تم تنفيذها خلال الفترة الماضية حيث أوضح انه تم الإنتهاء من جميع الخسائر المرحلة لشركتي النيل العامة للطرق والكباري، والنيل العامة للطرق الصحراوية و نجحت شركتي النيل العامة للإنشاء والطرق، والنيل العامة للطرق والكباري في تحقيق أرباح في ميزانيات الثلاث سنوات، كما حققت شركة النيل للطرق الصحراوية أرباح في الميزانية لأخر عامين ماليين بعد تحقيق خسائر لعدة سنوات مستعرضاً عدد من المشروعات التي نفذها الشركة القابضة والشركات التابعة لها مثل ( محور بديل خزان اسوان وانشاء الحاجز الشرقي والغربي بميناء دمياط و تم شراء مصنع لإنتاج الفلنكات الخرسانية للقطار السريع طراز (RFI 260) ومصنع للفلنكات الخرسانية طراز (B70) بالإضافة الي شراء معدات جديدة لسرعة الإنجاز)
وأشاد الوزير، في كلمته خلال الاجتماع بآداء رئيس مجلس إدارة الشركة والعضو المنتدب التنفيذي للشركة القابضة وقيادات الشركة والعاملين بها وبمجالس إدارات والعاملين بالشركات التابعة للشركة القابضة في دفع عجلة العمل بالإضافة الي إنجاز عدد كبير من المشروعات التي تخدم المواطن و بالتوسع في استخدام المعدات الحديثة وخاصة معدات إعادة تدوير طبقات الرصف وخاصة في أعمال في رفع كفاءة وصيانة الطرق المحلية داخل المحافظات لأهميتها في استخدام ناتج كشط أو إزالة الأسفلت وتدويره مرة أخرى، بما يحقق عدم إهدار المواد والخامات والحد من التلوث البيئى وسرعة إنجاز الأعمال.
مؤكدا على ضرورة تنفيذ الأعمال طبقا للمواصفات القياسية والالتزام بالجداول الزمنية المخططة للمشروعات التى تندرج بخطة الشركة والشركات التابعة لها، وضرورة التوسع في دخول أنشطة أخرى مساعدة مثل ما تم في إنشاء مصانع الفلنكات والدخول في تنفيذ مشروعات بقطاعات أخرى إلى جانب مشروعات قطاع الطرق والكباري ، وكذلك المشاركة في تنفيذ مشروعات البنية التحتية في قطاعات أخرى بالدولة والتوسع في فتح مجالات عمل للشركة خارج مصر خاصة في افريقيا والدول العربية بالإضافة الى ضرورة التأهيل والتدريب المستمر للمهندسين والفنيين و الصيانة الدائمة والمستمرة للمعدات والأجهزة الحالية بالشركة القابضة والشركات التابعة لها لضمان جاهزيتها دوماً وكذلك التدعيم المستمر للشركات بأحدث المعدات والأجهزة مع ضرورة قيام رئيس الشركة القابضة لمشروعات الطرق والكباري والنقل البري بعقد الاجتماعات بصفة مستمرة مع الشركات التابعة ومتابعة خطط تنفيذ المشروعات التي تنفذها الشركات والاهتمام بضرورة التنفيذ في المواعيد المحددة بالعقود دون تأخير وكذلك بحث أي عقبات والعمل على حلها حتى لا تتأثر خطط التنفيذ .