البوابة نيوز:
2025-05-02@16:55:25 GMT

الحوار هو الحل (8)

تاريخ النشر: 18th, February 2024 GMT

انتهينا في مقالنا السابق إلى أن هناك رأيا ثانيًا يرى أن صورة المرأة ووضعيتها الثقافية في المخيلة الشعبية العربية، والمصرية خاصة، إيجابية، وليست مضطهدة على نحو ما يذهب أصحاب الرأي الأول. واستعرضنا تأكيد أصحاب هذا الرأي لموقفهم من خلال بعض الأمثال الشعبية التي تدعم هذا الرأي. واستكمالا لهذا التأكيد، نستعرض بعض الأغاني الشعبية، كما في أغاني هدهدة الأطفال، التي تبرز صورة مناقضة لتلك التي سبق استعراضها، فتقول الأغنية:

لما قالوا دا غلام

قلت يا ليلة ضلام

أكبره وأسمنه

وتخطفه مني النسوان

***

ولما قالوا دي بنية

قلت يا ليلة هنية

تكنس لي وتطبخ لي

وتملالي البيت ميَّه

وقد يقول قائل: هل ينحصر دور المرأة في مجرد ملء المياه؟ وترتبط الإجابة بضرورة العودة إلى السياق الاجتماعي والثقافي المنتج لهذه الأغنية، ذلك السياق الذي كان تتعذر في القرى الحصول على مياه الشرب.

 

ومن ذلك أيضا ما ورد في إحدى الأغاني الشعبية البدوية، ردًا على معايرة أم الصبيان لأم البنات:

ما تفرحيش يا أم الوليد          بكرة بنتي تاخده (تتزوجه)

تبني عليه بيتين كبار            وتاخد خيره وتاخده

ولعل أكبر عمل أدبي انتصر للمرأة العربية يتمثل في سيرة الأميرة ذات الهمة، تلك السيرة الشعبية التي تعد أول عمل أدبي في التاريخ الأدبي، في حدود علمي، يتم تخصيصها كاملًا للحديث عن بطولات المرأة وأدوارها الاجتماعية. ويرتبط بهذا، أيضا، صور المرأة العربية الإيجابية في السير الشعبية الأخرى. ففي سيرة عنترة، نجد شخصية زبيبة وعبلة، وفي سيرة الزير سالم نجد شخصية اليمامة، وفي السيرة الهلالية نجد شخصيات نسائية مهمة مثل: خضرة الشريفة والجازية وريا وشيحة ودوابة ابنة الخفاجى عامر، وسعدة ابنة الزناتي خليفة. 

وفي مجال الحكايات نجد حكايات شعبية كثيرة تنتصر للمرأة العربية، منها حكايات الليالي العربية، ومنها كذلك الحواديت، كحدوتة السبع بنات والسبع صبيان، التي تنتصر فيها -رمزيا- أصغر البنات على أكبر الصبيان من أبناء عمها، عندما خاضت منافسة ضده. وهو ما نلمسه كذلك في حدوتة بنت الحطاب وابن السلطان. فما أكثر النماذج الشعبية التي تؤصل لمكانة عربية متميزة للمرأة.

كل ما سبق يؤكد أن العقلية تنتصر للمرأة العربية، وتدرك طبيعة أدوارها الاجتماعية والثقافية والتربوية، وليس صحيحا ما يزعمه أصحاب الرأي الأول، ممن يرون أن الأدب الشعبي العربي اضطهد المرأة، ونزعها حقوقها، ذلك لأنهم نزعوا النصوص الشعبية التي دللوا بها على رأيهم، من سياقاتها الاجتماعية. كما إنهم ركزوا على السلبي منها، متجاهلين النصوص الشعبية الإيجابية. وأود أن أختم، بأنه في حالة وجود صور سلبية للمرأة العربية في الأدب الشعبي العربي، مع عدم قناعتي بهذا الرأي، فهناك ثلاث حقائق مهمة، أن:

١- هذه الصور  السلبية ليست قاصرة على الأدب الشعبي دون الرسمي، فبهذا المعنى هناك صور سلبية لها في الأدبين الشعبي والرسمي. 

٢- على نحو ما استغرضنا، فهي ليست قاصرة على المرأة دون الرجل. فهناك صور سلبية لكل منهما. 

٣ - ليست قاصرة على الأدب الشعبي العربي، دون العالمي. ويكفي أن احيلك  إلى كتاب الباحثة الهولندية مينيكه شيبر: "النساء في أمثال الشعوب"، لتعرف كيف أن الأدب الشعبي العربي انتصر للمرأة العربية، مقارنة بنظيره في الآداب الشعبية العالمية. 

الخلاصة، إن الأدب الشعبي منتج اجتماعي، وبالتالي فهو صدى ظروف اجتماعية وثقافية، وبالتالي عندما لا يعجبنا نص شعبي معين، فعلينا ألا نلقي باللوم على النص أو قائله، وإنما نلوم تلك الظروف الاجتماعية والثقافية التي أنتجت مثل هذه النصوص.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: للمرأة العربیة الشعبیة التی

إقرأ أيضاً:

عباس شومان: المساواة في الميراث ظلم للمرأة وليس إنصافا لها.. فيديو

قال الدكتور عباس شومان، الأمين العام لهيئة كبار العلماء في الأزهر الشريف، إن الأزهر الشريف يبين للناس الحق ثم للناس حرية الاختيار، فالأزهر يبرئ ذمته حين يبين الحقائق ويضعها أمام الناس وكلٌ يتحمل نتيجة اختياره.

لماذا نصيب الذكر مثل حظ الأنثيين في الميراث؟.. الإفتاء تحسم الجدلرد أحمد كريمة على سعد الدين الهلالي بشأن الميراث

وأضاف شومان، خلال كلمته في ملتقى الأزهر للقضايا المعاصرة يعقد ملتقاه الأسبوعي بالجامع الأزهر للرد على المشككين حول الميراث، أن الأولى بنا جميعا أن نبتعد بالناس عن الخلاف، حول أمور لا تحتمل الخلاف أصلا، منوها بأن الشريعة الإسلامية غالبها ما يحتمل الخلاف والقليل فيها هو المحسوم واليقيني، فالميدان واسع لمن أراد البحث عن الخلاف، ولا ينبغي أن ندخل الأمور التي لا تحتمل الخلاف للأمور التي تحتمل الخلاف.

وأشار إلى أن المواريث لم يترك الله أمورها لأحد وإنما فصلها بآيات تفصيلية في إعحاز مدهش، فحسمت خمس آيات مسائل المواريث كلها.

وأوضح أن دعوى أن المرأة ظلمت في الميراث باطلة، وهل يتصور أن الله يظلم المرأة لأنه هو الذي قسم الأنصبة في الميراث؟ منوها بأن الأدلة موجودة على أن المرأة ليست مظلومة في قسمة المواريث.

وتابع: لو فرضنا تشريعا يقول بمساواة المرأة في الميراث فهذا يعني أن المساواة تكون حيثما وجدت المرأة والرجل معا، وهذه مصيبة لأن المرأة تأخذ نصف الرجل في 4 حالات فقط، وفي حالات كثيرة تأخذ أكثر منه.

وضرب عباس شومان مثلا: لو ماتت امرأة وتركت زوجا وبنتا واحدة، فللزوج الربع، والبنت النصف، وبذلك تكون حصلت على ضعف الرجل بالإضافة إلى أن لها باقي التركة، ولو تمت المساواة بين الرجل والمرأة في الميراث لظلمت المرأة في هذه الحالة.

طباعة شارك عباس شومان الأزهر الجامع الأزهر الميراث المساواة بين الرجل والمرأة تقسيم الميراث

مقالات مشابهة

  • تنفيذ برنامج تدريبي عن مسؤولية المؤسسات المناهضة للعنف ضد المرأة بالأقصر
  • أمين الفتوى: للذكر مثل حظ الأنثيين ليس ظلمًا للمرأة.. بل عدلٌ رباني
  • ختام فعاليات التدريب التفاعلي الثالث لقاضيات مجلس الدولة
  • الأمم المتحدة: النساء يشكّلن 46% من القوى العاملة الحكومية
  • "أكاديمية المرأة العُمانية" تشارك في معرض مسقط الدولي للكتاب
  • الدعم النفسي للمرأة ومواجهة التحديات الاجتماعية في مناقشات ملتقى "أهل مصر" بالعريش
  • هل تبطل صلاة المرأة إذا شاهدها رجل؟.. الإفتاء تجيب
  • قومي المرأة يهنئ محمد الإتربي لإعادة انتخابه رئيسًا لاتحاد المصارف العربية
  • قومي المرأة يهنئ الدكتورة شيماء أبو زيد لفوزها بجائزة Breakthrough في الفيزياء
  • عباس شومان: المساواة في الميراث ظلم للمرأة وليس إنصافا لها.. فيديو