الإنسان طواعية هو الذى يختار أن يبقى مخلصًا صادقًا أو أن يبقى غير ذلك وهو الذى يختار أيضاً أن يسلك طريق الخير أو الشر والطبيب لأنه من بنى البشر يسرى عليه ما يسرى عليهم وكم من أطباء سلكوا طريق الخير فأفادوا البشرية حتى يومنا هذا وكم من أطباء سلكوا طريقًا آخر انتهوا إلى أسفل سافلين وبأى حال من الأحوال سيبقى الطبيب الصديق ذو الدين «التدين الحقيقي» هو خير من يبحث عنه الناس وبأى ثمن وبأى حال من الأحوال سيبقى الطبيب ذو الدين هو الوحيد من الناس الذى سيصدُقك حين يكذّبك الآخرون والطبيب ذو الدين لا يستطيع أن يكذب بأى حال من الأحوال وهو لا يستطيع أن يكتم عنك نصيحة وهو لا ينظر إلى منفعة مادية من المريض وان كان الأجر لكل إنسان حق بالفعل ولكن الطبيب ينظر إلى النفس التى سيحاسبه الله عليها إذا أساء النصح لها.
طبيب وصديق هو الذى سيكون صديقاُ للمريض دون تكوين صداقات تقوم على المنفعة ولذلك أشار القرآن إلى لفظ الصديق بالأفراد دون غيره فى الآية 61 من سورة النور « لَّيْسَ عَلَى الْأَعْمَى حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ وَلَا عَلَى أَنفُسِكُمْ أن تَأْكُلُوا مِن بُيُوتِكُمْ أو بُيُوتِ آبَائِكُمْ أو بُيُوتِ أُمَّهَاتِكُمْ أو بُيُوتِ إخوانكُمْ أو بُيُوتِ أَخَوَاتِكُمْ أو بُيُوتِ أَعْمَامِكُمْ أو بُيُوتِ عَمَّاتِكُمْ أو بُيُوتِ أَخْوَالِكُمْ أو بُيُوتِ خَالَاتِكُمْ أو مَا مَلَكْتُم مَّفَاتِحَهُ أو صَدِيقِكُمْ لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أن تَأْكُلُوا جَمِيعًا أو أَشْتَاتًا فإذا دَخَلْتُم بُيُوتًا فَسَلِّمُوا عَلَى أَنفُسِكُمْ تَحِيَّةً مِّنْ عِندِ اللَّهِ مُبَارَكَةً طَيِّبَةً كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ» ووقف العلماؤ عند افراد الصديق دون الآخرين فوجد منهم أنه يشير إلى أن صديقك أن يكون صديق خير ويساعدك على الخير حتى وان كانوا كثرة فكلهم لابد أن بكون كذلك.
طبيب وصديق هو الذى يترجم لك الطب بصورة مبسّطة لأن الحياة بالنسبة إليه أبسط من غيره لأنه يرى من المرض ما لا يراه المريض ويعرف عن المرض ما لا يعرفه فهو مؤتمن على هذه الأمانة وهو الذى يعرف معنى الإخلاص فالطب مهنة تعلم الطبيب الإخلاص لأنها تختلف عن غيرها من المهن بالحرمات التى تتكشف أمام الطبيب دون غيره من الناس والطب لا يعطى الا كل مجتهد والمهنة لا تعطى الا بالحق فكم من طبيب اهان نفسه قبل أن يهين المهنة فلم يكسب شيئًا ولو ظن الناس ذلك وهو الذى يعرف أن أخذ الدواء دين والتداوى دين والحفاظ على الصحة دين، كما أن ترتيب الأولويات دين وعند كتابة «الروشتة» لابد أن يراعى الدين وعند إجراء عملية أو غير ذلك من الفحوصات غالية الثمن.
والصداقة من الدين وهى شيء غالى إذا عرف الناس قيمته فهى تمنع الجحود والانتهازية وأكل أموال الناس فضلًا عن حب الخير بلا حدود ويقول العارفون عن الصديق أنه ينفع وقت الضيق وهو الرفيق إذا ضللت الطريق الكلام منه رحيق مثل العقيق وتعلمه بريق بك يليق يجنبك سقوطًا سحيق ويهديك فتكون حرًا طليقًا.
استشارى القلب - معهد القلب
[email protected]
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: د طارق الخولي طريق الخير هو الذى
إقرأ أيضاً:
التقوى.. سر مفتاح الخير ومغاليق الشر
أكد الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء ومفتي الديار المصرية السابق، أن التقوى هي مفتاح الخير ومغلاق الشر، مستشهدًا بقول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ}.
وأوضح أن التقوى تشمل أبعادًا متعددة تجمع بين الإيمان بالله، والعمل بأوامره، والاستعداد للقاء الله يوم القيامة.
مفهوم التقوى كما ورد عن سيدنا علي رضي الله عنه
وأضاف جمعة أن سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه لخَّص مفهوم التقوى بقوله: "التقوى هي الخوف من الجليل، والعمل بالتنزيل، والرضا بالقليل، والاستعداد ليوم الرحيل".
وأوضح أن هذه العبارة تحتوي على معانٍ عميقة تُجسِّد مفهوم التقوى، حيث تبدأ بالإيمان بالله والخوف منه، الذي يترتب عليه الابتعاد عن المعاصي، ثم الرضا بأقدار الله والعيش بالقليل دون تذمر، وصولًا إلى الاستعداد للحساب يوم القيامة.
أبعاد التقوى: الماضي، الحاضر، والمستقبل
وأشار جمعة إلى أن التقوى تتناول الجوانب الثلاثة الكبرى في حياة الإنسان: الماضي، الحاضر، والمستقبل. ففي الماضي، يُبرز الإيمان بالله كخالق للكون والإنسان، مع التأكيد على التسليم بإرادته، حيث قال: "الإيمان بالله يجيب عن سؤال البشرية المحير: من أين جئنا؟"
وتابع جمعة: "أما الحاضر، فهو يتصل بالعمل بالتكليف الذي أنزله الله، من خلال اتباع أوامره واجتناب نواهيه، وهذا يشمل الالتزام بالشريعة والرسالة السماوية".
الاستعداد ليوم الرحيل
وفيما يتعلق بالمستقبل، أكد أن الإسلام يوجه الإنسان للإيمان باليوم الآخر والاستعداد ليوم الحساب، لافتًا إلى أن بعض العقائد الأخرى تتبنى مفاهيم خاطئة مثل تناسخ الأرواح أو إنكار القيامة، وهو ما وصفه بالعقائد الفاسدة.
الإيمان والعمل أساس التقوى
واختتم الدكتور علي جمعة حديثه بالتأكيد على أن التقوى تجمع بين الإيمان والعمل، مشيرًا إلى قول الله تعالى: {الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ}. ودعا إلى التأمل في أبعاد التقوى والعمل بها لتحقيق الفلاح في الدنيا والآخرة.