بوابة الوفد:
2024-11-25@04:54:23 GMT

فى حضرة السباك الفيلسوف!

تاريخ النشر: 18th, February 2024 GMT

كعادتى عندما أبحث عن صنايعى لتصليح أى شىء فى الشقة أقوم بعمل تحريات واسعة، وأستطلع آراء جميع الأهل والأصدقاء والجيران، أحاول قدر الإمكان أن أصل إلى صنايعى «عنده ضمير».زمان كنت أبحث عن صنايعى لا يبالغ فى أتعابه إضافة إلى مهارته وإتقانه لعمله. مع الوقت أيقنت أنه تقريبا لا يوجد صنايعى رخيص الأتعاب. قلت لنفسي: لا يهم، فليأخذ ما يريد بشرط أن يتقن ما يقوم به ولا يترك وراءه ذيولًا تحتاج لتدخل صنايعى آخر ليصلح ما أفسده.

هنا ستكون التكلفة مضاعفة لكن لو رضخت ورضيت بالصنايعى المغلوانى الشاطر ربما ستكون التكلفة أقل حيث لن يحتاج عمله إلى تدخل من صنايعى آخر.

منذ أيام احتجت لسباك لتصليح بعض ما أفسده الدهر من حنفيات ومواسير لا تكف عن التنقيط ليل نهار. سألت فقال لى صديق أثق فيه جداً: عليك بفلان الفلانى -صنايعى شاطر وإيده تتلف فى حرير وكمان متعلم تعليم عالى، ولكن مغلوانى شوية. قلت: فليكن- من فضلك أعطنى رقمه. وبعد لحظات كنت أتصل بالسباك الموعود فلم يرد من المرة الأولى ولا الثانية ثم الحمدلله رد فى الثالثة حيث قال قبل أن اقدم نفسى له: لما ما ردش على حضرتك مرة واتنين يبقى أكيد مش مشغول ومش عارف أرد، وأنا رديت بس عشان أفهمك غلطك ومن فضلك عاود الاتصال بى بعد نصف ساعة.

شعرت بالخجل من نفسى لإلحاحى فى طلب الرجل. وانتظرت نصف ساعة ثم طلبته حسب الموعد وبدأت كلامى بالاعتذار لأنى طلبته أكثر من مرة وهو مشغول ربما فى يده حنفية بتنقط أو ماسورة مكسورة فقال: أبدا حضرتك طلبتنى فى وقت البريك اللى باخصصه للقراءة وبانقطع فيه عن عالم السباكة والحياة كلها!..فحييته على حبه للقراءة وعرضت عليه مشكلتى وحدد لى موعدا بعد ثلاثة أيام. حاولت عبثا أن أجعله يقدم الموعد ولو قليلا لكنه اعتذر وحرص على إنهاء المكالمة بسرعة ليس فقط لأنه مرتبط حاليا بالعمل فى ثلاث شقق ولكن أيضا لأنى أخذت من وقت القراءة أكثر من خمس دقائق! فى الموعد المحدد جاء السباك كالربيع الطلق يختال ضاحكا. يرتدى نظارة سوداء ويلبس أغلى الملابس ويمسك فى يده بشمطة سمسونايت فخيمة. سألنى ممَّ أشتكى فأخذته فى جولة فى المطبخ والحمام ثم أخرج من الحقيبة ورقة وقلم باركر وكتب بعض الطلبات وسألنى إن كنت أحب أن اشتريها بنفسى أم يجلبها هو معه وهو قادم بعد يومين لبدء العمل. صدمتنى الكلمة لكنه أبدى اندهاشه من اعتقادى أنه سوف يبدأ العمل فورا دون معاينة وشراء المستلزمات. وفى موعد بدء العمل جاء وبدأ تصليح الحنفيات واستبدال بعض المواسير وجلب الحنفيات.

«اللى قدامك خريج فلسفة لكنى رفضت العمل بالتدريس وقررت تطبيق ما تعلمته من الفلسفة فى مجال السباكة التى أحبها منذ صغرى» وأومن تماماً بنظرية فلسفية تقول: لا تحرك ساكناً لتبلى به! هكذا فاجأنى الرجل الفيلسوف الذى راح يشرح لى نظريات سقراط وأرسطو وكانط وغيرهم من الفلاسفة. ثم قال هل تعرف أن لأدوات السباكة عقلاً باطلاً مثل بنى آدم؟ فقلت مصححا: تقصد عقل باطن طبعا.فقال متأففا:لا طبعا انا عارف باقول إيه يا أستاذ هناك فارق كبير بين العقل الباطن والعقل الباطل. الباطن ما تفكر فيه بينك وبين نفسك لكن الباطل يعنى أنك قد توصلت لبطلان بعض أفكارك ومع ذلك ما زلت تتمسك بها.وكذلك الحنفيات والمواسير عند حضرتك بطلت موضتها من زمان ومع ذلك أنت متخيل أنها ممكن تشتغل تانى.

قلت له: أثق فى مهارتك لتمنحها عمراً جديداً فأنت تعرف كم يكلف شراء الجديد. رق قلبه وفعلها وقبل أن يغادر أشرت إلى محبس مهجور يحتاج لتصليح فنصحنى بألا نفعل مادام لا ضرر منه لكنى صممت على رأيى مؤكدا أن وجوده اليوم فرصة قد لا تتكرر قريبا بسهولة. وبمجرد أن لمس المحبس انفجر المياه من كل مكان لتفسد كل ما قام به من تصليحات. فقام بسرعة حتى لا تبتل هدومه وجمع عدته وطلب أتعابه على داير مليم وهمّ مغادرا عندما سألته كيف سيترك الدنيا هكذا ويرحل فقال: قلت لك لا تحرك ساكنا لتبلى به لكنك لم تسمع كلامى. اتفضل بقى شوفلك سباك عادى يصلحلك المحبس!

[email protected]

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: طلة الفيلسوف

إقرأ أيضاً:

آخر ليلة عرض لفيلم "قنطرة" ضمن فعاليات مهرجان القاهرة السينمائي (اعرف الموعد)

ينطلق في التاسعة مساء اليوم، الجمعة، آخر ليلة عرض للفيلم التونسي "قنطرة"، وذلك ضمن فعاليات مهرجان القاهرة السينمائي في دورته الـ45 برئاسة الفنان الكبير حسين فهمي.

ويقام فيلم قنطرة، في سينما الزمالك ضمن فعاليات مهرجان القاهرة السينمائي، وهو بطولة الفنانة التونسية سارة حناشي، محمد أمين، سيف الدين عمران، إخراج وليد مطر.

مهرجان القاهرة السينمائي 

وكانت شهدت الدورة الخامسة والأربعين من مهرجان القاهرة السينمائي، مشاركة 194 فيلمًا من 72 دولة، بينما تشمل الفعاليات 16 عرضًا للسجادة الحمراء، و37 عرضًا عالميًا أول، و8 عروض دولية أولى، و119 عرضًا لمنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا.

مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، هو أحد أعرق المهرجانات في العالم العربي وأفريقيا والأكثر انتظاما، ينفرد بكونه المهرجان الوحيد في المنطقة العربية والأفريقية المسجل ضمن الفئة A في الاتحاد الدولي للمنتجين بباريس "FIAPF.

مقالات مشابهة

  • تفاصيل مزاد القطن المقبل للوجه البحري.. الموعد وسعر القنطار
  • في هذا الموعد.. تامر عاشور يحيي حفلًا غنائيًا في قصر عابدين
  • زعيم المعارضة التركية السابق يحول محاكمته لجلسة محاسبة لأردوغان
  • حبس تشكيل عصابي أوهم المواطنين بأنهم شركة صيانة لتصليح الأجهزة المنزلية
  • الأرصاد تحذر من تغيرات جوية في هذا الموعد
  • الموعد المتوقع لـ زيادة المعاشات | فيديو
  • تأجيل مواعيد امتحانات شهر نوفمبر في الدقهلية
  • آخر ليلة عرض لفيلم "قنطرة" ضمن فعاليات مهرجان القاهرة السينمائي (اعرف الموعد)
  • بر الأباء بالأبناء واجب شرعي.. اعرف أهميته في الإسلام
  • إيطاليا وأستراليا.. «الموعد المرتقب»