بوابة الوفد:
2024-09-17@16:38:35 GMT

طبيب وصديق

تاريخ النشر: 18th, February 2024 GMT

الإنسان طواعية هو الذى يختار أن يبقى مخلصًا صادقًا أو أن يبقى غير ذلك وهو الذى يختار أيضاً أن يسلك طريق الخير أو الشر والطبيب لأنه من بنى البشر يسرى عليه ما يسرى عليهم وكم من أطباء سلكوا طريق الخير فأفادوا البشرية حتى يومنا هذا وكم من أطباء سلكوا طريقًا آخر انتهوا إلى أسفل سافلين وبأى حال من الأحوال سيبقى الطبيب الصديق ذو الدين «التدين الحقيقي» هو خير من يبحث عنه الناس وبأى ثمن وبأى حال من الأحوال سيبقى الطبيب ذو الدين هو الوحيد من الناس الذى سيصدُقك حين يكذّبك الآخرون والطبيب ذو الدين لا يستطيع أن يكذب بأى حال من الأحوال وهو لا يستطيع أن يكتم عنك نصيحة وهو لا ينظر إلى منفعة مادية من المريض وان كان الأجر لكل إنسان حق بالفعل ولكن الطبيب ينظر إلى النفس التى سيحاسبه الله عليها إذا أساء النصح لها.

طبيب وصديق هو الذى سيكون صديقاُ للمريض دون تكوين صداقات تقوم على المنفعة ولذلك أشار القرآن إلى لفظ الصديق بالأفراد دون غيره فى الآية 61 من سورة النور « لَّيْسَ عَلَى الْأَعْمَى حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ وَلَا عَلَى أَنفُسِكُمْ أن تَأْكُلُوا مِن بُيُوتِكُمْ أو بُيُوتِ آبَائِكُمْ أو بُيُوتِ أُمَّهَاتِكُمْ أو بُيُوتِ إخوانكُمْ أو بُيُوتِ أَخَوَاتِكُمْ أو بُيُوتِ أَعْمَامِكُمْ أو بُيُوتِ عَمَّاتِكُمْ أو بُيُوتِ أَخْوَالِكُمْ أو بُيُوتِ خَالَاتِكُمْ أو مَا مَلَكْتُم مَّفَاتِحَهُ أو صَدِيقِكُمْ لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أن تَأْكُلُوا جَمِيعًا أو أَشْتَاتًا فإذا دَخَلْتُم بُيُوتًا فَسَلِّمُوا عَلَى أَنفُسِكُمْ تَحِيَّةً مِّنْ عِندِ اللَّهِ مُبَارَكَةً طَيِّبَةً كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ» ووقف العلماؤ عند افراد الصديق دون الآخرين فوجد منهم أنه يشير إلى أن صديقك أن يكون صديق خير ويساعدك على الخير حتى وان كانوا كثرة فكلهم لابد أن بكون كذلك.

طبيب وصديق هو الذى يترجم لك الطب بصورة مبسّطة لأن الحياة بالنسبة إليه أبسط من غيره لأنه يرى من المرض ما لا يراه المريض ويعرف عن المرض ما لا يعرفه فهو مؤتمن على هذه الأمانة وهو الذى يعرف معنى الإخلاص فالطب مهنة تعلم الطبيب الإخلاص لأنها تختلف عن غيرها من المهن بالحرمات التى تتكشف أمام الطبيب دون غيره من الناس والطب لا يعطى الا كل مجتهد والمهنة لا تعطى الا بالحق فكم من طبيب اهان نفسه قبل أن يهين المهنة فلم يكسب شيئًا ولو ظن الناس ذلك وهو الذى يعرف أن أخذ الدواء دين والتداوى دين والحفاظ على الصحة دين، كما أن ترتيب الأولويات دين وعند كتابة «الروشتة» لابد أن يراعى الدين وعند إجراء عملية أو غير ذلك من الفحوصات غالية الثمن.

والصداقة من الدين وهى شيء غالى إذا عرف الناس قيمته فهى تمنع الجحود والانتهازية وأكل أموال الناس فضلًا عن حب الخير بلا حدود ويقول العارفون عن الصديق أنه ينفع وقت الضيق وهو الرفيق إذا ضللت الطريق الكلام منه رحيق مثل العقيق وتعلمه بريق بك يليق يجنبك سقوطًا سحيق ويهديك فتكون حرًا طليقًا.

استشارى القلب - معهد القلب

[email protected]

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: د طارق الخولي طريق الخير هو الذى

إقرأ أيضاً:

أشرف غريب يكتب: أعظم ما في تجربة سيد درويش

بعد عامين من رحيل خالد الذكر الموسيقار سيد درويش فى مثل هذه الأيام قبل مائة عام وعام كتب الأديب الكبير عباس محمود العقاد ينتقد حالة التجاهل التى تعرضت لها سيرة الموسيقار الراحل رغم كل ما أنجزه فى عالم الموسيقى الشرقية بينما يحظى بالاهتمام من هم دون تلك المكانة الرفيعة حيث قال:

«لو كان سيد درويش من آحاد هذه الفئة لما ليم كبير ولا صغير على إهماله، ولما لحق هذه الأمة ضير من غفلتها عن تثمين مكانته وتكميل شوطه، ولكنه رأس طائفة لم يتقدمها متقدم، وطليعة مدرسة لم يسبق لها مثيل فى تاريخ الموسيقى المصرية.. ولا أحاشى أحداً ممن اتصل بنا نبأهم فى العصر الأخير.. فضل سيد درويش -وهو أكبر ما يذكر للفنان الناهض من الفضل- أنه أدخل عنصرى الحياة والبساطة فى التلحين والغناء بعد أن كان هذا الفن مثقلاً كجميع الفنون الأخرى بكثير من أسجاعه وأوضاعه وتقاليده وبديعاته وجناساته التى لا صلة بينها وبين الحياة، فجاء هذا النابغة الملهم فناسب بين الألفاظ والمعانى وناسب بين المعانى والألحان وناسب بين الألحان والحالات النفسية التى تعبر عنها..».

نعم لقد كان سيد درويش -كما قال «العقاد»- طليعة مدرسة لم يسبق لها مثيل فى تاريخ الموسيقى المصرية، وانسحب منجزه الفنى إلى كل أشكال الإبداع الموسيقى وخاصة فن الأوبريت الذى أفرغ فيه كل طاقته وفرض أسلوبه الذى وضع به حداً فاصلاً بين الموسيقى الكلاسيكية العثمانية بكل ما بها من زخارف الصنعة وقيود القوالب الجامدة، وبين روح العصر ومقتضياته التى قادت فن الموسيقى -مبدعين ومتلقين- إلى اللحاق بركب الحياة فى القرن العشرين، وكل الذين أتوا بعده من المجددين خلال المائة عام الماضية أمثال عبدالوهاب والقصبجى ومدحت عاصم ومحمد فوزى وبليغ حمدى وعمار الشريعى هم فى واقع الحال -شاءوا أم أبوا، اعترفوا أم كابروا- امتداد له أو قبس من فنه أو بعض منه على أبسط تقدير، ولو لم يُحدث سيد درويش هذا التأثير الهائل فى موسيقانا الشرقية ربما لم يكن هؤلاء قد استطاعوا تقديم فنهم أو على الأقل وجدوا عنتاً فى الوصول بفنهم إلى الناس.

ورغم قيمة ما أنجزه فنان الشعب فى عالم الموسيقى فإن أعظم ما كان يميزه هو مصريته الصميمة التى بدت واضحة فى ألحانه، لم يعلمه أحد الانتماء للوطن، وإنما كان هو بفنه من شحذ همم المصريين واستنهض عزيمتهم وأزكى فيهم روح الانتماء منذ إعلان الحماية البريطانية على مصر وعزل عباس حلمى سنة 1914 وإطلاق الأحكام العرفية وتضييق الحريات وتحمل مصر كلفة الحرب العالمية الأولى دون أن يكون لها ناقة فيها ولا جمل، الأمر الذى أجج الإحساس بضرورة الخروج إلى الشارع رجالاً ونساء بعنصرى الأمة مسلمين وأقباطاً للمطالبة بالاستقلال تأييداً لموقف وفد سعد زغلول ورفاقه، فكانت ثورة 1919 والأحداث التى تلتها انتهاء بوفاة سيد درويش فى سبتمبر 1923 عشية عودة سعد زغلول من منفاه والشبهات التى حامت حولها وتولى «سعد» الوزارة فى كنف دستور جديد هو دستور 1923.

وهذه السنوات تحديداً هى التى شهدت درر سيد درويش الوطنية: «بلادى بلادى، أنا المصرى، قوم يا مصرى، أهو ده اللى صار»، بكل ما فيها من استنهاض للهمم وإذكاء للروح الوطنية والتنبيه بخطورة الاحتلال ومحاربة الطائفية، أضف إلى ذلك نجاحه مع بديع خيرى تحديداً ومن إنتاج نجيب الريحانى فى تطويع أغانى الأعمال المسرحية لخدمة القضية الوطنية على نحو لم تكن الدراما المسرحية قد عرفته من قبل وهو ما تجلى -على سبيل المثال- فى استعراض «أحسن جيوش فى الأمم جيوشنا» وفى غيره من أعمال فنان الشعب.

مقالات مشابهة

  • (الإجراءات الجنائية).. وإجراءات الحوار!!
  • «عمر أفندى»
  • امطار الخير في اربد هذا الصباح / فيديو
  • مستشار قانوني : محامي فتوح طلب استدعاء الطبيب الشرعي .. ودور النيابة انتهى في القضية
  • الخير هنأ بذكرى المولد النبوي
  • 100سنه.. "غنا"
  • سينما المؤلف التى غابت
  • كوارث عمر أفندى!
  • منصور بن محمد: في ذكرى مولد النبي نسأل الله أن يعم الخير والسلام
  • أشرف غريب يكتب: أعظم ما في تجربة سيد درويش