يتساءل المهتمون والجمهور العربي: من أين يأتي مجرم الحرب بنيامين نتنياهو، رئيس وزراء العدو الإسرائيلي، بكل هذا الغرور الذي يتحدى به العالم، حيث يرفض أن يستجيب لأي مطلب لوقف العدوان على شعبنا الفلسطيني في غزة، أو قبول هدنة، أو توقيع صفقة لتبادل الأسرى، أو حتى إدخال الغذاء والدواء للمشردين من إجرام جيشه الوحشي؟ وربما كان التساؤل يدمي قلوب وعقول من تبقى من المخلصين في هذه الأمة، ولكن الحقيقة أن نتنياهو يستند في موقفه على عشرة أسباب، وهي:
1 ـ يثق نتنياهو بأن الدعم الأمريكي بالسلاح والدبلوماسية والسياسة والإعلام لن يتوقف، أو يتأثر على الإطلاق، حتى ولو أغلق الهاتف في وجه حليفه الرئيس الأمريكي جو بايدن عدة مرات.
2 ـ وصل لرئيس الكيان الصهيوني يقين بأن الدول العربية والإسلامية لن تحرك ساكنًا، ولن تقدم أي دعم عسكري أو دبلوماسي أو سياسي أو إعلامي للشعب الفلسطيني في غزة، وهم لم يقطعوا علاقتهم الدبلوماسية بالعدو، ولم يهددوا مصالح حلفائه، أو بقطع علاقاتهم مع الدول الداعمة له بالسلاح والمال، والمساندة الدبلوماسة.
3 ـ أن دول العالم جميعها لا تستطيع أن تضره بشيء ما دامت أمريكا شريكة معه.
4 ـ أن المنظمات الدولية من الأمم المتحدة، ومجلس الأمن، ومحكمة العدل الدولية، والمحكمة الجنائية الدولية، وجميع المنظمات الدولية ليست جادة في إدانتها للجرائم الإسرائيلية.
5 ـ أن المعارضة التي يبديها شركاؤه في مجلس الحرب بيني جانتس، و جادي آيزنكوت لا قيمة لها لأنه يعلم أن كل المجتمع الإسرائيلي يؤمن بشكل علني أو سري بما يؤمن به المتطرفان، وزير الأمن القومي الإسرائيلي، بن غفير، ووزير المالية، بتسلئيل سموتريتش، وملخص هذا الإيمان أن العرب جميعهم وليس الفلسطينيون فقط هم مجرد حيوانات بشرية يجب إبادتهم.
6 ـ أن حركة حماس التي لا يتجاوز عدد مقاتليها الـ 20 ألف مقاتل لا يمكنها أن تبقى على الحياة إذا ما تمت إبادة شعبها، وهو ما يقوم به منذ أربعة أشهر، وهو يضمن أنه كلما قتل عشرات الآلاف من أبناء الشعب الفلسطيني أتاح له ذلك تحقيق النصر بشكل يومي على حركة المقاومة.
7 ـ أن عمليات قتل الأطفال والنساء والمسنين والمرضى والرجال والشباب وإبادة كل أنواع الحياة على الأرض في غزة، أصبحت مجرد مشاهد تلفزيونية يتبادلها العرب وكل الفاعلين في العالم فيما بينهم، مثلما يفعلون على وسائل التواصل الاجتماعي حول ارتفاع الأسعار أو ظهور فنانة عارية، هي مجرد تسلية ومضيعة للوقت أكثر منها صرخات توقظ الضمائر وتدفع دماء النخوة في العروق والشرايين.
8 ـ أن مفهوم وحدة العرب أصبح من الماضي بل أن البعض يسخر منه، ويزعم أغنياء العرب أن فقراء العرب يرفعون شعار الوحدة كي يتقاسموا معهم ثرواتهم، التي قرروا أن يكون شريكهم فيها إلى الأبد هو أمريكا وحلفاؤها وإسرائيل وشعبها.
9 ـ أن الحرب في غزة لم تعد حرب رجال وقوة وصمود لأن الجيش الإسرائيلي ليس به رجال، ولا يعرفون معنى القوة أو الصمود، لكنها حرب ذكاء اصطناعي تستخدم فيه الآلة فوق الأرض وتحت الأرض ومن السماء لتقتل وتحصد أرواح شعبنا، وتدمر كل أنواع الحياة دون أن يتجرأ جندي إسرائيلي على مواجهة بطل من أبطال المقاومة، وهو يراهن مع مضي الوقت على انتصار الآلة والتقدم التقني في الحرب على صمود أبطال المقاومة المحاصرين في كل شيء.
10 ـ أن ما تطلبه إسرائيل أصبح أمرًا كونيًا، فعندما قررت حصار غزة التزم الجميع ولم يستطع أحد على وجه الأرض فك الحصار، وهذا يضمن لهم حتى الآن الانفراد بمجموعة من الجوعى والجرحى والمشردين والمكلومين، مما يقنع مجرم الحرب بحتمية النصر عليهم.
أخيرًا، نتنياهو دخل الحرب وحرك كل الملفات التي أعدتها إسرائيل، وجدولتها للتنفيذ، وهو يريد أن يقلب هدف حماس من طوفان الأقصى بإعادة القضية الفلسطينية إلى طاولة العالم مرة أخرى إلى حيث خطط وخططت كل إسرائيل له منذ أكثر من 76 عامًا، وهو نفي وإلغاء أي صوت لفلسطين، ومحو كل أثر لشعبها.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: فی غزة
إقرأ أيضاً:
مسؤول سوداني يجدد هجومه على ابن زايد ويصفه بـشيطان العرب (شاهد)
جدد مسؤول عسكري سوداني رفيع المستوى، هجومه على الرئيس الإماراتي، محمد بن زايد واتهمه بالسعي لاحتلال البلاد، عبر تقديم العون والأسلحة لقوات الدعم السريع، واصفا إياه بـ"شيطان العرب".
وقال عضو مجلس السيادةن، الفريق ياسر العطا في كلمة متلفزة، الخميس، إن بن زايد يعبث في السودان وأفريقيا ويدعم المرتزقة فيها، تحت مرأى ومسمع من العالم ومنظماته الأممية المختلفة دون رادع، "ولا أحد يستطيع أن يقول له أوقف هذا العبث".
وأضاف مهاجما ابن زايد: "إنه طاغوت هذا العصر ويقود جيش من تتار ومغول هذا الزمان"
وتوعد العطا بمواجهة مخططات بن زايد لتقسيم السودان، مهددا "بقطع يده" الملطخة بدماء الأبرياء في السودان والوصول إليه في عقر داره، هو وكل من ساعده.
وهذه ليست المرة الأولى التي يهاجم العطا رئيس الإمارات وينتقد دورها في الصراع الدائر في السودان، ففي أكثر من مناسبة اتهم العطا أبو ظبي بإذكاء الأزمة السودانية، عبر تقديم الدعم العسكري لقوات الدعم السريع التي يقودها محمد حمدان دقلو، المعروف بحميدتي، والمدعوم إماراتيا.
وكان تقرير لصحيفة "وول ستريت جورنال" كشف قبل نحو ثلاثة أسبيع عن مشاركة مرتزقة كولومبيين في الحرب بالسودان إلى جانب قوات الدعم السريع، بدعم من الإمارات.
وأكد التقرير، أنه تم توظيف مقاتلين كولومبيين من قبل شركة مقرها أبو ظبي تسمى Global Security Services Group (GSSG)، التي تعتبر المزود الأمني الخاص المسلح الوحيد للحكومة الإماراتية.
التقرير ذكر أنه تم نقل المجندين الكولومبيين جوا إلى الأراضي الليبية التي يسيطر عليها أمير الحرب خليفة حفتر قبل عبورها إلى معقل قوات الدعم السريع في دارفور.
كما تقوم الإمارات بشحن الأسلحة وغيرها من المواد الحربية إلى قوات الدعم السريع، وفقا لما ذكرته صحيفة "وول ستريت جورنال" سابقا، وهي النتائج التي دعمها أيضا خبراء الأمم المتحدة.
وتنفي وزارة الخارجية الإماراتية تقديمها الدعم أو الإمدادات لقوات الدعم السريع أو أي طرف آخر في الحرب، وقالت إنها تواصل الدعوة إلى حل سلمي للصراع.