أكدت مجموعة من الشخصيات المرموقة في المجتمع الفرنسي -بمقال في صحيفة لوموند- أن أوروبا صارت ملزمة بأن تعلق الشراكة بينها وبين إسرائيل، لإيقاف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن الفظاعات التي يرتكبها في قطاع غزة.

وأوضحت هذه المجموعة -التي تضم شخصيات، بينها رئيس رابطة حقوق الإنسان باتريك بودوان، وطبيب الطوارئ رافائيل بيتي، وسيمون سسكيند من مؤسسة منظمة العمل في البحر الأبيض المتوسط- أن هجمات حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي لا يمكن بأي حال من الأحوال أن تبرر فظاعة الحرب التي تعاني منها غزة منذ 4 أشهر.

"ولن يؤدي إطلاق يد نتنياهو في غزة إلا إلى مقتل آلاف آخرين من الفلسطينيين الأبرياء وسيعرّض أمن إسرائيل للخطر"، ولن يتمكن أحد من بناء السلام والأمن في هذه المنطقة من العالم من خلال زيادة لائحة القتلى، ولا من خلال ترسيخ قيم الكراهية، كما ترى المجموعة.

ولهذا السبب حثت المجموعة القادة الأوروبيين -خاصة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ورئيس الوزراء البلجيكي ألكسندر دي كرو الذي يتولى رئاسة مجلس الاتحاد الأوروبي- على التحرك والعمل بقوة على إطلاق سراح جميع المحتجزين وجميع السجناء السياسيين، والتوصل إلى وقف فوري ودائم لإطلاق النار، وإنشاء قوة وساطة تحت رعاية الأمم المتحدة، وتنظيم مؤتمر سلام دولي لتنفيذ حل الدولتين.

وقف الشراكة

وتساءل مقال المجموعة: كيف يمكن ممارسة الضغط على حكومة إسرائيل لحملها على الخروج عن المنطق الذي أدى إلى مقتل عشرات الآلاف من الأبرياء ودفع محكمة العدل الدولية إلى التأكيد على وجود "خطر الإبادة الجماعية؟".

وأكد أنه على أوروبا أن تفعل كل شيء لوقف عمليات القتل التي غرقت فيها إسرائيل.

وذكر المقال أن البرلمان الأوروبي رأى أن هجوم إسرائيل على غزة عام 2002 غير متناسب، وأصدر قرارا يدعو إلى فرض حظر على الأسلحة وإنشاء قوة للفصل، وتعليق اتفاقية الشراكة مع إسرائيل الموقعة في أعقاب اتفاقيات أوسلو لتعزيز معسكر السلام.

وهي اتفاقية تؤكد أن "العلاقات بين الاتحاد الأوروبي وإسرائيل يجب أن تقوم على احترام حقوق الإنسان والمبادئ الديمقراطية التي تحكم سياستهما الداخلية والدولية".

ولسوء الحظ -حسب المقال- لم تنفذ أي من العقوبات التي طلبها البرلمان، واستمرت إسرائيل في انتهاك القانون الدولي بعدم امتثالها لأي من قرارات الأمم المتحدة التي تطالب بإنهاء الاستعمار.

وقد طلبت محكمة العدل الدولية -بالأغلبية- في الشهر الماضي من إسرائيل اتخاذ إجراءات "فورية وفعالة" لحماية سكان غزة، ولكن حكومة نتنياهو تقوم بالعكس تماما، وها هي الآن تخطط لمذبحة في رفح.

ولتجنب التواطؤ في جرائم إسرائيل يتعين على أوروبا -حسب المجموعة- أن تتحرك لدفعها إلى قبول وقف فوري لإطلاق النار والدخول في مسار السلام.

ودعت المجموعة رؤساء الدول والحكومات الأوروبية إلى التعليق الفوري لاتفاقية الشراكة وحظر الأسلحة، وإرسال قوة تدخل غزة تحت رعاية الأمم المتحدة، والاعتراف الكامل بدولة فلسطين من قبل الاتحاد الأوروبي ومن قبل كل دولة من الدول الأعضاء فيه.

المصدر: الجزيرة

إقرأ أيضاً:

الاتحاد الأوروبي: ثمن غياب السلام أصبح مرتفعاً جداً

بيروت (الاتحاد)

أخبار ذات صلة «الأونروا»: إمدادات الغذاء إلى القطاع لا تلبي %6 من حاجة السكان أزمة الوقود تهدد المنظومة الصحية بالقطاع

أعلن مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، أن المجتمع الدولي لا يستطيع أن يبقى من دون تحرك أمام ما يحصل في لبنان.
وتابع المسؤول الأوروبي، عقب لقائه رئيس مجلس النواب اللبناني، نبيه بري، أن ثمن غياب السلام في الشرق الأوسط أصبح مرتفعاً جداً، مطالباً بوقف فوري لإطلاق النار وتطبيق مباشر للقرار 1701.
وقال في مؤتمر صحفي، إن تكلفة غياب السلام في الشرق الأوسط باهظة ولا تحتمل، وإن الصراع في الشرق الأوسط يحمل بعداً دولياً ولا يمكن للمجتمع الدولي أن يبقى أمامه مكتوف الأيدي.
وحذر بوريل من أن لبنان على شفير الانهيار وعشرات القرى في الجنوب دمرت بالكامل، مضيفاً: «ندعم لبنان شعباً وجيشاً ومؤسسات وجاهزون لتقديم 200 مليون يورو للقوات المسلحة اللبنانية».
وأشار بوريل في زيارته الثالثة إلى لبنان خلال هذا العام، إلى أن الاتحاد  الأوروبي، ينتظر قبول المقترح الأميركي لوقف إطلاق النار من «حزب الله» ومن إسرائيل.
واعتبر أن من غير المقبول الهجوم على قوات «اليونيفيل» التي تحظى بدعم الاتحاد الأوروبي والتي تضطلع بدور رئيسي في بيئة تزداد فيها التحديات.
وتابع بوريل: «نريد إعادة السيادة إلى لبنان براً وبحراً وجواً»، وجدد تأكيد دعم الاتحاد الأوروبي لـ«الأونروا» التي تضطلع بدور لا يمكن استبداله في غزة ولبنان.
وأضاف أنه «على قادة لبنان تحمل مسؤولياتهم السياسية في انتخاب رئيس للجمهورية ووضع حد لفراغ في السلطة دام عامين، وعلينا أن نمارس الضغوط على إسرائيل وحزب الله لقبول المقترح الأميركي لوقف إطلاق النار».
وكان بوريل قد التقى رئيس مجلس النواب نبيه بري في مقر الرئاسة الثانية، وانضم إلى الاجتماع السفير الفرنسي في لبنان، كما التقى بوريل رئيس حكومة تصريف الأعمال، نجيب ميقاتي.
واستقبل ميقاتي بوريل، قبل ظهر أمس، حيث بحث الجانبان الوضع في لبنان والعلاقات اللبنانية الأوروبية.
وشدد ميقاتي، خلال اللقاء، على ضرورة الضغط لوقف الحرب على لبنان والتوصل إلى وقف إطلاق النار، مؤكداً أن لبنان يعول على الدعم الأوروبي لمساعدته سياسياً واقتصادياً، وتعزيز دور الجيش في المجالات كافة.
وفي سياق آخر، قال ميقاتي في بيان، أمس، عقب إعلان الجيش مقتل أحد عناصره وإصابة 18 آخرين بغارة إسرائيلية على مركز عسكري في «العامرية» جنوب البلاد، إن استهداف إسرائيل للجيش اللبناني يعد «رسالة دموية برفض كل المساعي والاتصالات الجارية للتوصل إلى وقف لإطلاق النار».
وأفاد ميقاتي بأن «استهداف العدو الإسرائيلي بشكل مباشر مركزاً للجيش في الجنوب، وسقوط قتلى وجرحى يمثل رسالة دموية مباشرة برفض كل المساعي والاتصالات الجارية للتوصل إلى وقف النار، وتعزيز حضور الجيش في الجنوب وتنفيذ القرار الدولي الرقم 1701».
وأضاف: «هذا العدوان المباشر يضاف إلى سلسلة الاعتداءات المتكررة للجيش وللمدنيين اللبنانيين، وهو أمر برسم المجتمع الدولي الساكت على ما يجري في حق لبنان».
وقال ميقاتي إن «رسائل إسرائيل الرافضة لأي حل مستمرة، وكما انقلب على النداء الأميركي - الفرنسي لوقف إطلاق النار في سبتمبر الفائت، ها هو مجدداً يكتب بالدم اللبناني رفضاً للحل الذي يجري التداول بشأنه».
وذكر أن «الحكومة التي عبرت عن التزامها تطبيق القرار الدولي الرقم 1701، وتعزيز حضور الجيش في الجنوب، تدعو دول العالم والمؤسسات الدولية المعنية إلى تحمل مسؤولياتها في هذا الصدد».

مقالات مشابهة

  • عيدروس الزبيدي يؤكد أهمية حرية الملاحة في البحر الأحمر خلال لقاء مع ممثلي الاتحاد الأوروبي
  • الاتحاد الأوروبي: ثمن غياب السلام أصبح مرتفعاً جداً
  • تقرير يؤكد نجاح إيران في جمع معلومات شخصية لآلاف الإسرائيليين.. بينهم شخصيات بارزة
  • رئيس ريال مدريد يهاجم فيفا ويويفا ويجدد دعمه للدوري السوبر الأوروبي
  • الهند والاتحاد الأوروبي يعربان عن التزامهما بدعم الشراكة بمجالات الطاقة النظيفة والمناخ
  • مقيم سوداني في أوروبا: الجو الأوروبي أكبر خدعة.. فيديو
  • الاتحاد الأوروبي يطالب بالتحقيق مع منصة "إكس" وإيلون ماسك
  • رئيس الاتحاد الإفريقي لكرة القدم: "فخور للغاية" بدور المغرب في تطور كرة القدم بإفريقيا
  • الاتحاد الموريتاني يُقيل أمير عبدو ويُعين مدرب إسباني
  • أبوظبي تستضيف بطولة «المجموعة السابعة» للقدرة والتحمل