الأسبوع:
2024-09-30@14:26:52 GMT

الأسبوع.. "بيتنا الكبير"

تاريخ النشر: 18th, February 2024 GMT

الأسبوع.. 'بيتنا الكبير'

سبعة وعشرون عاما مرت على صدور العدد الأول من صحيفتنا "الأسبوع" التى نحتفل كل عام وفى يوم السابع عشر من فبراير بانطلاقتها فى بلاط صاحبة الجلالة، بمدرسة مهنية مختلفة، جريدة مستقلة تقدم وجبة صحفية طازجة كل أسبوع، تحتض بين صفحاتها مداد قلم شباب من خيرة الصحفيين، ومقالات لكبار الكتاب، كان العمل اليومي فى تلك الأيام من عام 1997وما بعده لأعوام طويلة، على قدم وساق، ولم يكن للكمبيوتر مكان بعد فى العمل الصحفي، وكانت الورقة والقلم سيدي العمل، ولم يكن الهاتف المحمول قد وجد طريقه إلى حياتنا كما هو الحال الآن، وكان الهاتف الأرضي هو الوسيلة الوحيدة للتواصل مع المصادر، ولا عجب أن يرد أحد أفراد البيت ويقول لك إن فلانا نائم أو غير موجود الآن فتعاود الاتصال حتى تجده، لذا كان العمل شاقا ومرهقا، ويتطلب عمل تحقيق صحفي أياما حتى يخرج بالمستوى المطلوب، وفى أوقات كثيرة كان يتطلب الذهاب الى المصدر إلى مقر عمله أو حتى منزله للحصول على رأيه فى القضية التى تناقشها فى تحقيقك الصحفي.

أتذكر هذا الشغف وهذا الدأب والحرص على الوصول للمصدر دون كلل أو تعب، فذات يوم كنت أرغب فى عمل حوار مع عالم الطب النفسي الشهير الدكتور أحمد عكاشة، واتصلت مرارا وتكرارا فى منزله وفى العيادة والمستشفى، وعندما يرد عليّ أحدهم بضرورة معاودة الاتصال، لأن الدكتور غير متواجد حاليا، كنت أطلب منهم إبلاغه باسم المتصل، وذات يوم رد عليّ الدكتور بنفسه وحدد لى موعدا وذهبت إلى منزله بحي الزمالك بصحبة أحد الزملاء المصورين، وبمجرد أن رآني الدكتور عكاشة قال لى إنه حدد الموعد وكان حريصا على رؤية هذه الصحفية التى تمتلك هذا القدر من الإصرار، وكانت هذه الكلمات وساما على صدرى ودافعا لمواجهة عثرات كثر واجهتها فى مهنة البحث عن المتاعب.

نعود لتجربة الأسبوع التى أعتبرها جزءا لا يتجزأ من حياتي والتى تربطني بها علاقة وجدانية من نوع خاص، مازالت تتملكني بعد كل هذه السنوات الطوال وحتى يومنا هذا، كان عمر طفلي الأصغر "حسام" يتعدى الثلاثة أشهر بقليل عندما عاودت العمل، وقتها ولأن الأخ الأكبر رئيس التحرير مصطفى بكري، كان يقدر ظروف كبيرنا وصغيرنا، وهذا هو البعد الإنساني فى شخصيته والذى ترك بصمة فى حياة كل منا، استطعت خلال هذه الفترة التوفيق بين رعاية أطفالي والعمل، وتم قيدي بنقابة الصحفيين.

شرفت بتولي رئاسة قسم التحقيقات فى فترة ما بعد ثورة 25 يناير وحتى الآن، تلك التجربة التى أضافت لى الكثير من الزاد المعنوي والمهني، فقد حملت على عاتقي منذ البداية مسئولية تدريب عدد لا بأس به من الشباب من خريجي كليات وأقسام الإعلام، وجميعهم كانوا على قدر المسئولية المهنية، لم يدخروا جهدا فى متابعة الأحداث فى تلك الفترة المضطربة التى مر بها الوطن وتكبدوا فى سبيل ذلك الكثير من المخاطر، هم شباب "زي الورد" بعضهم ما زال يكمل المسيرة معنا والبعض الآخر انضم لصحف أخرى، هؤلاء هم جزء من تجربتي التى أعتز بها.

ونحن نحتفل بالعيد السابع والعشرين على صدور الأسبوع نتذكر روحا غالية افتقدنا وجودها معنا وأثرها الإنساني والمهني هى روح أخونا وأستاذنا محمود بكري الذى كان شعلة نشاط تدب فى المكان رحمة الله عليه.. كل عام وكتيبة الأسبوع بخير ونجاح مهنيا وإنسانيا..

المصدر: الأسبوع

إقرأ أيضاً:

الدكتور سلطان القاسمي يكتب: مختارات من «جِرون نَامَه»

الفصل الرابع: احتلال الفرس مدن الساحل الشرقي لعمان

تحقيق: الدكتور سلطان بن محمد القاسمي

استدعى الفرس الأمير محمد بن ناصر بن جيفر بن مالك إلى هرمز، وكان هذا اللقاء حسب ما ورد في المخطوط الفارسي جِرُون نامة شعراً بعنوان: قتال المحاربين مع الملك محمد ملك بر العرب: 
ولما كان رائد معركة بر العرب
أميراً من الأشراف
كل من رآه في الصباح أو المساء 
خيل إليه أنه السيد محمد عليه السلام
قال: إنه يجب أن نذهب أولاً إلى دبا
حتى يخلو الطريق من الخوف والخطر
ولما كان خميس العرب زعيماً هناك
وقائداً للجند أباً عن جد 
في الطريق إلى دبا ذكر أن كايد بن عدوان القاسمي وذاك لقبه، وهو رحمة بن حمود، كان مع محمد بن ناصر بن جيفر بن مالك، كما كان معهم ناصر الدين بن محمد بن ناصر الدين أبو نعير. 
وقبالة دبا، وبتاريخ الثالث والعشرين من شهر فبراير عام 1623م، وفي ذلك اليوم تحديداً وصلت خمس سفن، كانت تبحر على طول الساحل الشرقي لعمان، وكانت سفينة ضخمة في بحر دبا، وكانت تبحر حول المناطق المجاورة لقلعة دبا، وسفينة أخرى على مسافة بعيدة، وضح أنها أيضاً سفينة شراعية ضخمة، وأن نحو مئتين من القوارب الفارسية والرجال والذخيرة على ظهر تلك السفن المذكورة سابقاً، فأركب الجميع تلك السفن، حتى إذا ما وصلوا إلى خورفكان، أنزل كايد رحمة بن حمود عدوان القاسمي وقواته، فاحتل خورفكان، وبنى على الميناء برجاً لإرشاد السفن الفارسية ليلاً، وأطلق عليه برج العدواني، ثم انتقل إلى كلباء واحتلها.
أما القوات الفارسية فقد احتلت صحار، يقودهم محمد بن ناصر بن جيفر بن مالك، وفي الثاني والعشرين من شهر مايو عام 1623م، وصلت القوات البرتغالية وأخذت تقصف قلعة صحار من الشرق، وقوات الأمراء العمانيين المتحدين يقصفون القلعة من الغرب، فقُتل محمد بن ناصر بن جيفر بن مالك، وتم احتلال صحار، أما ناصر الدين بن محمد بن ناصر الدين أبو نعير فقد هرب مع القوات الفارسية فرقة الأكراد مع زنكنة براً، حتى وصلوا إلى جلفار (رأس الخيمة)، واستقروا هناك. 

الصورة


قوات أخرى برتغالية استعادت خورفكان، ومن ثم كلباء، قبل استعادة صحار، التي انتزعت خورفكان وكلباء من يد القاسمي المسلم العربي المعروف جداً، كما وصفوه، وهو كايد بن عدوان.
خرجت سفينة ترفع علماً أبيض من شاطئ صحار، وقد أمر قائد قوات استعادة صحار، «مارتيم أفونسو دي ميلو» «Martim Afonso de Melo»، بما يلي:
«إذا اقتربت منا أي طرّادات من أسطول العدو، التي ترفع الأعلام البيضاء على مقدماتها، فإنكم سوف تقدمون إليها المساعدة، مثلما تقدمونها إلى السفن الصديقة، لأنهم أقرباء لابن الأمير زين الدين، الذي يوجد هنا. وقد ذهبوا إلى هناك كما لو كانوا مرغمين على ذلك».
كانت أرملة محمد بن ناصر بن جيفر وابنها، وكان صبياً، في تلك السفينة التي ستغادر صحار، وهي أخت علي كمال الدين ويقال له الكمال، وأخت محمد زين الدين، ويقال له الزين، وكانا من قيادات البرتغاليين، وقد تم تغيير اسم الصبي، بعد وفاة والده، إلى محمد بن محمد بن ناصر بن جيفر.
في عام 1616م كان علي الكمال قد هرب من بر فارس خوفاً من القائد الله وردي خان إلى بر العرب، وعلى بقعة من الساحل بين رأس الخيمة والشارقة، وقد بنى بيوتاً من سعف النخيل، وبعدها وصلت القوات الفارسية، فقصفت تلك البيوت، وأحرقتها، وقُتل عدد من جماعته. حينها قيل: لو التجأ إلى ذلك الشيخ الكبير قضيب في الداخل لكان أسلم له. وهناك تزوج محمد بن ناصر بن جيفر بن مالك من أخت علي الكمال.
ومن تعليمات القائد العام للقوات البرتغالية في مسقط، «روي فرير دي أندراد» إلى قائد قوات احتلال صحار، «د. غنسالو دا سلفيرا» «D. Goncalo da Silveira»، حيث جاء في إحدى توصياته لتوحيد الأمراء العمانيين، ما يلي:
«عند وصولك إلى القلعة (قلعة صحار)، ستظهر الحياد لعامة الناس، لكنك في السر تفضل الشيخ مانع بن سنان». 
بعد انتهاء الحرب في صحار، تم اختيار مانع بن سنان العميري ليكون زعيماً للقوم المحاربين من العرب في صحار، ولقب بالملك، وكان قد تجمع يومها حوله خمسة عشر ألف عماني، مسلحين وجاهزين للتصدي للفرس.
(المقال المقبل بعنوان: من القاتل؟)

مقالات مشابهة

  • وزارة العمل تنظم ندوات حول عمالة الأطفال وبحث الشكاوى بمنشآت دمياط
  • ما هي شروط استجابة الدعاء؟.. الدكتور أبو اليزيد سلامة يوضح
  • الدكتور سلطان القاسمي يكتب: مختارات من «جِرون نَامَه»
  • وزير الأوقاف ينعي شقيقة الدكتور أحمد عمر هاشم
  • وفاة شقيقة الدكتور أحمد عمر هاشم
  • الدكتور فنيس العجمي: لتعزيز العمل التطوعي في الوطن العربي يجب نشر ثقافة التطوع بين الشباب
  • "العمل" في 7 أيام.. جبران يستعرض ملفات الوزارة أمام مدبولي.. وتعاون مع "التعليم" في "التدريب المهني"
  • بعد إلغاء الاشتراطات البنائية 2021.. تعرف على موعد تطبيق قانون البناء 2008
  • وزير التعليم العالي: انطلاق العام الدراسي في 111 جامعة غدا (حوار)
  • ندوة توعوية عن الصناعة المحلية بسوهاج