????الشهيد لقمان بابكر : مسيرة الصادقين في طلب الشهادة
من قرية أبوسليم غرب #الدامر، من ذلك التاريخ الضارب في البعيد تخرج لقمان بابكر محمد، ومن صغره تشرب أنفاس التلاوة وعبق الترتيل في الخلاوي وعلي ضفاف نهر النيل، وهامت روحه مع الهائمين في حلق الذكر ما بين مدائح المجاذيب، ودروايش القادرية في كدباس.
درس مع رصفائه المراحل الدراسية ولم ينس حظه من تراث أهله حيث النخوة والشجاعة وجماع المكرمات والفضائل، فنهل من تلك الصفات وتشربت روحه بقيم الخير والمروءة، وتلك سيرة باذخة يحفظها أهل تلك الديار ويفاخرون بها ويتربى عليها الناشئة فتجري في دمائهم، ولما كانت منطقة الدامر جامعة لكل تلك الحضارات فقد كان للشهيد لقمان نصيب من التعلم والتثقف والفهم، فهو يقينا قرأ أشعار وكتب العلامة عبد الله الطيب وقريبه محمد المهدي وقطعا حفظ قصائد الشاعر عكير الدامر.


نشأ الشهيد لقمان من تلك البيئة متوقد الذكاء صاحب بصيرة نافذة ونفس أبية فكان من الاذكياء النابهين في كل مراحل الدارسة حتي تخرج الثاني علي دفعته بالكلية الحربية، كما كان متقدما في كل أمر ومهمة وكأنه يردد مع الشاعر.
اذا قيل من فتي خلت أنني عنيت *** فلم أكسل ولم أتبلد
فكان شاعرا وأديبا ومتحدثا لبقا واجاد اللغة الإنجليزية، ثم تعلم في مرحلة لاحقة اللغة العبرية ولعله كان يحدث نفسه بأمر كبير من خلال هذه اللغة، وظل واحدا من الضباط المتميزين خلقا وعلما وانضباطا حتى دخلت البلاد في جحيم الصراع الأخير هذا.
كان الشهيد لقمان في عند اندلاع الحرب في دورة الأركان، وكان يمكنه أن يكون بعيدا، إضافة إلا أن زوجته كانت مريضة وتحتاج الي العناية والمرافق خارج السودان، لكنه لم يفكر في كل ذلك وقد وضع وطنه وقومه نصب عينيه، واستشعر واجب الجندية ونداء اخوته في الخنادق، فانضم إليه داعما بكل ما تعلم من الفنون والمهارات العسكرية.
قاد الشهيد لقمان حملة توصيل الدعم إلي سلاح المهندسين بعد حصار طويل ظل الجند خلف الخطوط في حاجة للدعم، وكانت تلكم المهمة صعبة التحقيق نسبة لتربص الأعداء وقناصتهم، لكن كل ذلك لم يثنى من عزم القائد البطل فتوكل علي الله وودع زملاءه وقام بالمهمة حيث أوصل الدعم لكنه استشهد جراء الإصابة وصعدت الروح الطاهرة إلي بارئها لتلحق بركب الشهداء الصادقين الذين كانت الشهادة واحدة من أحلامهم بل أكبر أمنياتهم.
ترك الشهيد زوجة تعاني من المرض وترك أطفالا في مطلع العمر، ثم ترك أما صالحة صابرة هي الحاجة ست الناس عمر عبد العزيز، ومثلما أنشأت ابنها علي الفضائل فقد احتسبته شهيدا وصبرت علي مصيبة الفقد وهي تعلم تماما فضل الشهداء لهذا ظلت تقابل جموع المعزيين بثبات وايمان مرددة (أن مثل لقمان لا يبكون عليه)
اللهم تقبله عندك مع الشهداء والصالحين وأخلفه في عقبه بالخير وأصلح حال البلاد.
#الشهيد_الرائد_لقمان_بابكر أول من دخل المهندسين عنوه ????

????د. علي الكرار هاشم محمد

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

إيران اليوم ليست كما كانت

30 أبريل، 2025

بغداد/المسلة:

وليد الطائي

في عالم تحكمه موازين القوى لا المبادئ، تتجلى المفاوضات الأمريكية الإيرانية كصورة حيّة للصراع بين مشروعين: مشروع الهيمنة الغربية، ومشروع الاستقلال والسيادة الذي تمثله الجمهورية الإسلامية في إيران.

منذ انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي عام 2018، بدا واضحًا أن واشنطن لا تبحث عن حلول دبلوماسية حقيقية، بل تسعى لفرض شروطها عبر سياسة “الضغط الأقصى”، ظنًا منها أن الحصار الاقتصادي سيُجبر إيران على الركوع. لكن الجمهورية الإسلامية، بقيادتها الحكيمة وموقفها الشعبي الصلب، أثبتت أن الكرامة الوطنية لا تُشترى، وأن السيادة لا تُفاوض عليها.

إيران… ثبات في الموقف لا يُكسر

إيران لم ترفض التفاوض كمبدأ، بل رفضت أن تكون المفاوضات غطاءً للابتزاز. دخلت طاولة الحوار من موقع القوي، لا الخاضع، وأكدت مرارًا أن أي اتفاق لا يضمن مصالح الشعب الإيراني ويرفع العقوبات الجائرة بشكل فعلي ومضمون، فهو مرفوض.

لم تكن إيران يومًا الطرف المتعنت، بل الطرف الذي يلتزم بالاتفاقات، كما أثبتت الوكالة الدولية للطاقة الذرية مرارًا. أما الطرف الذي نكث عهده وخرق القانون الدولي، فهو الولايات المتحدة، التي انسحبت من الاتفاق دون أي مبرر قانوني، متجاهلة كل التزاماتها الدولية.

أمريكا… سياسة ازدواجية في الرداء الدبلوماسي

تتناقض الولايات المتحدة في مواقفها: تفاوض من جهة، وتفرض عقوبات وتصعّد في المنطقة من جهة أخرى. تحاول واشنطن استخدام أدوات الحرب النفسية والإعلامية والمالية لإجبار إيران على تقديم تنازلات. لكن هذه الأساليب فشلت أمام “الصبر الاستراتيجي” الإيراني، الذي لم يكن خنوعًا، بل حسابًا دقيقًا للردع، والقدرة، والتوقيت المناسب.

المعادلة تغيّرت… وإيران لاعب إقليمي لا يُتجاوز

إيران اليوم ليست كما كانت قبل عشرين عامًا. أصبحت قوة إقليمية ذات نفوذ سياسي وأمني، وصاحبة حلفاء استراتيجيين في محور المقاومة من لبنان إلى اليمن. هذا العمق الجيوسياسي جعل من طهران رقماً صعبًا في أي معادلة تخص المنطقة، وجعل من واشنطن مجبرة على التفاوض، لا منّة منها بل اعترافًا بواقع جديد.

مفاوضات على قاعدة الندّية لا التبعية

إن الدعم لإيران اليوم، هو دعم لمشروع السيادة في وجه الغطرسة، ودعم لحق الشعوب في امتلاك قرارها ومقدّراتها. فكما رفضت إيران أن تتحول إلى دولة وظيفية خاضعة، أثبتت أن الكرامة قد تُحاصر، لكنها لا تُهزم.

المفاوضات ستستمر، لكن من موقع قوة متكافئة، لأن إيران أثبتت أن من يملك الإرادة… لا يساوم على كرامته.

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author زين

See author's posts

مقالات مشابهة

  • وكيل وزارة النفط الاستاذ علي معارج البهادلي يقدم التعازي إلى سماحة السيد مقتدى الصدر وأسرة آل الصدر ألكرام ومحبي السيد الشهيد.
  • ذياب بن محمد يقدم واجب العزاء في وفاة والدة الشهيد إسماعيل عبدالقادر الملا
  • تحديد موعد إمتحانات الشهادة السودانية دفعة 2024
  • ذياب بن محمد بن زايد يقدم واجب العزاء في وفاة والدة الشهيد إسماعيل عبدالقادر الملا
  • بالفيديو .. إعلان نتيجة إمتحانات الشهادة السودانية وإسراء أحمد حيدر الأولى بنسبة 97.1 بالمائة
  • بطائرات مسيرة .. تصعيد إسرائيلي جديد ومأساة إنسانية تتفاقم بغزة فيديو
  • ارتفاع عدد الشهداء الفلسطينيين إلى 51.400 شهيد
  • إذا كانت فيك هذه الصفة فلا تتعجبي من صمت زوجك!
  • إيران اليوم ليست كما كانت
  • محافظ الغربية يهنئ ابنة الشهيد العميد مالك مهران بزفافها