نيكي هيلي تهاجم ترامب لصمته عن وفاة نافالني
تاريخ النشر: 18th, February 2024 GMT
هاجمت نيكي هيلي، المنافسة الوحيدة المتبقية لدونالد ترامب في الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري في الولايات المتحدة، الأحد، الرئيس السابق لالتزامه الصمت بشأن وفاة المعارض الروسي أليكسي نافالني وتصريحاته العدائية تجاه حلف شمال الأطلسي.
وقالت هيلي لقناة “أيه بي سي” الاخبارية الاميركية “حقيقة أنه لا يقول أي شيء عن نافالني، فذلك إما لأنه يقف إلى جانب (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين ويعتقد أنه من الجيد أن يقتل معارضيه السياسيين، وإما أنه ببساطة لا يعتقد أن الأمر قضية مهمة”.
وأثارت وفاة أليكسي نافالني في سجنه في المنطقة القطبية الشمالية والتي أعلنت الجمعة وظل الكرملين متكتماً حول ملابساتها، موجة من الغضب في الدول الغربية، وحمّل الرئيس الأميركي جو بايدن نظيره الروسي المسؤولية.
لكن الجمهوري ترامب، سلف الديموقراطي بايدن، والذي يسعى للعودة إلى البيت الأبيض، لزم الصمت هذا الأسبوع حيال وفاة نافالني أو روسيا أو حتى عن بوتين.
كذلك، انتقدت هيلي، السفيرة الأميركية السابقة في الأمم المتحدة إبان عهد ترامب (2017-2021) والحاكمة السابقة لولاية كارولاينا الجنوبية حيث من المقرر إجراء الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري في 24 شباط/فبراير، التصريحات “الصادمة” التي ادلى بها منافسها نهاية الأسبوع الماضي ضد آليات التضامن بين اعضاء حلف شمال الأطلسي في مواجهة موسكو.
واعتبرت المرشحة الجمهورية أن “كل ما فعله حينها كان لتعزيز (موقع) بوتين”.
وحذرت هيلي “لنذكر الشعب الأميركي بأن بوتين قال إنه بمجرد الاستيلاء على أوكرانيا، ستلحق بها بولندا ودول البلطيق (…) وهي دول في حلف شمال الأطلسي، ويضع ذلك الولايات المتحدة فوراً في حالة حرب”.
المصدر أ ف ب الوسومأليكسي نافالني الولايات المتحدة دونالد ترامب روسيا نيكي هيليالمصدر: كويت نيوز
كلمات دلالية: أليكسي نافالني الولايات المتحدة دونالد ترامب روسيا نيكي هيلي
إقرأ أيضاً:
حرب بالوكالة.. بوتين كان على حقّ
دأبت موسكو منذ ما قبل اندلاع الصراع في أوكرانيا، على التأكيد على أنّها تخوض مواجهة جيوسياسية مع أمريكا، تحولت إلى مواجهة عسكرية بسبب إصرار واشنطن على تهديد أمنها القومي بشبكات تنصّت وصواريخ حلف شمال الأطلسي (الناتو).
طوال ثلاث سنوات ونيف لم تحِد موسكو عن التشبث بهذه المقولة، وأصرّت على أنّها تقاتل أمريكا وحلف "الناتو" على الأرض الأوكرانية، برغم تعرّضها لحملة تشكيك واسعة من قبل وسائل الإعلام الغربية، كان لها تأثير على الرأي العام الجماهيري في أوروبا وأمريكا، وخصوصا مع حجب الرواية الروسية نتيجة الحظر الذي طال وسائل إعلامها.
بيد أن المشادة الكلامية الحادة بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ونائبه جو فانس من جهة، والرئيس الأوكراني فلوديمير زيلينسكي من جهة ثانية، قبل أسابيع، أكدت على صوابية الموقف الروسي، وإن بشكل غير مباشر.
فبعد هذا الاشتباك، اتخذ ترامب جملة من القرارات، على رأسها إيقاف تبادل المعلومات الاستخباراتية مع أوكرانيا، وكذلك وقف تمويل مبيعات أسلحة جديدة لكييف، كعقوبة مؤقتة تهدف الى إرغام زيلينسكي على السير بخطة السلام الأمريكية، والتي تتطابق إلى حدّ كبير مع الشروط التي وضعها الرئيس فلاديمير بوتين.
تجميد التعاون الاستخباراتي، معززا بمنع إيلون ماسك وصول كييف إلى شبكة ستارلينك، أفقد القوات المسلحة الأوكرانية القدرة على مهاجمة واستهداف مناطق العمق الروسي، حيث صارت عاجزة عن تحديد الأهداف أو إرسال مسيرات، الأمر الذي فاقم من حراجة الوضع الميداني للقوات الأوكرانية.
فقد بينت تقارير في صحف "تيليغراف" و"صن" و"ديلي ميل" و"إيكونوميست" و"وول ستريت جورنال"، أنّ الاستخبارات الأمريكية زوّدت كييف بمعلومات كانت حاسمة في التخطيط الدفاعي وعمليات الهجوم المضاد، وببيانات دقيقة حول تحرك القوات المسلحة الروسية وأماكن انتشارها وتوقيت تحركاتها.
كما بينت أيضا، أنّ أنظمة "هيمارس" الصاروخية التي استخدمتها أوكرانيا في ضرب العمق الروسي كانت تعتمد على بيانات أمريكية عبر الأقمار الاصطناعية لشبكة "ستارلينك". وتشير التقارير إلى أنّ الجيش الأوكراني فقد أهم مصادر قوته في المعركة.
أظهر القرار أنّ خطط الحرب وقرارات الاستهداف والأسلحة المتطورة والدعم المالي والسياسي أمريكية، فيما القوات المسلحة الأوكرانية أداة تنفيذية، بما يعزز من موقف موسكو، وأنّ أمريكا هي من تخوض حربا معها بواسطة الجيش الأوكراني
وبالتالي، فقد أظهر القرار أنّ خطط الحرب وقرارات الاستهداف والأسلحة المتطورة والدعم المالي والسياسي أمريكية، فيما القوات المسلحة الأوكرانية أداة تنفيذية، بما يعزز من موقف موسكو، وأنّ أمريكا هي من تخوض حربا معها بواسطة الجيش الأوكراني.
ومع ذلك لم تنجح أمريكا، ومعها حلف شمال الأطلسي في ليّ ذراع روسيا وهزيمتها برغم كل الإمكانيات المتاحة، بل تحوّلت الحرب الى حمل ثقيل على واشنطن، تعمل إدارة ترامب على التخلص منه.
وكذلك الحال بالنسبة لأوروبا، التي برغم استمرارها في دعم زيلينسكي، بدا قاتها عاجزين عن مدّه بالدعم المالي الذي يطالب به، وجلّ ما صارت تسعى إليه، حسبما تشير المداولات والاجتماعات المتلاحقة، هو كيفية حفظ ماء وجهها وضمان مقعدٍ لها على طاولة المفاوضات بعدما استبعدها ترامب.
ثم بعد ذلك، أتت تصريحات رئيس الوزراء بريطانيا، أبرز حلفاء أمريكا، كير ستارمر، لتؤكد هذا التوجه، حيث قال غداة "قمة لندن"، التي عُقدت مطلع الشهر الجاري، وضمت 15 من قادة الدول الأوروبية الداعمة لكييف، إنّ "الدول الأوروبية تعمل على خطّة لإنهاء القتال في أوكرانيا لمناقشتها مع الولايات المتحدة".
في النهاية نجحت الضغوطات الأمريكية في إرغام زيلينسكي، وبشكل سريع، على القبول بوقف إطلاق النار لمدة شهر، يتم خلالها العمل على إنضاج عملية المفاوضات للوصول الى اتفاق دائم، فعادت واشنطن إلى تزويد كييف بالمعلومات الاستخباراتية.
إلاّ أنّ الجانب الروسي لم يفوّت الفرصة، حيث صرح مسؤولون في الكرملين بأنّ ما حصل أثبت صحة موقف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إزاء الحرب، مع تأكيده مرة جديدة الانفتاح على التسوية، والتي صارت أقرب من أي وقت مضى.