طفل يحسم جدلا عمره ألفي عام حول سلاح “شعاع الموت”
تاريخ النشر: 18th, February 2024 GMT
كندا – ساعد صبي يبلغ من العمر 12 عاما في تسوية جدل ظل محتدما لقرون عدة حول “شعاع الموت”، السلاح التي افترض أنه صمم في اليونان القديمة على يد العالم الشهير أرخميدس.
وقضى المؤرخون والعلماء قرونا في مناقشة ما إذا كان ما يسمى بسلاح “شعاع الموت” قد نجح بالفعل. ويبدو أن صبيا من كندا قد نجح في تسوية هذا النزاع نهائيا.
ووفقا لمؤلف القرن الثاني الميلادي لوسيان، صمم الفيلسوف اليوناني أرخميدس “شعاع الموت” لاستخدامه في معركة بحرية ضد الغزاة الرومان أثناء حصار سيراكيوز في 213-212 قبل الميلاد.
ويقال إن أرخميدس استخدم مجموعة من المرايا على طول الخليج لتوجيه ضوء الشمس إلى السفن الرومانية المقتربة، ما أدى إلى اشتعال النيران فيها.
ومع ذلك، لم يكن هناك أي دليل منذ ذلك الوقت على وجود “شعاع الموت”، وقد ظل العلماء يتناقشون بشأنه منذ مئات السنين.
والعديد من العلماء، بما في ذلك الفيلسوف الفرنسي رينيه ديكارت، وصفوه بالخيال.
ولكن الآن، قام التلميذ الكندي بريندن سينر بصنع نسخة طبق الأصل مصغرة من “شعاع الموت” باستخدام مرايا مقعرة ومصابيح مكتبية LED مع مصابيح بقدرة 50 واط – وأثبت أنها يمكن أن تنجح.
وباستخدام المرايا المقعرة ومصابيح مكتب LED، ابتكر سينر نسخة مصغرة ووجد أنه عند تركيز مصدر حرارة بقدرة 50 واط على قطعة من الورق المقوى، يمكن رفع درجة حرارة الهدف بمقدار درجتين مئويتين لكل مرآة إضافية، بحد أقصى ثلاث مرايا، بينما تؤدي إضافة مرآة رابعة إلى قفزة هائلة في درجة الحرارة بزيادة قدرها 8 درجات مئوية.
وعند تكرار التجربة باستخدام مصباح بقوة 100 واط، وجد أن “التغير في درجة الحرارة مع كل مرآة كان 4 درجات مئوية مع ما يصل إلى ثلاث مرايا و10 درجات مئوية إضافية مع المرآة الرابعة”.
والنتائج التي توصل إليها سينر تتوافق مع نتائج مجموعة من العلماء من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT)، الذين وجدوا أن “شعاع الموت” الذي أطلقه أرخميدس يمكن أن يشعل النار في سفينة في 11 دقيقة.
وكتب سينر في مجلة Canadian Science Fair Journal: “بناء على النتائج التجريبية التي توصلت إليها، أنا أتفق مع مجموعة معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا وأعتقد أنه مع وجود مصدر حرارة قوي بما فيه الكفاية ومرايا متعددة أكبر تركز جميعها في زاوية مثالية، يمكن أن يكون الاحتراق ممكنا”.
مضيفا: “إن الأوصاف التاريخية لاستخدام شعاع الموت في سيراكيوز (سرقوسة) القديمة معقولة، ولكن لم يتم العثور على أي دليل أثري على شعاع الموت لأرخميدس بخلاف ما هو مسجل في كتب الفلاسفة القدماء”.
وحصل سينر على الميدالية الذهبية لمعرض العلوم السنوي لماثيوز هول، والميدالية الذهبية لمعرض العلوم والهندسة في وادي التايمز للعلوم الفيزيائية، وجائزة مكتبة لندن العامة لإلهام اهتمامات الأطفال بالعلوم والتكنولوجيا لعمله.
المصدر: مترو
المصدر: صحيفة المرصد الليبية
إقرأ أيضاً:
ارتفاع درجة الحرارة 1.5 مئوية ستجلب ضررًا لا يمكن إصلاحه
من الواضح أن العالم سوف يتجاوز هدف 1.5 درجة مئوية للاحتباس الحراري العالمي، مما يؤدي إلى زيادة التركيز على الخطط الرامية إلى تبريده مرة أخرى عن طريق إزالة ثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجوي. ولكن لا يوجد ما يضمن أننا سوف نكون قادرين على تحقيق هذا الهدف. وحتى لو تمكنا من ذلك، فإن بعض التغييرات لا يمكن إرجاعها. يقول جويري روجيلج من جامعة (إمبريال كوليدج لندن): «لا يمكننا إرجاع الموتى إلى الحياة». ويحذر هو وزملاؤه بعد دراسة سيناريوهات «التجاوز» من ضرورة التركيز على خفض الانبعاثات بشكل عاجل الآن للحد من ظاهرة الاحتباس الحراري. وفقًا لدراسة روجيلج وزملائه المنشورة في مجلة (نايتشر) على هذا الرابط (doi.org/nmxw )، هناك ما لا يقل عن خمس مشاكل كبيرة في فكرة تجاوز درجة حرارة المناخ ثم تبريد الكوكب مرة أخرى: المشكلة الأولى هي أن العديد من هذه السيناريوهات تعطي صورة مضللة عن الشكوك والمخاطر التي تنطوي عليها. على سبيل المثال، نظرت الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ في تقريرها الرئيسي الأخير في سيناريو تجاوز الحد الذي قد يصل فيه العالم إلى 1.6 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الصناعة بحلول منتصف القرن، أي ما يزيد بمقدار 0.1 درجة مئوية فقط عن الحد الذي حددته اتفاقية باريس. ولكن بسبب الشكوك بشأن كيفية تغير درجات الحرارة العالمية، استجابة لكمية معينة من ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي، فإن مستوى الانبعاثات المفترض في هذا السيناريو قد يؤدي إلى أي شيء يصل إلى 3.1 درجة مئوية من الاحتباس. يقول روجيلج: «بالنسبة لنفس مستويات الانبعاثات، فإن احتمالات أن يتجاوز الاحتباس العالمي درجتين مئويتين ستكون حوالي واحد من كل عشرة. واحتمالات التهديد الوجودي المحتملة بنسبة واحد من كل عشرة ليست ضئيلة». المشكلة الثانية هي أنه لا يوجد ما يضمن توقف ظاهرة الاحتباس الحراري حتى لو توقفنا عن إضافة ثاني أكسيد الكربون إلى الغلاف الجوي، والوصول إلى ما يسمى بالانبعاثات الصفرية الصافية. على سبيل المثال، قد يؤدي الاحتباس الحراري العالمي إلى تفعيل تأثيرات ردود فعل إيجابية أقوى من المتوقع، مما يؤدي إلى انبعاثات كربونية أكبر من المتوقع من مصادر مثل الخث والتربة الصقيعية. وقد يؤدي هذا إلى زيادات إضافية في درجات الحرارة العالمية حتى بعد تحقيق صافي الانبعاثات الصفرية. وعلاوة على ذلك، يتطلب تحقيق صافي الصفر إزالة ثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجوي؛ لأن بعض الأنشطة، مثل الزراعة، قد لا تكون هناك وسيلة لخفض الانبعاثات إلى الصفر. ولكن قد لا تكون هناك وسيلة ميسورة التكلفة لإزالة كميات كبيرة من ثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجوي للتعويض. إن البشرية تخاطر بشكل متهور بتجاوز تغير المناخ الخطير. وهذه هي أيضا المشكلة الكبرى الثالثة المرتبطة بسيناريوهات تجاوز الانبعاثات. إذ يتطلب تبريد الكوكب بعد الوصول إلى الصفر الصافي إزالة كميات هائلة من ثاني أكسيد الكربون، وهو ما يتجاوز ما هو مطلوب ببساطة للحفاظ على الصفر الصافي. وحتى لو أمكن تطوير التكنولوجيا اللازمة لتحقيق هذه الغاية، فقد تحجم الحكومات عن ذلك على حساب شيء لن يعود بأي فائدة، على الأقل في الأمد القريب. ويقول روجيلج: «في أغلب الأحوال، الفائدة الوحيدة المترتبة على إزالة ثاني أكسيد الكربون هي إزالة الكربون. ولكن بخلاف ذلك فإنها تستهلك الطاقة، وتكلف المال، وتتطلب استثمارا وتخطيطا طويل الأجل». والمشكلة الرابعة هي أنه حتى لو تمكنا من إزالة ما يكفي من ثاني أكسيد الكربون لإعادة درجات الحرارة إلى الانخفاض مرة أخرى، فسوف يستغرق الأمر عقوداً من الزمن، كما يقول كارل فريدريش شلوسنر، عضو الفريق في المعهد الدولي لتحليل النظم التطبيقية في مدينة لاكسنبورج، النمسا. وهذا يعني أننا سوف نضطر إلى التكيف مع درجات الحرارة المرتفعة طالما استمرت. ولكن كما أشار التقرير الأخير الصادر عن الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ، فإن التكيف مع التغيرات التي حدثت حتى الآن أثبت أنه أكثر صعوبة مما كان متوقعا. ويقول شلاوسنر: «إننا نثق في قدرتنا على التكيف مع تجاوز درجات الحرارة». المسألة الخامسة هي أن إعادة درجات الحرارة إلى مستوياتها الطبيعية لن تؤدي إلى عكس كل التغيرات. فإذا مات المزيد من الناس في ظل الظواهر الجوية المتطرفة أو بسبب المجاعة بعد فشل زراعة المحاصيل، فلن يكون هناك أي سبيل إلى إعادتهم إلى حالتهم الطبيعية. |