بوابة الوفد:
2024-11-12@20:28:45 GMT

حمار الحكيم ولعنة «الصندوق»!

تاريخ النشر: 18th, February 2024 GMT

دفعتنى تراكيب ومتاهات المسارات الهيكلية لخبراء الاقتصاد والسياسة إلى استحضار«حمار الحكيم» ليحدثنى عن صندوق النقد الدولى، فهذا «الحمار» فيلسوف مخلص محايد، لا تعنيه مكاسب التأييد ولا يهتم بطموحات المعارضة، ويكفى ما كتبه «توفيق الحكيم» عنه، وما يتصف به من الحكمة والعلم.

وبعد نظرات الاستياء وحركات «الترفيس» التى انتابته من عملية الاستحضار، طلبت من باب تلطيف الأجواء أن نصبح أصدقاء، فرد بغضب لا يبشر بخير، وقال: من تكون كى أنزل تلك الدركات وأصاحبه؟!، تراجعت عن طلبى وأخبرته بأننى لم أقصد الإهانة بل.

..، قاطعنى فى حدة، وسألنى: ماذا تريد؟، فكان هذا الحوار.

سألته: أريد أن أفهم، بعد مفاوضات شاقة بين السادة المسئولين وأعضاء صندوق النقد الدولى، نرى مصافحات وابتسامات أشبه بفرح العمدة!، إذن فبرامج «الصندوق» فى صالحنا على عكس ما يروج له البعض.. أليس كذلك؟، أجابنى بلا تردد بأن الصندوق أشبه بالمصيدة، من يدخل فيها لا يخرج منها، ثم رد السؤال: لماذا تلجأ الدول إليه؟.. أجبته بلا تردد كما فعل: لأنه الملاذ الأخير لإنقاذ اقتصاد تلك الدول والتعافى من الأزمات التى تواجهه.

قال: وهل يفعل «الصندوق» ذلك؟!، سأشرح لك، عندما تكون هناك أزمة مثلًا فى النقد الأجنبى، تلجأ الدول إليه لتوفير السيولة المطلوبة من هذا النقد، وفى نفس اللحظة التى يُقرِضك فيها الصندوق، يقوم بوضع سياسات تعمل على إنقاص تلك السيولة التى سعيت إليها!، عن طريق إلغاء أو تخفيف ضوابط حركة النقد الأجنبى، وتحرير سوق رأس المال، وتيسير نقل أرباح الأجانب خارج البلاد، بالإضافة إلى أضرار «الأموال الساخنة» التى تهرب مع أول إحساس بالخطر، لتبدأ الدورة من جديد، وتظل حبيسًا فى تلك المصيدة.

بنفس الحدة التى بدأها قلت: بلاش كلام الكتب ده!، فالصندوق يضع الفقراء وحمايتهم ضمن أولوياته، ولا يختلف أحد على ذلك، ضحك «حمار الحكيم»، ثم هز رأسه وذيله فى استياء شديد، وقال: أنت لا تفهم، ولا أقصد الإهانة فهذه حقيقة، ألا تعرف أن شرط تخفيض قيمة العملة من برامج الصندوق؟، أجبته وأنا أكتم غضبى من صراحته وفجاجته: أعرف، ولكن تخفيض العملة ضرورة لزيادة الصادرات وجذب المزيد من الاستثمارات الأجنبية.

قال: أى صادرات أيها «المغفل»، ألا تعلم أن هذا التخفيض يعمل على تشجيع تصدير الموارد المحلية خاصة السلع والمنتجات الغذائية، فيقل المعروض منها وترتفع أسعارها، ألا تعلم أن هذا التخفيض يقابله انخفاض فى قيمة أجور العاملين، وارتفاع تكاليف الإنتاج على أصحاب رؤوس الأموال الوطنيين، ومع زيادة هذا الضغط الناتج عن ارتفاع تلك التكاليف سيكون شبح الإفلاس والإغلاق وتسريح العمال حاضراً بقوة، وتصبح هذه الأصول الوطنية فريسة سهلة للمال الأجنبى، تحت مرادفات جذابة مثل البيع والشراء والاستحواذ... وهكذا.

بصوت يتناسب مع ارتفاع حالة الغضب بداخلى: أنت لا فيلسوف ولا مخلص ولا «هباب»، وأنا أخطأت عندما استحضرتك إلى هنا، ما تلك النظرة السوداوية أيها «الحمار»، ماذا تريد أن تقول بالضبط؟!

أجابنى بهدوء رفقا بحالتى: يا عزيزى.. «الصندوق» ليس جمعية خيرية.. هذا «الصندوق» إحدى مؤسسات الهيمنة على الدول منذ إنشائه بعد الحرب العالمية الثانية، يا عزيزى هذا الصندوق يحارب الفقراء، ولا يقضى على الفقر، يا عزيزى الاستثمار فى «حمامات البخار» ومراكز «التدليك» والمضاربات لن تبنى اقتصاداً.

سكت «الحمار» قليلًا ثم تابع حديثه: اقرأ أولًا ماذا فعل هذا الصندوق بالدول التى وقعت فى شباكه وأصابتها لعنته، ستجد أن الدول التى لجأت إليه غرقت فى دوامة الديون، واتسعت فيها دائرة الفقر، ويمكن أن تفهم ذلك فقط من الإهداء الموجود فى صدر كتاب «صندوق النقد الدولى قوة عظمى فى الساحة العالمية» لـ«أرنست فولف» ترجمة د. عدنان عباس، الذى يقول إن هذا الكتاب هدية لبنى البشر فى أفريقيا وآسيا وجنوب أمريكا، الذين لا يستطيعون قراءته لأن سياسة صندوق النقد الدولى حرمتهم من الالتحاق بالمدارس.

التقطت أنفاسى ثم سألته: إذا كانت هناك تجارب ووقائع مؤكدة عن هذا «النكد الدولى»، فلماذا يؤيده البعض ويدافع عن سياساته ووصفاته باعتبارها الحل الأوحد للإنقاذ؟

بابتسامة خفيفة قال: هنا بدأت تفهم «شوية»، ابحث عن المستفيد من تطبيق سياسات الصندوق، وعن أولئك الذين شربوا علومه وثقافته، واستمر الحوار قليلًا بين قال وقلت، إلى أن وصلت إلى سؤالى الأخير.. كيف يمكن الخروج من تلك المصيدة؟ فضحك وهو يلملم أشياءه استعدادًا للرحيل وقال: أجب أنت يا صديقى؟ ثم اختفى.

فى النهاية.. الإجابة عن هذا السؤال ليست أمرًا سهلًا كما يعتقد البعض، فتبعاته الخارجية والداخلية كبيرة، وتحتاج إلى الإرادة والإيمان بقوة الاكتفاء الذاتى، والبحث عن تجارب جديدة للتعافى تتناسب معنا.. وتبقى الإجابة عن هذا السؤال لأهل العلم وأصحاب القرار، أما أنا و«حمار الحكيم» فلا حول لنا ولا قوة.

[email protected]

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: أشرف عزب صندوق النقد الدولى

إقرأ أيضاً:

هيئة المعارض المصرية تشهد إطلاق قمة الإستثمار العربي الإفريقي والتعاون الدولى

شهدت الهيئة المصرية العامة للمعارض والمؤتمرات، التابعة لوزارة الإستثمار والتجارة الخارجية، اليوم الإثنين،  إطلاق قمة الإستثمار العربي الإفريقي والتعاون الدولى، فى دورتة الـ 27 خلال الفترة من 11 إلى 15 نوفمبر الجارى  برعاية مجلس الوزراء المصرى وجامعة الدول العربية  وغرفة تجارة وصناعة  قطر ، وبحضور ممثلي 35 دولة.

ألقى اللواء شريف الماوردي رئيس مجلس إدارة الهيئة المصرية العامة للمعارض والمؤتمرات،  نيابة عن وزير الإستثمار والتجارة الخارجية المهندس حسن الخطيب، كلمة رحب خلالها بالحضور، معرباً عن سعادته بالمشاركة فى قمة الاستثمار واحتضان هيئة المعارض لها، والتي تجمع قادة من المستثمرين من العالم العربي والإفريقي.

أضاف اللواء شريف الماوردي، أن الاستثمار يعد من العوامل الرئيسية لتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية للدول، إذ يمثل التعاون بين الدول فى مجال الاستثمار آداة من الأدوات الرئيسية لتعزيز هذه التنمية المشتركة، ويعمل على تحقيق تكامل اقتصادي بين الدول.

أكد "الماوردي"، أن هيئة المعارض تلعب دورا رئيسيا لتشجيع الاستثمار وزيادة فرص التبادل التجاري بين الدول ، فهي تجمع بين الحكومات والمستثمرين والشركات فى بيئة تفاعلية متكاملة تسهم فى بناء علاقات اقتصادية بين الدول.

أضاف "الماوردي"، أن هيئة المعارض تعمل على مساندة المستثمرين المحليين لاستكشاف الفرص على مستوي المعارض والفعاليات الخارجية، وتسهيل إجراءات مشاركتهم فى كافة الفعاليات الدولية للترويج لمنتجاتهم.

تابع: أن الهيئة تخطط لتنظيم بعثات مشتركة بشكل مستمر لخدمة الاقتصاد المصري، وتيسير إجراءات منح التراخيص لكافة المعارض فى الداخل والخارج، موضحا أن الفترة المقبلة تشهد تنظيم مجموعة متنوعة من المعارض فى الخارج لخدمة كافة الأنشطة الصناعية.

أوضح رئيس الهيئة المصرية للمعارض والمؤتمرات أن الفترة الأخيرة شهدت زيادة فى إعداد المعارض الداخلية والعارضين من الشركات الوطنية وأيضا إعداد الزوار للاستفادة من العروض والمنتجات الجديدة التي يتم عرضها في المعارض التي تقام في الهيئة.

أكد "الماوردي"،  أن الهيئة يتمثل دورها فى إعداد وتهيئة المناخ لتنظيم المعارض المتعددة المجالات لجذب استثمارات جديدة فى تلك الصناعة، مشيرا الي ان الفترة المقبلة ستشهد التوسع فى تنظيم معارض دولية داخل مصر بالتعاون مع أجهزة الدولة المختلفة.

وأشاد رئيس هيئة المعارض، بقمة الإستثمار العربي والتي تتيح الفرصة أمام سيدات الأعمال العربية وتمكن المرأة من فتح فرص استثمارية أمامهم، وفتح اسواق جديدة تخدم الاقتصاد  العربي والإفريقي.

تأسيس كيان مصرى سعودي لخدمة الاستثمارات المتدفقة بين البلدين «آي صاغة»: أسعار الذهب تواصل التراجع.. والجرام يخسر 50 جنيهًا كامل الوزير: إجراءات تصحيحية لإعادة تشغيل مصنعي شركة النصر للمسبوكات

من جانب آخر قالت الدكتورة هدى يسي رئيس إتحاد المستثمرات العرب، إن قمة الاستثمار العربي الإفريقي والتعاون الدولى تمثل فرصة جيدة لتبادل الخبرات والثقافات بين الدول المشاركة.

ووجهت الشكر إلى الرئيس السيسي، لدعمة الدائم لتمكين المرأة ومساندته لسيدات الأعمال.

وأكدت أن القمة ستشهد الإعلان عن مهرجان أسوان للسلام الدولي، وطرح مجموعة من الفرص الاستثمارية فى مصر، والاستفادة من الحوافز التي أقرتها الدولة والقوانين الداعمة لقطاع الصناعة ودعم الاستثمار المباشر والغير مباشر.

فيما أشادت  ابتهاج الأحمداني رئيس منتدي سيدات الأعمال القطريات، خلال كلمتها، بأن القمة تعتبر منصة هامة لتشجيع الاستثمار وتبادل الافكار بين جميع الدول العربية والافريقية المشاركة بالحدث.

كما أكدت  سوزان موهويزى ممثلة رسمية عن جانيت موسوفينى وزيرة التعليم والرياضة حرم رئيس أوغندا، أهمية المشاركة فى قمة الإستثمار العربي واستغلالها فى فتح قنوات تواصل اقتصادية بين الدول، وزيادة سبل التعاون وضخ استثمارات جديدة.

كما أعربت تمارا فوتشيتش حرم رئيس صربيا، عن سعادتها بالمشاركة للمرة الثالثة على التوالي في مؤتمر اتحاد المستثمرات العربيات، إذ يعد تجمع لتبادل الأفكار والخبرات والمعرفة، تضم شركات متعددة الجنسيات من القطاع السياحي والصناعي وسيدات الأعمال.

وقالت إن هناك جسر من الصداقة والتعاون بين مصر وصربيا، وتم عقد شراكة إستراتيجية، تم اطلاقها أثناء  رئيس زيارة الرئيس السيسى إلى صربيا.

وفى السايق ذاته قال المستشار خميس البوزيدي مدير إدارة منظمات المجتمع المدني فى جامعة الدول العربية، خلال كلمته، أن الجامعة العربية من خلال مشاركتها فى القمة تهدف لتعزيز التعاون التجاري والاقتصادي بين الدول، و خلق فرص عمل مختلفة، وتعزيز الشراكات بين الدول.

جاء ذلك بحضور  تمارا فوتشيتش حرم رئيس صربيا،  و سوزان موهويزى ممثلة رسمية عن جانيت موسوفينى وزيرة التعليم والرياضة حرم رئيس أوغندا ، و يونيس أورتوم حرم الرئيس السابق لولاية بينو النيجيرية،  و جيلان كابينا شقيقة رئيس الكونغو وعضو البرلمان ، وغرفة تجارة وصناعة  قطر وتمثلها  السيدة ابتهاج الأحمداني عضو مجلس إدارة الغرفة  ورئيس منتدى سيدات الأعمال القطريات بالغرفة وممثلة عن سيدات الأعمال والمستثمرات بقطر، والسفيرة إلينا كليلينى النائب الأول للاتحاد النسائى الروسي ، ود. إلينا ماتفيفا رئيس قسم اللجنة التجارية والاقتصادية لروسيا ومصر، و المستشار خميس البوزيدي مدير إدارة منظمات المجتمع المدني فى جامعة الدول العربية.

مقالات مشابهة

  • الحل فى الصندوق «١»
  • محافظ البنك المركزي: مصر لم تطلب زيادة الشريحة المقبلة من صندوق النقد الدولى
  • البنك المركزي ينفي شائعات طلب مصر زيادة الشريحة المقبلة من صندوق النقد الدولي
  • عاجل.. الحكومة تكشف حقيقة طلبها زيادة الشريحة الرابعة من قرض صندوق النقد الدولى لملياري دولار
  • غدًا.. انطلاق الدورة الـ45 لمهرجان القاهرة السينمائى الدولى
  • أستاذ دراسات بيئية: مصر طرحت أفكارا في «كوب 27» كانت الانطلاقة للقمة 29
  • إطلاق قمة الاستثمار العربي الإفريقي والتعاون الدولى
  • هيئة المعارض المصرية تشهد إطلاق قمة الإستثمار العربي الإفريقي والتعاون الدولى
  • الرئيس السيسي: سنقف ضد جميع مخططات تصفية القضية الفلسطينية
  • خبير يكشف مصير الجنيه المصري الفترة المقبلة.. مفاجأة