سبعة وعشرون عاما مرت على صدور العدد الأول من صحيفتنا "الأسبوع" التى نحتفل كل عام وفى يوم السابع عشر من فبراير بانطلاقتها فى بلاط صاحبة الجلالة، بمدرسة مهنية مختلفة، جريدة مستقلة تقدم وجبة صحفية طازجة كل أسبوع، تحتض بين صفحاتها مداد قلم شباب من خيرة الصحفيين، ومقالات لكبار الكتاب، كان العمل اليومي فى تلك الأيام من عام 1997وما بعده لأعوام طويلة، على قدم وساق، ولم يكن للكمبيوتر مكان بعد فى العمل الصحفي، وكانت الورقة والقلم سيدي العمل، ولم يكن الهاتف المحمول قد وجد طريقه إلى حياتنا كما هو الحال الآن، وكان الهاتف الأرضي هو الوسيلة الوحيدة للتواصل مع المصادر، ولا عجب أن يرد أحد أفراد البيت ويقول لك إن فلانا نائم أو غير موجود الآن فتعاود الاتصال حتى تجده، لذا كان العمل شاقا ومرهقا، ويتطلب عمل تحقيق صحفي أياما حتى يخرج بالمستوى المطلوب، وفى أوقات كثيرة كان يتطلب الذهاب الى المصدر إلى مقر عمله أو حتى منزله للحصول على رأيه فى القضية التى تناقشها فى تحقيقك الصحفي.
أتذكر هذا الشغف وهذا الدأب والحرص على الوصول للمصدر دون كلل أو تعب، فذات يوم كنت أرغب فى عمل حوار مع عالم الطب النفسي الشهير الدكتور أحمد عكاشة، واتصلت مرارا وتكرارا فى منزله وفى العيادة والمستشفى، وعندما يرد عليّ أحدهم بضرورة معاودة الاتصال، لأن الدكتور غير متواجد حاليا، كنت أطلب منهم إبلاغه باسم المتصل، وذات يوم رد عليّ الدكتور بنفسه وحدد لى موعدا وذهبت إلى منزله بحي الزمالك بصحبة أحد الزملاء المصورين، وبمجرد أن رآني الدكتور عكاشة قال لى إنه حدد الموعد وكان حريصا على رؤية هذه الصحفية التى تمتلك هذا القدر من الإصرار، وكانت هذه الكلمات وساما على صدرى ودافعا لمواجهة عثرات كثر واجهتها فى مهنة البحث عن المتاعب.
نعود لتجربة الأسبوع التى أعتبرها جزءا لا يتجزأ من حياتي والتى تربطني بها علاقة وجدانية من نوع خاص، مازالت تتملكني بعد كل هذه السنوات الطوال وحتى يومنا هذا، كان عمر طفلي الأصغر "حسام" يتعدى الثلاثة أشهر بقليل عندما عاودت العمل، وقتها ولأن الأخ الأكبر رئيس التحرير مصطفى بكري، كان يقدر ظروف كبيرنا وصغيرنا، وهذا هو البعد الإنساني فى شخصيته والذى ترك بصمة فى حياة كل منا، استطعت خلال هذه الفترة التوفيق بين رعاية أطفالي والعمل، وتم قيدي بنقابة الصحفيين.
شرفت بتولي رئاسة قسم التحقيقات فى فترة ما بعد ثورة 25 يناير وحتى الآن، تلك التجربة التى أضافت لى الكثير من الزاد المعنوي والمهني، فقد حملت على عاتقي منذ البداية مسئولية تدريب عدد لا بأس به من الشباب من خريجي كليات وأقسام الإعلام، وجميعهم كانوا على قدر المسئولية المهنية، لم يدخروا جهدا فى متابعة الأحداث فى تلك الفترة المضطربة التى مر بها الوطن وتكبدوا فى سبيل ذلك الكثير من المخاطر، هم شباب "زي الورد" بعضهم ما زال يكمل المسيرة معنا والبعض الآخر انضم لصحف أخرى، هؤلاء هم جزء من تجربتي التى أعتز بها.
ونحن نحتفل بالعيد السابع والعشرين على صدور الأسبوع نتذكر روحا غالية افتقدنا وجودها معنا وأثرها الإنساني والمهني هى روح أخونا وأستاذنا محمود بكري الذى كان شعلة نشاط تدب فى المكان رحمة الله عليه.. كل عام وكتيبة الأسبوع بخير ونجاح مهنيا وإنسانيا..
المصدر: الأسبوع
إقرأ أيضاً:
بيتنا 4 فرشات وحصيرة .. كلمات مؤثرة لزوجة محمد الضيف من داخل منزلهم في غزة - فيديو
سرايا - تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو يظهر عائلة قائد كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة "حماس" محمد الضيف في منزله بقطاع غزة.
وظهرت في الفيديو زوجة الضيف وأبناؤه الثلاثة داخل منزلهم البسيط جدا، على عكس ما تروج له إسرائيل من أن قادة المقاومة يعيشون هم وعائلاتهم في الأنفاق أو في بيوت فخمة.
وقالت أم خالد زوجة الراحل: "بيتنا 4 فرشات وحصيرة، قبل الحرب وبعدها".
و أعلنت كتائب القسام عن مقتل قائدها العام محمد الضيف و6 من أعضاء مجلسها العسكري، خلال معركة طوفان الأقصى.
زوجة وابناء الشهيد قائد كتائب القسام محمد الضيف يظهرون لاول مرة pic.twitter.com/GUFp1rmrKj
— وكالة أنباء سرايا الإخبارية (@sarayanews) January 31, 2025 إقرأ أيضاً : الأمن العراقي ينشر تفاصيل القبض على قتلة محمد باقر الصدرإقرأ أيضاً : مصر .. حريق ضخم يلتهم السفن في السويسإقرأ أيضاً : التلفزيون المصري عن صورة السيسي بصحيفة إسرائيلية: تهديد لا يمكن التغاضي عنه - فيديوتابع قناتنا على يوتيوب تابع صفحتنا على فيسبوك تابع منصة ترند سرايا
وسوم: #مصر#غزة#السيسي#محمد
طباعة المشاهدات: 1924
1 - | ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه. | 01-02-2025 09:51 AM سرايا |
لا يوجد تعليقات |
الرد على تعليق
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * | |
رمز التحقق : | تحديث الرمز أكتب الرمز : |
اضافة |
الآراء والتعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها فقط
جميع حقوق النشر محفوظة لدى موقع وكالة سرايا الإخبارية © 2025
سياسة الخصوصية برمجة و استضافة يونكس هوست test الرجاء الانتظار ...