لجريدة عمان:
2024-12-26@17:18:03 GMT

أن تقول لنا «وليس لأي أحد آخر»: «مَعَلِش»

تاريخ النشر: 18th, February 2024 GMT

(1)

العالم معطوب (هذه ليست مشكلة). أنت معطوب (هذه لا تزال ليست المشكلة). اللغة لا تريد ولا تستطيع أن تفهم ذلك (هذه بالضَّبط هي المشكلة).

(2)

يقضون في حليب الطَّير، وأغادر في قمصان الرِّيح.

(3)

الفقدُ شِعر (يمكن استدعاؤه في التَّلف، وحركة الأمواج، واهتراء الأعصاب، وغيبوبة الخمرة القويَّة في كأس بلا ثلج أو ماء ولا دروب، أو إغماءة الشمس الخجول، وفي النَّثر المفتون والمارق).

(4)

لا أستطيع الوَسَن. لا أتمكن من الكلام. لا يفقهني الصَّمت. تتحاشاني التَّأتاة (كم هو الهواء ثقيل، يا عدالة القاضي، في هذه المحاكمة).

(5)

في الدأب على النبوءة تنقطع الرِّضاعة، ويصير للأمِّ مصيرٌ آخر.

(6)

الموت محاولة أخرى في خضم الاجتهادات فقط (لكن بعد سديم كبير، وليالٍ مأثومة في الصِّراط، وضباب اهترأ حذاؤه في سفرٍ طويل إلى غيمة). والموت لن يحيق إلا بالأحياء فحسب، حتى وإن كانوا كثيرين، فحسب وفي أيَّة حال.

(7)

عند الفجر، الصُّداع ضريبة الخمر الهنديَّة الرَّديئة، وبقايا الأزمنة، وبشارات النَّدم، وصقيع الدِّيكة في مجز الصُّغرى، والبحر خيرٌ من النوم.

(8)

أكتُم المعلوم (لأنني، تقريبا، لن أموت بتلك الطَّريقة).

(9)

كلُّ قدسيَّة اختراعٌ باهر كالخطيئة، والكهرباء المتقطِّعة، والأسماك، وزجاج النَّوافذ الحزينة، والاقتتال في المطبخ، والحرب العالميَّة الثالثة.

(10)

السَّماء بعيدة، أبعد من الزُّرقة (والكارثة هي أنك تعي ذلك بأكثر مما يجب).

(11)

المقت، والكراهية، والازدراء، والبغض، والاحتقار، والضَّغينة.. كل ذلك وغيره من الأسباب الأخرى لبعض العطالة والعدالة.

(12)

ماذا لو حدث هذا مرَّة أخرى: أمُّي تُرضِعني وتقتل انعكاس وجهينا في بئر البيت؟

(13)

يفعل بالخيوط بين أصابعه. تفعل به الخيوط بين أنامله. يُسَلِّي الخيوط في الأرق. لا ينسج. لا ينسى.

(14)

يا هند بنت عتبة بن ربيعة القُرشيَّة: لن أعطيهم المزيد من روحي، ولا وقتي، ولا كَبِدي، ولا معركةً قريبة من الجبل أو الصَّحائف.

(15)

على الفضيحة أن تتعتَّق مثل أعناب الجبل الأخضر (النَّبيذ الأحمر يحتسيه الآخرون، دوما).

(16)

هذا المكان لم يعد صالحا لإقامة الموت.

(17)

لا يريد الموت. لا يكفيه الضَّغث.

(18)

يبتَزُّك كمن يكافئك.

(19)

الأمل يعبِّر عن نفسه (وليس عن صاحبه).

(20)

كفى: كم مرَّة ستغتالون ذلك الشهيد؟

(21)

هذه جنازة الأمس التي تسير في كل يوم.

(22)

نتكاتف (فهذا من متطلبات المؤازرة والمؤامرة).

(23)

أنتِ لستِ أنتِ! أنتَ في استطاعة ما تبقى من هذه الليلة!

(24)

أبتسمُ أمام الإخفاق (في الحقيقة، أبتسم له).

(25)

صار يصيبنا ما هو مكتوبٌ على الآخرين.

(26)

الذِّكريات ليست بُردة، ولا استعادة، ولا استعارة، ولا وسادة، ولا مجازا، ولا نعالا، ولا غيمة (فلتبقَ الذكريات هكذا).

(27)

القشُّ يصطفي.

(28)

سيمضي الليل، وسوف يستيقظ الدُّب.

(29)

الكتابة أقصى درجات العجز، والتَّظاهر حقٌّ متاح للجميع (ما يعتبره الآخرون تظاهرا مني هو حقيقتي الدَّاخلية، وما يعتقدون أنه حقيقتي الدَّاخلية ليس إلا تظاهراً منِّي. يوكيو ميشِما، «اعترافات قناع». جرى الاقتباس من الذَّاكرة بالمعنى وليس بالحرف نظراً لعدم وجود الكتاب لديَّ في هذه الليلة).

(30)

الموت ليس حقَّا، ولا واجبا. الموت اكتساب.

(31)

يشتكي العشب أحيانا، ويبكي، وتمضي الأقدام (أو تتعثَّر) دوما دما. أما جنكيز خان فله رأي آخر: «أنا غضب الله على الأرض، وحيث يمرُّ حصاني لا ينبت العشب».

(32)

الإسفلت، والإسمنت، والبشر، والحجر، والأسلاف من الضحايا، وكل ذلك كان عنه مسؤولا.

(33)

الموت مبكِّر دوما، وعلى حق دوما.

(34)

رئتي صغيرة (يا أيُّها الهواء الصَّغير).

(35)

أين كنتِ في المعبد؟

(36)

لم يخرج الأرنب من الجحر بعد انقراض الجَزَر.

(37)

لا أحد منهم في المواجهة، وجميعهم في العقابيل.

(38)

هذا الوقت كئيب، ولن أستطيع أن أحبَّكِ في الرَّبيع.

(39)

المواقيت شَرْعَنة.

(40)

يذهب الأموات إلى السِّينما، ويعود الأبطال بالقتلى.

(41)

لم نتعب من الأسياد بل تعبنا من العبيد («ليست العبرة بالعدد/ عبدٌ واحدٌ يكفي»، قاسم حدَّاد).

(42)

لا تُعَوِّد قلبك على الفواصل (سيفعل الخافق ذلك حين يريد).

(43)

كم أنا خاسر. كم أنا عاجز عن الليمون، والأفلام، والتَّهاني.

(44)

التقينا ثلاث أو خمس أو عشر مرَّات (وبسبب ذلك لم يحدث الرَّحيل إلا مرَّة واحدة).

(45)

أشرقت الشمس اليوم أيضاً يا أيتها المراكب، و يا أيها الذين غرقوا.

(46)

جميعهم يندمون على الصَّليب (وكُلُّهم رفعوه إلى السَّماء).

(47)

أحدِّق في ميلادي (الميلاد يقتلني، ويؤذيهم).

(48)

يستطيع المرء أن يميِّزهم بسهولة (لفرط عدد جمهور المسرحيَّات).

(49)

يصير الأمر مثل من يَتَمْنْطَقُ بالهواء.

(50)

يخافون من قبر أمُّه (ويرجمونه هناك بالضَّبط، ولن يدفنوه هناك بالضَّبط).

(51)

أيها البحر: ليست السَّماء وراءك، بل الصَّرخات.

(52)

لا أريد أن أكون شجاعا. لا أريد استراحة المحارِب. أريد أن أموت كما يموت كل مُتعَب.

(53)

الكتابة تعظيم للنِّسيان.

(54)

لا يمكن أن يكون هناك ما هو أكثر متعة، وحزنا، وحسيَّة، وغبطة من التَّدخين في أفلام الفنلندي أكي كورسماكي (وإذا تجلى التَّدخين بما هو أروع من ذلك -- لا سمح الله -- فإني سأقلع عن هذه العادة السيئة فورا).

(55)

الغضب أهم من الحب والخبز؛ فهو التَّعبير الأسمى عن الحريَّة. كُن غاضبا ولو جائعا. بمعنى آخر: كُن فلسطينيَّا من أهل غزَّة، أعلى من المناديل وفوق الطَّحين، دوما. ولا يفوتنَّك، في خضم ذلك، أن تقول لنا (وليس لأي أحد آخر): «مَعَلِش».

عبدالله حبيب كاتب وشاعر عماني

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

مصطفى الفقي: أوباما كان سيلقي خطابه في مصر من جامعة الأزهر وليس القاهرة

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

قال المفكر السياسي مصطفى الفقي إنه كان هناك حالة من التفاؤل حينما تولى باراك أوباما رئاسة أمريكا نظرا لأصوله الأفريقية في كينيا، إلا أن الإدارة المحيطة به أخبرته أن الولايات المتحدة لديها أزمة مع العالم الإسلامي وزعموا أن الإرهاب الإسلامي يستهدف الأمريكان.

وأضاف الفقي خلال ندوة نظمتها لجنة الشؤون الخارجية بنقابة الصحفيين برئاسة الكاتب الصحفي حسين الزناتي وكيل النقابة، أن إدارة أوباما نصحته بضرورة أن يخاطب العالم الإسلامي من إحدى الدول الإسلامية واقترحوا بعض الأماكن من بينها الدار البيضاء وجدة وإندونيسيا لكنهم أكدوا أنه لا يمكن مخاطبة العالم الإسلامي إلا من مصر الأزهر.

وأوضح أنه كان من المفترض أن يكون خطاب أوباما في 2009 من جامعة الأزهر وليس من جامعة القاهرة، وبدأه ببعض آيات القرآن الكريم.


وأكد حسين الزناتى وكيل نقابة الصحفيين رئيس لجنة الشئون العربية والخارجية بها على أن منطقتنا العربية أصبحت وكأنها قدر مكتوب عليها أن تبقى ومعها حياة شعوبها على صفيح ساخن طوال الوقت، فلايمضى عام تلو الآخر إلا ونرى المزيد من التحديات فى مواجهتها، والكثير من الصراعات  مستمرة عليها، والمزيد من التوترات والانتهاكات التى وصلت إلى حد سفك الدماء من دولة الاحتلال ضد الأبرياء العرب،فى فلسطين ولبنان وغيرها  تحولت أمام العالم وكأنه أمر عادى ومعتاد دون. 
وقال على هامش ندوة " سوريا.. ومستقبل المنطقة " التى نظمتها لجنة الشئون العربية والخارجية  بنقابة الصحفيين: كل هذا  يأتى  فى ظل مجتمع دولى يعيش وكأنه لايسمع ولايرى، أوأنه يسمع ويرى الحقيقة بعينيه، لكن المشهد اصبح رائقا له، بل ورُبما يحث عليه لتحقيق مصالحه فى المنطقة، التى تسعى دولها أن تعيش فى هذا الأمان الذى يكفله لها المواثيق وأهداف المنظمات الدولية، لكنهاعلى المحك تجد وجهًا آخر ليتحول هذا  الأمان إلى خوف،  والسلام إلى حرب، والمستقبل إلى ماض  بممارساته المستمرة من الظلم والواقع المرير  على دول  بسبب دول أخرى لاتترك لها سوى فُتات العيش وأدنى مقوماته.
مشيرًا إلى أنه فى هذا السياق تأتى ندوة لجنة الشئون العربية عن مستقبل المنطقة العربية، بعد عام مرير من الأحداث عليها، أنهت أيامها الأخيرة بما جرى فى سوريا وسقوط نظام بشار الأسد، وصعود قوة جديدة، الكثيرون يبحثون فى ماهية وجودها وتداعيات ذلك ليس على سوريا فقط، ولكن على المنطقة كلها، بعد هذا الصعود السريع والمفاجئ لها.
فكان هذا اللقاء الذى دعونا فيه قامات كبيرة لتقدم رؤاها وتحليلها، فيما حدث خلال العام التى انتهت بماجرى فى سوريا، وكيف ترى المستقبل  فى المنطقة فيما هو قادم، وفى مقدمة هذه القامات المفكر والسياسى البارع د. مصطفى الفقى، الأستاذ الذى تعلم على يديه أجيال وأجيال علوم السياسة، مابين النظريات والتطبيق، وصاحبتها التجربة العملية، التى جعلته دائما قريبًا من الأحداث، ودائرة صناعة القرارات وبخبرته وحنكته ووطنيته بقى عطائه إلى الآن فينتظره  الكثيرون للاستماع إلى رؤيته  فى هذا اللقاء الهام، وهو السياسي المصري، الذى شغل سابقا منصب سكرتير رئيس الجمهورية للمعلومات والمتابعة  وكان سفيرًا لمصر فى النمسا، وسلوفانيا وكرواتيا، ومستشار السفارة المصرية في «الهند» وأستاذ العلوم السياسية ومدير معهد الدراسات الدبلوماسية، ورئيس الجامعة البريطانية في مصر وعضو لجنة الشرق الأوسط في اتحاد البرلمان الدولي اللجنة الاستشارية لاتحاد البرلمان الدولي الخاصة بالأمم المتحدة ومدير مكتبة الإسكندرية.
وأيضًا فى هذا اللقاء كانت الدعوة للسفير حازم  عهدى خيرت سفير مصر الأسبق بدمشق، فهو صاحب التجربة العملية هناك على مدار أربعة سنوات هناك فى الفترة من 2003 إلى 2007، وكان سفيرا لمصر فى تشيلى ودولة الاحتلال الإسرائيلى، غير عمله فى سفارات مصر فى هولندا وواشنطن، ودوره الدبلوماسى على مدار تاريخه بالخارجية المصرية، وهو الآن مستشار وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية للتعاون الدولى.
وكذلك سيادة اللواء الدكتور وائل ربيع مستشار مركز الدراسات الاستراتيجية بأكاديمية ناصر العسكرية، بخبرته العسكرية والعلمية، ورؤاه الاستراتيجية التى نستعين بها فى التحليلات الموضوعية للجانب العسكرى، والمرتبطة بعناصر الأمن القومى، ونحن فى أشد الاحتياج للإستماع إليها الآن، فى ظل هذه التوترات العصيبة سياسيًا وعسكريًا فى المنطقة.
وأيضًا اللواء أركان حرب أيمن عبد المحسن، عضو مجلس الشيوخ، المتخصص فى الشأن العسكرى والاستراتيجى بخبرته العلمية والعملية، والسياسية، على الأرض،  لنرى معه تحليله، لواقع الأمن القومى العربى فى ظل هذه التوترات فى سياقه العسكرى.
 

مقالات مشابهة

  • بريتني سبيرز تقول إنها أمضت أفضل عيد ميلاد في حياتها لهذا السبب
  • سوريون: نظام الأسد أُجبرنا على تغيير شهادتنا بشأن هجوم كيميائي
  • شهود على مجزرة الكيماوي في دوما السورية يكشفون تهديدهم لإخفاء الحقيقة
  • أكثر فرق الدوري .. منشور مثير من خالد طلعت عن مودرن سبورت
  • فيلم كاتساروس يمثل مصر في مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية
  • مصطفى الفقي: أوباما كان سيلقي خطابه في مصر من جامعة الأزهر وليس القاهرة
  • محمد عبد الجليل: لا يُمكن لوم الجمهور لكن الأهلي معروف بمساندة الجمهور وليس تسليمهم
  • أزمة لصناع المحتوى.. يوتيوب تشن حملة على الفيديوهات التي تحمل عناوين مثيرة للانتباه
  • الجديد: تفكير مسؤولي المصارف محصور في «الأرباح» وليس في تطوير الخدمات
  • الهجوم الكيميائي على دوما.. شهادات تدين نظام بشار الأسد