لجريدة عمان:
2025-01-30@08:29:36 GMT

كيف يمكن لأمريكا أن تغيث غزة؟

تاريخ النشر: 18th, February 2024 GMT

ترجمة: بدر بن خميس الظّفري -

لدى إسرائيل الحق في محاسبة أولئك الذين نفّذوا الهجوم الذي شنته حماس في السابع من أكتوبر. ولكن استراتيجية الحرب التي اختارتها حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو خلفت تأثيرًا هائلًا وغير مقبول على المدنيين الفلسطينيين. وأدّت حملة القصف الجوي الإسرائيلية إلى مقتل ما يقدر بنحو 28 ألف فلسطيني، بحسب وزارة الصحة في غزة، أكثر من 70 بالمائة منهم من النساء والأطفال.

وأصيب العديد بجروح خطيرة. وقد أدّى النقص الحاد في الأدوية والغذاء والمياه والمأوى، بالإضافة إلى انقطاع التيار الكهربائي والاتصالات، إلى كوارث متعاقبة.

على مدار أشهر، قدمت إدارة (بايدن) طلبات عاجلة ومتكررة إلى حكومة نتانياهو لزيادة تسهيل المساعدات الإنسانية التي تعبر معبري رفح وكرم أبو سالم بشكل كبير. وقد تجاهلت إسرائيل هذه النداءات ولم تستمع لأحد. بالإضافة إلى ذلك، تدرس حكومة نتانياهو شنّ حملة عسكرية في رفح، حيث يعيش أكثر من مليون نازح فلسطيني، الأمر الذي من شأنه أن يجعل الأزمة الإنسانية أسوأ.

ونظرًا لعدم وجود استجابة حقيقية لنداءات إدارة بايدن من قبل حكومة نتانياهو، فإن مسؤولية القيادة تقع على عاتق الولايات المتحدة؛ لأننا أكبر ممول للمساعدات العسكرية لإسرائيل. إنها تقع على عاتقنا لأن الولايات المتحدة زودت إسرائيل بالعديد من القنابل وقذائف المدفعية التي استخدمتها تل أبيب في حملتها على غزة. فالأمر يقع على عاتقنا لأن الولايات المتحدة لديها قدرة هائلة على النقل البحري لتوصيل المساعدات وربما تكون الدولة الوحيدة التي ستسمح لها إسرائيل بتنسيق تقديم المساعدات المباشرة إلى غزة لمعالجة المعاناة الإنسانيّة..

علاوة على ذلك، فإن قيمنا تتطلب توفير الدعم الإنساني المنقذ للحياة في غزة، فنحن الأمريكيين، في صراع تلو الآخر في جميع أنحاء العالم، كنا نسلط الضوء على المآسي الإنسانية ونوجّه اللوم للحكومات المسؤولة، ونقف ضد حملات القصف التي تؤدي إلى سقوط عدد كبير من الضحايا بين المدنيين، ونقوم بتنسيق المساعدات لأولئك الذين يعانون. وبسبب شراكتنا الوثيقة مع إسرائيل، فمن الضروري أن نتحرك في غزة.

وحتى الآن، شددت الإدارة على استراتيجيتين في هذا الشأن: حث إسرائيل على زيادة المساعدات بشكل كبير، واتباع استراتيجية دبلوماسية لوضع اللمسات الأخيرة لاتفاق وقف القتال الذي من شأنه أن يوقف القصف ويوفر فرصة لضخ المساعدات. تقلل هذه الاستراتيجيات من الصراع مع حكومة نتانياهو وتتجنب التعقيد والمسؤولية في التنسيق لتقديم المساعدات المباشرة. لكن هذه الاستراتيجيات باءت بالفشل، ولا يمكن للفلسطينيين الانتظار أكثر من ذلك، وعلى بلادنا أن تتحرك الآن.

ينبغي أن يكون دور الولايات المتحدة في هذه العملية هو إيصال المساعدات الطبية مباشرة إلى المستشفيات عن طريق الجو وإمدادات الغذاء والماء والضروريات عن طريق البحر. ويجب أن تتولى المنظمات الإنسانية من هناك مهمة توزيع الإمدادات واستخدامها، لأنّ وجود قوات أو أفراد أمريكيين على الأرض داخل غزة في هذا الصراع العنيف سيكون بمثابة دعوة للمشاركة المباشرة في الصراع، وهذا خطأ يجب أن نتجنبه.

علينا أن نطلق على الفور «عملية إغاثة غزة» التي ستلبي أربعة احتياجات رئيسية:

أولًا، توفير الأدوية والمعدات الطبية التي تشتد الحاجة إليها. فالمستشفيات الـ11 المتبقية التي تعمل جزئيًا في غزة لا تستطيع توفير الرعاية التي يحتاجها آلاف الفلسطينيين الذين يعانون من إصابات تهدد حياتهم. ويخضع الأطفال لعمليات بتر الأطراف، بينما تجري الأمهات عمليات قيصرية دون تخدير. ينبغي للولايات المتحدة تعبئة ودعم الجسور الجوية لتزويد تلك المستشفيات بالإمدادات بما في ذلك الأدوية الأساسية، ابتداء من المضادات الحيوية إلى الأنسولين. ويجب علينا أيضًا أن نفكر في نشر سفينتين تابعتين للبحرية تحمل مستشفيين، سعة كل منهما 1000 سرير، في شرق البحر الأبيض المتوسط، وتنسيق المساعدة من سفن المستشفيات التي تديرها دول أخرى وسفن أخرى غير ربحية. ويجب على الولايات المتحدة أيضًا أن تعمل مع إسرائيل لتنسيق نقل الفلسطينيين المصابين بإصابات خطيرة إلى المستشفيات في المنطقة وإنشاء مناطق حظر إطلاق النار في المستشفيات الميدانية.

ثانيًا، لابد من وقف المجاعة الوشيكة من خلال إيصال المواد الغذائية فورًا إلى البر، فالجوع الشديد ينتشر على نطاق واسع بعد شهور من وصول المساعدات غير الكافية على الإطلاق. ويعيش تسعة من كل عشرة فلسطينيين على أقل من وجبة واحدة في اليوم. إن النجاح في إطعام العديد من الأشخاص سيتطلب أيضًا توصيل الوقود لإعادة تشغيل المخابز ومواقد الطهي.

ثالثا، معالجة النقص الحاد في المياه. فالمياه الملوثة تؤدي بالفعل إلى انتشار الأمراض على نطاق واسع؛ ومن الممكن أن تنتشر الكوليرا والأمراض الأخرى بسرعة، مع ما يترتب على ذلك من آثار مدمرة. إن اثنين من الخطوط الثلاثة التي كانت تزود غزة بالمياه النظيفة من إسرائيل في السابق قد تعطلا منذ أسابيع، لذا ينبغي الضغط على إسرائيل لإصلاحها وتفعيلها. ويجب على الولايات المتحدة أيضًا التأكد من أن محطات تحلية المياه على الساحل لديها الوقود الذي تحتاجه للعمل، ويجب أن تستخدم مواردها الممتدة من البحر إلى الشاطئ لتوصيل المياه ومعدات تنقية المياه.

رابعا، توفير المأوى الآمن. لقد وجهت حكومة نتانياهو الفلسطينيين مرارًا وتكرارًا إلى مواقع تعرضت لاحقًا لهجوم عسكري. إن العملية العسكرية التي هدد بها نتانياهو في رفح ستؤدي إلى نزوح إضافي هائل وغير مقبول. ويجب أن تؤدي عملية إغاثة غزة إلى تسهيل تقديم المساعدة لمنظمات الإغاثة لتوصيل وإقامة ملاجئ الطوارئ في المناطق التي يتم التنسيق بشأنها مع إسرائيل والأمم المتحدة للتأكد من أنها مناطق آمنة.

لتحسين الظروف الإنسانية في غزة، يجب على الولايات المتحدة أن تستمر في الضغط من أجل وقف إطلاق النار إلى جانب إطلاق سراح الرهائن، مع إعطاء الأولوية لتجنب إلحاق الأذى بالمدنيين، وتشجيع إسرائيل على تقديم المزيد من المساعدات.

ولكن نظرا للظروف الصعبة، فإن هذه الجهود وحدها ليست كافية. إن عملية إغاثة غزة ضرورية، فقيمنا تتطلب منّا بذل جهد أكبر، وليس لدينا مجال لتضييع الوقت.

أعضاء ديمقراطيون في مجلس الشيوخ الأمريكي عن (ولاية أوريغون) و(إلينوي) و(ماساتشوستس) و(ماريلاند) و(فيروتا) على التوالي.

عن واشنطن بوست.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الولایات المتحدة حکومة نتانیاهو فی غزة

إقرأ أيضاً:

حكومة لبنان تؤكد التزامها بتطبيق اتفاق وقف إطلاق النار مع ‏إسرائيل

أعلنت حكومة تصريف الأعمال اللبنانية، اليوم الإثنين، أنها وافقت على تمديد تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار مع إسرائيل حتى 18 فبراير، وذلك بعد انقضاء فترته المحددة بـ 60 يوما فجر الأحد بدون انسحاب القوات الإسرائيلية من الجنوب اللبناني.

وصرح رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، في بيان، بأنه تشاور مع الرئيس اللبناني جوزيف عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري في شأن الأمور المستجدة الحاصلة في الجنوب، وفي نتيجة الاتصالات التي جرت مع الجانب الأمريكي المولج رعاية التفاهم على وقف إطلاق النار.

العدوان الإسرائيلي على جنوب لبنان

وأشار ميقاتي إلى أنه بعد الاطلاع على تقرير لجنة مراقبة التفاهم، والتي تعمل على تطبيق قرار مجلس الأمن الرقم 1701، فإن الحكومة اللبنانية تؤكد الحفاظ على سيادة لبنان وأمنه واستمرار العمل بموجب تفاهم وقف إطلاق النار حتى 18 فبراير 2025، وأشار إلى أن اللجنة تتابع تنفيذ كل بنود تفاهم وقف إطلاق النار وتطبيق قرار مجلس الأمن الدولي الرقم 1701.

الترتيب بين لبنان وإسرائيل

وكان البيت الأبيض أعلن أن الترتيب بين لبنان وإسرائيل الذي تراقبه الولايات المتحدة سيظل ساري المفعول حتى 18 فبراير 2025، وذلك إثر عدم انسحاب إسرائيل في الموعد النهائي لسحب قواتها.

مقترح لوقف إطلاق النار في لبنان

وأفاد البيت الأبيض في بيان له بأن حكومات لبنان وإسرائيل والولايات المتحدة ستبدأ مفاوضات بشأن عودة المعتقلين اللبنانيين في السجون الإسرائيلية الذين جرى احتجازهم بعد 7 أكتوبر 2023.

وأدانت وزارة الخارجية اللبنانية في بيان أصدرته الليلة الماضية الاعتداءات الإسرائيلية المتعمدة التي طالت المدنيين اللبنانيين الراغبين بالعودة إلى قراهم المحتلة وفقا للمهلة المحددة في اتفاق وقف إطلاق النار الذي التزم به لبنان التزاما كاملا في حين يتهرب الطرف الآخر المعني أيضا بتنفيذه من الوفاء بتعهداته، لا سيما لجهة الانسحاب من الأراضي اللبنانية المحتلة

العدوان على لبنان

وحثت الخارجية اللبنانية الدول الراعية للاتفاق، وكافة الأطراف الدولية المعنية بالاستقرار والهدوء في جنوب لبنان إلى إدانة الإعتداءات الاسرائيلية على المدنيين.

كما دعت إلى الضغط لالتزام إسرائيل بتعهداتها المنصوص عنها في الاتفاق، والانسحاب الفوري وغير المشروط من كافة الأراضي اللبنانية المحتلة، لكي تتمكن القوات المسلحة اللبنانية من استكمال بسط سلطتها على الأراضي اللبنانية الجنوبية وفقا لمندرجات قرار مجلس الأمن 1701

دمار في لبنان

وأتت هذه التطورات رغم سريان اتفاق لوقف إطلاق النار بين حزب الله اللبناني والجيش الإسرائيلي منذ 27 نوفمبر الماضي وضع حدا للمواجهات التي نشبت بينهما على مدار أكثر من عام على خلفية الحرب في قطاع غزة.

وينص الاتفاق على انسحاب إسرائيل من الأراضي اللبنانية في غضون 60 يوما مع انتشار الجيش اللبناني على الحدود اللبنانية الإسرائيلية وفي منطقة الجنوب ومنع أي وجود للأسلحة والمسلحين في منطقة جنوب نهر الليطاني.

العدوان على لبنان

وكان من المقرر أن تنتهي مهلة الـ60 يوما الأحد، إلا أن إسرائيل أعلنت الجمعة أنها لن تكمل الانسحاب من لبنان خلال مهلة الـ 60 يوما، مؤكدة أنه سيتواصل مرحليا بالتنسيق مع الولايات المتحدة الأمريكية.

بينما أكد الجيش اللبناني جاهزيته للانتشار في جنوب لبنان فور الانسحاب الإسرائيلي مع انقضاء المهلة، متهما إسرائيل بالمماطلة.

اقرأ أيضاًمن عائلة سياسية.. من هو نواف سلام المرشح الأول لرئاسة حكومة لبنان؟

أبو الغيط: حكومة لبنان هي وحدها من يتفاوض باسم البلد

ماذا قال رئيس حكومة لبنان عن عودة العلاقات مع السعودية ودول الخليج؟

مقالات مشابهة

  • وزير الخارجية الأمريكي يُوجه بإتمام المساعدات المنقذة للحياة التي جرى الاتفاق عليها مسبقًا
  • سرقة السيارة التي« لا يمكن سرقتها»
  • في استطلاع للرأي.. أغلبية كاسحة من سكان جرينلاند يرفضون الانضمام لأمريكا
  • ولي العهد يستقبل "بيل كلينتون" الرئيس الأسبق لأمريكا
  • الولايات المتحدة تنقل 90 صاروخ باتريوت من إسرائيل إلى أوكرانيا
  • ما البنود الإنسانية التي نص عليها اتفاق وقف إطلاق النار في غزة؟
  • “الانتقام لأمريكا وإسرائيل” عنوانًا للتحشيد الإقليمي ضد اليمن: مرارة الهزيمة تفضحُ أهدافَ واشنطن
  • حريق يهز إسرائيل وهجوم سيبراني يرعب تل أبيب وكاليفورنيا تحصل على الضوء الأخضر للانفصال عن الولايات المتحدة.. وترامب ينتقم من معارضيه| عاجل
  • أوحيدة: المجرم أمام الليبيين هي حكومة الدبيبة التي ترفض القوانين الانتخابية
  • حكومة لبنان تؤكد التزامها بتطبيق اتفاق وقف إطلاق النار مع ‏إسرائيل