د. تقية فضائل
أنشأت دويلةُ الإمارات وَالسعوديّة والأردن جسرًا بريًّا تمُدُّ به الكيان الإسرائيلي المجرم بما يحتاج من السلع بعد أن حاصرته اليمنُ في البحر الأحمر ومنعت سفنَه أَو أيةَ سفن تحملُ له السلعَ من المرور من باب المندب حتى يوقفَ عدوانه الحاقد على غزة ويفك الحصار ويسمح بدخول الغذاء والدواء.
قيامُ الدول المطبِّعة بمد الجسر البري للكيان فضيحةٌ مدويةٌ للأنظمة العميلة المنبطحة وَدليلٌ على تجرُّدِها من الإنسانية وَإفلاسها الأخلاقي والقيمي وغبائها السياسي وَالمخالفة الصريحة للتوجيهات الإلهية ونذكرهم بقوله تعالى: (وَمَا لَكُمْ لَا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَٰذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ وَلِيًّا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ نَصِيرًا، الَّذِينَ آمَنُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، وَالَّذِينَ كَفَرُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ فَقَاتِلُوا أَوْلِيَاءَ الشَّيْطَانِ، إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا).


فبدلًا عن مساندةِ إخوتهم في غزةَ الذين تربطهم بهم روابط الدين والأخوة وَالجغرافيا والمصالحُ المشتركة والأمن القومي المشترك، وبدلًا عن مبادرتهم بإعلان الجهاد -كما أمرهم الله- نجدُهم يفاجئون العالم كله بموقفهم المخزي وصمتهم المريب على ما يحدث من إبادة جماعية للشعب الفلسطيني، وهو ما استنكرته جميعُ شعوب العالم الحرة التي حرّكتها الإنسانيةُ والضمائر الحية؛ فهي تتظاهرُ بشكل شبه يومي للضغط على حكوماتها لإيقاف المجازر المروِّعة.
ولم تكتف حكوماتُ الخزي بخِذلانِ غزةَ والصمتِ المريب الذي يشي برضاهم عما يحدُثُ من تصفية شعبٍ بأكمله وقضية ومظلومية تطاول عليها الزمن؛ فها هم يتوجّـهون لمساندة الصهيوني والأمريكي المجرم الحاقد بكل الوسائل؛ فيسمح له الأردني باستخدام مطاراته لمهاجمة غزة ويورد الخضار (البندورة) لسوق الكيان لتعويض النقص، أما النظام الإماراتي فهو الذي يدعم الكيان بكل ما يستطيع بطيرانه الحربي وعلاج الجرحى الإسرائيليين!! وَيحرص على إيصال الوجبات الطازجة لجيش الاحتلال!!، ومن أراضيه المحسوبة على بلاد العروبة والإسلام تنطلقُ الشاحنات محمَّلَةً بكل ما يحتاجه الصهاينة عبر الجسر البري المتجه إلى أرض الحرمين التي تعترض بمنظومتها الصواريخ اليمنية المتجهة لموانئ الكيان الإسرائيلي! ومنها إلى المملكة الأردنية “الهاشمية” لتصلَ إلى الكيان المحتلّ بكل ما لذ وطاب من المأكولات! بينما إخوتُنا في غزة بلا أمن ولا دواء ولا ماء ولا غذاء حتى علف الحيوانات الذي اضطروا لأكله نَفِدَ وهم يموتون جوعًا بكل ما تعنيه هذه الكلمة من معنى، خَاصَّة الأطفال.
والله إنه لَيعجَزُ العقلُ عن فهم ما يقومُ به هؤلاء القوم الحمقى وَدوافعهم، ولكن القرآن قد كشف لنا نفسياتهم وَحقيقتهم فقال سبحانه وتعالى (فترى الذين في قلوبهم مرض يسارعون فيهم يقولون نخشى أن تصيبنا دائرة، هم يومئذ أقرب للكفر منهم إلى الإيمان) هم من مرضت قلوبهم بالنفاق والجبن وَالذلة وضعف الإيمان بالله؛ فسارعوا للعدو يرتمون في أحضانه وَيلتمسون عنده الأمنَ والعزة وهيهات لهم ذلك؛ فهم لم يعتبروا من التاريخ ولم يعوا تحذيرات المولى -جل ثناؤه – في كثير من آياته من هذا العدوّ الحاقد الحاسد الشيطاني الولاء والهُــوِيَّة.
ألا يعلمون أن الصهاينةَ يطمحون إلى الهيمنة على العالم كله وبداية ببلدانهم؟! فإن تمكّنوا من القضاء على المقاومة في فلسطين سيكونون هم الأهدافَ القادمة؛ لأَنَّه يسعى لإنشاء دولة “إسرائيل الكبرى” التي ستنكل بالبشرية جمعاءَ، وأولها العرب والمسلمون.
ولا يسعنا إلا أن نقول: اللهم لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا، واغفِرْ لنا وارحمْنا، أنت مولانا فانصُرْنا على القوم الكافرين.
++++
الشهيدُ «الصمّاد».. منصبٌ شاغِر وحضورٌ متجدِّد
فاضل الشرقي
ربطَتْني بالرئيس الشهيد «الصّماد» علاقةُ عمل وإخاء قوية ومتينة منذ بداية التعرُّف عليه حتى تاريخ استشهاده على النحو الذي بيَّنته في مقالٍ سابقٍ بُعَيدَ استشهادِه بعنوان: «الرئيسُ الصماد والمحاربون القدامى» فقد كان له مميزاتٌ إيجابيةٌ ومهمةٌ في شخصه ورؤيته وفِكره ووعيه، ومستوى النفوذ والضبط والكاريزما التي تمتَّعَ بها، والحضور الواسع في كُـلِّ ميادين العمل من صعدةَ، وُصُـولاً إلى رئاسة المجلس السياسي الأعلى وحتى استشهاده، حَيثُ تميز بالأخلاق العالية، بالنجاح، بالتواضع، بالإحسان، بالنشاط العالي، بالأداء الفاعل، بالعطاء المُستمرّ، لا يعرفُ الكللَ والملل سواء في عمله الجهادي أَو في عمله

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: بکل ما

إقرأ أيضاً:

مواكب العار.. الكتائب: نرفض ترهيب اللبنانيين في المناطق الآمنة

 عقد المكتب السياسي الكتائبي اجتماعه برئاسة رئيس الحزب النائب سامي الجميّل وبعد استعراض التطورات الميدانية التي أعقبت تمديد مهلة وقف إطلاق النار.

ورفض المجتمعون في بيان، بشدة "ترهيب اللبنانيين في المناطق الآمنة لتوجيه الرسائل، سواء إلى رئيس الحكومة المكلف أو إلى رئيس الجمهورية، ويدين الاستفزازات اليومية التي تشهدها أكثر من منطقة، من الجنوب إلى بيروت إلى جبل لبنان من خلال مواكب العار المصحوبة بشعارات طائفية وإطلاق النار العشوائي، والتي تهدد السلم الأهلي وتزعزع الاستقرار وتؤدي إلى تهريب الوعود بالاستثمارات وقد بدأت البوادر تظهر اليوم".

وطالب الحزب "الأجهزة الأمنية والقضائية بتحمل مسؤولياتها ووضع حد لهذه الممارسات التي تؤجج النعرات وتدفع البلاد نحو فوضى لا يريدها إلا العقل المريض الإلغائي".
 
كما طالب المكتب السياسي ب "تشكيل الحكومة، بناء على المشاورات الدستورية بين الكتل السياسية والرئيس المكلف. ويحذر من أي شروط أو امتيازات قد تمنح لأي فريق، خصوصا تلك المرتبطة بمفاتيح التعطيل التي أرساها اتفاق الدوحة وممارسات السنوات الماضية، مثل توقيع وزير المالية، أو الاستئثار بالتمثيل المذهبي واحتكاره، أو التهديد بالثلث المعطل. وقد أثبتت التجارب أن هذه الأدوات التعطيلية أدت إلى شلل المؤسسات، وعرقلة التحقيقات في انفجار المرفأ، والإطاحة بالحكومات، والانقلاب على نتائج الانتخابات، لذا، نطالب الرئيسين عون وسلام بعدم الرضوخ للعرقلة الفاضحة والمزمنة، وندعو إلى إشراك الجميع على قاعدة المساواة تحت سقف الدستور والقانون لأن اللبنانيين يتطلعون إلى مرحلة جديدة من العمل الجاد والمسؤول لإنقاذ البلاد".
 
وشدد الحزب على أن "أي محاولة من حزب الله لاستعادة اعتباره بعد إخفاقاته السياسية والعسكرية، سواء من خلال الضغوط الإعلامية أو الاعتداء على الحريات العامة، مرفوضة تمامًا، وآخرها الاعتداء بالضرب على فريق المؤسسة اللبنانية للإرسال بعد اعتداء مماثل طاول فريق "الأم تي في"، فالإعلام يحمل رسالة الحرية وواجب نقل الحقيقية ومواكبة عودة الجنوبيين إلى قراهم"، مؤكدا "تضامنه الكامل مع المؤسسات الإعلامية والعاملين فيها، ويعتبر أن الضمانة الحقيقية لاستعادة اعتبار حزب الله تكمن في العودة إلى الدولة والالتزام بالقوانين، وليس بالخروج عنها أو استفزاز المؤسسات والمواطنين".

مقالات مشابهة

  • الجيش الإسرائيلي يقتحم منازل ويستدعي أهالي الأسرى المقرر الإفراج عنهم اليوم
  • ضابط كبير يكشف التحدي الحقيقي الذي يواجه الجيش الإسرائيلي
  • إعلامي أمريكي بالرياض: المملكة ليست التي كنا نقرأ عنها بالأخبار إنها مختلفة تمامًا .. فيديو
  • تنبؤات قاتمة .. 5.8 مليون شخص يموتون في أوروبا بحلول 2099 ..ما السبب؟
  • نائب المنيا : نتضامن مع القيادة السياسية في موقفها الرافض لتهجير أهالي غزة
  • مواكب العار.. الكتائب: نرفض ترهيب اللبنانيين في المناطق الآمنة
  • الثورة الرأسمالية التي تحتاجها إفريقيا
  • رسالة من حزب الله إلى أهالي الجنوب والعدو.. إليكم ما جاء فيها
  • رسالة من حزب الله إلى أهالي الجنوب.. إليكم ما جاء فيها
  • بالفيديو .. تزامناً مع عودة أهالي شمال غزة وتفكيك محور نتساريم .. نتنياهو في جلسة محاكمة جديدة على قضايا الفساد التي تلاحقه