بوصلة الغرب الأخلاقية وحرب غزة
تاريخ النشر: 18th, February 2024 GMT
فى خضم التصعيد الأخير للعنف فى غزة، واحتمال اجتياح رفح، يجد العالم الغربى نفسه عند مفترق طرق أخلاقى، حيث يعترض كثيرون على دعمه المتزايد لإسرائيل فى حربها على المدنيين من أهل غزة والذى خلّف آلاف القتلى والجرحى، معظمهم من النساء والأطفال.
وعلى الرغم من النداءات الدولية لضبط النفس وقفت الولايات المتحدة وأوروبا الغربية إلى حد كبير إلى جانب إسرائيل، مستشهدة بحقها فى الدفاع عن نفسها ضد صواريخ حماس.
وفى حين يصرح بلينكن، وزير الخارجية الأمريكية: «عندما أرى طفلًا فلسطينيًا – صبيًا، فتاةً – يتم سحبه من تحت أنقاض مبنى انهار، يصيب ذلك قلبى بالألم بقدر رؤية طفل فى إسرائيل أو فى أى مكان آخر» ويؤكد فى نفس الوقت تزويد الولايات المتحدة إسرائيل بأسلحة أكثر فتكاً وكأنّه لا يدرك أنه كلما استمرت الحرب، زاد عدد القتلى من الأطفال والأبرياء فى غزة.
ومع استمرار ارتفاع عدد القتلى وتفاقم الأزمة الإنسانية، تتزايد الأصوات المطالبة بتوجه جديد فى التعامل مع الصراع الإسرائيلى الفلسطينى. ويدعو كثيرون الآن إلى الاعتراف بدولة فلسطينية مستقلة، إلى جانب إسرائيل، باعتبارها الحل الوحيد القابل للتطبيق للصراع المستمر منذ عقود.
إن فكرة حل الدولتين، حيث تتعايش إسرائيل وفلسطين بسلام جنباً إلى جنب، حظيت بدعم المجتمع الدولى منذ فترة طويلة. ومع ذلك، فقد تم إعاقة التقدم نحو تحقيق هذا الهدف بسبب عقود من الصراع وانعدام الثقة ومفاوضات السلام الفاشلة.
والآن، يعتقد كثيرون أن الوقت قد حان لاتخاذ إجراءات حاسمة وإعلان الدولة الفلسطينية المستقلة. ويقول المناصرون أن مثل هذه الخطوة لن تساعد فقط فى إنهاء دائرة العنف والمعاناة، بل ستمهد الطريق أيضاً لمستقبل أكثر استقرارًا وازدهارًا لكل من الإسرائيليين والفلسطينيين.
على الغرب أن يعيد تقييم موقفه وإعادة تنظيم سياساته بما يتوافق مع قيم العدالة والمساواة وحقوق الإنسان المعلنة. ويجب على المجتمع الدولى أن يتحرك بسرعة لمنع اجتياح رفح وتجنب المواجهة مع مصر، ولوقف إطلاق النار، ولدعم إنشاء دولة فلسطينية مستقلة، بما يضمن السلام العادل والدائم لجميع شعوب المنطقة.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: حرب غزة بوصلة الغرب الغرب الأخلاقية آلاف القتلى والجرحى
إقرأ أيضاً:
المفتي: برُّ الوالدين من أعظم القيم الأخلاقية في الإسلام.. فيديو
أكَّد الدكتور نظير عياد -مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم- أن بر الوالدين من أعظم القيم الأخلاقية التي حثت عليها الشريعة الإسلامية، مشيرًا إلى أن العلاقة بين الأبناء والآباء يجب أن تقوم على الاحترام والرحمة، وهو ما يسهم في بناء شخصية سوية وإيجابية.
وأشار مفتي الجمهورية، خلال لقائه مع الإعلامي حمدي رزق ببرنامج "اسأل المفتي" الذي يذاع على قناة صدى البلد، إلى أن هناك فجوة آخذة في الاتساع في كثير من البيوت بين الوالدين وأبنائهم، وهو ما يؤدي إلى سلوكيات غريبة تتناقض مع الفطرة السليمة والقيم الإسلامية، كما أن هذه الفجوة قد تكون سببًا في تصاعد حالات الجفاء وغياب التراحم بين أفراد الأسرة.
وأوضح مفتي الجمهورية أن القرآن الكريم جعل الإحسان إلى الوالدين في المرتبة الثانية بعد الإيمان بالله، حيث قال تعالى: {وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا} [الإسراء: 23]، مشيرًا إلى أن هذا الترتيب يدل على مدى عظمة هذه القيمة في ميزان الشريعة الإسلامية.
كما أشار فضيلته إلى أن الله تعالى نهى حتى عن أقل درجات الأذى للوالدين، وذلك في قوله: {فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا} [الإسراء: 23]، موضحًا أن الإيذاء لا يقتصر على الجوانب المادية فحسب، بل يمتد ليشمل الإيذاء المعنوي بالكلمات الجارحة أو التصرفات القاسية.
وأشار المفتي إلى أن الإسلام لم يكتفِ بالدعوة إلى بر الوالدين، بل شدد على ذلك حتى مع اختلاف العقيدة، مستشهدًا بحديث أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنها عندما سألت النبي صلى الله عليه وسلم: "إن أمي قدمت إليَّ وهي مشركة أفأصلها؟" فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «نعم، صِلي أمَّك».
وقال فضيلته: "إذا كان الاختلاف في العقيدة لا يمنع من الإحسان إلى الوالدين، فما بالنا ونحن نتحدث عن أسر مسلمة متماسكة؟! ينبغي أن يكون البر والاحترام متبادلًا في كل الأحوال".