تصور نفسه قطعة حية من التاريخ...!"17"
تاريخ النشر: 18th, February 2024 GMT
توقفت فى المقال السابق عندما ذكر الكاتب الكبير "محمد حسنين هيكل" فى كتابه الشيق والممتع "زيارة جديدة للتاريخ" بأن الماريشال "مونتجمري" يرغب في أن ينزل من الطائرة مرتديا ملابسه العسكرية الرسمية مما اضطر الأستاذ “هيكل ”أن يتصل بصديقه "دنيس "هاملتون" رئيس رئيس تحرير الـ "صن داي تيمس" ليستفسر منه عن السبب الذي دعا الماريشال ان يطلب ما طلب؟
وكان رده أنك تعرف مزاج هؤلاء النجوم من العسكريين الذين يتصورون أنهم قطع حية من التاريخ، وعلى أية حال لماذا لا تعرض على الرئيس "جمال عبد الناصر"؟ وبالفعل عرض الأمر على الرئيس "عبد الناصر"؛ حيث قدم له خطاب الماريشال "مونتجمري" وقرأه.
فوجئ الأستاذ "هيكل" بان الرئيس يقهقه ضاحكا، ثم يقول: أنت لا تعرف هؤلاء العسكريين الكبار هم أحيانا مثل الطواويس يجب أن تنفش ريشها الملون خيلاء وزهوًا...! ثم أردف:
ابعث فقل له إن الرئيس لا يمانع من أن يرتدي ملابس فيلد مارشال، ولا يمانع في أن يضع علم قيادته على سيارته ولا يمانع حتى في ان يجيء معه بفرقة موسيقى تعزف أمامه مارشات النصر...!
ولم يصدق الأستاذ "هيكل "نفسه والأغرب هو أن الماريشال" مونتجمري "عندما عرف برد الرئيس "عبد الناصر" قال معلقا بسعادة غامرة:
هذا ما كنت أتوقعه...
وجاء الماريشال "مونتجمري" بزى فيلد مارشال في الجيش البريطاني وكانت السيارة تنتظره رافعة علم قيادته... لقد حكى رئيس تحرير ال "صنداى تيمس"
إن الماريشال "مونتجمري" كان فرحا مثل عصفور على غصن بعد العاصفة بعد أن ارتدى زيه الرسمي ووقف ثلاث دقائق امام مرآه الحمام في الطائرة ليتأكد من بذلته ومن ربطة عنقه وقبعته وعلامات الرتب على كتفه وشارات النياشين بالعشرات تغطي صدره...!
وعندما وصل الماريشال "مونتجمري" إلى العلمين لم يمكث في الفندق أكثر من دقائق ثم طلب أن يركب الطائرة الهليكوبتر في جولة عامة حول أطراف ميدان القتال، وكان معه رئيس أركان حربه ومدير العمليات ومدير مخابراته".
ونقلت الصحف البريطانية والأمريكية والألمانية وقائع زيارة الماريشال "مونتجمري" للعلمين...!
بِإِذْنِ الله الأسبوع القادم أحدثك عن زيارة الكاتب لعالم الطبيعيات "البرت آينشتين".
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: محمد حسنين هيكل الكاتب الكبير
إقرأ أيضاً:
إدانة رئيس جماعة اتهمته عائلة شاب بالتسبب في موت ابنها الذي أحرق نفسه أمام باب البلدية
أدانت المحكمة الابتدائية أمس الخميس، رئيس جماعة الكنتور بإقليم اليوسفية بـ 10 أشهر حبسا نافذا، و50 ألف درهم غرامة مالية، لفائدة أم شاب توفي بعد أن أحرق نفسه أمام مقر البلدية، وأدائه لاثنين مطالبين بالحق المدني تعويضا ماديا قدره 10 آلاف درهم لكل واحد منهما.
وتعود أطوار القضية، إلى أكتوبر السنة الماضية، حيث أقدم الشاب المسمى « أيوب لحدود » الذي كان يبلغ 33 سنة من عمره قيد حياته، على إضرام النار في جسده أمام مقر البلدية.
واختلفت الروايات حول أسباب حادثة وفاة الضحية. والدة الضحية من خلال شكايتها إلى وكيل الملك، حملت مسؤولية وفاة ابنها لرئيس الجماعة. وقالت إنه سبق أن اشترى بقعة أرضية سنة 2021، وقام ببناء منزل دون توفره على الوثائق اللازمة، من تصميم ورخص إدارية، مما جعل السلطة المحلية تتدخل لهدمه. فتوجه نحو رئيس الجماعة لمساعدته في إنجاز وثائق إدارية تخص البقعة، فرفض استقباله وتقديم المساعدة له.
روايات أخرى تؤكد أن ما جعل الشاب يتردد على الجماعة هو فقط طلبه للشغل والسكن بالكنتور التي تعتبر من أهم المواقع الفوسفاطية بالمغرب.
وفي صباح يوم الجمعة من شهر أكتوبر الماضي، قرر الضحية « أيوب » حضور أشغال دورة أكتوبر العادية التي كانت تجري أطوارها بمقر الجماعة. وتزامن ذلك مع احتجاج للساكنة أمام باب مقر البلدية، مطالبين برفع التهميش عن منطقتهم.
لكن قبل انتهاء أشغال الدورة، عاد « أيوب » إلى بيت أمه في حالة هستيرية حسب شكايتها لوكيل الملك. وطلب منها مبلغ 10 دراهم، ثم غادر المنزل متجها نحو البلدية. وبعد ساعات جاءها خبر إضرام النار بجسده مما تسبب له في حروق بليغة.
وتم نقله على متن سيارة إسعاف إلى المستشفى لتلقي العلاجات الضرورية، وقال وهو يعاني من الاحتراق، إن « الرئيس هدده بالتصفية الجسدية »، وطالب بتدخل ملكي لأجل إنصافه وأسرته. ووثقت أمه تصريحاته عبر تسجيل مصور، وقدمته ضمن شكاية تتهم بواسطتها الرئيس بالمسؤولية في وفاة ابنها.
وأكد واحد من ضمن سبعة شهود خلال الاستماع إليهم من طرف الدرك الملكي واقعة التهديد، بينما أكد الأخرون رفض الرئيس تقديم المساعدة للهالك.
وقال شهود من المعارضة إنهم طالبوا بتوقيف أشغال الدورة، لكن الرئيس فضل استمرار أشغالها.
وبعد 7 أيام من الحادثة توفي « أيوب » يوم الاثنين 13 أكتوبر متأثرا بجروحه وتاركا وراءه عشرات المواطنين يطالبون بحقهم في الشغل والكرامة.
من جهته يحكي الرئيس المدان بالحبس والغرامة، رواية أخرى، حيث يحمل المسؤولية للذين يعتبرهم حرضوا الضحية ومن معه، وشحنوه ضد الرئيس، واستغلوا ظروفه النفسية والاجتماعية لتصفية حساباتهم الشخصية. نافيا أن يكون الهالك قد زاره في مكتبه، أو طلب لقاءه، أو أنه قام هو بتهديده. مؤكدا أنه خلال أشغال الدورة بلغ إلى علمه أن مواطنا من المنطقة أضرم النار في جسده لأسباب يجهلها. وأنه أرسل سيارة إسعاف تابعة للجماعة لنقله إلى المستشفى باليوسفية ثم إلى مراكش، لكن العائلة رفضت مطلبه.
وقال إن من ضمن نقط الدورة « كتابة ملتمس إلى مدير موقع الكنتور للفوسفاط، لأجل مساعدتهم للتأهيل الحضري لأحياء بجماعة الكنتور القروية، لكن أعضاء من المعارضة أوهموا الساكنة أن الجماعة ستتسلم منهم المنازل التابعة للفوسفاط، وستفرض عليهم مبالغ رسم كراء شهري جديد واستخلاص مبالغ مالية كبيرة تخص الماء والكهرباء، ونظرا للظروف الاجتماعية ومخلفات الجفاف خرجت الساكنة تحتج بتحريض من آخرين طرقوا أبوابهم ليلا لحضور أشغال الدورة.
وتسببت وفاة « أيوب » في احتقان شديد باليوسفية، وخرجت الساكنة من النساء والرجال والأطفال لاستقبال جثمانه ودفنه، تحت هتافات التهليل والتكبير.
ونظمت مسيرة نحو العمالة، رددت فيها شعارات قوية مثل »ولادكم قريتوهم وولادنا حرقتوهم ». وطالب المحتجون بمعاقبة من تسبب في هذه المأساة الإنسانية. وحملت الشعارات المسؤولية لعامل الإقليم، وطالبوه برفع التهميش عنهم وتوفير فرص الشغل لأبنائهم.
كلمات دلالية إضرام النار احتحاج الكنتور المجلس البلدي المحكمة اليوسفية انتحار