شاهد المقال التالي من صحافة لبنان عن الحاج لا لحوار تقليدي، رأى عضو تكتل الجمهورية القوية النائب رازي الحاج، ان بيان الاجتماع الخماسي في الدوحة أكد على عدة أمور أساسية وهي ان لبنان دولة سيادية .،بحسب ما نشر القوات اللبنانية، تستمر تغطيتنا حيث نتابع معكم تفاصيل ومعلومات الحاج: لا لحوار تقليدي، حيث يهتم الكثير بهذا الموضوع والان إلى التفاصيل فتابعونا.
رأى عضو تكتل الجمهورية القوية النائب رازي الحاج، ان بيان الاجتماع الخماسي في الدوحة أكد على عدة أمور أساسية وهي ان لبنان دولة سيادية مستقلة، وسقوط بدعة الحوار، وان رئيس الجمهورية ينتخب في مجلس النواب وليس على طاولة الحوار تحت عنوان مبطن «اما مرشحي واما الفراغ الدائم»، وعلى انجاز الإصلاحات، وضرورة تطبيق كامل اتفاق الطائف، وكل القرارات الدولية واهمها 1701 و1559 و1680، والالتزام بمقررات الجامعة العربية.
وعليه، لفت الحاج في تصريح لـ «الأنباء»، الى ان بيان الخماسي تجاهل الدعوات الى بدعة الحوار الذي يتمسك به فريق الممانعة لسببين رئيسيين وهما: الاول، ان حزب الله يدرك تماما ان الحوار بحلته المطلوبة، لن ينتج رئيسا للجمهورية، ويسعى بالتالي في خلفية إصراره على هذا الحوار، الى تظهير فريقه الممانع بأنه ليس الوحيد المسؤول عن تعطيل انتخاب الرئيس، وذلك عبر إسقاط المسؤولية على كل المتحاورين بسبب عدم توافقهم على شخصية رئاسية، بما يجعل فريق المعارضة امام الرأي العام المحلي والخارجي، شريكا معه في اسباب استمرار الشغور الرئاسي، والثاني قطع الطريق امام مجمل المبادرات والمساعي المحلية والخارجية الهادفة الى اخراج الاستحقاق الرئاسي من عنق الزجاجة.
وردا على سؤال، أكد الحاج ان النقاش بين القوى السياسية عالق عند نقطة واحدة لا غير، وهي تمسك فريق الممانعة بقيادة حزب الله بمرشحه سليمان فرنجية الذي يرى فيه الضمانة لسلاح ما يسمى بالمقاومة، ما يعني من وجهة نظر الحاج ان ما يريده حزب الله في خلفية تعطيله لجلسات انتخاب الرئيس ودعوته في المقابل الى حوار عقيم، انتزاع ضمانات تحمي سلاحه ومقاومته ودويلته، الامر الذي يخالف لا بل يطعن في الصميم، بالميثاق الوطني والدستور واتفاق الطائف، ويقود لبنان بالتالي الى مجهول لا نعلم اين وكيف ينتهي، مؤكدا تبعا لما تقدم، ان على حزب الله ان يعي بأننا لسنا عجينة طيعة بين يديه لكي يعتقد أنه يستطيع عبر طاولة الحوار تمرير ما يصبو اليه.
وأكد الحاج ان النقاش بين القوى السياسية مفتوح لإيجاد المخرج المناسب لأزمة الرئاسة، إلا ان الركون الى طاولة الحوار على حساب دور مجلس النواب وسائر المؤسسات الدستورية، مرفوض سواء أتت المطالبة به من الداخل ام من الخارج، غامزا من قناة المسعى الفرنسي الى إقامة حوار بين الفرقاء اللبنانيين، علما ان القوات اللبنانية في طليعة قوى المعارضة، منفتحة على كل نقاش انما وفقا للنظام والدستور وقواعد الاشتباك بين القوى السياسية، مطلقا بالتالي، لاءات ثلاث في وجه حزب الله، «لا لحوار تقليدي على حساب دور مجلس النواب، لا لتسوية رئاسية على حساب الدستور واتفاق الطائف ومشروع بناء الدولة الحقيقية، لا لاستمرار السلاح خارج نطاق الشرعية».
المصدر: صحافة العرب
كلمات دلالية: موعد عاجل الدولار الامريكي اليوم اسعار الذهب اسعار النفط مباريات اليوم جدول ترتيب حالة الطقس حزب الله
إقرأ أيضاً:
ربع القرن اللبناني: زلازل الاستتباع وفجر موعود
كتب نبيل بو منصف في" النهار": لعل أسوأ ما صاحب احتفال العالم بالانتقال الى فجر الألفية الثانية ، قبل ربع قرن ، ان لبنان اسر في مطالع القرن الحالي بتمدد ارث الوصاية الأسدية السورية عليه متزاوجة ومتحالفة مع تمدد نفوذ الثورة الإسلامية الإيرانية فكان فجر القرن الإنذار المتأخر الى ان خط الزلازل الاستتباعية والوصاياتية لن يبارح لبنان حتى يقوم اللبنانيون بما يبدل مصيرهم القاتم . المحطات الكبرى المفصلية لربع القرن الأول الحالي بدأت بلا منازع مع انتفاضة ثورية قادها البطريرك الاستقلالي الأيقوني الماروني مار نصرالله بطرس صفير عبر "البيان الثوري" الأول لثورة ستأتي لاحقا وتبدل وجه مسار الصراع مع الوصاية الأسدية ، حين صدر بيان المطارنة الموارنة الشهير عام 2000 الذي نادى بجلاء الوصاية السورية عن لبنان بعد اشهر من انسحاب إسرائيل من جنوب لبنان ووفاة حافظ الأسد . مع ذلك اشتد أوار الصراع بعدما استشعر نظام الأسد الابن تسخين الأرض تحت أقدامه ولكن رياح التغيير الكبير التاريخيّ في مسار الصراع السيادي اللبناني مع دمشق المحتلة الوصية جاء بعصف احداث 11أيلول الأميركية حين التفتت الولايات المتحدة بقوة نحو بؤر الإرهاب والأنظمة الحاضنة والمصدرة له فكانت شراكة تاريخيّة بين جورج دبليو بوش وجاك شيراك عبر القرار الدولي 1559 . في تلك الحقبة عام 2004 اشتعل المسار الأشد التهابا في الصراع اللبناني السيادي مع نظام البعث الاسدي الوصي ولا سيما حين ارتكب بشار الأسد ما شكل "افضل" ارتكاباته واخطائه الاستراتيجية بالتمديد قسرا للدمية الرئاسية أميل لحود وهو الخطأ الذي قاده الى جنون إجرامي مطلق لاحقا بتفجير حرب الاغتيالات ضد رجالات ونخب قوى الثورة السيادية بدءا برفيق الحريري . ولم يكن الانسحاب السوري المذل من لبنان سوى علامة متقدمة على مفارقة تاريخيّة بات يمكن إثباتها الان وهي ان الخروج المذل للقوات السورية واستخبارات النظام الطاغية من لبنان تحول الى عد عكسي لاشتعال الثورة السورية بعد سنوات ضد النظام الاسدي داخل سوريا .تداعيات جلاء الوصاية السورية عن لبنان زجت به في الأسوأ آنذاك حين انبرى الحليف الأقوى للنظام البعثي السوري والذراع الأول والاقوى لإيران في لبنان والمنطقة "حزب الله" الى رفع راية الوراثة قولا وفعلا وممارسات وارتكابات وانقلابات وترهيب في كل مناحي السياسة اللبنانية والسيطرة بقوة فائض القوة على المؤسسات الدستورية والواقع الرسمي والسلطوي . لم تقو قوى تحالف 14 اذار على تحالف 8 اذار من حيث جعل توازن القوى السياسي يغلب الاختلال المخيف في ميزان الاستقواء المسلح فغدا "حزب الله" في العقود الثلاثة الماضية ، لا يقاس بميليشيا كما هو واقعه كقوة مسلحة غير شرعية ، بل صار اقوى من جيوش إقليمية يقيم على ترسانة صاروخية قلما يمتلكها جيوش . تحت هذا الواقع الذي شهد ذوبان لبنان ، بل تذويبه كبلد "محترم" بعدما صار في نظرة العالم العاصمة الرابعة المستتبعة لطهران ، تلقى النظام الدستوري اللبناني ضربات قاصمة متعاقبة من خلال ممارسات انقلابية تسببت بظاهرة الفراغ الرئاسي التي تكررت ، وفرض ظاهرة تشريع السلاح لـ"حزب الله" عبر الحكومات المتعاقبة تحت مسمى "المقاومة" لإسرائيل ، علما ان تورط الحزب في الإرهاب والترهيب والاتهامات بالاغتيالات بلغ ذروته في اجتياح بيروت الغربية "السنية" وإراقة الدماء وفرض "الثلث المعطل" في الحكومات بفعل ترهيب السلاح.
بعد سقوط الدولة والسلطة سقوطا دراماتيكيا كان الأول من نوعه وطبيعته في عصر الطائف ، بفعل انفجار الازمة التاريخية في عهد ميشال عون وانهيار الوضع المالي والمصرفي وانفجار ثورة 2019 الاجتماعية ، بدأ لبنان يتجه نحو مسار اشد فوضوية وتفككا خصوصا ان يد الاستتباع الإيرانية حولته الى مزيج خطير من بلد مفلس منهار وموئلا لاحد اقوى متاريسها وترساناتها "وجيوشها" عبر "حزب الله". بدا الوضع مهرولا بقوة هائلة نحو كارثة داخلية عندما تجددت عملية انقلابية على الدستور بتعطيل الانتخابات الرئاسية بعد نهاية عهد ميشال عون . لكن الكارثة لم تمكن هناك فقط ولم تنتظر ابدا الانفجار السياسي الداخلي ، بل جاءت عبر ربط حربي غزة ولبنان عقب عملية "طوفان الأقصى" . جاءت مغامرة ايران بحزبها في لبنان في اخر الحروب التي خاضها "حزب الله" كارثية على الحزب وايران وكذلك على النظام السوري وامتدادا الى كل المحور المسمى محور الممانعة . سواء بسواء انبلج فجر لبناني بقوة واقع غير محسوب ، فجر واعد بما يفترض ان يشكل ثورة تصويب تاريخيّة لما لحق بلبنان منذ ربع قرن وقبله أيضا . يحط لبنان رحاله عند نهاية السنة 2024 على وعد وأمل غير مسبوقين في تاريخه ، وليس فقط في ربع القرن الأول من احداثه ، بقيام دولة حقة ومجتمع سياسي متحرر ومستقل وحديث .مع ذلك ، لا نجرؤ على الغلو بعيدا لئلا نحبط احباطا قاتلا !