مظاهرات في الرباط ومدن أوروبية تنديدا بالعدوان الإسرائيلي على الفلسطينيين
تاريخ النشر: 18th, February 2024 GMT
تظاهر آلاف المغاربة في العاصمة الرباط، اليوم الأحد، دعما للقضية الفلسطينية، كما شهدت مدن أوروبية عدة مظاهرات وفعاليات دعما لغزة وضد العدوان الإسرائيلي المستمر منذ 135 يوما.
فقد تظاهر مغاربة وسط الرباط وحملوا شعارات منددة "بجرائم الاحتلال الصهيوني" واستمرار التطبيع المغربي مع إسرائيل.
كما حمل المتظاهرون الذين قدموا من مختلف المدن المغربية أعلام فلسطين وصور المسجد الأقصى وعددا من صور شهداء الحرب الإسرائيلية المستمرة على غزة منذ أكثر من 4 أشهر.
وقال الحقوقي المغربي عبد الإله بن عبد السلام لوكالة رويترز إن المظاهرة جاءت بدعوة من الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع، وهي من منظمات المجتمع المدني.
وأضاف عبد السلام "كانت استجابة واسعة وحشودا غفيرة من مختلف فئات الشعب المغربي الذين قدموا من مختلف المدن المغربية للتعبير عن إدانتهم لاستمرار جرائم الحرب وجرائم العدوان، وجرائم الإبادة الجماعية والتطهير العرقي.. التي يرتكبها الكيان الصهيوني في حق الشعب الفلسطيني".
من جهته، قال الناشط الحقوقي المغربي سيون أسيدون ذو الأصول اليهودية لرويترز "مظاهرة اليوم تركز على شعارين، هما رفض الإبادة وسياسة التجويع التي ينتهجها الكيان الصهيوني، وكذلك استنكار استمرار التطبيع رغم إدانته من عموم الشعب المغربي".
وكان المغرب قد طبع العلاقات مع إسرائيل في العاشر من ديسمبر/كانون الأول 2020 بوساطة أميركية مقابل اعتراف واشنطن بسيادة المملكة على إقليم الصحراء الغربية المتنازع عليه بين الرباط وجبهة البوليساريو منذ 1976.
أوروبيا، احتشد متظاهرون في مدينة ميلانو الإيطالية، ونددوا بالاحتلال الإسرائيلي لفلسطين.
وفي تصريحات خاصة للجزيرة نت، قال رئيس التجمع الفلسطيني في إيطاليا محمد حنون إن المظاهرة الحاشدة التي انطلقت اليوم في ميلانو شاركت فيها عدة روابط للجالية الفلسطينية وعشرات المؤسسات الإيطالية المتضامنة مع القضية الفلسطينية، بالإضافة إلى الجاليات العربية والإسلامية.
وأضاف أن هذا التجمع يسعى إلى تحقيق عدة أهداف، ومنها:
تأكيد ضرورة تقديم الدعم للشعب الفلسطيني، سواء كان ذلك ماديا أو معنويا. التنديد بجرائم الاحتلال والإبادة الجماعية للاحتلال الإسرائيلي ضد المواطنين في قطاع غزة. مطالبة الحكومة الإيطالية بضرورة الضغط على حكومة الاحتلال الإسرائيلي وإنهاء كافة الاتفاقيات معها. ضرورة استقدام الجرحى للعلاج وتقديم الدعم الصحي والإغاثي للفلسطينيين.وعن حجم التفاعل مع القضية الفلسطينية في الشارع الإيطالي، قال حنون إن المواطنين الإيطاليين في مدينة ميلانو يشكلون السواد الأعظم للأنشطة التي تندد بما يحصل في قطاع غزة، وهناك أيضا المشاركون من مؤسسات المجتمع المدني والأحزاب والمؤسسات، ثم تأتي الجاليات والمؤسسات العربية والإسلامية في مدينة ميلانو.
كما خرجت مظاهرة في مدينة يتبوري السويدية نصرة لفلسطين وغزة، وردد المتظاهرون هتافات وأغاني داعمة للفلسطينيين.
كما خرج متظاهرون في مدينة مالمو السويدية أيضا نصرة للقضية الفلسطينية وتنديدا بالعدوان الإسرائيلي على غزة.
وفي العاصمة الدانماركية كوبنهاغن نظم الهلال الخيري الدانماركي بازارا خيريا لصالح الفلسطينيين في غزة.
وكان مظاهرات عدة خرجت أمس السبت في دول مختلفة مثل تركيا وألمانيا وبريطانيا وأستراليا والولايات المتحدة وكوريا الجنوبية وأيرلندا.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 تشن إسرائيل حربا مدمرة على قطاع غزة خلفت عشرات الآلاف من الضحايا المدنيين معظمهم أطفال ونساء، فضلا عن كارثة إنسانية غير مسبوقة ودمار هائل بالبنية التحتية، الأمر الذي أدى إلى مثول تل أبيب أمام محكمة العدل الدولية بتهمة "الإبادة الجماعية".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: فی مدینة
إقرأ أيضاً:
متى شهدت جوائز الأوسكار دعم القضية الفلسطينية وانتقاد الاحتلال الإسرائيلي؟
تنطلق خلال ساعات جوائز أكاديمية الفنون وعلوم الصور المتحركة المعروفة اختصارا باسم جوائز "الأوسكار - Oscars"، لتتويج أهم الأفلام المنتجة في عام 2024، وهي تعتبر أهم جائزة تمنح في مجال صناعة الأفلام حول العالم.
وطوال سنوات سيطر اللوبي المؤيد لـ"إسرائيل" في الولايات المتحدة على إنتاجات هوليوود، مع تهميش أو إزاحة أي إنتاج يعتبر "معادٍ للسامية" أو "مناهض لليهود" أو حتى الاحتلال الإسرائيلي.
وتظهر السيطرة الإسرائيلية اليهودية على هوليوود في فاصل ساخر خلال جوائز "الأوسكار" في عام 2013، عندما قدّم الممثل مارك واينبرغ مع الدمية الشهيرة "تيد" بعض الممثلين المتواجدين في الحفل، لتقول الدمية إن "المثير للاهتمام أن هؤلاء كلهم يهود، وأنت يا مارك هل أنت يهودي".
ليرد الممثل واينبرغ: "لا أنا كاثوليكي"، فيرد عليه: "إجابة خاطئة جرّب مرة أخرى، هل لا تريد العمل في هذه البلدة؟، أنا يهودي، وأود التبرع بالمال لإسرائيل والعمل هنا إلى الأبد، شكرا".
خطاب غير مسبوق
شهد حفل الأكاديمية عام 1978، موقفا تضامنيا بارزا مع القضية الفلسطينية، وإدانة شديدة اللهجة لجرائم كيان الاحتلال الإسرائيلي.
وفي ذلك الوقت، أعلن الفنان الصاعد حينها، جون ترافولتا، فوز الممثلة المسرحية والسينمائية المرموقة والناشطة السياسية، فانيسا رديغريف، بجائزة أفضل ممثلة في دور مساعد عن فيلمها "جوليا - Julia" عام 1978.
وفي ذلك الوقت، صعدت فينيسا خشبة المسرح لتتلقى جائزتها، وهي التي كان فوزها مستبعدا، وذلك ليس لضعف موهبتها؛ بل بسبب القوة التي حملتها آراؤها السياسية المؤيدة لفلسطين.
وهذا الأمر الذي لم يعجب المنظمات واللوبي الإسرائيلي في الولايات المتحدة، مع العمل بشكل مكثف لحرمانها من الجائزة عندما جرى إعلان ترشجحها لنيلها.
وتعود قصة ذلك إلى وثائقي "الفلسطيني - The Palestinian" الذي أنتجته فينيسا قبلها بعام واحد، والذي يحمل وجهة نظر تدين الممارسات الإجرامية الإسرائيلية ضد الفلسطينيين.
وقادت منظمة "الدفاع اليهودية" حملة عنيفة ضد فوز رديغريف بالأوسكار في ذاك العام، وقد وصل الأمر إلى حرقهم لدمى على هيئتها ومحاولة تفجير إحدى السينمات، حيث كان يعرض فيلمها الذي يدين النازية.
ورغم ذلك، فازت رديغريف بالجائزة، وعندما وقفت فوق خشبة المسرح لتلقي خطابها اختارت المواجهة، ملقية خطابها الذي فتح عليها أبواب حملة تحريض وكراهية لا نهاية لها.
وفي خطابها بعد الفوز بالجائزة قالت رديغريف: "أنا أحييكم وأعتقد أنه يجب أن تكونوا فخورين للغاية بأنكم وقفتم بحزم في الأسابيع القليلة الماضية".
وأضافت "رفضت الخوف من تهديدات مجموعة صغيرة من السفاحين الصهاينة الذين يعتبر سلوكهم إهانة لمكانة اليهود في جميع أنحاء العالم ولسجلهم العظيم والبطولي في النضال ضد الفاشية والقمع".
وأكدت "أنا أحيي هذا السجل وأحييكم جميعًا على وقوفكم بحزم وتوجيه ضربة قاضية ضد تلك الفترة عندما أطلق نيكسون ومكارثي حملة مطاردة ساحرات في جميع أنحاء العالم ضد أولئك الذين حاولوا التعبير في حياتهم وعملهم عن الحقيقة التي آمنوا بها".
ويذكر أن "مطاردة الساحرات" هو مصطلح يشير إلى محاولة للعثور على مجموعة معينة من الأشخاص ومعاقبتهم مع إلقاء اللوم عليهم بسبب شيء ما، وغالبا ما يكون ذلك ببساطة بسبب آرائهم وليس لأنهم ارتكبوا بالفعل أي خطأ.
وختمت رديغريف خطابها بالقول: "أحييكم وأشكركم وأتعهد لكم بأنني سأواصل الكفاح ضد معاداة السامية والفاشية، شكرًا لكم".
وبعد سنوات طويلة من هذا الخطاب، حافظت فانيسا رديغريف على دعمها للقضية الفلسطينية، وحيّت في 2009 أهل فلسطين لصمودهم في وجه العدوان الإسرائيلي، كما أكدت أنها لن تتراجع عن تصريحاتها ومواقفها، كاشفة أنه كلفها العديد من الأدوار والتعاقدات في هوليوود.
وقالت في ذلك الوقت في "لم أكن أدرك أن التعهد بمكافحة معاداة السامية والفاشية كان مثيرًا للجدل، كان عليّ أن أقوم بدوري، وكان على الجميع القيام بواجبهم لمحاولة تغيير الأشياء للأفضل والدفاع عن الصواب وعدم الشعور بالفزع".
وبعد هذه الموقف جرى قمع واستعاد أي حراك واضع يعدم القضية الفلسطينية حتى حفل العام الماضي الذي جاء خلال حرب الإبادة ضد قطاع غزة، بعدما ارتدى عدد من النجوم، بينهم بيلي إيليش ومارك روفالو ورامي يوسف وسوان أرلو، دبابيس حمراء ترمز لدعم وقف إطلاق النار.
وأفاد بيان صادر عن مجموعة "Artists4Ceasefire"، التي تقف وراء الحملة، بأن "الدبوس يرمز إلى الدعم الجماعي لوقف فوري ودائم لإطلاق النار، والإفراج عن جميع الرهائن وتوصيل المساعدات الإنسانية العاجلة للمدنيين في غزة"، وفق ما نقل موقع "أكسيوس".
At the 1978 Oscars, the audience booed after a speech by British actress Vanessa Redgrave, winner of the Best Supporting Actress award, in which she criticized Zionism.
After 46 years, British director Jonathan Glazer stood at the same ceremony and condemned the occupying state… pic.twitter.com/WWa2ZB5s3S — Suppressed News. (@SuppressedNws) March 11, 2024
من جهته قال الممثل الكوميدي من أصل مصري رامي يوسف حينها: "ندعو أيضاً إلى السلام والعدالة الدائمة لشعب فلسطين".
وجاء ذلك فيما خرج مئات المتظاهرين حينها إلى شوارع لوس أنجلوس قرب مسرح دولبي لتوجيه أيضا دعوة لوقف إطلاق النار في غزة.
Billie Eilish, Ramy Youssef, Ava DuVernay and other celebrities wore red pins at the Oscars in support for a cease-fire in Gaza. The design featured a single hand holding a heart and was organized by the group Artists4Ceasefire. pic.twitter.com/sj6HBzsoYi — The Associated Press (@AP) March 11, 2024
يشار إلى أن Artists4Ceasefire، التي تضم أعضاء من صناعة الترفيه، كانت حثت الرئيس الأميركي حينها، جو بايدن، على الدعوة إلى وقف إطلاق النار بغزة، وذلك في رسالة مفتوحة وقعها عدد من النجوم، بما في ذلك المرشحان لجائزة الأوسكار لعام 2024 برادلي كوبر وأميركا فيريرا.