إيران والحوثيون.. كيف يمكن مواجهة مصائر وطموحات متشابكة؟
تاريخ النشر: 18th, February 2024 GMT
عبر تدابير أمنية وتمكين سياسي للجهات المحلية السلمية، يمكن مواجهة محور إيران والحوثيين، وهو تحالف متشابك المصائر والطموحات الإقليمية، وفقا لفاطمة أبو الأسرار، وهي باحثة غير مقيمة في "معهد الشرق الأوسط بواشنطن" (MEI).
وأضافت أبو الأسرار، في التحليل الذي ترجمه "الخليج الجديد"، أن "العلاقة بين الحوثيين وإيران أصبحت عميقة؛ مما أدى إلى تشابك مصائرهم وطموحاتهم الإقليمية، وهنا يكمن المفتاح لصياغة استراتيجيات واقعية وراسخة لتحقيق السلام في مشهد لا يمكن إنكار وجود المحور الحوثي-الإيراني فيه".
وتابعت: "على هذا النحو، يعد اتخاذ موقف متوازن تجاه الحوثيين أمرا ضروريا، مع الاعتراف بتعقيد مشاركتهم في الصراع اليمني والتداعيات الجيوسياسية الأوسع، ولا ينبغي لهذا النهج أن يقلل من تأثيرهم أو أن يرد بطريقة يمكن أن تؤدي إلى تصعيد التوترات دون داعٍ".
وأردفت أنه "في حين أنه من الضروري التدقيق في العوامل التي قد توفر الدعم للحوثيين، ولاسيما عبر أخذ زمام المبادرة في منع الخسائر الكارثية في الأرواح البشرية في غزة، فمن الأهمية أيضا محاسبة إيران والحوثيين على المساهمة في الصراع والمعاناة في اليمن".
اقرأ أيضاً
هل يتوسع الحوثيون أم يواجهون معركة لاستعادة الحديدة؟
نهج مزدوج
و"لتحقيق هذه الغاية، ينبغي اتخاذ إجراءات أكبر لتمكين الجهات الفاعلة المحلية الملتزمة بالحل السلمي في اليمن والمنطقة، وهو ما ينطوي على تقديم الدعم لعمليات الحوار الشامل وتعزيز قدرة المجتمعات المحلية"، كما زادت أبو الأسرار.
وأضافت أنه "من خلال تعزيز شرعية وفعالية الجهات الفاعلة المحلية المعارضة لأساليب الحوثيين العنيفة، يمكن للمجتمع الدولي أن يساعد في خلق بيئة أكثر ملاءمة للتوصل إلى حل سياسي".
واستطردت: "كما أن معالجة المظالم المشروعة بين السكان اليمنيين، مثل الصعوبات الاقتصادية والحرمان السياسي وعدم الوصول إلى الخدمات الأساسية، يمكن أن تقلل من جاذبية خطاب الحوثيين وتقويض قاعدة دعمهم".
وشددت على أن "هذا النهج المزدوج للتدابير الأمنية والتمكين السياسي يوفر طريقا لاحتواء نفوذ الحوثيين تدريجيا مع إرساء الأساس للاستقرار طويل المدى في اليمن والمنطقة".
اقرأ أيضاً
هل يتوسع الحوثيون أم يواجهون معركة لاستعادة الحديدة؟
تأثير إقليمي ودولي
أبو الأسرار قالت إن "تأثير الحوثيين على السياسة الإقليمية والدولية يؤكد على الحاجة الملحة للتصدي بفعالية للتحديات التي يمثلونها".
وأضافت أن "قدرتهم على تعطيل طرق الشحن العالمية وأسواق الطاقة، وخاصة من خلال الهجمات على حركة المرور البحرية في البحر الأحمر، أجبرت الشركات على إعادة توجيه حركة المرور، ورفع تكاليف الشحن، مما أدى إلى انخفاض كبير في حجم الشحن".
واعتبرت أن "العلاقة بين الحوثيين وإيران، رغم أنها تقدم مزايا استراتيجية وعسكرية للحوثيين، إلا أنها تخدم في الغالب طموحات إيران الإقليمية الأوسع".
وتابعت أن "دعم إيران يضع الحوثيين ضمن محور المقاومة ضد المصالح الغربية والإسرائيلية؛ مما قد يؤدي إلى تورط الحوثيين في صراعات بعيدة المدى، وهو ما يستنزف الموارد ويقلل التركيز على أهدافهم الرئيسية في اليمن".
ومضت قائلة إن "التحالف بين إيران والحوثيين، الذي اجتذب تدقيقا دوليا متزايدا وزاد من عزلة الحوثيين، أدى إلى تعقيد موقفهم ومصالحهم على المدى الطويل".
ومنذ 12 يناير/ كانون الثاني الماضي، أطلقت الولايات المتحدة والمملكة المتحدة عملية عسكرية ضد الحوثيين عبر شن غارات على مواقع للجماعة في اليمن، ردا على استهدافها سفن شحن تجارية في البحر الأحمر مرتبطة بإسرائيل؛ رفضا لحربها المستمرة على غزة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
اقرأ أيضاً
استهداف 34 سفينة.. الحوثيون يعلنون حصيلة هجماتها منذ بدء حرب غزة
المصدر | فاطمة أبو الأسرار/ معهد الشرق الأوسط بواشنطن- ترجمة وتحرير الخليج الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: الحوثيون إيران تحالف تأثيرات تدابير أمنية غزة فی الیمن
إقرأ أيضاً:
اليمن في مواجهة (إسرائيل وأدواتها)
كشفت تصريحات وزير حرب كيان العدو الصهيوني السابق أفيغدور ليبرمان المتعلقة بطريقة الرد على عمليات الإسناد التي تقوم بها القوات المسلحة اليمنية لإخواننا في قطاع غزة عن نقاط مهمة هي في الحقيقة متوقعة وغير مستبعدة من قبل السلطات في صنعاء فيما يتعلق بتحريك أدوات العدوان وأذرعه واستخدامهم كورقة ضغط عليها من أجل إجبارها على إيقاف عمليات الدعم والإسناد لغزة بعد أن عجز الكيان المؤقت ومن خلفه الشيطان الأكبر وحليفتها بريطانيا عن ذلك .
ليبرمان قال في تصريحاته ما نصه (يجب ألا ننتظر الصاروخ الباليستي التالي الذي سيطلقه الحوثيون، يجب مهاجمة جميع البنى التحتية للطاقة الموجودة تحت تصرفهم، يجب تدمير جميع الموانئ البحرية وخاصة ميناء الحديدة، وتدمير جميع الأرصفة الأخرى، حتى الرصيف الأخير، يجب تدمير جميع المطارات ومهابط الطائرات والمدارج، يجب تدمير كل هيكل مرتبط بنظام الحوثيين، بالإضافة إلى ذلك، يجب التواصل مع الحكومة اليمنية المتمركزة في عدن، ومع الجماعات المسلحة الأخرى، يبدو أن هناك ما لا يقل عن ثلاث أو أربع جماعات أخرى، ويتم تزويدها بالتمويل والأسلحة، ويجب أن ينشغل الحوثيون ببقائهم داخل اليمن وليس بشن هجمات على إسرائيل ) هذه تفاصيل المخطط الإسرائيلي والمؤامرة المشتركة مع أمريكا وبريطانيا والتي يراد لأدواتهم التحرك على ضوئها في المرحلة الراهنة .
ولا غرابة فما تحدث به ليبرمان سبقه إليه المرتزق عيدروس الزبيدي عضو ما يسمى بمجلس القيادة الرئاسي المعين من الرياض والذي ينصب نفسه رئيسا لما يسمى بدولة الجنوب العربي خلال فترة رئاسة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب عقب موجة التطبيع مع الكيان الصهيوني التي جاءت تحت مسمى صفقة القرن والذي أكد بأنه لا يرى أي مانع في الدخول في علاقات مع كيان العدو الإسرائيلي، وقبله المدعو خالد اليماني وزير خارجية شرعية الفنادق الأسبق الذي جلس مع النتن ياهو ومسؤولين صهاينة وعبر عن سعادته بذلك ورأى بأنه من الطبيعي الاعتراف بإسرائيل كدولة باعتبار ذلك أمرا واقعيا حد زعمه، وقس على ذلك بقية المواقف والتوجهات الصادرة عن العديد من السياسيين والناشطين والحقوقيين والإعلاميين المحسوبين على تيار العمالة والخيانة والارتزاق بشقيه السعودي والإماراتي والذين يقفون إلى صف الصهاينة في عدوانهم على غزة، ويظهرون مرونة فيما يتعلق بالتطبيع مع هذا الكيان والاعتراف به، ولا يرون في ذلك أي ضرر أو خطر على القضية الفلسطينية ولا على الأمة، حيث يرون بأن مصدر الخطر هو إيران دون غيرها تماشيا مع النظرة والتوصيف الإسرائيلي .
وهنا وفي ظل النزعة السايكوباتية العدائية الإجرامية الإسرائيلية تجاه إخواننا في قطاع غزة والمصحوبة بحالة خذلان عربي وإسلامي ودولي، لم يعد من خيار لدى القيادة والشعب والقوات المسلحة اليمنية غير المضي في معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس نصرة لغزة وأهلها، ولا يمكن رفع الراية البيضاء وإعلان الاستسلام لهذا الكيان الإجرامي مهما حصل، ولن يجدي رهان الصهاينة على المرتزقة نفعا في محاولة إثناء اليمن عن القيام بواجبها الديني والأخلاقي والإنساني، ومن الغباء التعويل على المرتزقة في تحقيق انتصار عسكري أو إنجاز أمني عجزت عن تحقيقه حاملات الطائرات الأمريكية والمدمرات فائقة الدقة، وإذا ما انساق المرتزقة خلف الإغراءات الإسرائيلية فإنهم بذلك يضعون أنفسهم في دائرة الاستهداف المباشر باعتبارهم جبهات تابعة للعدو الصهيوني، وسيتم التعامل معهم بنفس الطريقة والأسلوب في الردع، وفي كل الأحوال لن تتوقف جبهة الدعم والإسناد لغزة، بل ستزداد وتيرة عملياتها، وتتوسع وسيسهم ذلك في تخلي الكثير من المغرر بهم عن الالتحاق بصفوف الصهاينة اليمنيين، وسيسارعون للانضمام إلى الجبهة الوطنية المناهضة لإسرائيل والمساندة لغزة .
بالمختصر المفيد، نتحدى إسرائيل نصرة ودعما وإسنادا لغزة، نتحداها بفضل الله وعونه وتأييده، ولن ينفعها الجواسيس ولا المرتزقة، بإمكانها أن تتفادى عمليات اليمن النوعية داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة بإيقاف العدوان وإنهاء الحصار على غزة، وهي مسألة بسيطة وليست معقدة، إذا ما أرادت لسفنها الملاحة بأمان، ولمستوطنيها السلامة من صاروخ فلسطين 2اليماني الفرط صوتي، وطائرة يافا المسيرة اليمانية العابرة للحدود .
قلت قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ووالدينا ووالديكم وعاشق النبي يصلي عليه وآله.