«الخيار في المعاملات الإسلامية».. محاضرة جديدة لخريجي الأزهر بالغربية
تاريخ النشر: 18th, February 2024 GMT
أقامت المنظمة العالمية لخريجي الأزهر فرع الغربية محاضرة جديدة في إطار فعاليات دورة أساسيات العلوم الشرعية بإشراف الدكتور سيف رجب قزامل رئيس فرع المنظمة بالغربية والعميد الأسبق لكلية الشريعة والقانون بطنطا وجاءت بعنوان الخيار في المعاملات الإسلامية وحاضر فيها الدكتور حمدي سعد عميد كلية الشريعة والقانون بطنطا بالتعاون مع الجمعية الشرعية بالمحلة بإشراف الدكتور حاتم عبد الرحمن رئيس الجمعية والأستاذ بجامعة الملك عبد العزيز بالسعودية، بحضور الشيخ حسين طلحة مسئول العلاقات العامة بفرع المنظمة.
وتناول د.حمدي سعد، الخيار في الفقه الإسلامي مُوضحًا بأنّه طلب أفضل الأمرين وخيرهما من إمضاء العقد أو إلغائه، والأساس في البيع أنّه لازم، وذلك لأنّ القصد منه نقل الملكية، لكن ثبت الخيار في البيع رفقًا بأطراف العقد، فإن تمّ العقد من غير تفكير من أحد المتعاقدين أو كليهما في قيمة السلعة ومواصفاتها قد يندم على إتمام البيع فجاء خيار البيع تلافيًا لبيع البغتة، وأعطى الشارع للمتعاقدين فرصة للتمهّل والتروّي من خلال الخيار، فبإمكان المتبايعين أن يختارا الأصلح لهما والأنسب سواء كان ذلك بإمضاء العقد أو فسخه.
والأصل في مشروعية الخيار الحديث الثابت في صحيح البخاري عن الرسول -صلى الله عليه وسلّم-: (البَيِّعانِ بالخِيارِ ما لَمْ يَتَفَرَّقا، فإنْ صَدَقا وبَيَّنا بُورِكَ لهما في بَيْعِهِما، وإنْ كَذَبا وكَتَما مُحِقَتْ بَرَكَةُ بَيْعِهِما)، يعدّ الخيار في البيع من محاسن الدين الإسلامي، ولخيار البيع مجموعة من الأنواع التي تختلف بأخلاف سببها، مثل خيار المجلس، خيار الشرط، خيار الخلاف في السلعة أو الثمن، خيار العيب، خيار الغبن، خيار التدليس، خيار الخيانة، خيار الأسعار، خيار الرؤيا.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: أخبار الغربية الغربية خريجي الأزهر بالغربية دورة أساسيات العلوم الشرعية ندوة الخیار فی
إقرأ أيضاً:
أمين الأعلى للشئون الإسلامية يلقي كلمة وزارة الأوقاف في مؤتمر كلية الشريعة
ألقى الدكتور محمد عبد الرحيم البيومي، الأمين العام للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية، كلمة وزارة الأوقاف نيابةً عن الدكتور أسامة الأزهري، وزير الأوقاف، وذلك خلال مشاركته في فعاليات مؤتمر: “بناء الإنسان في ضوء التحديات المعاصرة”، الذي تعقده كلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر، تحت رعاية كريمة من فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف.
وقد استهل البيومي، كلمته بنقل تحيات معالي وزير الأوقاف وتقديره للقائمين على تنظيم هذا المؤتمر المهم، ثم افتتح حديثه بالتأكيد على أن الإرادة الأزلية، التي اقتضتها الحكمة الإلهية، قد شاءت أن يكون الإنسان خليفة الله في أرضه، مشيرًا إلى الحوار الذي دار في الملأ الأعلى حول كينونة الاستخلاف وأحقيته.
وأكد في كلمته أن الأزهر الشريف في عالم الإنسان وبنائه، قد دثر الكون على اختلاف ألسنته وألوانه بدفء معارفه وعلومه، فما استشعر وافد إليه بغربة في وجهه وجسده ولسانه، وكأنها أرواح تلاقت على غير أنساب بينها، فحقق لها الأزهر المعمور واقعية اللقاء، وقد كانت مثلا في ما ورائيات الفضاء.
وأضاف أن الأزهر إذا ما أصقل وليده في بنيانه، وصنعه على عينه، أركبه سفن النجاة، وأعاذه من غوائل الأفكار بصلوات إثرها دعوات، وكأنه يقول: جنبك الله الشبهة وعصمك من الحيرة، وجعل بينك وبين المعرفة نسبا وبين الصدق سببا، وحبب إليك التثبت، وزين في عينيك الإنصاف، وأذاقك حلاوة التقوى، وأشعر قلبك عز الحق، وأودع صدرك برد اليقين، وطرد عنك ذل اليأس، وألهمك ما في الباطل من الذلة، وما في الجهل من القلة، فإذا بأبواب السماء وقد تفتحت عرفانا بماء منهمر، وتفجرت ينابيع الحياة لديه كوثرا وعيونا، وإذا بعناية السماء تتعانق مع إرادات الأرض، فيأتي الأزهري في حقيقة أمره على أمر قد قدر،" تحوطه يد الرعاية وبوارق الهداية "وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَرًا مَقْدُورًا"، فلعمري:
لَيسَ الَّذِي يَبنِي الحِجَارَةَ مِثلَ مَن
يَبنِي العُقُولَ النَّيِّرَاتِ وَيَعْمُرُ
مَا شَادَ بَانٍ فِي الكِنَانَةَ مِثْلَمَا
شَادَ المُعِزُّ الفَاطِمِيُّ وَجَوهَرُ.
وأضاف أن الأزهر في منهجية بنائه وقد رأى من أمر العالم عجبا، فأنبأه بما لم يحط به خبرا، ورأى العالم يستقبل الصباح يستيقظ فيه الإنسان، ولم تستيقظ فيه الإنسانية، وتستيقظ فيه الأجسام، ولا تستيقظ فيه القلوب والأرواح، وما أكثر النهار المظلم والصبح الكاذب في مسيرة العالم وتاريخه، هنا استلهم الأزهر من صحة نسبه واتصال سنده ما تشرق به الأرض بنور ربها، ثم سطره الأبرار عند ربهم في كتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها "وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيًّا".
واختتم البيومي كلمته بهذه الكلمات المؤثرة:
وما الأزهر في احتفاله اليوم إلا لأنه رأى مجدًا تفجر من أنوار يعقوب، عاينه وقد اتخذ من العلم محرابًا يتقرب به إلى الله، وجعله سببًا لشفاء القلوب من آلامها، بعدما ظنت أنها قد وقفت على أعتاب الدنيا تودع الحياة، فإذا بأقدار الله تجري تتلمس الأسباب من الأرض وتتعلق بالرحمات من السماء، فحق للأزهر أن يفاخر بأن لعظماء الرجال في الحياة مواقف، وصنع هو لنفسه مواقف تنحني لها عظماء الرجال.