"أقسى عقوبة للكاذب لا تكمن في ألا يصدقه أحد، بل في أنه لا يستطيع أن يصدق أحدًا".. مقولة شهيرة للكاتب الأيرلندي "جورج برنارد شو" أراها تنطبق على الإدارة الأمريكية في عهد "جو بايدن"، والتي جرّت العالم كله إلى أتون الحرب الروسية - الأوكرانية.. من ناحية، وإلى حرب الإبادة الجماعية التي تشنها إسرائيل على غزة، وذلك بدعمها المطلق للدولة الصهيونية في إجرامها المتناهي من ناحية أخرى.
ولأن "الكذب" أبرز الآليات التي تستخدمها أمريكا في حروبها، سواء المعلنة أو الخفية، تم مؤخرًا الترويج - عبر وكالة "رويترز"- بأن الرئيس الروسي اقترح، عبر وسطاء، على الولايات المتحدة تجميد الصراع في أوكرانيا، ولكن واشنطن رفضت هذا الاقتراح.
وهنا جاء الرد الروسي السريع لنفي هذه الكذبة من خلال الرئاسة الروسية "الكرملين"، حيث قال المتحدث الصحفى باسم الرئاسة الروسية "دميتري بيسكوف": "نحن ننفى أن يكون الرئيس بوتين عرض على الإدارة الأمريكية، عبر وسطاء، تجميد الصراع في أوكرانيا".
وفي السياق ذاته، اتهم وزير الخارجية الروسي "سيرجي لافروف" الولايات المتحدة بالعمل على خلق حالة من عدم الاستقرار في منطقة تلو الأخرى في استراتيجية الفوضى القابلة للسيطرة.
وخلال كلمته أمام "الدوما" (مجلس النواب بالبرلمان) يوم 14 فبراير المنقضي، قال "لافروف": "إن الأمريكيين يريدون، إذا جاز التعبير، فوضى مسيطرًا عليها من خلال خلق حالة من عدم الاستقرار في منطقة تلو الأخرى". مضيفا: "لكننى في الواقع لا أعتقد أنهم يعرفون ما يفعلونه". مستطردًا: "إن روسيا والعديد من شركائها مقتنعون بأن محاولات الغرب لاستمرار مزاياه الأحادية في الشؤون الدولية محكوم عليها بالفشل".
ونفذ "لافروف" إلى صلب الحقيقة مشددًا على أن ظهور نظام عالمي متعدد الأقطاب وأكثر عدالة يأتي لضمان تنفيذ الحق الطبيعي للدول في تقرير مستقبلها واختيار طريقها التنموي. مشيرًا إلى أن بعض البلدان، وكذلك العديد من الجمعيات، تُظهر استقلالها العملي في تنفيذ القرارات التي تتخذها. مؤكدًا أن هذه المبادئ تدعو إلى جعل العلاقات الدولية أكثر ديمقراطية مع إتاحة الفرصة للبشرية جمعاء لاستخدام الموارد المادية والفكرية التي يقدمها كوكبنا.
وفي سياق متصل، أشار "لافروف" إلى أن "مجموعة البريكس" بصدد إنشاء نظام مالي موحد لها، مشددًا على أن المجموعة لن تكون مرتبطة بالدولار والين واليورو، وأن وجود عملة جديدة لدول البريكس بات أمرًا قريبًا، وأن البرازيل - كواحدة من الدول المؤسسة للبريكس- هي من تتولى هذا الملف حاليًا.
المصدر: الأسبوع
إقرأ أيضاً:
تفاصيل نظام «اليد المميتة» الروسي.. يضرب 400 صاروخ نووي في لحظات
في ظل تصاعد التوترات بين روسيا والدول الغربية، وخاصة حلف الناتو، وبعد سماح الولايات المتحدة لأوكرانيا باستخدام صواريخ بعيدة المدى لاستهداف العمق الروسي، أقر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تحديث العقيدة النووية للبلاد إذ تعد روسيا واحدة من الدول الرائدة في مجال الأسلحة النووية، حيث تمتلك مخزونا كبيرا من الصواريخ النووية. لكن ما يثير القلق أكثر هو نظام «اليد المميتة»، المعروف أيضاً بآلة يوم القيامة، وفقا لـ«روسيا اليوم».
ما هو نظام اليد المميتة؟نظام "اليد المميتة"، الذي يعود إلى فترة الحرب الباردة، هو نظام يُعتقد أنه يمكنه إطلاق مئات الضربات النووية تلقائيا حتى لو تم القضاء على جميع القادة الروس. في حال تعرض البلاد لهجوم نووي ولم يتم الرد، يفترض النظام أن القيادة الروسية قد انتهت، مما يؤدي إلى إطلاق نحو 4000 صاروخ نووي على أهداف في الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي.
تعد آلة يوم القيامة جهازا افتراضيا يمكن أن يؤدي إلى تدمير نووي شامل للدولة المعتدية، وقد يهدد حتى بإنقراض الحياة على الأرض في حال وقوع هجوم نووي على روسيا.
كيفية عمل النظاميمكن لنظام اليد المميتة أن يطلق في المرحلة الأولى عددًا كبيرًا من الصواريخ الباليستية العابرة للقارات (ICBMs)، عندما يكتشف احتمال حدوث هجوم نووي وشيك. وفي المرحلة الثانية، يمكن أن يتم إطلاق عدة قنابل نووية حرارية ضد الدولة المعتدية.